Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مئــــات الشـــرات مهــــــددة بالإفلاس‮ ‬

مئــــات الشـــرات مهــــــددة بالإفلاس‮ ‬
تفاقŸ تداعيات الأزمة السياسية على الاقتصاد والأوضاع المعيشية
تقرير‮/ ‬محمد مطير‮:‬
‮> ‬أكد خبراء‮  ‬اقتصاديون أن ما تعيشه اليمن منذ مطلع شهر فبراير الماضي‮ ‬هو أسوأ أزمة سياسية خانقة لم تشهدها اليمن من قبل في‮ ‬التاريخ المعاصر والتي‮ ‬ساهمت في‮ ‬انهاك الاقتصاد‮ »‬الضعيف والهش‮« ‬لدرجة أن ثمة شبح مجاعة‮ ‬يخيم على البلاد وأن اليمن قد‮ ‬يواجه كارثة إنسانية ستلقي‮ ‬بتداعياتها على المجتمع وستكون تكلفتها صعبة على المستويات كافة وهو الأمر الذي‮ ‬سيلقي‮ ‬بظلاله السلبية على حاضر الدولة اليمنية ومستقبلها والتي‮ ‬بدأت تلقي‮ ‬بظلالها على مختلف مناحي‮ ‬الحياة والمناشط الاقتصادية من خلال ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو في‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬وإصابة المؤسسات والجهات المعنية بالشلل التام وارتفاع الدين العام المحلي‮ ‬للدولة وتراجع الاحتياطي‮ ‬النقدي‮ ‬من العملات الصعبة وزيادة الأموال المهربة والتراجع الحاد في‮ ‬النشاط الصناعي‮ ‬والتجاري‮ ‬والزراعي‮ ‬في‮ ‬اليمن وتسريح عشرات الآلاف من العمال وزيادة نسبة الفقر في‮ ‬المجتمع‮ ‬وحذر الخبراء من أن استمرار المأزق السياسي‮ ‬المتأزم وحالة الجمود السياسي‮ ‬والتدهور الأمني‮ ‬المصاحب لها قد‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى كارثة إنسانية ستلقي‮ ‬بتداعياتها السلبية على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني‮ ‬بصورة كبيرة مالم‮ ‬يتم تدارك هذه الاوضاع خاصة وأن التكلفة الصعبة المترتبة على استمرار حالة الجمود في‮ ‬الأزمة السياسية في‮ ‬اليمن أمنياٍ‮ ‬واقتصاديا وإنسانيا تفرض على القوى اليمنية جميعها التحرك بسرعة من أجل تحقيق التوافق الداخلي‮ ‬والتوصل إلى حلول وسط لتجاوز القضايا الخلافية وإنقاذ اليمن من الوقوع بين براثن المجهول‮.. ‬مؤكدين أن المبادرة الخليجية لا تزال تمثل الآلية التي‮ ‬يمكن من خلالها العمل على تسوية الأزمة خاصة أنها تحظى بدعم كبير إقليمياٍ‮ ‬وعالمياٍ‮.. ‬
كثيرة هي‮ ‬مظاهر الأزمة الاقتصادية التي‮ ‬طالت مختلف أوجه النشاط الاقتصادي‮ ‬والتجاري‮ ‬والمالي‮ ‬حيث ارتفع التضخم إلى ‮٠٣‬٪‮ ‬هذا العام من ‮١.٢١‬٪‮ ‬في‮ ٠١٠٢‬م‮ ‬وتباطأ النمو الحقيقي‮ ‬في‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬الاجمالي‮ ‬إلى ‮٤.٣‬٪‮ ‬في‮ ١١٠٢‬م من‮ ‬8‮ ‬٪‮ ‬في‮ ‬العام الماضي‮ ‬وأن العجز في‮ ‬الميزانية اليمنية قد‮ ‬يرتفع إلى نحو عشرة بالمئة من الناتج المحلي‮ ‬الاجمالي‮ ‬هذا العام وهو أعلى بكثير من ‮٤.