Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قلت لك اسمها.. العقيق

منى صفــوان

 

العقيق.. اسم يثير السؤال عن معناه..! لمن لا يعرف العقيق اليماني  وان تجاوز سؤال المعنى عند اليمني فان هذا الاخير لن ينجو من سؤال:  ولماذا هذا الاسم بالذات…لقناة تلفزيونية!

 

وان تجاوزنا الان الاسم الثقيل للقناة صاحبة القافين و القاف هو  الاصعب في النط لنجتازه الى مضمونها  الاعلامي و  التي يكتب  اليوم تحت اسمها ” بث تجريبي” فان التوقع يشير  الى ان هناك جديدا ربما تود هذه القناة ” القافية” قوله وقد تنجح و لكنها لن تخفق كثيرا. كون من خارج اليمن يتوقون فعلا لمعرفة البلد المعزول إعلاميا و يتوقعو ن ان يقابلوه في بيوتهم.

 

هناك من يتشوق لسماع لغة اليمن وثقافته والتعرف عن قرب على قيمته الحقيقية  انهم فعلا شغوفون  بكل ثقافته…و حروفه اللغوية. فلليمن عشاق كثر. .. وللامانة فهو يحظى ايضا بعدد اكبر من الجاهلين والمتجاهلين له.

 

فتجربة الاعلام اليمني التلفزيزوني كانت محبطة فهي لم تستطع اختراق الفضاء و أبقت اليمن في عزلته وكرست صورته النمطية التقليدية.

 

فعزلة اليمن التاريخية التي فرضها موقعه الجغرافي قبل ذلك وازماته الداخلية بعد ذلك قبلها الاعلام اليمني التلفزيوني ولم يسع لفكها.

 

وطبعا في عالم الفضاء لاتوجد عزلة ولكن كيف نظهر¿  وان نجعل الاخرين منشدين لنا على الدوام في ظل هذا الزحام والمنافسة في هذه الفسحة التي لا قواعد ثابته لها نكون مضطرين لتقديم افضل  ما يمكننا و”العقيق” المثيرة للحذر عند البعض منذ بدايتها تبدأ فعل ذلك تفعله  مسنودة  على ارث يمني لم يظهر بعد وعلى رغبة في تحديث مستوى الإعلام اليمني. في وقت نحن في امس الحاجة لقناة يمنية تظهر اليمن البعيد …اليمن الوحيد…. اليمن..  السعيد في عالم الفضاء الذي تغيب فيه اليمن.

 

العقيق تدشن مشروعها بهدف الوصول الى خارج اليمن وبهدف إخراج اليمن بوجود صورة مشتركة ترضينا وتجذب غيرنا.

 

ببث تلفزيني يهتم بالصورة بكل متعة الرؤية  وفنونها وخلف الصورة تهتم العقيق بمن الذي سيحررها اي سيحرر الصورة والكلمة.

 

تهتم بمن الذي سيظهر على شاشتها ومن الذين ستهتم بهم فهناك أخيرا قناة يمنية تهتم وتهتم  دون استخدام الطريقة التقليدية  وتسليم الأمر لمختصين لهم خبرة في هذا المجال وليسوا بالضرورة يمنيين وينعكس ذلك بمستوى  الاهتمام بالإنتاج البرامجي الدرامي شبه المشترك بين منتجين يمني و منفذين من خارج اليمن وفي داخل اليمن تخرج الكاميرا أخيرا من صنعاء المركز و توجد كاميرا “للعقيق” ايضا خارج اليمن.

 

العقيق مع مرور الوقت سيبدو اسما سهلا وبسيطا و شيقا ولكن هذا ليس بالامر السهل  فاجتياز صعوبة الاسم إلى سلاسة المضمون الذي تقدمه القناة سيعني بذل جهد اكبر وسيعني أن تشرح كل مرة معنى اسمك.

 

ان صديقتنا الجديدة صاحبة الاسم الأصعب يمكنها ان تفعل ذلك و لكن قبل أن  نعول عليها ونسمح لها ان تجذب عشاقا جددا لليمن  .فلنتمنى ان تنقذ نفسها من الفخ السياسي الذي اصاب الصحافة و التي هي بطبيعة الحال ابنة السياسة و لكن ليس  على الإعلام التلفزيوني الذي يود ان يخرج للعلن  ان يقع في هذا الفخ.

