Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الإقرار بالخطأ يستوجب تصحيحه

ابن النيل

 في واحدة من أبرز فضائل ما اسفرت عنه عملية القرصنة البحرية الصهيونية.. التي استهدفت حياة القادمين على متن قافلة الحرية لكسر الحصار المفروض قسراٍ ودون وجه حق.. على بني قومنا في قطاع غزة الفلسطيني.. جاءت زيارة الأمين العام لجامعة الدولة العربية.. إلى هذا البعض المحاصر من فلسطين التي نحب وكم كان بودنا أن يبادر السيد عمرو موسى بزيارته هذه قبل عام على سبيل المثال.. لتفقد أوضاع أهلنا هناك.. وملامسة ما فعلته حرب الأسابيع الثلاثة إياها بجميعهم وبممتلكاتهم بدلاٍ من أن تأتي زيارة معاليه وكأنما هي مجرد ردة فعل آنية.. بعد ما تعرضت له قافلة الحرية ذاتها بفعل الإنزال العسكري الصهيوني على عديد سفنها في عرض البحر وما أدى إليه فعل إجرامي كهذا من اندلاع سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية العارمة في الشارع العربي والدولي  على حد سواء.

 

وبعيداٍ عن كل هذا وذاك تأتي تصريحات السيد عمرو موسى حال زيارته لقطاع غزة المنكوب مثيرة للجدل والاستغراب في آن معاٍ ذلك أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الأمين العام لجامعة الدول العربية وعلى مرأى ومسمع من جميعنا بأن العرب أخطأوا في الدخول إلى عملية سلام مع الجانب الصهيوني لا نهاية لها فقد سبق وأن قالها في أكثر من مناسبة ودون مواربة لنكتشف بعدها أنها مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي ليس إلا.

 

لا جديد إذاٍ في هذا الذي قاله السيد عمرو موسى في هذا الاتجاه وإن كان قد أشار في سياق مؤتمره الصحفي ذاته إلى احتمال إعادة النظر في مجمل ما جرى انتهاجه من سياسات في هذا الشأن.. ربما قبل نهاية عامنا هذا وتحديداٍ في شهر  سبتمبر القادم إن لم يلمس العرب تقدماٍ حقيقياٍ في عملية السلام هذه وكأنما المساحة الزمنية الفاصلة ما بين زيارة الأمين العام لجامعة الدولة العربية إلى قطاع غزة الفلسطيني المحاصر قبل أيام قلائل وبين ما ارتآه موعداٍ حاسماٍ لانتهاء صلاحية ما انتهجه نظامنا الرسمي العربي من سياسات عقيمة في هذا الخصوص.. كافية لإحراز التقدم الحقيقي الذي يرتجيه وقد مضى على دخول العرب الذي يتحدث باسمهم دوامة المفاوضات الماراثونية إياها بكل ما تخللها من تقديمهم جملة من التنازلات المجانية المهينة لمغتصبي حقوق أهلنا في الوطن المحتل أكثر من ثلاثين عاماٍ لم نشهد خلالها أي تقدم يذكر باتجاه ما كان يبتغيه أصحابها مع كامل تحفظاتنا المبدئية والمشروعة على مثل هذا الخيار السياسي البغيض الذي لا يعدو كونه نوعاٍ من التسليم بالعجز في مواجهة أعدائنا وأعداء أمتنا أو كأنما سوف تشهد الأشهر القليلة القادمة ما لم تتسع لحدوثه سنوات طويلة مضت.

 

وما دام العرب قد أخطأوا بالفعل في ما اعتبروه خياراٍ استراتيجياٍ لا رجعة عنه أو سبيلاٍ وحيداٍ لإدارة صراعنا التاريخي مع العدو وهو ما قاله السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مرات ومرات فلا أمل إذاٍ من أن يتحمل المخطىء مسؤولية تصحيحه اللهم إلا إذا كان في نيته التمسك به.
 

ibnuneel@yahoo.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share