Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دوحة الوحدة

دوحة الوحدة
يتبها  هذا العدد:عبد الجبار سعد
صراع بيت الأحمر مع الأئمة !!
< في مذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله تلك التي كتبها قبل موته الكثير من الحقائق التي يحسن الوقوف أمامها للإعتبار .. فهو يشرح عن تاريخ أسرة آل الأحمر والأئمة من بيت حميد الدين  وما صاحبه من إقبال وإدبار ومن تقريب وتبعيد ومن مواجهات ومصالحات وتركزت الخلافات على ثلاثة جوانب..
أولها حول محاولة الأحمر منازعة الإمام حكمة في كثير من المناطق وامتلاكه أسلحة ثقيلة لا تملكها الا الدولة (مدفع)
وثانيها: عدم سداد الواجبات و الحقوق العامة للدولة .
وثالثها: حقوق شخصية مرتبطة بإرث النساء  اللواتي كان آل الأحمر لا يعطونهن نصيبهن من المواريث ..
وأول مانفهم من مذكرات الشيخ عبدالله أن اثنين من أبناء الإمام يحيى حميد الدين كانا متزوجين باثنتين من ذرية  الأحمر.. أولهما هو المطهر بن يحيى حميد الدين وقد تزوج من ابنة عمة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهذه ابنة العمة  هي أيضا ابنة للسيد علي  بن محمد المتوكل الذي كان متزوجا أمها  وكانت ابنة العمة تعيش في دار السعادة (الذي كان مقام مْلك الإمام يحيى حميد الدين رحمه الله وكل موتى المسلمين  معظم وقته) كما يقول الشيخ عبدالله.
وثانيهما: هو سيف الإسلام محمد بن يحيى حميد الدين الذي كان أمير لواء الحديدة وقضى فيها غرقا ورثاه كبار الأدباء والشعراء هذا الأمير أيضا  كان متزوجا بإحدى عمات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر..
وفوق هذا تزوج الإمام يحيى حميد الدين نفسه بابنه سيف الإسلام محمدبن محسن إبن أحمد المتوكل وهي (أم الحسن) وهذه هي ابنة أخت ناصر بن مبخوت الأحمر وهو جد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يقول الشيخ عبدالله (ولهذا كان جدي عندما يدخل صنعاء بعد أن يقضي عمله لا يجلس إلا في دار السعادة لدى ابنة أخته)
وقد ورث الإمام أحمد طريقته في ملاحقة بيت الأحمر من أبيه الإمام يحيى فجعلهم في معظم أوقاتهم غارقين في قضايا المطالبات التي لا تنتهي .. يقول الشيخ عبد الله موضحا هذا الحال.. (حيث كان الإمام يحيى يختلق لهم قضايا ومشاكل كثيرة مثل.. أخذتم من حق الدولة الزكاة .أو عند ناصر بن مبخوت فلوس أو عندكم ميراث لبيت صوفان أو عندكم ميراث لبيت شويل وهم أنساب جدي حتى أنتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث وماكانت تنتهي مشكلة إلا وابتدأ بمشكلة أخرى وآخرها أدخلنا في مشاكل على مال مع ناس لم يكن لهم أي حق) نفهم من كلام الشيخ عبدالله بن حسين حقائق ملفتة للإنتباه.. وأهمها..
< أن بيت الأحمر كغيرها من كثير من أهل الثراء  قد حرمت النساء من نصيبهن في الميراث..
يقول الشيخ عبدالله..(ولكن ظل في أنفسهم حقد على الوالد وإخوانه لأنهم لم يصلوا بعد إلى تنحية مكانتهم القيادية في القبيلة فواصلوا محاربتهم بوسائل كثيرة حتى أنهم دفعوا من يدعي لعماتي …..من يطالب لهن بإخراج نصيبهن من التركة وكل ذلك من أجل تشتيت التركة والأراضي الزراعية التي كانت حياتنا معتمدة عليها)
< أن الأئمة الذين دخلوا في علاقة مصاهرة .. مع بيت الأحمر رأوا أن بيت الأحمر قد تمردوا على سلطانهم واستغلوا أموالا تراكمت في أيادي رجالهم بغير حق نتيجة حرمانهم النساء من تركتهن وحيث قدأصبح بعض هؤلاء النسوة في عصمتهم فقد أعطاهم ذلك حقاٍ شرعياٍ خاصاٍ في المطالبة بهذه الحقوق بالإضافة إلى حق ولي الأمر في فرض طاعته على رعيته وإعادة الحقوق إلى أهلها..
< يمكن لسائل أن يسأل هل معنى هذا أن النقمة التي كانت ولا تزال من قبل بيت الأحمر على بيت حميد الدين مرتبطة في جزء منها على الأقل  بالخوف من المطالبة بهذه الحقوق ¿خصوصا وأن للعمات وبنات العمات سلالة قد تكاثرت في المنفى يرون أن لهم حقوقا شرعية مترتبة لدى بيت  الأحمر.. هذا مجرد سؤال !!
ونحن نعرف أن أنظمة الحكم منذ الثورة ظلت تبعد اسرة بيت حميد الدين عن أي مصالحة محتملة وتمنعهم من العودة فهل كان هذا هو المانع الأساسي لذلك ¿
< نحن نعرف مثلا أن قرارا  أصدره الرئيس علي عبدالله صالح بتعويض بيت حميد الدين  عن ممتلكاتهم الخاصة المصادرة .. تم مواجهته  برفض ومقاومة شديدة من البعض!!
