Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

التعليم في خطر

التعليم في خطر
مدارس غير قانونية وأخرى غير مرخصة والوزارة أخر من يعلم
400‮ ‬مدرسة في‮ ‬أمانة العاصمة خارج نطاق الرقابة
تحقيق‮/ ‬أحمد المالكي
‮> ‬إختلط الحابل بالنابل وأصبحت مسألة منح تراخيص فتح المدارس الأهلية والخاصة من إختصاص عدة جهات دونها وجود معيار وضابط موحد‮ ‬يدير هذه العملية الأمر الذي‮ ‬نتج عنه ظهور مدارس تعمل خارج نطاق التغطية لعل أخطرها تلك المدارس الدينية التي‮ ‬بعضها ربما‮ ‬يخرج منها طلاب تعبأ عقولهم بأفكار لا تخدم الوطن ولا الدين ولا المجتمع تحت أي‮ ‬مسمى أو‮ ‬غطاء‮ ‬وبرغم وجود القوانين والتشريعات التي‮ ‬تنظم هذه العملية إلا أن هناك العشرات بل مئات المدارس التي‮ ‬تعمل دون تراخيص في‮ ‬عموم الجمهورية أغلبها في‮ ‬أمانة العاصمة‮.. ‬وبالإضافة إلى التداخل والتضارب في‮ ‬إصدار التراخيص بين الجهات هناك تداخل تشريعي‮ ‬حيث جاء قانون السلطة المحلية ليتجاوز بعض التشريعات التربوية وأعطى الصلاحية في‮ ‬فتح التراخيص للمحافظات والمديريات في‮ ‬ظل نظام اللامركزية‮ ‬وفي‮ ‬ذات الوقت ربما شعرت الحكومة بخطورة الأمر مما دعا وزير التربية والتعليم الأسبوع الماضي‮ ‬إلى الإعلان عن وجود استراتيجية وطنية متكاملة لتوحيد العملية التربوية والتعليمية عموماٍ‮ ‬وذلك تحاشياٍ‮ ‬للتضارب في‮ ‬الاختصاصات والمهام بين الوزارات والجهات المعنية بهدف تعزيز الولاء الوطني‮ ‬وتوحيد الخطاب في‮ ‬أوساط الطلاب والشباب بعيداٍ‮ ‬عن التعصب والمذهبية والطائفية‮.. ‬هذه القضية نتابع تفاصيلها في‮ ‬سياق التحقيق التالي‮:‬
تحقيق‮/ ‬أحمد المالكي
‮>> ‬الأستاذ محمد علي‮ ‬مداعس مدير عام التعليم الأهلي‮ ‬والخاص بوزارة التربية والتعليم إلتقينا به أولاٍ‮ ‬وتحدث حول جملة من القضايا المتصلة بهذه القضية فقال‮:‬
بالنسبة للمدارس المرخصة وغير المرخصة والمجددة وغير المجددة‮ ‬وفي‮ ‬العاصمة أكثر من‮ ‬400‮ ‬مدرسة لا‮ ‬يعرف عنها مكتب التربية بالأمانة أي‮ ‬منها المرخصة وأي‮ ‬غير المرخصة‮ ‬ولا أخفيك أني‮ ‬مريت على الكثير من المدارس أثناء نصف العام ووجدت أن تراخيصها‮ ‬غير مجددة حتى الآن والهدف من التجديد هو منح تصريح لعام آخر جديد من خلال التزام المدرسة في‮ ‬العام الماضي‮ ‬بشروط ومعايير وخطة ومواعيد إمتحانات الوزارة والمناهج المعتمدة من الدولة وفي‮ ‬ظل السلطة المحلية أصبح التواصل بيننا محدود وإمكانياتنا للنزول في‮ ‬جمع البيانات محدودة وميزانياتها معدومة وقد قلنا هذا الكلام في‮ ‬أكثر من لقاء وناقشوا هذا الموضوع في‮ ‬مجلس الوزراء ومجلس الشورى والدولة مهتمة بالتعليم الأهلي‮ ‬وقد وضعت له اعتباراٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬جداٍ‮ ‬لأنها محتاجة له مثل الاستثمار في‮ ‬أي‮ ‬مجال خاصة وأن مقدرة الدولة على سد الاحتياج وسد الفجوة بين من‮ ‬يبلغوا سن التعليم والموجودين في‮ ‬المدارس في‮ ‬المدن والتي‮ ‬يصل عدد الطلاب في‮ ‬الفصل الواحد إلى‮ ‬100‮ ‬طالب