Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

شهر النفحات الإيمانية والنسائم الربانية

يتميز شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بنفحاته الإيمانية ونسائمه الربانية ، فهو موسم عظيم ووافد كريم اختصه الله سبحانه وتعالى بمزايا و فضائل عديدة .

فمن مزايا هذا الشهر الفضيل نزول القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه ، قال تعالى : “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.

وحث الخالق جل وعلا المسلمين على اغتنام أيام رمضان ولياليه للفوز برضوانه من خلال الاجتهاد في الإقبال على الله بالعبادة والدعاء ، فهو محطة للتزود من التقوى وتقويم الاعوجاج ، تهذيب النفوس ، غسل القلوب من أدران السيئات وأوحال المعاصي فالمحروم من حُرم فضله يقول نبينا الكريم : ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له ( .

وأشار العلماء إلى أن الصوم يعمق مفهوم الإخلاص ويثبته في وعي المسلم وسلوكه فهو يمسك عن المفطرات طواعية وبصورة سرية لا يعملها إلا الله سبحانه وتعالى ويختفي عنصر الرياء في هذه الحالة، عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) .

ويؤكد العلماء أن شهر رمضان مدرسة إيمانية لإعلاء قيم الخير، العدل ، التكافل، وبث روح المحبة والإخاء والتعاطف والتراحم والسمو بها عن أغراض الدنيا الزائلة، كما أنه خير معلم للصبر، قوة الإرادة، الجود، الإحسان، و فرصة لزيل الشح والبخل من النفوس اقتداء برسول البشرية صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان.

ومما حث عليه الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في شهر رمضان، الصدقة ومساعدة الفقراء والمحتاجين في إطار تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس ، وقال صلى الله عليه وسلم “أفضل الصدقة في رمضان” .

ويوضح العلماء أن رمضان شهر لمضاعفة الأجور والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعين ضعفاً ، فليغتنمه الناس بمساعدة بعضهم البعض بالزّكاة والصّدقة وتفريج الكربات وتفطير الصّائمين، جاء في الحديث “من فطّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا “.

ومن فضائل الشهر الكريم أن تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النيران، وتُصَفَّد الشياطين، يقول الرّسول عليه الصلاة والسّلام في الحديث الشريف ” إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ”

ويتلازم مع الشهر الفضيل كثير من العبادات والأعمال الصالحة، فيستحب فيه الإكثار من قراءة القرآن والدعاء ، وكذا إحياء لياليه بالقيام قال الرسول عليه الصلاة والسلام : “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه “رواه البخاري ومسلم.

ويبين العلماء أن ما يميز شهر رمضان قيام الليل والاعتكاف فيه له ضعف أجر الاعتكاف في سائر الأيام ، ويكون الاعتكاف بالصلاة، قراءة القرآن، الإمتناع عن المُحرّمات، كما ثبت عن الرّسول عليه الصلاة والسلام ” أنه كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ ” ، والعمرة في رمضان تُعادل أجر حِجّة، كما جاء في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (إنَّ عُمرةً في رمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً).

كما يتميز شهر رمضان بليلة عظيمة القدر عند الله نوّه بشأنها وأظهر عظمتها فقال عز وجل: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر ) فالواجب على الإنسان أن يحييها تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه ، وطلباً للأجر كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول صلى الله عليه وسلم “مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه ” .

Share

التصنيفات: نور على نور

Share