٦‬٪‮ ‬الرقم المتوقع في‮ ‬إبريل وأربعة بالمئة في‮ ‬العام الماضي‮ ‬وقال محللون أنه قد‮ ‬يقفز إلى ‮٧١‬٪‮ ‬وهو مستوى لم‮ ‬يسجل منذ حرب محاولة الانفصال في‮ ‬عام ‮٤٩٩١‬م وكذلك تأثرت المالية العامة للدولة بارتفاع الدين العام المحلي‮ ‬إلى اكثر من ‮٠٠٩ ‬مليار ريال‮ ‬وتراجع الاحتياطي‮ ‬النقدي‮ ‬من ‮٩.٦ ‬مليار دولار قبل اندلاع الاحتجاجات والاعتصامات في‮ ‬فبراير الماضي‮ ‬ليصل إلى ‮٧.٤ ‬مليار دولار بنهاية شهر‮ ‬يونيو الماضي‮. ‬وذكر مصدر مسؤول في‮ ‬الدولة أن الوضع الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬يسير إلى ما هو أسوأ في‮ ‬الوقت الراهن مبيناٍ‮ ‬أن دخل السياحة عام ‮٠١٠٢‬م كان ‮٢.١ ‬مليار دولار مقدار الخسارة حتى الآن ‮٠٥٥ ‬مليون دولار في‮ ‬القطاع السياحي‮ ‬وأكد تعرض قطاع النقل لأزمة حادة في‮ ‬الوقود خاصة وأن تجارة البضائع تعتمد على النقل والمشتقات النفطية سواء كانت الديزل أو البنزين حيث تضاعف ثمنها ثمانية أضعاف عن السعر الأصلي‮ ‬حيث كان سعر صفيحة البنزين ‮٠٢ ‬لتراٍ‮ ‬في‮ ‬السابق ‮٠٠٥١‬ريال‮ ‬يمني‮ ‬أما الآن فأصبح له سوق سوداء ووصل سعره مابين ‮٩ ‬آلاف ريال إلى ‮٢١ ‬ألف ريال‮ ‬يمني‮. ‬
كما تجلت الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية من خلال إرتفاع حاد في‮ ‬الأسعار وتأثر الحركة التجارية بشكل كبير نتيجة لانخفاض الريال اليمني‮ ‬مقابل الدولار الذي‮ ‬صار‮ ‬يتراوح سعره بين ‮٨٣٢ ‬و‮٥٤٢‬ريالاٍ‮ ‬يمنيا بينما كان سعر الدولار في‮  ‬بداية الأزمة‮ ‬يعادل ‮٤١٢ ‬ريالاٍ‮ ‬يمنياٍ‮ ‬بالاضافة إلى الارتفاع العالمي‮ ‬في‮ ‬الأسعار وزيادة تكلفة النقل كل ذلك أدى إلى زيادة في‮ ‬اسعار السلع الاستهلاكية بنسبة ‮٠٧‬٪‮ ‬أما الحركة التجارية التي‮ ‬تسببت في‮ ‬عجز الكثير من الأشخاص عن فتح الاعتمادات والالتزامات التجارية السابقة لعدم توفر السيولة حيث انخفضت نسبة الاستيراد عن العام الماضي‮ ‬بما‮ ‬يقارب ‮٠٥‬٪‮ ‬وذكر مصدر مسؤول في‮ ‬الغرفة التجارية أن ‮٠٦‬٪‮ ‬من موظفي‮ ‬القطاع الخاص المنظم وغير المنظم تم تسريحهم‮ ‬والبقية منحو إجازات بدون راتب إلى نهاية ‮١١٠٢‬م‮ ‬وإن هناك الكثير من الشركات في‮ ‬مختلف الأنشطة الاقتصادية أغلقت أبوابها وأن خسائر القطاع الخاص تتجاوز ‮٠٢ ‬مليار دولار بحسب تأكيدات الخبير المتخصص في‮ ‬الشؤون الاقتصادية والمالية والمصرفية الدكتور أحمد سعيد شماخ‮ ‬وكذلك تسببت الاضطرابات في‮ ‬انخفاض دخل أغلبية المواطنين إلى حد كبير‮ ‬مما جعلهم‮ ‬يلجأون إلى تخفيف إحتياجاتهم الاساسية بسبب توقف الكثير من الوظائف في‮ ‬القطاعين الخاص والحكومي‮ ‬مما أدى إلى انخفاض الاستهلاك خاصة في‮ ‬شهر رمضان الذي‮ ‬يعد الموسم الرئيسي‮ ‬للتجار مثل تجار الملابس والخياطين وتجار التمور لذا من المتوقع انخفاض عملية المشتريات نتيجة انخفاض الدخل وحذر الخبراء من أن الارتفاعات السعرية تضع صعوبات في‮ ‬وصول ‮٩‬ملايين من اليمنيين الفقراء للغذاء وما سيخلفه ذلك من أضرار نفسية واجتماعية مستقبلية لن تتجاوزها اليمن خلال فترة قصيرة وذلك مع توقع ارتفاع الفقراء في‮ ‬المجتمع إلى ‮٢١ ‬مليون شخص بحيث تبلغ‮ ‬نسبتهم ‮٥٥‬٪‮ ‬من تعداد سكان اليمن مقارنة بـ ‮٤٤‬٪‮ ‬العام الماضي‮.‬