في‮ ‬الفصل وإذا ما توفرت مدرسة أهلية فإن ذلك‮ ‬يخفف الزحام وهناك من الآباء من‮ ‬يدفع من قوته الضروري‮ ‬لتدريس أولاده ويستدرك‮: ‬ولكن مع الأسف الشديد فإن الرقابة والتوجية والاشراف ليس بالقدر والكم المطلوب فالمفروض أن‮ ‬يكون لدينا من‮ ‬4‮ -‬6‮ ‬زيارات ميدانية في‮ ‬النصف الأول من العام الدراسي‮ ‬وهي‮ ‬زيارات توجيهية وليست تفتيشية لمتابعة الضرائب والجمارك أو الزكاة والبلدية وغيرها في‮ ‬عملية نهب وسلب لأن هذا أحد الاخطار ولا مانع أن نراقب ونفتش في‮ ‬ما‮ ‬يخص التراخيص ولكن أهم شيء التوجية‮ »‬من خلال موجهي‮ ‬المواد والأقسام‮« ‬لأنهم الذين سيقيمون المدرس ومدير المدرسة‮ ‬وكذلك هم الذين سيقيمون الاستثمار في‮ ‬هذا الجانب هل هو جيد أو‮ ‬غير جيد مضر أو‮ ‬غير مضر وهناك مدارس قد تقوم بالتجديد في‮ ‬مواعيد معينة‮ ‬ينقصها بعض الأشياء‮ ‬ومع أننا حددنا في‮ ‬اللوائح أن التجديد‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون‮ ‬يوم‮ ‬15‮ ‬أغسطس ولكل المدارس ويجب الإعلان عن المدارس‮ ‬غير المجددة خاصة المدارس القائمة من قبل السلطات المحلية لأن الكرة انتقلت من مرمانا إلى السلطة المحلية‮..‬
ويضيف‮: ‬نحن في‮ ‬الوزارة إذا كان توجيهنا المركزي‮ ‬لا‮ ‬يغطي‮ ‬أمانة العاصمة وفيها‮ ‬150‮- ‬200‮ ‬موجه لا‮ ‬يستطيعون تغطية المدارس الحكومية وعندما تضيف في‮ ‬الأمانة‮ ‬400‮ ‬مدرسة أهلية فوق المدارس الحكومية فهذا صعب‮..‬
المدارس الايرانية
وفيما‮ ‬يتعلق بالمدارس الخاصة أوضح مداعس بالقول‮:‬
المدارس الخاصة لا‮ ‬يوجد في‮ ‬اليمن‮ ‬غير ثلاث مدارس خاصة هي‮ ‬الهندية والمصرية والسودانية أما الباقي‮ ‬إذا وجدت خاصة داخل سفارات فالوزارة ليست مسؤولة عنها وقد تخاطبنا وكررنا أكثر من مرة أن المدرسة الإيرانية لم تتعاون معنا في‮ ‬الحصول على التراخيص كمدرسة خاصة لأبناء الجالية الإيرانية حتى ولو أنها لأبناء الجالية‮ ‬يجب أن تكون برخصة من وزارة التربية والتعليم والخاصة بأبناء الجاليات طبقاٍ‮ ‬للقانون والذي‮ ‬ينص‮ »‬إذا ما توفر من أبناء جنسية معينة في‮ ‬حدود‮ ‬15‮ ‬طفلاٍ‮ ‬ويرغبو أن‮ ‬يفتحوا مدرسة في‮ ‬اليمن فليس هناك مانع بحكم القانون شريطة أن‮ ‬يأخذوا تراخيص من وزير التربية وأن‮ ‬يدرسوا اللغة العربية كلغة ثانية إجبارية أما إذا دخلها طلاب‮ ‬يمنيون فيجب أن تتغير المفاهيم وتتغير السياسة ويجب أن‮ ‬يدرسوا من مناهجنا سواء اللغة العربية أو التربية الاسلامية والقرآن وعلومه والاجتماعيات‮ »‬الجغرافيا‮ ‬التاريخ‮ ‬التربية الوطنية‮« ‬وهذا‮ ‬يجب أن تدرس طالما ودخل طالب‮ ‬يمني‮ ‬في‮ ‬احدى هذه المدارس‮.. ‬المدارس الهندية والسودانية والمصرية لا‮ ‬يوجد فيها طلاب‮ ‬يمنيين وإذا ما وجد فهو مخالف ويجب أن تحال ويلغى الترخيص وفيما إذا كان هناك طلاب‮ ‬يمنيون في‮ ‬المدرسة الايرانية‮.. ‬أوضح مداعس بالقول‮: ‬الايرانية دخلناها في‮ ‬زيارتين ولم نتمكن من العثور على أسماء الطلاب والمدرسين ولم‮ ‬يوافقوا في‮ ‬الحصول على ترخيص حتى الآن وعبر وزارة الخارجية‮.‬
