Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عظمها واقع في‮ ‬المؤثرات والانتصار على الآخر بوسائل‮ ‬غير مشروعة المنابر الإعلامية والدينية‮.. ‬مسؤوليات وثوابت

‬مما لا شك فيه أن المفاهيم والأسس والقناعات والثوابت لا تتكون لدى أي‮ ‬فرد إلا عن طريق التلقي‮  ‬فأصحاب الأفكار والمبادئ وأصحاب الزلات والمساوئ لم تتكون لديهم تلك الأفكار إلا عبر التلقي‮ ‬الناتج عن الاحتكاك بالشخصيات أو الوسائل التي‮ ‬كونت‮ – ‬أخيراٍ‮ – ‬لديهم تلك الأفكار‮.. ‬في‮ ‬هذه السطور وقفات مع المنابر الإعلامية والدينية ودورها في‮ ‬ذلك‮..‬
ورد في‮ ‬الأثر النبوي‮ ‬أن ابن آدم‮ ‬يولد على الفطرة فأبواه‮ ‬ينصرانه أو‮ ‬يهودانه أو‮ ‬يمجسانه‮.. ‬وذلك عن طريق التربية وغرس الأسس والمفاهيم لديه منذ الصغر‮.. ‬إضافة إلى اهتمام الأبوين بكل ما‮ ‬يتصل بهذا الطفل ويكون لديه القناعات والمفاهيم منذ الطفولة‮.. ‬وإنه مما لا شك فيه أن أهم تلك العوامل الخارجية هي‮ ‬وسائل الإعلام المختلفة التي‮ ‬تكون القناعات والمفاهيم والتصورات لدى المتلقي‮.. ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تعبر عن الحقيقة فتكون للمجتمع وجهات نظر ومبادئ حقيقية‮.. ‬وهي‮ ‬كذلك‮.. ‬تعبر عن خلاف الحقائق وتزور الوعي‮ ‬لدى المجتمع لتكون لديه مبادئ مزيفة أيضاٍ‮..‬
المنابر الإعلامية
بالنسبة للمنابر الإعلامية فإن لها شأناٍ‮ ‬عظيماٍ‮ ‬خاصة لسعة انتشارها وقوة نفوذها إذ أنها تحل في‮ ‬كل بيت وتحتل الوقت الأكبر من التلقي‮ ‬لدى الجماهير وتناسب جميع الأعمار‮.‬
عن تلك الأهمية‮ ‬وعظم المسؤولية لتلك المنابر والسبل الفعالة لنجاح دورها المطلوب‮ ‬يحدثنا الدكتور مهدي‮ ‬الحرازي‮ – ‬محاضر ومقدم برامج في‮ ‬قناة الإيمان‮ – ‬قائلاٍ‮: ‬المعلوم أنه قد تعددت منابر التوعية في‮ ‬العصر الحديث فلم‮ ‬يعد المسجد هو المكان الوحيد الذي‮ ‬يستطيع العلماء والخطباء والدعاة توعية الناس من خلاله وإنما أصبح جزءاٍ‮ ‬من وسائل التوعية وذلك أن جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أصبحت تشارك بدور فعال ربما‮ ‬يكون في‮ ‬بعض الأحيان أكثر تأثيراٍ‮ ‬من الوسائل التقليدية القديمة لما‮ ‬يرافقه من وسائل إيضاح تقرب المعلومة إلى الأذهان‮.‬
ولما كانت الكلمة مسؤولية عظيمة كان لا بد من الإحساس بعظم تلك المسؤولية وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يجوز أن تعمل تلك الوسائل لمجرد ملء الفراغات‮ ‬بل‮ ‬يجب أن تحقق للمجتمع ما‮ ‬يحتاج إليه وهنا‮ ‬يجب على تلك المنابر الإعلامية أن تدرك مسؤوليتها نحو المجتمع وأن تؤدي‮ ‬دورها على أكمل وجه‮.. ‬ولن‮ ‬يتحقق ذلك إلا‮ ‬إذا قامت بالآتي‮:‬
1‮- ‬النزول الميداني‮ ‬لمعرفة ما‮ ‬يحتاجه الناس ويفتقرون إلى التوعية فيه‮.‬
