Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ليلة في مستشفى العجائب!!

يَعرف الطب بأنه مهنة ملائكة الرحمة مهنة الشرفاء الذين ينظرون الى هذا المجال انه لخدمة الانسان بغض النظر عن العائد المالي وكذلك تنشأ المستشفيات وخاصة الحكومية لهذا الغرض لتقديم الرعاية وتطبيب المرضى من المواطنين مجاناٍ او بمبالغ زهيدة ورمزية اذا لزم الحال وتقديم العلاجات الضرورية للحالات الطارئة مجانا مثل «الجلكوز» والحقن الإسعافية المصاحبة وهذا هو الحال في مستشفيات حكومية عديدة لكن ما وجدته في المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء غير هذا كله فالمستشفى الحكومي خلال فترة الصباح يتحول في المساء بقدرة قادر الى مستشفى خاص بل ان الخاص اهون .. ما شاهدته خلال بضع ساعات ليلية لم يكن بالهين فالطبيبات والممرضات اليمنيات ليس لهن وجود في قسم الطوارئ الخارجية بالمستشفى لانهن يرفض المناوبة الليلية بالقسم بينما يسارعن للمناوبة في المستشفيات الخاصة التي يعملن فيها والمريضة التي تَسعف إلى طوارئ الجمهوري تضطر الى ان يفحصها طبيب رغم أن عدد الطبيبات بالمستشفى يفوق عدد الاطباء ولكن للأسف الشديد فإدارة المستشفى غير قادرة على جعل الطبيبات والممرضات يناوبن بقسم الطوارئ كما ان قسم الطوارئ تسوده الغوغائية والعشوائية كأنه سوق عكاظ لاتوجد حرمة او احترام للمريض فالداخل داخل والخارج خارج لاتعرف الصحيح من المريض ليس هذا فحسب بل ان اسعار المعاينة والفحوصات والعلاجات التي من المفترض انها مجانية او زهيدة تتضاعف في المساء الى الضعف في كل شيء سواء كانت اجرت المعاينة او الفحوصات فعلى سبيل المثال جهاز الرنين تكلفته في الصباح وقت الدوام الرسمي اربعة آلاف ريال بينما تصل تكلفته في المساء الى ثمانية آلاف ريال وعند سؤالي لصندوق الطوارئ لماذا هذا ¿ اجاب انهم يستدعون المختص من منزله ولهذا فان التكلفة تتضاعف ولم يخف احد الممرضين الذين وجدت في قلبه قليلا من الشفقة انه في احد الايام قام بجمع تبرعات من الاطباء ومن المرضى لمساعدة احد المرضي لعمل الرنين نظراٍ لانه لم يكن يملك المبلغ الكافي .

بقسم الطوارئ ممرضة واحدة هندية تتنقل بين المرضى من واحد لآخر كأنها نحلة تتنقل من زهرة لاخرى بينما للأسف الشديد ترفض الطبيبات والممرضات اليمنيات المناوبة بالمستشفى بقسم الطوارئ متناسيات واجبهن الانساني والأخلاقي تجاه المرضى دون ان يكون هناك أي رادع او ضابط تجاه هذه التصرف الاانساني.

الكثير والكثير وما خفي كان اعظم في متاهات مستشفى تم ترفيعه الى هيئة طبية لايكترث مسئولية حتى لزيارة واحدة الى قسم الطوارئ اثناء المناوبات الليلية للاطلاع على احوال القسم والمرضى وخاصة بعد ان عجزوا عن الزام الطبيبات والممرضات بالمناوبة بقسم الطوارئ الخارجي بالمستشفى.

لدينا وزير للصحة العامة من خيرة الدكاترة المشهود لهم بالتجاوب والتعاون في شتى المجالات الدكتور احمد العنسي له الكثير من التجارب والنجاحات هل سيلتفت الى مثل هذا الوضع المشين في حق مستشفى يجب ان يكون انموذجا لبقية المستشفيات..
 

منصور الآنسي

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share