Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الصديق الأفعى

لم يحدث أن استمتع الناس بشهواتهم الزائدة إلى غير حد ثم استمروا إلى الأبد أقوياء متماسكين قادرين على الحياة ومن يراجع علاقته  بالآخرين يدرك أننا نعيش في زمن

 

يأخذ من أخلاق الناس أكثر مما يعطي ويسلب من وفائهم فوق ما يجزى زمن يجعل الواحد منا يبكي صديقه في الحياة أكثر منه في الممات يبكيه لا لمصيبة في حاله أو ماله بل لمصيبة في دينه وخلقه.

 

سمعت أحد الناس يقول بأنه توسل لصديقه الأفعى كما يطلق عليه والذي أغناه الله بالمال وأفقره بالقيم في أن يتوسط لأحد أولاده الذي يدرس في مجال الصيدلة واحدى بناته التي تدرس مجال المختبرات لدى أحد أصحابه الذي يمتلك احدى المستشفيات الخاصة بأمانة العاصمة على أن يوجه بقبولهم في المستشفى مطبقين في مجال دراستهم مجاناٍ.. أي دون أن يدفع لهم المستشفى أي مرتب مقابل عملهم وذلك بغية أن يدفع بهم التطبيق العملي في المستشفى إلى تحقيق نتائج عليا في دراستهم النظرية في كلياتهم الجامعية لم يكن صاحب المستشفى أقل من الصديق الأفعى في لؤم نفسه وخبث فطرته فالأول فتح عينيه في سن المراهقة ليجد نفسه أمام ثروة طائلة كوِنها له والده من سنين الاغتراب في إحدى دول الخليج والثاني تسلق على سلالم الشهرة والمجد لا بالورع والتقوى بل بما اعتاد عليه من مزاح منحرف وكيان مقلوب إذ أن من الثابت أن الكيان الناقص حين لا يكتمل بالطريق الصالح ولا يوجه التوجيه السليم يجنح إلى التكمله من طريق هابط.

 

فتيات يتجرعن في هذا المستشفى كؤوس المصائب والرزايا مقابل لقمة العيش فتساوم الواحدة منهن بين شرفها وقبولها في العمل وشباب ممن قادتهم مرارة الحاجة للعمل في المستشفى نفسه يجبرون على الزواج من بعض الفتيات اللواتي يقعن في براثن خبث وسفالة المدير والتي لا تقف عند هذا الحد من مناهل الدنس التي بلغ هو ومن على شاكلته من خلالها في دماء المحتاجين بل تتعداه إلى المضاربة بهم بين تجار العرض والشرف لتسهيل أعمالهم واستثماراتهم التي تضاعف في نفوسهم ظلمة الشر وتغرس في ضمائرهم نبتة الانحراف.. ولو جسمت مشاعر النفوس المقهورة أمام هؤلاء الأوغاد لتجسدت أمام أعينهم صورة من الآلام الخفية وهي تمد يدها إلى السماء إلى عالم يفيض بالتقوى والأمل والرهبة والنور.. عالم توكل لبارئه وخالقه ومصوره مهمة العقوبة والانتقام وما ذلك على الله بعزيز..
 

 

فاروق الظرافي

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share