فهل هو بسبب الخوف من مطالبات بهذه الحقوق وهل   ثروات الذرية الذكورية من آل الأحمر  إن عادت بيت حميد الدين   ستكون موضع المطالبة أم  في أثريائهم  فحسب ¿
هذا هو الجزء الأساسي في خلافات الأسرتين الذي لم ينته حتى الآن .
بعدها يدخل الشيخ عبدالله في مذكراته بشرح تفاعل الصراعات بين الأسرتين المتلاحمتين نسبا والمتحالفتين والمتنازعتين حول الحكم  حتى يصل الى الفترة التي  أعقبت رحلة الإمام أحمد إلى روما للعلاج عام 1958م وترك ابنه البدر كخليفة له وصادف أن الشيخ حميد كان قد أصبح مقربا للإمام ولولي عهده من بعده .. وحدثت اضطرابات وتمردات  في غيبة الامام قام البدر على إثرها بجمع القبائل لإعانته في مواجهتها ..
يتحدث الشيخ عبدالله أنه عندما سافر الامام احمد الى روما للعلاج رأى حميد وحلساؤه من العلماء والمثقفين ضمن حاشية الإمام أنها فرصتهم لعمل شيء وبدأ التحضير لذلك ويقول بالحرف ..» وقد كان عند الناس وحميد والمجموعة أن الامام لن يعود فهو إما يموت أو يطول بقاؤه هناك «
في غياب الإمام حدثت سلسلة من تمردات الجيش في تعز وصنعاء وإب واستعان البدر بمشائخ كان الأحمر فيهم لمواجهة التمردات ودعا القبائل لصنعاء وفتح الخزائن لهم واستغل حميد الوضع مع طلاب التغيير وهيأ الأوضاع للتغيير مستغلا رضا البدر واطمئنانه لهم ..
ويقول الشيخ عبدالله ..
«أثناء غياب الامام احمد في روما كان قد جعل له مخبرين ممن كانوا مرتبطين به ارتباطا مصيريا .. …
وكانوا يوافونه بكل شيء ويربطون مايجري من تحركات برأس حميد ويؤكدون ان كل هذه الحركات المتزعم لها فعلا هو حميد بن حسين الأحمر والسياغي….
حتى أنه عندما وصل مع مشائخ لواء صعدة إلى العاصمة صنعاء استجابة لطلب ولي العهد البدر جرى له استقبال كبير الى منطقة الحصبة (!!)أو شعوب شمال العاصمة .. ودخلوا بعرضة كبيرة وهو فوق الحصان وتم إطلاق الرصاس في الهواء وحتى الزغاريد من النساء والناس يزملون بمختلف الزوامل ..
ومن جملة مانقل اليه أنه  عندما استقبلوا حميد كانوا يرددون في زواملهم ..
سلام من حاشد وياصبة بكيل
                                 من بعد هذا تسمعون أخبارها
إمامنا الناصر ومن بعده حميد
                              سبحان من رد العوايد لا هلها «»
بعدماعاد الامام من روما نقل عنه الشيخ صرخته المجلجلة الذي قال فيها « لن يخيفني أخضر ولا أحمر وهذا الفرس وهذا الميدان ومن كذب جرب وما عارض أحمد أحد إلا وشرخت رأسه بالسيف واستشهد بأبيات كان قالها :
« ماذا يريدونها لا در درهم
                                  إن الامامة لا يطوى لها علم «
يقول الشيخ «وقد أذيعت هذه الصرخة المدوية فارعبت كل من كان يحس أنه قد اسهم بأي نشاط سواء من المشائح أو من غيرهم .»
احدثت الصرخة أثرا في جميع الذين كانوا قد تواطأوا على التغيير وبدأت المطاردة للشيخ حسين الأحمر وولده ..
يقول الشيخ عبدالله « خرج عدد كبير من الجيش النظامي والقوات الجديدة التي تكونت من الوحدات التي تسمى بفوج البدرالذين أخذوا فرقة على السلاح الجديد الذي حصل عليه البدرمن روسيا وتشيكوسلوفاكيا ومعهم المدافع الحديثة تجرها العربات «
كان المطلوب هو حميد وأبوه وقد اتفق حميد وشباب في حاشد وذومحمد على المقاومة للجيش قبل وصوله (إليهم) .. وقبل أن يحققوا هذا الهدف حدث تلكؤ من القبائل ومنعوهم من التمركز في ريدة وحاول حميد العودة الى خمر فمنعوهم من دخولها وهكذا كلما توجهوا الى مكان منعهم أهلها حتى بلغوا الجوف ليجدوا انفسهم في قبضة اهل الجوف والعسكر ولم يصمد مع حميد إلا اثنان ..
المهم انتهى المشهد بأن قبضوا عليه في حالة مزرية وأوصلوه بالطائرة الى الامام أحمد في الحديدة  ثم يأتي الجيش بأبيه الذي سلم نفسه بعد أن كان اطمأن الى هروب حميد كمايقول الشيخ عبدالله ..
ولكن حدث مالم يكن بالحسبان وقتل الاثنان ..ودمرت أرضهم وأتلفت الزروع والثمار وصودر ماتبقى منها لبعض الوقت..>
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share