Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يرى أن استحقاق السلطة لا أصل له في‮ ‬الإسلام ومقاصده

يرى أن استحقاق السلطة لا أصل له في‮ ‬الإسلام ومقاصده
الباحث الحاضري‮: ‬التعليم المذهبي‮ ‬المتعصب أكبر خطر‮ ‬يهدد‮ »‬الوحدة الوطنية‮«‬
‮> ‬يرى أن التيار الإمامي‮ ‬يستند في‮ ‬حركته اليوم على إحياء التعليم المذهبي‮ ‬باصطياده لأبناء بعض المناطق القبلية التي‮ ‬لايزال حظها من التعليم بسيطاٍ‮ ‬باعتباره أكبر خطر‮ ‬يهدد الوحدة الوطنية التي‮ ‬تمثل نقطة الخلاف الأساسية بين الشعب اليمني‮ ‬الوحدوي‮ ‬المناضل والتيار السلالي‮ ‬العنصري‮.‬
ويشير إلى أن الفكر الإمامي‮ ‬المتغلغل في‮ ‬جهاز الدولة المالي‮ ‬والإداري‮ ‬بشكل‮ ‬غير مباشر‮ ‬ينشر الفساد ويبث الإشاعات بين أبناء الشعب لخلخلة الالتفاف الوطني‮ ‬في‮ ‬شكل الحملات الإعلامية الواسعة التي‮ ‬تتحدث عن الفساد وتدهور الأوضاع عبر التأثير في‮ ‬التحالفات السياسية الداخلية والاتصالات الخارجية‮.. ‬ويخلص إلى أن الحوثيين فرقة هادوية تؤمن بالحق الالهي‮ ‬في‮ ‬الحكم في‮ ‬منهم من البطنين‮ ‬وأن الفكر الذي‮ ‬تتبناه هذه الحركة هو فكر شيعي‮ ‬ابتداءٍ‮ ‬بإمامة علي‮ ‬بالنص وهذا هو مرتكز الجارودية‮ ‬كما أن فكرها‮ ‬يقوم على التمييز السلالي‮ ‬في‮ ‬استحقاق الإمامة‮ ‬كما‮ ‬يؤكد أن العودة إلى القرآن الكريم بكلياته وأصوله هو الخطاب الذي‮ ‬يشع نوراٍ‮ ‬على نور لمواجهة المخاطر المتعلقة بالوطن‮.. ‬كل ذلك ناقشته‮ »‬الوحدة‮« ‬مع الأستاذ أحمد محمد الحاضري‮ ‬الباحث والمتخصص في‮ ‬الشؤون الإسلامية والفكرية في‮ ‬هذا الحوار‮ ‬فإلى الحصيلة‮:‬
حاوره‮: ‬عبده حسين الأكوع
alakoa777@hotmail.com

‮> ‬بادي‮ ‬ذي‮ ‬بدء من هم الحوثيون ¿
‮>> ‬هم فرقة‮  ‬هادوية‮  ‬تؤمن بالحق الإلهي‮ ‬في‮ ‬الحكم‮  ‬في‮ ‬من هم من البطنين‮  ‬وتؤمن بمبدأ الخروج بالسيف بدون ضوابط‮  ‬وهي‮ ‬فئة‮ ‬يساندها أتباع هذا الفكر العنصري‮ ‬السلالي‮ ‬في‮ ‬مختلف مناطق الشمال‮.‬
ولا تمتد جذورهم إلا في‮ ‬الجهل فهم‮ ‬يسعون إلى عزل مناطق نفوذهم عن كل فكر تجديدي‮ ‬وجواز تمزيق الأمة بجواز قيام إمامين في‮ ‬آن واحد‮ … ‬
جارودية
‮> ‬ما الفكر الذي‮ ‬تتبناه هذه الحركة ¿ وما أبرز ما تدعو أليه ¿ وما العوامل التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬تطورها ¿
‮>> ‬هو فكر شيعي‮ ‬أبتداءٍ‮ ‬بإمامة علي‮ ‬بالنص الخفي‮ ‬وهذا هو مرتكز الجارودية‮  ‬ويقوم‮  ‬فكرها على‮  ‬التميز السلالي‮ ‬في‮ ‬استحقاق الإمامة‮ .‬
