وأخيراٍ زف البطل الأسباني كعريس متوج ليعانق الذهب بعد أن عاش قصة حب دامت شهراٍ من الكر والفر مع فرسان الساحرة المستديرة. فكل منتخب أعد عدته وجهز منتخبه وشحذ همته وشمر سواعدة وذلك ليتربع على عرش السيادة العالمية ولمدة أربع سنوات قادمة.. خلال هذا الشهر أثبت المشجع اليمني إمتلاكة لذوق رفيع وثقافة رياضية عالية وذلك لما أبداه من تحليلاٍ وانقسامات فالبعض راهن على الكبار وآخرون حباٍ في مشاهير الكرة شجع منتخباتهم والبعض خلط السياسة بالرياضة.
ولقد تابعنا جميعاٍ كيف تساقطت المنتخبات ذوات التاريخ الكروي العريق فسامبا البرازيل تبخر حلمها أمام الطواحين الهولندية والديك الفرنسي نتف ريشة بسبب عنصرية دومينيك وايطاليا بطل العالم السابق رحل على أول طائرة يجر أذيال الخيبة والخروج المهين والأرجنتين سقط كبرياؤه أمام الماكنة الألمانية وتجرعوا مرارة العلقم برباعية سبقهم إليها المنتخب الإنجليزي والذي ذاق من نفس الكأس الألمانية ذات الدفع الرباعي ولم يعطل الماكنة الألمانية إلاِ الماتادور الأسباني والذي فك شفرة الانتصارات الألمانيـــة وحرم الألمان من الوصول إلى النهائي والذي حدد أطرافة الأداء والمتعة والتجانس والواقعية على أقدام روبن ورفاقة وكاسياس وكتيبة الأحــــلام الأســـبانية ليجمع النهائي ولأول مرة هولندا بأسبانيا.
في المبارة النهائية هاج الثور الأسباني وأتت الرياح بما لا تشتهيه الطواحين الهولندية وعشنا مائه وعشرون دقيقة من المتعة الكروية التي يصعب تكرارها أما بســـبب الإحتكار أو الإنقطاع الكهربائي المتكرر.
حمود المرهبي