تجاوزات
وبالنسبة لعدد المدارس إضاف قائلاٍ‮: ‬لدينا إحصائية في‮ ‬العام الماضي‮ ‬تصل إلى‮ ‬651‮ ‬مدرسة مرخصة وربما قد أضيف إليها‮ ‬150‮ ‬مدرسة خلال العام الدراسي‮ ‬الحالي‮ ‬وغير المرخصة قد تتجاوز‮ ‬20‮-‬30٪‮ ‬من المجموع الكلي‮ ‬لم ترخص وأغلبها في‮ ‬أمانة العاصمة ويجب عليها متابعة السلطات المحلية في‮ ‬المديريات لانجاز تجديد التراخيص في‮ ‬مواعيدها حتى‮ ‬يتسنى للناس تسجيل الطلاب فيها واحياناٍ‮ ‬هناك تجاوزات في‮ ‬هذا الخصوص من قبل الوزارة‮ ‬حيث‮ ‬يتم تشديد الإجراءات من قبلنا وآخر العام نجد أنها دخلت ضمن الإختبارات العامة وهي‮ ‬غير مرخصة وقد حصلت على أرقام جلوس بالكمبيوتر ولم‮ ‬يتم صدور أي‮ ‬قرار سواء من قبل أمانة العاصمة أو المحافظة أو‮ ‬غيرها فهناك تهاون وقصور وعدم تنسيق في‮ ‬ما بين الوزارة‮.‬
وعن المدارس الدينية أوضح مداعس بالقول‮:‬
‮ ‬لا‮ ‬يوجد الآن مدارس دينية وإذا ما وجدت فهي‮ ‬غير مرخصة كما هو المعروف كان هناك مدارس دينية بما كان‮ ‬يسمى بالمعاهد العلمية وتم ضمها وإدماجها أيضاٍ‮ ‬كان هناك أكثر من‮ ‬6‮-‬7‮ ‬مدارس علوم شرعية وبقرارات من وزير التربية والتعليم صدرت في‮ ‬ست محافظات وتم تحويلها إلى قسم أدبي‮ ‬ودخلت ضمن المدارس المعتمدة والآن تعمل ضمن القسم الأدبي‮ ‬والعلمي‮ ‬وبمناهج وزارة التربية‮ ‬100٪‮ ‬ولا‮ ‬يوجد فيها أي‮ ‬اشكالية‮..‬
ويضيف قائلاٍ‮:‬
لكن هناك من‮ ‬يفتح مدارس أو جناح علوم شرعية تحت حجة أنها من جمعية الإحسان الخيرية أو الجمعيات الإسلامية الخيرية ولها فرع في‮ ‬اليمن بقصد فعل الخير وفيها جانب ديني‮ ‬وعلى ذمة قرار وزير الشؤون الاجتماعية منحت الجمعية تصريحاٍ‮ ‬أو ترخيصاٍ‮ ‬يقوم بفتح جناح علمي‮ ‬ولا‮ ‬يمنح مؤهلاٍ‮ ‬علمي‮ ‬يدرس ويغذى فكرياٍ‮ ‬بما‮ ‬يريد وبالكتب المنهجية السلفية وغيرها‮. ‬
في‮ ‬سن الطفولة
وعن الخطورة في‮ ‬فتح مثل هذه المدارس أوضح قائلاٍ‮: ‬إذا كان الطالب الذي‮ ‬يدرس في‮ ‬هذه المدرسة فوق مستوى الثانوية فأعتقد أنه‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يفكر ويميز حيث قد أصبح محصناٍ‮ ‬بمناهج وزارة التربية والتعليم حتى نهاية الثانوية لكن الخطورة أنهم‮  ‬يقبلون بعضهم في‮ ‬سن الطفولة والمراهقة ويؤثرون على أفكار الطلبة ويأتون متشددين جداٍ‮ ‬وتجدهم قد إلتحقوا بهذا التيار أو ذاك‮.. ‬وأنا أقول أنه لا بد في‮ ‬المدارس والجمعيات الخيرية حتى الجمعيات التي‮ ‬تمنحها وزارة الشؤون الاجتماعية تصاريح كجمعيات تكون في‮ ‬نشاطها جزء‮ ‬يتعلق بالتربية أو بالأوقاف أو جوانب دينية‮ ‬يجب أن تكون تحت إشراف الوزارات المعنية وإلا ستدخل البلاد في‮ ‬متاهات نحن في‮ ‬غنى عنها ويكفي‮ ‬ما عانينا وما نحن فيه‮..‬
