Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وعاد البوليس الديني!!

نيزان توفيق

يعلم الله كم يقشعر جسدي النحيل حين أقرأ بضعة سطور عن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى.. وهو تاريخ مكتوب بالدماء والدموع والدمار نهج محاكم التفتيش التي أنشأتها الكنيسة لتفتيش ضمائر العباد لمدة ثمانُ وعشرين ساعة في اليوم والليلة !

ولك حرية الاعتقاد ولكن سرعان ما يذوب هذا الاعتقاد أو ذلك الرأي أو تلك الرؤية حينما تخالف معتقدات وآراء الكنيسة ورجالها وإلا فأنت مهرطق أو زنديق وفي كلتا الحالتين التهمتين لا شيء أمامك وأقول لا شيء سوى التغيير الفوري والجذري لآرائك ومعتقداتك وإن كانت مبنية على ثوابت فكرية وقواعد علمية بما يتوافق وفلسفة الكنيسة أو الموت حرقاٍ!! كحال عديد العقول النيرة والخيرة إبِانِ حكم الكنيسة وكم هي الأرواح التي أرسلها رجالها أو بالأصح بوليسها الديني إلى السماء¿!! بالمئات بالآلاف.. بل أكثر من ذلك بكثير !!

ترى لماذا أكتب هذه الاطلالة عن الكنيسة وأوثانها من محاكم تفتيش وبوليس ديني لم يعد أيَ منها موجوداٍ إلا على أرفف المكتبات وصفحات النت¿! هذا ما كنت اعتقده حتى حدث ما حدث وما يزال يحدث في ساحات الاعتصامات..

فمن حيث لا ندري «نبعت» الجماعات المتشددة أحد تكوينات «التجمع اليمني للاصلاح» فراحت تمارس ساديتها بأسلوب سافر فاقدٍ للعفة والعفاف!!

كان المفترض بهذه الجماعات الموجودة في ساحات الاعتصامات والمندسة في اللجان الأمنية والتنظيمية أن تنأى بنفسها عن المشاكل على الأقل في هذه المرحلة لكنها مارست أنواع وألوان القمع الفكري والمعنوي بحق المواطنين المعتصمين في الساحة تارة تعتقل شبابا بتهمة أن شعورهم طويلة أو أظافرهم طويلة فتقوم بحلاقة رؤوسهم وقص أظافرهم لأن هكذا أشياء من وجهة نظرها المتخلفة من مظاهر الميوعة!!

   وتارة أخرى تمنع دخول فتيات إلى ساحات الاعتصامات بحجة أنهن كاشفات وجوههن وهو عذر أقبح من ذنب!!

هذه الجماعات الأصولية أو بوصف أدق: البوليس الديني صادرت الأسبوع الفائت صحيفة «الساحة» الشبابية من ساحة التغيير لأن الإصدار تضمن خبراٍ عن الاعتداءات الفاشية التي مارستها هذه الجماعات الرجعية قبل بضعة أسابيع بحق عدد من الناشطين والصحافيين «أروى عثمان وداد البدوي جميلة علي رجاء هدى العطاس سامية الأغبري محمد العلائي محمد العبسي فكري قاسم وآخرين» هذه الجماعات صادرت العديد من المنشورات الصحافية التي يصدرها الشباب في غير اعتصام ونكلت بأصحابها!

فضلاٍ عن تحطيمها لمنصات الاعتصام بتهمة إذاعة الأغاني كما حدث مع منصة محافظة لحج !! ليس هذا وحسب بل راح هذا البوليس يمنح نفسه الحق بالتشكيك في ولاء ومعتقدات كل من لا يروقونه فهو يمنح صكوك الوطنية لمن شاء وينزعها عمن شاء! وبدون أي مقدمات يتهمك بالعمالة كما حدث مع غير مواطن دون أن تدري عميل لمن وضد من !! عميل لصاحب البقالة أو للمقوتي أم للحزب الاشتراكي!! بل وله الحق وكل الحق في اعتقالك وضربك وسجنك ومحاكمتك وقد تضيع من على وجه الأرض قبل المحاكمة !! قمع للحريات المدنية والشخصية بصورة واضحة وفاضحة!! تدعو للقلق بل والخوف أيضاٍ!!

يا اخوتي..

بالأمس القريب نهضت من فراشي المتخم بالوهن والكسل فوجدت كنيسة القرون الوسطى بكل عتادها وعديدها الكهنوتي منتصبة أمام ناظري وكانت في لبوس تنظيم سياسي كنائسي أرعن!!

هذه المرة بدت رغم عنفوانها أكثر طيشاٍ وأشد غباء من ذي قبل!!

وبالكاد تمالكت نفسي محاولاٍ النهوض حتى «نِكúعِ» رجالها بوليسها إلى سويداء ضميري إلى باطن تلافيف الوعي والوجدان يبحثون عن أشياء لا يعرفون ما هي ماهيتها وبكل وقاحة راحوا يحاولون قراءة ما يعتمل داخل قلبي!!

     يا ألهي ماذا يريد هؤلاء الحمقى¿! عن ماذا يبحثون بالضبط¿!!

إنهم يفتشون في النيات مهنتهم القديمة القبيحة لكنهم في حالتي هذه ولحسن حظي لم يجدوا أثماٍ على عاتقي اعتقدت لحظتها أنهم سيقولون لي: باركك الرب أيها الشاب! ثم يعتذرون وينصرفون!! لكنهم قيدوني وبثوا علي الخبر بأن قلبي «يساري».. فقد اكتشفوا بما لا يدع مجالاٍ للشك أن قلبي لم يكن في وسط صدري بل يسار جسدي!!

ذنب لا ذنب لي فيه لكنه عظيم لا تعفره أسفارهم لذا أجمعوا بعد أن تشاوروا على مصادرة قلبي لكنهم بعد أن نزعوه لم يصادروه بل وضعوه على يدي اليمنى كما قال لهم كبيرهم!!

وليحفظكم الله وقلوبكم يا أخوتي من زنانير الكهنة وجلابيب الرهبان وقلنسوات القساوسة..
 

nezan20@hotmail.com

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share