أما‮  ‬أهم‮  ‬العوامل التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬تطورها فهو بقاء التعليم المذهبي‮ ‬في‮ ‬محافظة صعدة‮  ‬الذي‮ ‬أدى إلى بث عقائد الفكر الهادوي‮ ‬السلالي‮ ‬و تنفذ أتباع‮  ‬هذا الفكر في‮ ‬أجهزة الدولة‮ ‬و تدني‮ ‬قدرة الدولة‮  ‬على التدخل وبسط‮  ‬نفوذها في‮ ‬المناطق النائية‮ ‬وضعف وانعدام‮  ‬دور أجهزة الدولة‮  ‬الإرشادية‮  ‬والتعليمية والإعلامية في‮ ‬تصويب الثقافة والتدين الشعبي‮ ‬بشكل عام وفي‮ ‬صعدة خاصةٍ‮ ‬وساعد على ذلك أيضاٍ‮ ‬عدم توازي‮ ‬سيادة القانون مع التعددية‮  ‬وحرية التعبير‮ ‬وأنتشار تجارة السلاح في‮ ‬اليمن وتركزها في‮ ‬صعدة‮ ‬والمكانة التي‮ ‬احتلها تجارالسلاح كقوى متنفذة‮ .‬
‮> ‬نسبة الحوثية في‮ ‬اليمن ¿وما هي‮ ‬أهدافهم ¿
‮>> ‬إن نسبتهم‮  ‬قليلة جداٍ‮ ‬إلا أنهم‮ ‬يتماسكون كشأن كل أقلية بالإضافة إلى تركيزهم على‮  ‬مفاصل الدولة ومفاصل‮  ‬الإرشاد والقضاء‮ .‬
أما أهم أحلامهم فهي‮ ‬عودة الإمامة التي‮ ‬لفظها الزمان والمكان
أما وضعهم الحالي‮ ‬فهم أداة في‮ ‬يد ايران‮ .‬
استعلاء سلالي
‮> ‬نظرية‮  ‬الحق الإلهي‮ “‬الاختيار والاصطفاء‮ “‬من أي‮ ‬عقيدة أستمدوها¿
‮>>  ‬أنني‮ ‬لا أجد‮  ‬من قال بالتميز‮  ‬والاستعلاء‮  ‬السلالي‮  ‬أو القومي‮  ‬أو الأصل الوجودي‮ ‬إلا بني‮ ‬إسرائيل‮  ‬كما وصفهم القرآن وكذلك من قال‮ ( ‬أنا خير منه‮ ……….)‬
‮> ‬ما رأيكم في‮ ‬دعواهم‮  ‬أنهم مفوضون من الله ¿
‮>> ‬للإنصاف أنهم لم‮ ‬يقولوا‮  ‬بهكذا دلالة‮ ‬‮ ‬إلا أنهم‮  ‬يقولون‮  ‬بالاصطفاء والاختيار‮  ‬الإلهي‮  ‬لأبناء الحسن والحسين‮  ‬في‮ ‬استحقاق‮  ‬السلطة‮  ‬والثروة‮ ‬‮ ‬يقول الهادي‮ ” ‬وتثبت الإمامة للإمام وتجب له من الأنام في‮ ‬من كان من أولئك‮ (‬أي‮ ‬من البطنين‮) ‬فقدحكم الله له بذلك رضي‮ ‬الخلق أم سخطوا وليس تثبت الإمامة بالناس للإمام كما‮ ‬يقول أهل الجهل من الأنام‮ ” ‬وقد فصلت ذلك في‮ ‬كتابي‮ ” ‬تاريخ الأئمة الهادويين الفكر والتطبيق‮ ” .‬
إن هذه الدعوى‮  ‬في‮  ‬استحقاق السلطة‮  ‬لا أصل لها في‮  ‬الإسلام ومقاصده‮  ‬التي‮ ‬سارت بين الناس في‮ ‬علاقة الإنسان بالله وعلاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة الإنسان بالكون‮ .‬