2‮- ‬عمل ندوات ولقاءات ومؤتمرات لبحث ما‮ ‬يحتاجه المجتمع من القيم والأخلاق والمعارف‮.‬
3‮- ‬عقد ورش عمل لتشخيص المشاكل والبحث عن أسبابها ودراسة المعالجات والحلول العملية لها‮.‬
بعد ذلك الخروج بتوجيهات في‮ ‬شكل مشاريع ثقافية وتربوية ممكنة التنفيذ‮ ‬واقتراح الوسائل المناسبة لتنفيذها‮.‬
هذا الدور‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون واضحاٍ‮ ‬لدى جميع المنابر الإعلامية وهو ما نطلق عليه ثقافة المشروع أو مشروع الثقافة حتى‮ ‬يتحول عمل تلك المنابر إلى ردات فعل لا ترتقي‮ ‬حتى إلى مستوى إدارة الأزمات‮.‬
وبالإضافة إلى الدور السابق‮ ‬يجب على تلك المنابر أن‮ ‬يكون لديها‮ – ‬على الأقل‮ – ‬ثقافة إدارة الأزمات وبالتالي‮ ‬تستطيع أن تقوم بدورها في‮ ‬معالجة الحوادث والمستجدات وذلك من خلال الآليات السابقة التي‮ ‬تتمثل في‮ ‬تحديد المفاهيم وتشخيص المشكلات واقتراح المعالجات والحلول‮ ‬والخروج بتوجيهات عملية للمواجهة‮.‬
الثوابت والمنطلقات
لأن الإعلام‮ ‬يتولى التوجيه والإرشاد لعموم المجتمع فإنه‮ ‬يتحمل المسؤولية الكبرى في‮ ‬أداء الأمانة في‮ ‬خطابه الإعلامي‮ ‬ولذلك كان لا بد من ضوابط وثوابت‮ ‬ينطلق منها ذلك الخطاب من المنابر الإعلامية ليكون خطاباٍ‮ ‬فعالاٍ‮ ‬لا تتحكم به الأهواء والمصالح وحدده لنا الحرازي‮ ‬في‮ ‬خمسة نقاط كالتالي‮:‬
أولاٍ‮: ‬مرجعية الكتاب والسنة في‮ ‬كل شأن من شؤون حياتنا وهذا من الثوابت العامة‮.. ‬ومعرفة العلاقة التي‮ ‬يجب أن تكون بين الحاكم والمحكوم‮..‬
ثانياٍ‮: »‬وهو متفرع عن الثابت الأول‮« ‬معرفة‮  ‬العلاقة التي‮ ‬يجب أن تكون بين الحاكم والمحكوم‮..‬
ثالثاٍ‮: ‬حرمة الدماء والأموال والأعراض وبالتالي‮ ‬يجب على ذلك الخطاب أن‮ ‬يراعي‮ ‬تلك الحرمات‮.‬
رابعاٍ‮: ‬الوعي‮ ‬بالوجود والسعي‮ ‬إلى تحقيق المفقود وصولاٍ‮ ‬إلى‮  ‬المنشود‮.‬
خامسا‮: ‬معرفة مسؤولية الكلمة وإدراك أهميتها في‮ ‬تشكيل الوعي‮ ‬الفردي‮ ‬والجمعي‮.‬
الواقع والمطلوب
ذلك ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون ولكن الواقع الذي‮ ‬نعيشه لا‮ ‬يعكس مما‮ ‬يجب إلا الشيء القليل‮ ‬بل إنه في‮ ‬كثير من الأحيان‮ ‬يؤكد على البون الشاسع بين واقع الخطاب الإعلامي‮ ‬الذي‮ ‬يعيشه وبين ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون‮.. ‬وهو ما‮ ‬يؤيده الحرازي‮ ‬بقوله‮: ‬إن المتتبع لكثير من تلك المنابر الإعلامية في‮ ‬هذه الأيام‮ ‬يدرك أن القليل منها هو الذي‮ ‬يعرف دوره ويسعى إلى القيام‮ ‬وأما الكثير منها واقع في‮ ‬المؤثرات والمناكفات الإعلامية والانتصار على الآخر ولو بالوسائل‮ ‬غير المشروعة‮ ‬وذلك من خلال حشد ما‮ ‬يخدم أغراضه وإن كان‮ ‬يتنافى مع الآخر والقيم الإسلامية‮.‬
المنابر الدينية
