Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مقصلة العــدالة

مقصلة العــدالة
مصطفى عارف
‮> ‬ثمة ما‮ ‬يجعل البيت في‮ ‬هذا البلد أكثر حيرة واستغرابا‮ ‬وحقيقة من‮ ‬يصنع هذه الحيرة أناس خلطوا الحابل بالنابل‮ ‬تسلقوا فأصبحوا بنعمة أفعالهم أداة لتعذيب الناس والتفنن في‮ ‬خلق المعاناة وزرع العراقيل أمامهم في‮ ‬كل ما‮ ‬يتعلق بشؤونهم‮.‬
وهؤلاء لم‮ ‬يأتوا إلينا وفي‮ ‬أفواههم ملاعق من ذهب‮ ‬بل كانوا‮ ‬يوماٍ‮ ‬ما‮ ‬يعانون من رحى التسلط والاستبداد الإداري‮ ‬واليوم ما لبثوا أن مسكوا تلك المعاناة وجسدوها على‮ ‬غيرهم‮.‬
فسبحان اللِه أين كانوا ¿ وأين أصبحوا ¿‮! ‬اللهم لا حسد أن أصبحت لهم سيارات فارهة وفلل مزخرفة وخدم وحشم اللهم لا حسد‮ ‬فمن‮ ‬يحسد تعيسة على سرقاتهم عن أقوات الغلابى ومن المال العام في‮ ‬ظل تسيب وفساد أستشرى وطفحت رائحته وطفت على السطح‮.‬
لكن الأمر والأدهي‮ ‬أن هولاء ما لبثوا أن‮ ‬يغيروا جلدهم ليصبحوا شكلاٍ‮ ‬آخر‮ ‬يحاولون أن‮ ‬ينفذون بما فعلوه ويجعلوه‮ – ‬أي‮ ‬استبدادهم وسرقاتهم‮ – ‬محللاٍ‮ ‬بفتاوى شرعية وصلاة وعبادة وحج وعمرة‮ ‬أما العامة فعليهم أن‮ ‬يندبون حظوظهم التعيسة وأن‮ ‬يتجرعون المْر والعلقم معاٍ‮ ‬ممزوجان في‮ ‬كأس واحد ليصبح كوكتيلاٍ‮ ‬من المعاناة‮ ‬أما أولئك المتنطعون والمتسلقون‮  ‬حتى بلا جوازات سفر أو تأشيرة دخول سنظل نراهم‮ ‬يْكبدون الناس الويلات لكنهم سيقعون‮ ‬يوماٍ‮ ‬ما وتطالهم مقصلة العدالة‮.<‬
Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share