ويخالف أصل العدل في‮ ‬الدين الذي‮ ‬يقوم‮  ‬على جعل مكانة الإنسان في‮ ‬الدنيا‮  ‬والآخرة كنتيجة‮  ‬لحسن وصلاح عمله‮ ‬‮ ‬قال تعالى‮: (‬كْلْ‮ ‬امúرئُ‮ ‬بمِا كِسِبِ‮ ‬رِهينَ‮) ‬1‮ (‬كْلِ‮ ‬نِفسِ‮ ‬بمِا كِسِبتْ‮ ‬رِهِينِةٍ‮)‬2‮ ‬وهم‮ ‬يدعون الزيدية لإستقطاب أتباع الزيدية‮.‬
غلاة الشيعة
‮> ‬متى كانت البداية الحقيقية للتمرد الحوثي‮ ‬في‮ ‬اليمن ¿
‮>> ‬نعتقد أن بدايتها كانت منذ عام‮ ‬1985م حينما تم ضبط خلية من‮ ‬غلاة الشيعة‮  ‬حاولوا تشكيل تنظيم تخريبي‮ ‬نفذت بعض الأعمال التخريبية‮ ‬وحوكموا وسجنوا‮  .‬
هذه الخلية كانت البذرة الأولى لوجود‮ ‬غلاة الشيعة‮ ‬فقد قامت هذه الفئة بإرسال الشباب من أبناء الأسر الإمامية‮  ‬للتعليم والتدريب إلى سوريا‮  ‬ثم طهران وقم‮ ‬‮ ‬من ذلك التاريخ‮  ‬كانت البداية‮  ‬للتدخل الفارسي‮  ‬ببث فكرة بإستقطاب الشباب‮  ‬وإعدادهم‮  ‬‮ ‬هؤلاء ربما‮  ‬كانوا النواة المؤسسة لحركة الحوثيين‮ .‬
‮ ‬13‮ ‬إماماٍ
‮> ‬ما العلاقة بين الزيدية والحوثية ومحاولتهم التلبس بالمذهب الزيدي‮ ‬¿
‮>> ‬إن الفارق الأساسي‮ ‬والأختلاف المحوري‮ ‬بين الزيدية والحوثيون الهادويون أن الزيدية‮  ‬تقوم على المساواة‮  ‬في‮ ‬استحقاق‮  ‬الحكم‮  ‬وفقاٍ‮ ‬للجدارة والصلاح‮  ‬وأن الإمامة‮  ‬أمر دنيوي‮ ‬وتقوم على الشورى والبيعة ولا تنكر خلافة الشيخين وتحرم لعن وتسفيه الصحابة وبينما‮ ‬يقوم فكر الهادويين الحوثيين على مبدأ الخروج على الحاكم لمن هو من البطنين بدون ضوابط تحدد موجبات الخروج‮  ‬ومن‮ ‬ينصب الخارج مما جعل اليمن في‮ ‬حالة حرب منذ دخول الهادي‮ ‬إلى قيام الثورة‮  ‬فلقد‮  ‬ظل الصراع‮  ‬بين أبناء تلك السلالة الإمام والخارج عليه حتى وصل‮  ‬عدد المتنازعين‮  ‬من أدعياء الإمامه‮  ‬إلى‮ (‬13‮) ‬إمام في‮ ‬زمن مهدي‮ ‬المواهب‮ (‬لمزيد من الشرح أرجع إلى كتابي‮ ‬تاريخ الأئمة الهادويين الفكر والتطبيق‮).‬
معركه الفكر
‮> ‬أين تكمن أوجه التشابه والخلاف بين الزيدية والاثنا عشرية¿
‮>> ‬من المعلوم أن الزيدية أنبعثت من ثورة‮  ‬الإمام زيد على الفكر الشيعي‮ ‬والحكم الأموي‮ ‬في‮ ‬آن واحد‮ ‬فقبل معركة السيف‮  ‬قامت معركة‮  ‬الفكر بين الإمام زيد‮  ‬والشيعة حين حسم أمره منهم‮  ‬بقوله‮ (‬أذهبوا فأنتم الرافضة‮ ……….)‬
إن الزيدية‮  ‬هي‮ ‬الخروج على الظالم هي‮ ‬ثقافة المقاومة والتجديد والاجتهاد‮  ‬ووسيلتها الدليل والاعتدال‮ ‬‮ ‬وهي‮ ‬عضو فعال‮  ‬في‮ ‬عائلة السنة‮ .‬
أما أبرز خلافها مع الشيعة فهي‮ ‬لا تقول‮  ‬بالعصمة للأئمة‮  ‬ولا بالرجعة ولا بتقديس وزيارة قبور الأولياء وتعتمد على كتب أهل السنة‮.‬