 

وكون العقيق مشروعا استثماريا ذكيا لأصحابه   فإن هذا لاينفي غياب هدفها النبيل حول  ما يهمنا نحن  كيمنيين “بلا مشاريع تجارية” و هذا ما يسمح لنا بالاجتماع حول العقيق.. أن إيجاد سوق جديدة للعقيق “القناة”  يعني إيجاد  سوق جديدة لليمن  و مستثمرين جددا لبلد خام  بلد يملك الكثير من  مقومات الاستثمار دون وجود استثمار  فيكون دور القناة اهم من دور الهيئة العامة للاستثمار مثلا كممثلة للحكومة لأنها تصل لمن لا يصل لهم ولأنها توضح صورة اليمن بعيدا عن المألوف.

 

إن الفضاء يسمح بذلك إن اليمن الذي يظهر مقلقلا امنيا وإرهابيا و يعاني من الأزمات يمكن لإعلام قوي أن يسهم ليس فقط في تحسين الصورة بل في تهدئة الأمور لكن عليه أن يكون ذكيا و حساسا… لهذه النقطة في بلد هو خام فعلا كاليمن.

 

فقد كانت مهمة كسر عزلة الفضاء هي مهة الحكومة على مدى السنوات السابقة وأخفقت فيها كل الحكومات العربية لأن الفضاء لم يعد يتسع لأصواتها الرسمية التي لم يعد يصدقها أحد وسمح هذا لمنافسة  القنوات الخاصة التي تتجنب الصبغة الرسمية وتكفر بالأهمية السياسية وتعتنق الأهمية الاقتصادية لها كرأس مال يحرك و يدير الفضاء ليعيد إنتاج نفسه كسلطة منفردة بذاتها حتى وان تحالف المال مع السلطة لإنتاج اعلام قوي وهو كان دائما يفعل ذلك فإنه يرجح الكفة لصالح الإعلام صاحب الصوت الأكثر تاثيرا وهذا ما جلعنا نشاهد قنوات فضائية عربية ترتبط بالطبقة السياسية العربية دون ان نشعر انها تعبر عن راي الحكومات العربية…

 

وهذه  تهمة  صريحة لا يعفى منها أحد.. ولا حتى القناة حسنة السمعة..”الجزيرة” 

 

واليوم في عالم الفضاء لم يعد للحكومات دور إنها فقط تحاول ان تحابي أصحاب النفوذ الجدد او تختفي وراءها واصبح للافراد ذات اهمية الدول فمن الذي سيشاهد اليوم قناة حكومية لمصر مقابل قنواتها الخاصة وكذلك الأمر في الخليج وهذا ما كان يحدث لقناتنا الرسمية  فالقنوات الرسمية مهما كان بريقها فمرتادوها أقل حتى من اليمنيين انفسهم و يبقى الفضاء هو فضاء الأقوياء الذين فرضوا ثقافتهم.

 

لذا يغني الفن الخليجي بأصوات لبنانية ومصرية  تونسية مشهورة المال صنع تاريخا وتراثا وفنا واليمن بلد الفن والتراث خرج من المعادلة وهو ماليس عادلا بالمرة “لذا تستحق العقيق ان نجتمع حولها” ان كانت ستعيد تنظيم اللعبة وتعيد لليمن بريقه عربيا.

 

خرج اليمن من اللعبة لأنه كان الأفقر فضائيا واليوم عليه ان يستعيد مكانته و سلطة المال أشد من سلطة السياسة ولكن لأننا كإعلاميين وكيمنيين نحتاج ان يسمع صوتنا فإن العقيق يعول عليها ان تحقق ذلك نأمل و نخاف ونجتهد معها وإن أخفقت فيمكن إصلاح الاخفاق ولكن الاهم ان تبدأ وأن لا تخيب ظننا.

 

صاحبة الاسم القافي.. العتيق.. تدشن الان مرحلة جديدة في الإعلام اليمني التلفزيوني.. نتابعه بخوف وامل .. و سواء نطقتها ياصديقي “عئيئ” او “عجيج” او “عكيك” ففي كل الاحول فانت  تشاهد قناة يمنية…
 

monasafwan@hotmail.com

 

Share

التصنيفات: منوعــات

Share