منهج معتدل‮ ‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالتوجيه نحو إعطاء صلاحية الإشراف على المدارس الدينية من قبل وزارة الأوقاف أوضح قائلاٍ‮: ‬قرار مجلس الوزراء تم مناقشته مؤخراٍ‮ ‬وتم تكليف لجنة وزارية للعمل على الدمج وهو أمر ضروري‮ ‬ويجب فيه التنسيق وحسم المواقف والأمور ببقائها مع الأوقاف وكما قلت فيما‮ ‬يخص التعليم إلى مرحلة الثالث الثانوي‮ ‬يجب ألا تمنح أي‮ ‬جهة إلا عبر الوزارة ومن خلال مناهج وزارة التربية والتعليم ومنهجنا الديني‮ ‬الحمد لله‮ ‬يكفي‮ ‬خاصة إذا تم أخذه بجدية واجتهاد ومنهجنا أعد من علماء زيديين وشافعيين معتدلين بعيداٍ‮ ‬عن الطائفية والمذهبية مثل القاضي‮ ‬أحمد سلامة وعبدالله كباس والقاضي‮ ‬عبدالله الجرافي‮ ‬والشيخ عبدالمجيد الزنداني‮ ‬وآخرين والقاضي‮ ‬محمد اسماعيل العمراني‮ ‬وهؤلاء وضعوا منهجاٍ‮ ‬وسطياٍ‮ ‬جمع الشافعي‮ ‬والزيدي‮ ‬ويضيف بالقول‮: ‬أؤكد مرة أخرى أن كل المدارس الدينية‮ ‬يجب أن تتولاها وتشرف عليها الدولة إشرافاٍ‮ ‬مباشراٍ‮ ‬في‮ ‬كل ما‮ ‬يدور داخل هذه المؤسسات سواء كانت مرخصة من عدة جهات ويجب أن توحد قنوات الترخيص لها ويبقى المنهج معروفاٍ‮ ‬ومحدوداٍ‮ ‬تحت إشراف الوزارة المعنية‮..‬
مدارس لا تمنح شهادات
وأشار قائلاٍ‮: ‬مثلاٍ‮ ‬أنا زرت بعض المحافظات وكما هو الحال في‮ ‬معبر هناك مدرسة محمد الإمام لا تمنح شهادة فيها أكثر من‮ ‬5‮-‬6‮ ‬آلاف طالب ولا‮ ‬يوجد آلية لمنح الشهادات وهي‮ ‬تدرس الكتب السنية وقد تتعارض مع الهادوية أو الزيدية المهم أنه من أقر لهم العمل التدريسي‮ ‬لا أحد حتى جمعية الاحسان التي‮ ‬من ضمنها نشاط ديني‮ ‬وجدت لها مبان ضخمة في‮ ‬الجانب التعليمي‮ ‬ولكن الترخيص من الشؤون الاجتماعية هناك معاهد لغات بعضها مرخصة من الهيئة العامة للاستثمار أو من وزارة التعليم الفني‮ ‬وخاصة بعدما منحوها صلاحية الاشراف على المعاهد كاللغات والكمبيوتر فالمهم أن هناك بعض المعاهد ليست مرخصة من التربية والتعليم وتدرس‮ ‬غير الناطقين ومنها مجموعة من الطلبة‮.‬
ويجب أن تخرج التراخيص طالما وأن هناك ثلاث وزارات‮ ‬يجب أن تتحمل مسؤولياتها التربية فيما‮ ‬يخص التعليم العام إلى الثالث الثانوي‮ ‬ومعاهد التعليم الفني‮ ‬بجدارة الاستثمار لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يمنح تراخيص لغات ولغة عربية إلا تحت إشراف الوزارة المعنية سواء في‮ ‬ما‮ ‬يخص التربية أو المعاهد الفنية والأوقاف هم أدرى بشؤونهم‮..‬
ووزارة الشؤون الاجتماعية‮ ‬يجب أن تشترط في‮ ‬أنظمتها أن التدريس لا‮ ‬يتعلق بالجانب الديني‮ ‬أو التربوي‮ ‬والتعليمي‮ ‬وإلا سندخل في‮ ‬متاهات لأن بعضهم‮ ‬يعجز في‮ ‬الحصول على ترخيص من التربية فينتجه إلى التعليم الفني‮ ‬وهكذا وفي‮ ‬الأخير تنتج هذه الأشياء التي‮ ‬لا تحمد عقباها‮.‬
في‮ ‬ظل اللامركزية
‮> ‬وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالكيفية التي‮ ‬يجب إيجادها للتعامل مع هذا التضارب في‮ ‬إصدار التراخيص من عدة جهات أوضح مدير المدارس الأهلية والخاصة بوزارة التربية والتعليم قائلاٍ‮:‬