بتر وانتقاء
‮> ‬ما مظاهر تحول الحوثيين إلى الاثنا عشرية ¿
‮>> ‬لا‮ ‬يجمعهما إلا القدح في‮ ‬الصحابة‮  ‬رضوان الله عليهم والتميز السلالي‮ ‬والبتر والإنتقاء للآيات القرآنية في‮ ‬الاستدلال على آرائهم وإخراجها من سياقها الموضوعي‮  ‬في‮ ‬إثبات الوصية وإمامة علي‮ .‬
‮> ‬هل الإصلاح والبناء ومواجهة المخاطر‮  ‬المتعلقة بوطننا بحاجة إلى خطاب ديني‮ ‬ووطني‮ ‬مستنير ¿
‮>> ‬إن العودة إلى القرآن بكلياته وأصوله‮  ‬هو الخطاب الذي‮ ‬يشع نوراٍ‮ ‬على نور الخطاب الذي‮ ‬يقوم على العدل والمساواة‮ .‬
‮> ‬ما الفرق بين النظام الملكي‮ ‬والفكر الزيدي‮ ‬¿‮ ‬
‮>> ‬كما هو معلوم أن النظام الملكي‮ ‬نظام‮  ‬فردي‮ ‬وراثي‮ ‬والزيدية تقوم على البيعة والمساواة بين البشر في‮ ‬استحقاق الحكم حسب الجدارة والاستحقاق‮ ‬وتقوم على‮  ‬الشورى فليس سلطة فردية‮ ‬إلا أن‮  ‬فكر الزيدية‮  ‬في‮ ‬هذا الجانب لم‮ ‬يطبق لدى كل من انتسب إلى الزيدية‮.‬
تغلغل
‮> ‬برأيك من‮ ‬يقف وراء إشعال فتنة أهليه وإيقاظها باللعب بورقتي‮ ‬المذهبية والعنصرية‮ .. ‬ولمصلحة من‮ ‬يشق تاريخ اليمن وهويته وثقافته ¿
‮>>‬على المستوى الداخلي‮ ‬هم أعداء الوحدة من دعاة الانفصال ومن المفسدين كما أسلفنا الإماميون الهادويون المتغلغلون في‮ ‬أجهزة الدولة وأخطرهم من‮ ‬يدلون بالرأي‮ ‬والمشورة‮.‬
أما على المستوى الخارجي‮ ‬فهي‮ ‬إيران‮  ‬كما تؤكد ذلك بالدعم الإعلامي‮ ‬المتواصل للحوثيين‮.‬
من باب الدين
‮> ‬الحوثيون امتداد للإمامة نكبة اليمن‮  ‬التاريخيه ¿ مارأيك¿
‮>> ‬فنحمده‮  ‬تعالى إذ هدانا
ومن داء الإمامة‮  ‬قد شفانا‮ .‬
ان‮ ‬يوم السادس والعشرين من سبتمبر هو ذلك اليوم الذي‮ ‬انطلقت فيه عزائم الرجال‮  ‬لتدك صروح أعتى ظلم‮  ‬وأعنف طغيان‮  ‬ظلم‮ ‬يعتمد على سلاح تقليدي‮ ‬من تلك الأسلحة التي‮ ‬يمتلكها الشعب فيقاوم بها وطغيان لم‮ ‬يعتمد على جبروت‮  ‬شخص أو أشخاص من الممكن التآمر عليهم وإنهاؤهم‮  ‬كما هو الحال في‮ ‬معظم بلاد الله‮ .. ‬إلا أنه طغيان وظلم جاء للشعب اليمني‮ ‬من باب لايستطيع‮  ‬فيه الإنسان اليمني‮ ‬أن‮ ‬يغلقه‮ .. ‬إنه من باب الدين‮ ‬والإنسان في‮ ‬اليمن مشدود إلى الدين بطبعه‮.. ‬بحب الدين‮  ‬وبحب متين‮ .. ‬يتعلق‮  ‬قلبه‮  ‬بكل من‮ ‬يعيدونه إلى الدين‮ .. ‬فلبس الطغاة الظلم‮  ‬لبوس الدين‮  ‬وتحلوا به في‮ ‬ظاهرهم‮ .. ‬وطرقوا باب الشعب اليمني‮ ‬ففتح قلبه وبلاده لهم‮ .. ‬غره مظهرهم‮  ‬وانخدع بتمتماتهم وهمهماتهم وظن أنه بذلك إنما‮ ‬يعلي‮ ‬راية الإسلام‮. ‬من هذا الباب وبنفس الوسيلة والأساليب وجد الحوثيون كامتداد واستمرارية للأئمة الهادويين إنهم امتداد لنكبة اليمن التاريخية‮ .‬ويؤكد تلك الحقيقة‮  ‬القاضي‮ ‬عبد الرحمن الأرياني‮  ‬رئيس الجمهورية السابق‮ ‬‮ ‬بقوله‮ : ‬