إضافة إلى ذلك فإن المنابر الدينية تعتبر كذلك من أهم وسائل تكوين القناعات وغرس المفاهيم لدى المجتمعات الإسلامية خاصة وهي‮ ‬تستمد قوتها من العاطفة الدينية التي‮ ‬تعيشها المجتمعات الإسلامية ومن النصوص الشرعية التي‮ ‬نفهمها أصلاٍ‮ ‬من تلك المنابر عبر الخطاب‮  ‬الديني‮ ‬الذي‮ ‬نسمعه في‮ ‬خطبة‮  ‬الجمعة على أقل تقدير‮..‬
وحتى‮ ‬يكون ذلك الخطاب ذا فعالية إيجابية تعمل على تحقيق القيم الدينية في‮ ‬الفرد والمجتمع لا بد لهذا الخطاب من ملامح واضحة تجعله بعيداٍ‮ ‬عن كل عوامل المصالح الخاصة لأنه خطاب لعامة الناس ويعمل على تحقيق مصالح الناس الأخروية والدينيوية‮..‬
تلك الخصائص والملامح‮ ‬يقربها لنا الشيخ أمير بن محمد المدري‮ ‬إمام وخطيب الإيمان بعمران بقوله‮:‬
الخطاب الديني‮ ‬بكل قنواته ووسائله وفي‮ ‬طليعتها خطبة الجمعة والدرس والمحاضرة والمقال والدراسة هو خطاب المحاضر لكل عمل بناء ولكل مبادرة خيرة تنفع البلاد والعباد‮..‬
إن الخطاب الديني‮ ‬الذي‮ ‬نروم نشره والتوعية به هو انعكاس صحيح وتطابق كامل لمقاصد الدين وغاياته وأهدافه النبيلة والتي‮ ‬هي‮ ‬خير كلها ورحمة كلها ومصلحة كلها‮ ‬وكل فهم للدين بجانب هذه الخصائص هو رد على صاحبه وغير ملزم لأحد من الناس‮.. ‬فالدين إنما‮ ‬يمثله أجلى وأوضح وأكمل وأجمل تمثيل وتجسيم وتطبيق من جاء به من عندالله‮. ‬فهو الموعظة المجسمة‮ ‬وهو حجة الله على عباده وهو الأسوة والقدوة وهو الذي‮ ‬في‮ ‬اتباعه مرضاة الله‮ (‬قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني‮ ‬يحببكم الله‮) ‬ومن قرأ سيرة رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بتدبر وروية وبصيرة بعيداٍ‮ ‬عن النظرة الجزئية المبسطة الحرفية التي‮ ‬لاتعتبر الواقع ولا المقاصد ولا تراعي‮ ‬النوايا‮.. ‬من‮ ‬يقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم‮ – ‬الإنسان الكامل‮ – ‬فسيرى رحمة ورفقاٍ‮ ‬وليناٍ‮ ‬وسماحة وسعة صدر وعفواٍ‮ ‬ودفعاٍ‮ ‬بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن وكل تلك السمات‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يعتمد عليها وينطلق منها الخطاب الديني‮ ‬ويعمل جاهداٍ‮ ‬من أجل التطابق معها والوفاء لها‮..‬
شمولية الخطاب
ويؤكد‮ (‬المدري‮) ‬على أهمية أن‮ ‬يكون الخطاب الديني‮ ‬شاملاٍ‮ ‬لحياة المسلم ضمن حدود النصوص الشرعية والمقاصد لها فيقول‮: ‬الخطاب الديني‮ ‬المنشود‮ – ‬هو في‮ ‬نصوص الشرع ومقاصده‮ – ‬خطاب‮ ‬ينبذ التعصب والتزمت والانغلاق والتحجر‮ ‬يقاوم الفرقة والفتنة ويحارب كل ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬ينال من كرامة الإنسان ويتصادم مع حقوقه الأساسية‮ ‬إن الخطاب الديني‮ ‬يأبى على المؤمن أن‮ ‬يظل في‮ ‬تخلف وتقهقر وضعف ومهانة ومذلة‮ ‬إنه خطاب‮ ‬يدفع إلى تحقيق الخيرية الفعلية لأمة الإسلام‮ (‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‮)‬‮ ‬والعزة الفعلية‮ (‬ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين‮)‬‮ ‬ولله تتحقق الخيرية بالشعارات والأماني‮ »‬ليس الإيمان بالتمني‮ ‬ولا بالتحلي‮« ‬ولن تتحقق الخيرية بالمظاهرات والصور‮ »‬إن الله لا‮ ‬ينظر إلى صوركم ولا إلى وجوهكم‮« ‬ولن تتحقق المباهاة‮ ‬يوم القيامة من طرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة ضعيفة متهالكة متصارعة ترزح تحت نير الجهالة والتخلف والفقر والأمية‮ ‬ولذلك فإن الخطاب الصحيح والإيجابي‮ ‬البناء الذي‮ ‬يرضي‮ ‬الله ورسوله والمؤمنين هو خطاب الدفع إلى الأمام ومعاصرة كل الجهود الخيرية التي‮ ‬تبذل من أجل إسعاد المسلمين السعادة الحقيقية الشاملة الكاملة‮.. ‬فالخطاب الديني‮ ‬الذي‮ ‬نريده أن‮ ‬يسود وينتشر وتتظافر كل الجهود على إشاعته وإذاعته بكل الوسائل والأساليب ليس هو مهمة الإمام والواعظ والكاتب في‮ ‬مواضيع الدين المختلفة فقط‮.. ‬بل مهمة‮  ‬الجميع في‮ ‬تكامل وانسجام واتفاق على المرامي‮ ‬والأهداف التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن تكون إلا واحدة وهي‮ ‬أن نعيش معاٍ‮ ‬في‮ ‬انسجام واحترام متبادل واعتراف بحقوق بعضنا البعض‮ ‬وأن نسعى متكاملين متعاونين من أجل الحفاظ على ما نعتبره‮ – ‬ويعتبره التفكير السليم القويم‮ – ‬مكاسب لا سبيل إلى التفريط فيها‮ ‬فلا نترك أحداٍ‮ ‬فرداٍ‮ ‬أو جماعة‮ – ‬يتهددها‮.‬
المعاملات
ويؤكد المدري‮ ‬على أهمية جانب المعاملات في‮ ‬الخطاب الديني‮ ‬قائلاٍ‮: ‬الخطاب الديني‮ ‬هو الدافع إلى الانخراط بصفة كلية وتلقائية رغبة في‮ ‬الحصول على الأجر والثواب في‮ ‬كل ما من شأنه أن‮ ‬ينفع الناس إذ‮ »‬أحب العباد إلى الله أنفعهم لعباده‮« ‬ومجالات الإيمان وشعبه تتعدى العقائد والعبادات إلى المعاملات‮ ‬إذ‮ »‬الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان‮«.‬
العقيدة
وللعقيدة الإسلامية أهمية كبرى ضمن الخطاب الديني‮ ‬بينها المدري‮ ‬بقوله‮: ‬ومن هنا فإن الخطاب الديني‮ ‬خطاب وحدوي‮ ‬يقوم على صهر الناس من خلال المفاهيم في‮ ‬بوتقة العقيدة الإسلامية ليكونوا أمة واحدة تربطهم عقيدة الإسلام‮ ‬وهو لا‮ ‬يقبل الارتباط بغير العقيدة الإسلامية‮ ‬واعتبر الروابط الأخرى من أمر الجاهلية‮ ‬وأنها لا تصلح لأن تربط بني‮ ‬الإنسان ببعضهم‮ ‬لأنها روابط منحطة لا تليق بالإنسان‮ ‬قال الله تعالى‮: (‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون‮) ‬المؤمنون‮ »‬52‮«‬
فرابطة العقيدة لا تنقطع باختلاف‮  ‬النسب ورابطة النسب تنقطع باختلاف العقيدة‮.‬
خطاب التبصير