في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالتعليم الأهلي‮ ‬أنا لست متحيزاٍ‮ ‬أن‮ ‬يعود مركزياٍ‮ ‬100٪‮ ‬إلا في‮ ‬ظل هذه الأوضاع فإذا ما حدث فتح أي‮ ‬معهد أو مدرسة سنجد أنها قد فتحت بترخيص من المديرية ومن التربية والمحافظ وأصبحت الصلاحية له بموجب قانون السلطة المحلية لكن‮ ‬يجب وضع خطة أو استراتيجية لتوحيد التعليم والخطاب الديني‮ ‬وفق معايير وشروط معينة وما الذي‮ ‬يجب أن‮ ‬يغلق أو‮ ‬يفتح وما هي‮ ‬المعايير التي‮ ‬يتم من خلالها منح الترخيص فإذا ما وجدت هذه الاستراتيجية فسيتم ضبط الأمور في‮ ‬ظل اللامركزية أما في‮ ‬ظل الوضع الحالي‮ ‬فأرى مركزيتها ومركزية التعليم الأهلي‮ ‬يضمن لنا نسبة مع تشغيل التعليم الأهلي‮ ‬ومنحه الصلاحيات والامكانيات ولا أقصد التعليم الأهلي‮ ‬كإدارة عامة لكن مجموعة متكاملة المختص في‮ ‬المباني‮ ‬المدرسية والتوجية والمناهج والامتحانات أو أن‮ ‬يكون جزءاٍ‮ ‬متكاملاٍ‮ ‬للتعليم الأهلي‮ ‬يتولى الأمر ويمنح الصلاحية والامكانيات اللازمة للمتابعة‮..‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتصل بالمدارس الأهلية ومدى قيامها بالدور المطلوب منها في‮ ‬إطار العملية التربوية أوضح مداعس قائلاٍ‮:‬
لا أستطيع أن أنكر أنها تقوم بجهد ولكن ليست بالشكل المطلوب وليست كلها هناك مدارس جيدة وتضاهي‮ ‬التعليم الحكومي‮ ‬بكثير والمفروض على التعليم الأهلي‮ ‬أن‮ ‬يكون أكفأ وأقدر‮..‬
شركات تضامنية
ومخرجاته أفضل من التعليم الحكومي‮ ‬بحكم قلة المنتسبين فيه ووجود المدرسين لكن للأسف الشديد هناك من المستثمرين من لا‮ ‬يستثمر إلا لقصد الاستثمار والخروج بمبلغ‮ ‬أكبر من الربح ويأتي‮ ‬بالمدرس الضعيف ويمنحه المرتب القليل ويتطاول على المدرس إذا ما حاول أن‮ ‬يقدم نقداٍ‮ ‬بناء وتربوياٍ‮ ‬ولا‮ ‬يعطي‮ ‬الاهتمام بالجانب التربوي‮ ‬والتعليمي‮ ‬والانفاق عليه بقدر ما‮ ‬يعطي‮ ‬صاحب المبنى الذي‮ ‬يهدده بالطرد فأكثر المدارس اهتمامها بالمؤجر قبل من سيدخل ليتعلم في‮ ‬المبنى ولا‮ ‬يهمه الطالب لأنه سيحافظ عليه وسيقوم بتنجيحه‮.. ‬وهناك من المدارس من لا تقبل طلاباٍ‮ ‬إلا بعد تحديد مستوى في‮ ‬أي‮ ‬الصفوف‮ ‬يجب أن‮ ‬يلتحق وهناك مدارس في‮ ‬شكل شركات تضامنية ومساهمة وهي‮ ‬التي‮ ‬تحقق نجاحاٍ‮ ‬أكثر أو المشروعات الفردية فلم تر النور وكل ما في‮ ‬الأمر أنه‮ ‬يربح في‮ ‬أول سنة وقام بفتح الفرع الثاني‮ ‬وأصبح تاجراٍ‮ ‬لا‮ ‬يهمه إلا المزيد من الربح بعيداٍٍ‮ ‬عن المسؤولية التربوية والتعليمية‮..‬
واختتم مداعس حديثه بالقول‮:‬
أرجو من الأخوة في‮ ‬مكاتب التربية الاهتمام بالتعليم الأهلي‮ ‬والمتابعة الجادة والاهتمام بتجديد ومنح التراخيص في‮ ‬المواعيد المحددة وعلى الصحافة النقد البناء وعلى المستثمرين أن‮ ‬يخافوا الله في‮ ‬أبناؤنا وأن‮ ‬يمنحوا المدرسة الصلاحية الكاملة ولا تكون هدفهم الاتصال بالمحاسب لأخذ الإيرادات وإهمال لوازم العملية التعليمية والتربوية وبحكم القانون هناك شيكات تصدر من المدراس إيرادات وحسابات في‮ ‬البنوك لأنه لا‮ ‬يجوز الترخيص لأي‮ ‬مدرسة إلا بعد فتح حساب باسم المؤسسة التي‮ ‬ستفتح‮..‬
إشكالات
