Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الاختلاف لا يفسد للود قضية

لقد شعرت بالإعجاب بالحركة الديمقراطية للتغيير والبناء عندما عرض عليٍِ بعض قادتها رؤيتها وقال ليِ بأنه يمكنك إثراؤها والتعديل عليها وكما أثار إعجابي أيضا أن أجلس مع بعض قادة الحركة نتجاذب أطراف الحديث بكل أريحية وشفافية وندية ولأول وهلة رغم صغر سني وقلة حيلتي وتواضع خبرتي في المجالات السياسية والاقتصادية.

 

وهذا  ما لم نلمسه من بعض الأحزاب السياسية الكبيرة وقادتها المحنطين وهذه من بعض مميزات الحركة التي اكتشفتها مؤخرا ورغم كل ذلك فأنا لا استغرب هذا الأمر لأنه يترجم الشعارات التي وردت في رؤية الحركة والتي تكترث كثيرا لأمر الشباب وتولي هذه الشريحة كثيراٍ من الاهتمام حيث وقد تكرر ذكر مفردة (الشباب ) في الرؤية أكثر من سبعين مرة تقريبا مما يعكس طبيعة جلوسي مع قادة هذه الحركة وبطبيعة الحال أنا لم أستطع الإثراء أو التعديل على الرؤية وأعزي ذلك لأحد السببين التاليين:

 

أما الأول فهو كما أسلفت لكم بالقول وهو سبب تواضع خبرتي في المجالات السياسية والاقتصادية وأما السبب الثاني الأرجح فهو مدى صياغة الرؤية وإحكامها وإلمام المشاركين في وضعها بكل الجوانب السياسية والاقتصادية بحيث تركوا الرؤية خالية من الشوائب والتصدعات وعلى العموم ما نتمناه منهم ألا تكون هذه النصوص مجرد شعارات خالية من المضمون كما عودتنا بعض الأحزاب والتيارات السياسية وما نريده منهم هو تجسيد هذه الشعارات على أرض الواقع وما نتمناه كذلك هو ألا تكون هذه الحركة مجرد حركة كرتونية تندرج ضمن ما يسمى بالأحزاب والحركات ( المستنسخة ) واعذروني في استخدامي مثل هذه المفردة لأنه من حق أي شخص صاحب ثوابت ومبادئ وطنية يروم الانتماء لهذه الحركة الوليدة الجديدة أن يتبادر إلى ذهنه مثل هذه الشكوك خاصة في ظل التداعيات والتجاذبات السياسية الحاصلة اليوم رغم استبعادي لهذه الحركة الجديدة أن تنتهج مثل هذا النهج التبعي واللامبدئي باعتبارها تمتلك رؤية وطنية متكاملة ومستقلة تستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية والثوابت الوطنية وبالتالي إذا صح انتهاج الحركة لهذا النهج (التبعي) فأنتم تعبثون بما سميتموه طاقات الشباب المتوقدة وستبوءون بالذنب الكبير من الله ثم من الوطن وستسألون حتما من الله عن ذلك وعن عشاق هذه الحركة من الشباب الذين يعلقون عليها كثيرا من الآمال والتطلعات كونها الحركة الوحيدة التي تمتلك الآيديولوجية الحقيقية في استيعاب شريحة الشباب والاهتمام بهم وإشراكهم في الرأي دون تمييز عنصر مذهبياٍ أو مناطقياٍ.

 

وكما يجب عليكم أيضا الأخذ بالاعتبار كل الآراء والانتقاد وطرحها للنقاش بغض النظر عن اختلاف توجهات أصحابها السياسية.

 

والانطلاق من مبدأ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كونكم من الذين لا يقدسون القادة إلى درجة إعطائهم حق مصادرة الآراء والحريات بحجة الطاعة والخضوع وإعطائهم حق الانفراد بالقرارات مثل بعض الأحزاب التي كنا نتعشم فيها الحكمة والخبرة والاعتدال وعلى العموم أنا ربما لم آت في كلامي هذا بالجديد وقد يكون هناك من قد سبقني فيه ولكن ذلك لايهمني فقد أحببت أن أقول ما يمليه عليِ ضميري دون تصنع أو تكلف.

 

وفي الأخير أتمنى للحركة التوفيق والنجاح المتواصل..

 

عباس طاهــر

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share