Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دمـــار الشــعـوب العــربيــة

لقد اخذني الوجوم واستولت علي الدهشة في كثير من الأسى والألم حين راودني الاحساس بدمار الشعوب العربية التي كل يوم تنهار واحدة تلو الأخرى وأرى الدمار الحضاري والفكري استولى على الكيان الإسلامي للمسلمين ورحت اتساءل أصحيح أن ذلك الكيان الممتلىء صحة وعافية من الفساد والأوبئة والذي يفيض مرحا يمسي بين عشية وضحاها جثة هامدة لا حراك فيها لا تبدي ولا تعيد حقا لقد كان كياناٍ تهابة النفوس وقرة العيون والحقيقة أننا اليوم لا نعرف ماذا حدث بالضبط وما أسباب هذا الدمار الحضاري لحضارة عريقة كحضارة المسلمين..

إن الدول العربية تقف أمام منعطف تاريخي حاسم يتمثل في تحقيق السيادة التامة لدولها وديمقراطيتها والتي لا بد أن نعرف الكثير من معالم تلك التجارب السياسية لتلك الدول ونقدر كل الابعاد الحقيقية والتخيلية وعلى كل الجهات أن نقيس كل التصورات للقيادة الحاكمة والمحكومة والذي تنطوي تحته مسمى أو عنوان المشاركة السياسية المتمثلة تحت حرية الرأي والمشاركة في القيام بنهضة الدول العربية ولعلنا نتصور الظروف المحيطة بجهود بناء الدول العربية الحديثة عموما وعلى وجه الخصوص دولة اليمن في التنظيمات السياسية المختلفة والتي يمكن تسليط الضوء على النموذج التاريخي للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومن ثم 30 نوفمبر التي برهنت من خلالها أن اليمنيين أهل للثقةس وأهل للحرية وهذا ليس مجرد كلام بل أنه حقيقة لا تنسى مدى العصور وفي كل يوم نجد أن المعادلة السياسية لا توفر الاتزان لدولها وهذا بدوره آثار الكثير من المخاوف لدى عامة الشعوب وأدى إلى الكثير من الاشكاليات والمعوقات في بناء الطبقة الحديثة التي كنا نرجوها ونسعى لتحقيقها إن ما حدث وما سيحدث يجعل الرْعب كائناٍ يمتد إلى ما لا نهاية ويحفر حفرا عميقة يملأها البؤس واليأس وتدفن فيها النور وخيوط الشمس الذهبية وتساؤلات كثيرة تسأل وتدور في الأفكار وتغمس في الاذهان أهمها ما هو واقع بناء التنظيم السياسي في مجتمعات متخلفة جامدة في الأفكار لم تتح للطبقات فيها أن تتبلور وتأخذ شكلها الحقيقي بشكل واضح وصريح.

إن الجزء المهم من هذا وذاك والذي يثار فيه التساؤل حول امكانية بناء وطن ديمقراطي وكذا تجربة سياسية بكل الأبعاد في مجتمع قبلي متخلف كاليمن حيث تغزو عليه المصالح الشخصية والانتماءات الحزبية المتعطشة إلى الدماء والساعية إلى الدمار والتساؤل الأخير الذي يطرح نفسه هو كيفية الاحتمالات المستقبلية لهذه البلدان وهذه الأوطان التي كواليسها من وسائل التحديث السياسي فقط وممارسة سياسة القنص الليبرالي والدستوري في ظل فساد أولاٍ ومفسدين ثانيا وكيف ستبقى كرامة الإنسان في وطنه تباع كرامته لغيره..

كتبت وأنا لا أدري هل سينظر إلى هذه الكلمات بعين العناية وتدبر في معانيها ويحكم لها أو عليها بكل ما فيها دون زيادة أو نقصان..
 

فاطمة عبداللطيف خاتم

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share