الأستاذ عبدالرحمن السماوي‮ ‬مدير عام الخارطة المدرسية بوزارة التربية والتعليم بدوره تحدث عن التعليم الأهلي‮ ‬والخاص ومدى الدور الذي‮ ‬يقدمه في‮ ‬خدمة العملية التربوية بشكل عام حيث قال‮: ‬نحن بحاجة إلى إعادة المعايير في‮ ‬التعليم الخاص وموضوع العملية التعليمية ربما‮ ‬يخدم في‮ ‬جانب معين وهو جانب الإلتحاق وتقليل الزحام في‮ ‬المدارس الحكومية أما موضوع الجوانب التربوية من وجهة نظري‮ ‬يمكن أن تحدث إشكالات اجتماعية في‮ ‬المستقبل للأسباب التالية وهي‮ ‬أن من‮ ‬يحصل على هذا التعليم لابد أن‮ ‬يكون من أسرة‮ ‬غنية وبذلك هو‮ ‬يحصل على تعليم متميز والذي‮ ‬يحرم منه أبناؤنا في‮ ‬القرى والأرياف وهذا مستقبلاٍ‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى توازن العلم والمعرفة في‮ ‬فئات محدودة ومعينة وهذا سيؤدي‮ ‬إلى عدم توازن وسيحرم الكثير من أبناء الفلاحين خاصة ونحن في‮ ‬مجتمع معظمه ريفي‮ ‬وفقير‮..‬
وفيما‮ ‬يتعلق بحقيقة أن التعليم الخاص متميز خاصة وقد أصبحت هذه العملية من المجالات التجارية أوضح قائلاٍ‮: ‬حقيقة هو استثمار تجاري‮ ‬وليس استثمار تعليمياٍ‮ ‬علمياٍ‮ ‬أنا الذي‮ ‬أعرفه عن التعليم الخاص في‮ ‬العالم أن اسمه التعليم الأهلي‮ ‬أي‮ ‬أن المجتمع‮ ‬يسهم في‮ ‬عملية التخفيف على المدارس الرسمية فيقوم المجتمع بالمهمة في‮ ‬الانفاق على هذا التعليم وليس بالاستثمار أو الحصول على المال من التعليم بل‮ ‬يجب أن‮ ‬ينفق على التعليم للوصول إلى أبناء الفقراء والمناطق البعيدة وربما أن جانب الحصول على المال أكبر لكن في‮ ‬الأخير هناك مدارس‮ ‬يحصل فيها التلميذ أو الطالب على تعليم أكثر قدراٍ‮ ‬خاصة في‮ ‬اللغة والحاسوب بسبب توفر الامكانات فيها وهي‮ ‬تبنى نفسها على حساب الطالب الذي‮ ‬يدرس فيها وأيضاٍ‮ ‬حسب علمي‮ ‬أن هدف التعليم الأهلي‮ ‬الإسهام في‮ ‬عملية إيصال الخدمة التعليمية إلى الفئات التي‮ ‬لم تصل إليهم ويتفق على هذا التعليم وليس العكس كما هو حاصل عندنا في‮ ‬اليمن‮.‬
مسؤولية
فيما‮ ‬يتعلق بالمدارس الدينية التي‮ ‬تعمل خارج نطاق الوزارة أو الحكومة وكيف‮ ‬يجب التعامل معها أوضح السماوي‮ ‬بالقول‮:‬
الحقيقة‮ ‬يجب أن لا نحاسب هؤلاء الناس الذين‮ ‬يقومون بفتح هذه المدارس بل نحاسب المؤسسة المسؤولة عن التعليم في‮ ‬البلد كيف سمحت لقيام مثل هذه‮  ‬المدارس وتخلت عن مسؤوليتها فوزارة التربية والتعليم هي‮ ‬المسؤولة عن التعليم في‮ ‬البلد فيجب عليها أن تبادر إلى وضع مناهج وفق معايير وأسس لبناء أي‮  ‬مدرسة ستخدم المجتمع خاصة تعليم الناس القرآن الكريم إذا أرادوا أن‮ ‬يتعلموا في‮ ‬مدارس خاصة أكثر أو الذين‮ ‬يريدون أن‮ ‬يفتحوا مدارس تدرس أي‮ ‬تعليم الأهم في‮ ‬ذلك أن‮ ‬يكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وبمعايير وزارة التربية والتعليم وأي‮ ‬مدرسة تخالف تلك المعايير أو هذه الأسس‮ ‬يجب أن‮ ‬يحد منها وتوقف‮.‬
أسس ومعايير
هناك قوانين وتشريعات تربوية تنظم منح تراخيص فتح المدارس الأهلية والخاصة أين كانت برأيكم كيف‮ ‬يجب أن تتعامل الوزارة مع هذه المواد والقوانين التعليمية‮..‬¿
