Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بساط التاريخ الحميري.. آيلة للسقوط !

مكان يتصفْ بالغرابة ثمة أنقاض جمة وحجارة ودعت الحياة لكن في المقابل ثمة  تاريخ يطلع حياٍ…جلياٍ من بين آثار قصور تدمرت ومبان ضعفت لكن بعضها لاتزال منتصبة عالية صامدة…وإن بدت متضعضعة…متهالكة…آيلة للسقوط في أي لحظة.

 

إنها «ظفار» منبع تراثنا التاريخي عاصمة مملكة حمير قرية الملك العظيم «أبو كرب أسعد» المعروف باسم «أسعد الكامل» التي تركت فتوحاته وانتصاراته أثراٍ كبيراٍ في ذاكرة اليمنيين ومازلنا نفخر بها الى اليوم. ولهذا الملك رحلة طويلة معها أوصلها الى قمة المجد والازدهار والقوة وجعلها رمزاٍ للفخامة والعظمة والبهاء.

 

مدينة تاريخها وإطلالتها الشبيهة بجنة خضراء تروي حكاية مكان كان يوماٍ ما عظيماٍ من يمر بجانبها يتمنى العيش فيها وسط الأطلال حيث السكينة والهدوء والتاريخ النائم بين الصخور وحول آثارها تمتد أرض شاسعة تتبعثر فيها بقايا من السور القديم كلما تغادر فيها موقعاٍ تجد نفسك في موقع آخر أجمل منه تصيبكم الدهشة لغرابة تصميم صهاريج المياه المحفورة على الصخور والكهوف المنحوتة بتصميمات هندسية رائعة والأنفاق السرية تحت الجبل والسجن المعلق على صدر الجبل والمعبد الحميري والنقوش المسندية العجيبة والسدود الحميرية القديمة.

 

من الصعب أن ندير ظهرنا لهذه المنطقة التي تْعد منبعاٍ لتراثنا التاريخي وتمتلك حضارة عريقة امتدت على مر العصور. كانت ظفار عاصمة تزخر بالعديد من المعالم التاريخية الهامة التي لاتزال تحتضنها ذاكرة القلب والوجدان.

 

وبعد كل هذا المجد التاريخي العظيم أصبحت الآن قرية للأسف الشديد منسية مهملة تتعرض للنهب والسلب والتدمير بشكل مستمر حتى المقبرة الحميرية لم تسلم وتتعرض بصورة شبه يومية للنبش والنهب والحفر من قبل أهالي القرية والقرى المجاورة بحثاٍ عن الكنوز الأثرية المطمورة تحت أنقاض المدينة التي سرق من آثارها الكثير ولم يتبق الا القليل في متحف صغير هزيل يصيب الزائر الدهشة للحالة السيئة للمتحف والتي تزداد عاما بعد عام!

 

«ظفار» حلقات تاريخ مغلفة بالأسرار الغامضة ونسأل هنا لماذا تهمل هذه المدينة وهيِ جزء من تاريخنا المشرق! وكيف تْسرق آثارها بكل يْسر وكأن الأمر لا يعني أحداٍ ومن المسؤول عن هذا الذي يحدث أمام نظر المسئولين المحليين والمعنيين بالآثار ¿

 

لماذا لا توجد عمليات ترميم لهذه المواقع التاريخية وإن وجدت فهيِ عمليات ترميم عشوائية وغير مخطط لها¿

 

أين الرقابة من قبل إدارة المتحف للآثار التي تختفي يوما بعد يوم من داخل المتحف نفسه ¿

 

دائماٍ ما نسمع أن البعثة الأثرية الالمانية تكتشف آثارا في ظفار وفي جبلة وفي عدة أماكن أخرى ولم نسمع أن يمنيين اكتشفوا أي شيء ولا حافظوا حتى على ما يتم اكتشافه !!!

 

إذاٍ ياترى من سينقذ ظفار من هذا النهب والإهمال في ظل غياب الجهات المسؤولة ولماذا تأتي التعزيزات الأمنية لحراسة موقع آثار بعد أن يْصبح الموقع فارغاٍ من الآثار¿!

 

وكيف ستكون النهاية لمكان هو تاريخ ومجد وشرف كل اليمنيين¿¿¿¿!!!!!..
 

غادة الحسيني

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share