ولكون الاقتصاد اليمني‮ ‬في‮ ‬الأصل ومن قبل الاضطرابات اقتصاداٍ‮ ‬ضعيفاٍ‮ ‬وهشاٍ‮ ‬يعتمد على الصادرات النفطية وخال من التنويع الاقتصادي‮ ‬ويتأثر بأدنى هزة قد‮ ‬يتعرض لها مثل قطاع الإنتاج الزراعي‮ ‬والذي‮ ‬يشكل ‮٠٥‬٪‮ ‬من العمالة اليمنية لكن مساهمته في‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬تتراوح ما بين ‮٢١ ‬و‮ ‬25٪‮ ‬حسب مواسم الأمطار بينما قطاع النفط الذي‮ ‬لا‮ ‬يضم سوى‮ ‬24ألف عامل‮ ‬يمني‮ ‬يشكل ‮٠٣‬٪‮ ‬من الناتج المحلي‮ ‬أما قطاع الصناعة الذي‮ ‬يعاني‮ ‬من وجود خلل‮ ‬يساهم بشكل ضعيف مابين ‮٦‬‭- ‬‮٠١‬٪‮ ‬ولذا فإن الاعتماد بشكل كبير‮ ‬يكون على الأنشطة الريعية‮.‬
وحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار حالة الجمود السياسي‮ ‬للأزمة في‮ ‬اليمن‮ ‬ينذر بكارثة خطيرة ستكون تكلفتها صعبة على المستويات كافة وهو الأمر الذي‮ ‬سيلقي‮ ‬بظلاله السلبية على حاضر الدولة اليمنية ومستقبلها خاصة أن معطيات المشهد اليمني‮ ‬لا تشير إلى إمكانية حدوث انفراج وشيك لهذه الأزمة في‮ ‬ظل تمسك مختلف أطراف الأزمة بمواقفها وغياب الحلول التوافقية للقضايا الخلافية بالاضافة إلى التطور الأبرز الذي‮ ‬حدث خلال الشهر الجاري‮ ‬وهو انتقال الخلافات إلى صفوف المعارضين بين كل من أحزاب اللقاء المشترك‮« ‬و»حركة الشباب‮« ‬مما‮ ‬يؤشر إلى ضبابية في‮ ‬المشهد السياسي‮ ‬في‮ ‬اليمن وغياب أي‮ ‬توافق سواء بين النظام والمعارضة أو بين القوى المنضوية تحت المعارضة في‮ ‬ما بينها وبتوازي‮ ‬مع ضبابية المشهد السياسي‮ ‬فإن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية تتجه نحو مزيد من التأزم خاصة مع تصاعد حدة المواجهات خلال الأيام القليلة الماضية بين تنظيم‮ »‬القاعدة‮« ‬والجيش في‮ ‬مدينة زنجبار ودخول العامل القبلي‮ ‬في‮ ‬هذه المواجهات وتنامي‮ ‬تنظيم‮ »‬القاعدة‮« ‬وإمتداد نفوذه في‮ ‬المدن الجنوبية الأخرى والاكثر خطراٍ‮ ‬في‮ ‬الأمر أن حالة الجمود والتدهور الأمني‮ ‬المصاحب لها أصبحا‮ ‬يلقيان بظلالهما السلبية على الاقتصاد والأوضاع المعيشية للشعب اليمني‮ ‬لأن طول فترة الأزمة أصاب المؤسسات والجهات المعنية بالشلل التام وأضحت عاجزة عن الوفاء باستحقاقاتها فضلاٍ‮ ‬عن المشكلات الحياتية الناتجة عن نقص الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها ورجح خبراء الاقتصاد أن الفترة لعودة الأوضاع لما كانت عليه اليمن في‮ ‬السابق هي‮ ‬بين سنة إلى سنتين‮ ‬متوقعين انخفاض هذه الفترة إلى ‮٩ ‬أشهر‮.<‬
motyr8@hotmail.com
Share

التصنيفات: تنميـــة

Share