‮>> ‬أنا في‮ ‬رأيي‮ ‬يجب أن توضع معايير عن ما هي‮ ‬المدارس المطلوبة للمجتمع‮  ‬ونحن لا نريد أن نجعل المجتمع هو الذي‮ ‬يفرض علينا ما‮ ‬يريد نحن الذي‮ ‬يجب أن نتحسس ماذا‮ ‬يريد المجتمع فإذا كان هناك من الناس من‮ ‬يريد أن‮ ‬يعلم أولاده إضافة إلى التعليم في‮ ‬المدارس العامه أن‮ ‬يحفظ ولده القرآن لا نمنعه ولكن نضع معايير لهذه المدارس وضوابط ونقوم بالإشراف على أي‮ ‬عملية من هذه العمليات ليس هناك اشكال والمهم في‮ ‬ذلك أن‮ ‬يكون هناك أسس ومعايير لفتح مثل هذه المدارس وأن تكون وزارة التربية والتعليم هي‮ ‬المسؤولة عن هذا التعليم و عن الخطورة في‮ ‬وجود مدارس دينية خارجة عن إشراف وزارة التربية أوضح بالقول‮: ‬التعليم هو‮ ‬يمثل البناء الفكري‮ ‬للمجتمع فإذا ما كل حزب وضع له تعليماٍ‮ ‬ومؤسسة تعليمية وكل طائفة وضعت لها مؤسسات تعليمية سيستشظى المجتمع وسنتحول إلى‮…. ‬ولابد من قواعد وأسس تنظيم مثل هذه العمليات التعليمية ولابد من إطار فكري‮ ‬موحد‮ ‬يجمع الناس بحيث‮ ‬يظل المجتمع بالبلد متماسكاٍ‮ ‬وأن‮ ‬يكون هناك علاقة قوية ما بين الدولة والمجتمع‮..‬
خارطة
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بوجود الخارطة التعليمية الأهلي‮ ‬والخاص بشكل عام أوضح بالقول‮: ‬الحقيقية خارطة توزيع الخدمات التعليمية بالنسبة للتعليم الأهلي‮ ‬والخاص هو حتى الآن لا‮ ‬يزال مقتصراٍ‮ ‬على المدن‮  ‬الرئيسية وداخل المدن نفسها على الأحياء التي‮ ‬يسكن فيها أسر دخل معيشي‮ ‬أكبر فالأحياء الفقيرة لا‮ ‬يتمكنو من الإلتحاق بتلك المدارس ولذلك ستكون المدارس في‮ ‬هذه‮  ‬الأحياء قليلة فتظل المدارس الأهلية منتشرة في‮ ‬المدن داخل المدن أيضاٍ‮ ‬مقتصرة على الأحياء الغنية‮ ‬أما بالنسبة للريف حتى لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتم إيصال هذه الخدمة لأسباب أن المجتمع الريفي‮ ‬مجتمع فقير لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬ينفق على أولاده في‮ ‬تلك المدارس وإذا ما ظلت بهذه الصورة بالعملية ستظل محصورة على المدن تلك الأحياء‮..‬
نزول ميداني
حتى وجود الاحصائيه للمدارس الأهلية أوضح قائلاٍ‮: ‬حتى الآن وبسبب أنه‮ ‬يتم كل سنه فتح مدارس جديدة فالاحصائية‮ ‬غير ثابتة وكانت العام الماضي‮ ‬في‮ ‬حدود‮ ‬450‮ ‬وربما ارتفع الآن ومعظمها في‮ ‬أمانة‮  ‬العاصمة‮ ‬60٪‮ ‬وعن الكيفية التي‮ ‬تم بها رسم أو بناء الخارطة المدرسية في‮ ‬الجمهورية أوضح قائلاٍ‮: ‬بناء الخارطة المدرسية تمت‮  ‬على أساس نزول ميداني‮ ‬لكل مدارس الجمهورية وتم تحديد مواقعها وتم تحديد مواقعها بجهاز الجي‮ ‬بي‮ ‬إس ثم استخدام نظامGIS ‮ ‬وهو نظام بناء مؤشرات على أساس خرائط توضح لأي‮ ‬مؤشر وتوزيع هذه الخدمة التعليمية حسب‮  ‬المنطقة الجغرافية ونوع التعليم وعدد الطلاب وأي‮ ‬مؤشر‮ ‬يمكن تحويله إلى خارطة وأنا الآن مثلاٍ‮ ‬استطيع من خلالها أن الواقع التعليمي‮ ‬في‮ ‬عموم البلاد من خلال هذه الخريطة‮.‬
الرقابة ثم الرقابة