ويضيف المدري‮: ‬الخطاب الديني‮ ‬بهذا المعنى وبهذه الخصائص هو خطاب التحرير والتنوير‮ ‬وهو خطاب التبصير والتذكير‮ ‬وهو خطاب جمع الكلمة‮ ‬ووحدة الصف‮ ‬إنه خطاب السماحة والرحمة واللين والدفع بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن‮ ‬وهو خطاب التسامح والتعايش والسلام والتعاون على البر والتقوى‮ ‬وهو خطاب التوكل الصحيح والأخذ بالأسباب وتغيير ما بالنفس‮ ‬إنه خطاب الأمل والعمل وهو خطاب الرقي‮ ‬والتقدم والتمدن والتحضر‮..‬
مسؤولية عامة
وبين المدري‮ ‬دور الجميع في‮ ‬تفعيل الخطاب المسؤول والاعتراف بأهميته فيقول‮: ‬لقد رسم القرآن منهج الخطاب الديني‮ ‬أو الدعوة الدينية في‮ ‬آية كريمة من السورة المكية حين قال‮:(‬أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي‮ ‬هي‮ ‬أحسن‮) »‬النحل125‮«.. ‬فهذه الآية خطاب للنبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم ولكل من‮ ‬يتأتى خطابه من الأمة من بعده‮ ‬إذ الدعوة إلى الله أو إلى سبيل الله ليست خاصة بالنبي‮ ‬عليه الصلاة والسلام‮ ‬بل أمته أيضاٍ‮ ‬مطالبة بأن تقوم بدعوته معه وبعده‮. ‬
وفي‮ ‬هذا‮ ‬يقول القرآن أيضاٍ‮ ‬في‮ ‬مخاطبة الرسول‮: (‬قل هذه سبيلي‮ ‬أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني‮) »‬يوسف‮ ‬108‮«‬
فكل من اتبع محمداٍ‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮ ‬ورضي‮ ‬بالله رباٍ‮ ‬وبالإسلام ديناٍ‮ ‬وبمحمداٍ‮ ‬نبياٍ‮ ‬ورسولاٍ‮ ‬هو داعُ‮ ‬إلى الله‮ ‬وداعُ‮ ‬على بصيرة بنص القرآن‮ (‬أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني‮) ‬وبهذا كانت الأمة مبعوثة إلى الأمم بما بعث به نبيها‮ ‬فهي‮ ‬تحمل رسالته‮ ‬وتحتضن دعوته كما قال صلى الله عليه وسلم للأمة‮:(‬إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين‮«.‬
لمن كان له قلب‮!!‬
تلك بعض الثوابت والضوابط التي‮ ‬يجب أن تنطلق منها الخطابات والرسائل الدينية والإعلامية ولعل تحقيق ذلك واجب على كل من تصدر لتلك المنابر وليعلم هؤلاء أنهم إن أصابوا نالوا أجر إصابتهم وإن تعمدوا الإساءة‮.. ‬فهل سيحتملون أوزار كل من تأثر بخطاهم‮.. ‬ولذلك لا بد أن‮ ‬يعرف كل إعلامي‮ ‬أو خطيب أنه لن‮ ‬يتفوه بكلمة ولن‮ ‬يكتب حرفاٍ‮ ‬إلا ولديه رقيب عتيد‮ ‬يحصي‮ ‬عليه الهمس والنفس‮..‬
وسوف‮ ‬يأتي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬يحاسب على كل ذلك عاجلاٍ‮ ‬أو آجلاٍ‮.. ‬فلنتق الله عز وجل‮.. ‬وقبل البدء بأي‮ ‬عمل فإن على هؤلاء القوم مراجعة حساباتهم والوقوف مع أنفسهم قليلاٍ‮ ‬ليسألوها‮.. ‬هل ما سوف أتكلم به أو أكتبه أو أبثه‮ ‬يرضي‮ ‬ربي‮ ‬أم‮ ‬يسخطه علي¿
هل هو‮ ‬يخالف أمر الله أم‮ ‬يوافقه¿
هل هو محكم أم متشابه¿
وليعلم بعد ذلك أنه من‮ ‬يعمل مثقال ذرة خيراٍ‮ ‬يره ومن‮ ‬يعمل مثقال ذرة شراٍ‮ ‬يره‮..‬
فحاسبوا أنفسكم قبل أن‮ ‬يحاسبكم ربكم والسلام على من اتبع الهدى‮..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share