واختتم مدير عام الخارطة المدرسية حديثه بالقول‮: ‬أرجو من وزارة التربية والتعليم أن تستشعر مسؤولياتها وتتحول من مركز تنفيذي‮ ‬إلى مركز‮ ‬يضع الأسس والمعايير والسياسات ويراقب لأن الرقابة مهمه جداٍ‮ ‬خاصة لإنتقال السلطة إلى اللامركزية بدون أن‮ ‬يتم مراعاة عدم تأهل الأشخاص الذين‮ ‬يقومون بتنفيذ الأعمال في‮ ‬السلطة المحلية وأنا لا أقصد الرقابة التوجيهيه التي‮ ‬تحبس الأنفس ولكن أقصد الرقابة التوجيهية التي‮ ‬توجة الناس إلى أين أخطأوا وكيف تم‮ ‬يتم تحاشي‮ ‬ومراجعة الأخطاء وليس من أجل تأديبهم وقمعهم ولكن من أجل توجيههم إلى الصح‮.‬
الخطورة
الأخ قائد المخلافي‮ ‬مدير عام الموارد البشرية بمكتب التربية بمحافظة الجوف بدوره تحدث عن الخطورة التي‮ ‬يمثلا وجود مدارس تعمل بدون تراخيص خارج عن نطاق الإشراف عليها من وزارة التربية‮  ‬والتعليم حيث قال‮: ‬الخطورة تتمثل في‮ ‬المدارس التي‮ ‬تعمل في‮ ‬بيئة معينة خارج نطاق المجتمع والتربية والمؤسسات الرسمية وهذه المدارس هي‮ ‬التي‮ ‬تغذي‮ ‬أفكار الأشخاص الإرهابيين أو فكراٍ‮ ‬معيناٍ‮ ‬حاقد على الوطن والمصالح وعلى الدولة وهؤلاء لأهم لهم إلا التخريب وليس العمل والعلم الذي‮ ‬يهدف إلى بناء وتنمية الوطن لكن المدارس التي‮ ‬تشرف عليها الدولة تخرج أشخاصاٍ‮ ‬مؤهلين بكوادر وشهائد وتطبق توجه الدين الإسلامي‮ ‬في‮ ‬إعمار الأرض‮..‬
مشيراٍ‮ ‬إلى أن هناك مدرستين أهليتين في‮ ‬الجوف وخمس مدارس لتحفيظ القرآن الكريم وهي‮ ‬تتبع إدارة تحفيظ القرآن بمكتب التربية بمحافظة الجوف‮..‬
تشريع تربوي
ختاماٍ‮ ‬لا بد من الإشارة إلى بعض مواد القانون رقم‮ (‬11‮) ‬لسنة‮ ‬1999م بشأن تنظيم مؤسسات التعليم الأهلية والخاصة حيث نصت المادة رقم‮ (‬9‮) ‬من القانون‮ »‬يحظر حظراٍ‮ ‬تاماٍ‮ ‬الترخيص للأحزاب والتنظيمات السياسية والجمعيات الخيرية بإنشاء مؤسسات التعليم الأهلية والخاصة‮« ‬كما نصت المادة‮ (‬10‮) »‬يحظر الترخيص بفتح مؤسسات تعليم أهلية أو خاصة لأغراض أو دوافع سياسية أو حزبية أو طائفية أو مذهبية‮« ‬ونصت المادة‮ (‬11‮) ‬من نفس القانون‮ »‬يكون سحب الترخيص أو إلغائه من مؤسسات التعليم الأهلية والخاصة بقرار من الوزير بناء على عرض وكيل قطاع التعليم الموضح للمخالفات ومرفق به كافة الأدلة التي‮ ‬تثبت وقوع المخالفات‮« ‬في‮ ‬ما أورد القانون شروط منح الترخيص لإنشاء مؤسسات التعليم الأهلي‮ ‬والخاص وذلك في‮ ‬بنود وفقرات المادة رقم‮ (‬12‮) ‬من هذا القانون والتي‮ ‬منها أن تتقدم الجهة الراغبة بالإنشاء إلى الوزارة بمشروع متكامل وشامل‮ ‬يوضح أهداف المشروع العامة والخاصة والمناهج والكتب المدرسية ومصادرها والجوانب النظرية والعلمية والتطبيقية ووسائل الارتباط البيئي‮ ‬وطرائق وأساليب التدرس ونوعية المدرسين والإداريين وجنسياتهم وأن لا‮ ‬يتعارض المشروع مع عقيدتنا الإسلامية والثوابت الوطنية والأسس العامة والخاصة المحددة في‮ ‬القانون العام للتربية والتعليم وفي‮ ‬السياسة التعليمية‮..<
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share