يا ابن همدان أنت بلغت لكن
خادعونا وأظهروا الاستكانة
خادعونا بالله‮  ‬بالرسل بالقرآن
بـــالــزهد‮  ‬بالتقوى بالديانة
وخالفوا أصل العدل القائم على المساواة‮  ‬فعملوا على ترسيخ التمييز السلالي‮ ‬والعنصري‮  ‬فجعلوا أنفسهم سادة والشعب مسودا ورسخوا كثقافة مجتمعية أن الرجل من هذه السلالة سيد والمرأة شريفة ومن البديهي‮ ‬أن عكس دلالة الوصفين لغيرهم من المسلمين ذلك الفكر ألبس اليمنيين الدونية والاحتقار والمهانة ويصف ذلك القاضي‮ ‬عبد الرحمن الأرياني‮ ‬بقوله‮: ‬
قم تجد أمة‮  ‬فروها بأظــفار
حــداد وجــرعوها الإهانة
ليس في‮ ‬الدين سيد ومـسود
فــأقرؤوه وحقـقوا قرآنــه
إن دين الإسلام دين التساوي
لـيـــس فيه تعاظم واستكانة
لا تقولوا سيدي‮ ‬لشخص ومن
ينطق بها فاقطعوا بحد لسانه
تمييز سلالي
‮> ‬ماهي‮ ‬وسائلهم لترسيخ هذا التمييز السلالي¿
‮>> ‬كانت وسيلتهم‮  ‬تجهيل أبناء الشعب‮  ‬باحتكار وظائف الإرشاد والإفتاء في‮ ‬سلالتهم وجعلوا وسيلة المعرفة الدينية‮  ‬مذهباٍ‮ ‬أعدوه ليصنع لهم التمييز السلالي‮ ‬في‮ ‬التدين الشعبي‮ ‬والجماهيري‮ ‬مذهباٍ‮ ‬يقوم على تحريف معاني‮ ‬القرآن واعتسفوا‮  ‬تفسيره فجعلوا القرآن كأنه ما أنزل إلا لخدمتهم ولإقامة مملكتهم‮ .. ‬أخذوا‮  ‬بالمتشابه من آيات القرآن‮ .. ‬وضعوا الأحاديث لتخدمهم وتؤسس مملكتهم‮  ‬ونسبوها ظلماٍ‮ ‬وزوراٍ‮ ‬إلى بعض الأئمة ممن‮  ‬ينتسبون للإمام‮ (‬على‮) ‬رضي‮ ‬الله عنه مثل جعفر الصادق ومحمد الباقر وزيد بن علي‮ ‬رضي‮ ‬الله عنه وغيرهم وهم في‮ ‬اعتقادي‮  ‬أبرياء من كل مانسب إليهم مخالفاٍ‮ ‬لكتاب الله وسنة رسول الله‮ (‬ص‮).‬
وهو في‮ ‬الحقيقة فكر الهادي‮ ‬يحيى بن الحسين الذي‮ ‬أصل‮  ‬للتمييز السلالي‮ ‬في‮ ‬استحقاق السلطة والثروة كحق إلهي‮ ‬لمن هم من البطنين‮  ‬وأشعل الفتنة بمبدأ الخروج والسيف‮ (‬الإمامة لمن قام بها ودعا القبائل إليها شاهراٍ‮ ‬سيفه من أبناء هذه السلالة‮ ) ‬إن العمل بهذا المبدأ دون ضوابط‮  ‬تبين موجبات الخروج ودون أن‮ ‬يبين من‮ ‬ينصب الخارج‮  ‬قد أشعل الفتنة بطول اليمن وعرضها فأوجد الصراع‮  ‬والحروب‮  ‬بين أبناء هذه السلالة لأنه‮ ‬غذى الطموح لدى أبناء هذه السلالة‮.. ‬فلم‮ ‬يوجد إمام إلا وخرج عليه مدع للإمامة حتى وصلوا في‮ ‬بعض المراحل التاريخية إلى ما‮ ‬يزيد على عشرة أدعياء للإمامة فمزقوا اليمن تمزيقاٍ‮ ‬وزرعوا بين أبنائها العداوة والبغضاء بدفع قبيلة على أخرى ومنطقة على أخرى‮ ‬‮ ‬ورسخ ذلك ايضاٍ‮ ‬قيام الفكر الإمامي‮ ‬الهادوي‮ ‬على جواز قيام إمامين في‮ ‬آن واحد وهذا‮ ‬يخالف أصل الوحدة والتوحد في‮ ‬الإسلام‮.‬
مسخ وتشويه
‮> ‬استاذ احمد الا‮ ‬ترى ان ذلك الفكر هو العقيدة الباعثه لتمرد الحوثيين‮ .. ‬وأنه مسخ وتشويه لتاريخ اليمن المشرق¿
‮>> ‬ذلك الفكر هو العقيدة الباعثة لتمرد الحوثيين‮ ‬‮ ‬وإكمالاٍ‮ ‬لمسيرة‮  ‬ترسيخ التمييز السلالي‮  ‬والعنصري‮ ‬تحرك‮  ‬الطغاة الظلمة‮  ‬على تاريخ اليمن المشرق ومسخوا حركة العلم في‮ ‬اليمن‮  ‬وغيبوها‮ .. ‬مسخوا‮  ‬تاريخ علماء اليمن وغيبوه وشوهوه‮ .. ‬مثل نشوان بن سعيد الحميري‮ ‬والمقبلي‮ ‬وابن الأمير والشوكاني‮  ‬وبذلك‮  ‬استطاعوا إجراء‮ ‬غسيل‮  ‬مخ‮  ‬لأبناء اليمن‮ .. ‬إن هؤلاء‮  ‬الطغاة الظلمة‮  ‬استغلوا‮  ‬تعلق‮  ‬أبناء‮  ‬اليمن بالإسلام‮  ‬وحبهم‮  ‬لرسول الله‮ (‬ص‮) ‬وكل من اقتدى به‮  ‬استغل‮  ‬الطغاة‮  ‬هذا الحب وذلك‮  ‬التعلق‮  ‬بالإسلام‮  ‬فقدموا‮  ‬لأبناء‮  ‬اليمن مذهباٍ‮ ‬يخدم‮  ‬مصالحهم‮  ‬هم‮  ‬ويؤسس ملكهم هم‮ .. ‬قدموه‮  ‬على أنه الإسلام‮  ‬وغيره‮  ‬باطل جعلوا‮  ‬العلم حكراٍ‮ ‬عليهم‮  ‬وكل معارفه تؤيد مذهبهم‮  ‬وكل علم‮  ‬من‮ ‬غيرهم‮  ‬يعتبر باطلاٍ‮ ‬مالم‮  ‬يكن ذلك‮  ‬العلم محققاٍ‮ ‬لرغباتهم‮  ‬وأهوائهم‮ .. ‬جعلوا‮  ‬الحكم‮  ‬حكراٍ‮ ‬لهم‮ .. ‬بل زعموا أن ذلك بأمر الله‮  ‬وبأن الله سبحانه‮  ‬وتعالى‮  ‬قد جعل‮  ‬الحكم‮  ‬فيهم‮  ‬وحاشا الله سبحانه‮  ‬أن‮ ‬يفرق‮  ‬بين الناس‮  ‬ويميز بينهم‮  ‬على‮ ‬غير‮  ‬التقوى‮.. ‬وحاشا رسول الله‮ (‬ص‮) ‬أن‮ ‬يكون قد جاء‮  ‬ليؤسس ملكاٍ‮ ‬أو‮ ‬يبني‮ ‬أسرة‮ .. ‬أو‮ ‬يجعل أناساٍ‮  ‬سادة‮  ‬وأناساٍ‮  ‬عبيداٍ‮ ‬فإنما هو‮  ‬رحمة للعالمين‮ . ‬ولكن ماذا نعمل وقد ابتلينا بنفوس طاغية‮  ‬مريضة‮  ‬حرفت معاني‮  ‬القرآن‮  ‬ووضعت الأحاديث‮ ‬‮ ‬وزورت التاريخ‮  ‬واتخذت‮  ‬أساليب الغدر والمخادعة‮  .. ‬لتبني‮  ‬طبقة‮  ‬وتؤسس ملكاٍ‮ ‬وتفرق الناس جعلوا‮  ‬من أنفسهم‮  ‬سادة وغيرهم‮ .. ‬عبيداٍ‮.. ‬إن هناك من عرف العهد‮  ‬البائد الذي‮ ‬دكته ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر وهناك‮  ‬من لم‮ ‬يعرف ذلك العهد البغيض‮ .. ‬فالذين‮  ‬عرفوا‮  ‬بالتأكيد لا‮ ‬ينسون الفقر والجهل والمرض الذي‮  ‬كان مخيماٍ‮ ‬على ربوع اليمن‮  ‬وأبناء اليمن‮.. ‬بالتأكيد عرفوا كيف أن‮  ‬الشعب اليمني‮ ‬كان مقسماٍ‮ ‬إلى طبقات ما أنزل الله بذلك من سلطان ولا جاء محمد‮  (‬ص‮) ‬بل أن ما أنزله الله وما جاء به رسول الله‮ (‬ص‮) ‬إنما كان‮  ‬ليدك به كل تقسيم‮  ‬جاهلي‮ ‬وكل تفريق بين الناس وكل استعباد للناس‮ .‬
مسخ وتجهيل
‮> ‬إذاٍ‮ ‬ما نعانيه اليوم هو امتداد لعصور مظلمة‮ …‬كيف تقرأ ذلك ¿
‮>> ‬إن تمرد الحوثيين و ما نعانيه اليوم‮  ‬هو امتداد لتلك العصور المظلمة‮ .. ‬فالذين حكموا اليمن بعد الثورة لم‮ ‬ينزلوا من السماء‮ .. ‬إنما هم من أبناء هذه الأمة ولا‮  ‬نظن وقتاٍ‮ ‬قصيراٍ‮ ‬هو عمر الثورة‮  ‬إلى الآن‮  ‬يمكن‮  ‬أن‮ ‬يمحو كل قرون المسخ والتجهيل‮  ‬والاستعباد والاستبداد وسنجد من بعض‮  ‬تصرفاتنا في‮ ‬بيوتنا مع أهلنا‮ ‬وأولادنا مع جيراننا‮ ‬مع موظفينا مع زملائنا سنجد هناك رواسب قد تختلف من شخص لآخر رواسب من تلك العصور المظلمة‮. ‬عصور الطغيان الرهيب التي‮ ‬مرت بآبائنا وأجدادنا‮ .. ‬تربوا عليها وتعلموا عليها وعاشوا بها كأمور مسلمة‮.‬
إن ثور السادس والعشرين من سبتمبر‮  ‬قد نقلتنا فعلاٍ‮ ‬من ذلك النفق المظلم‮ .. ‬أخرجتنا إلى الهواء الطلق‮ .. ‬إننا لازلنا‮  ‬نطرد الهواء الفاسد من داخلنا والذي‮ ‬أرغمنا على استنشاقه منذ أواخر القرن الثالث الهجري‮  ‬ولكننا في‮ ‬طريقنا إلى استبداله كله بصورة نهائية‮ ‬بالهواء النقي‮  ‬والتخلص من الهواء الفاسد واسترداد صحتنا وعافيتنا‮ ‬كما كانت في‮ ‬صدر الإسلام‮  ‬عندما كنا في‮ ‬مقدمة‮  ‬الصفوف ننشر ما جاء به من عدل‮  ‬ومساواة‮  ‬وحرية وعلم وسنصل بإذن الله‮  ‬فكل الدلائل والمؤشرات‮  ‬تدل على هذا وما ذلك‮  ‬على الله بعزيز‮.‬
ثورة‮  ‬ثقافية‮ ‬
‮> ‬ماهي‮ ‬الوسيلة المناسبة لمواجهة هذا الانبعاث الإمامي‮ ‬المتغلغل من وجهة نظرك¿‮  ‬
‮>> ‬اليوم وبعد مرور‮ ‬48‮ ‬عاما من عمر الثورة تنبعث قوى الهدم التاريخية من جديد‮ ‬ينبعث تمرد الحوثيين بتلك‮  ‬النفسية وبتلك الخصائص وبتلك النزعة التي‮ ‬تغلب الدم‮  ‬على القيم وأواصر الطين على أواصر الدين في‮ ‬شكل فئات متعددة الوجوه موحدة الوجهة والهدف هو إعادة‮  ‬الفكر الإمامي‮ ‬الذي‮ ‬يقوم على التمييز السلالي‮ ‬في‮ ‬استحقاق الحكم والسلطة‮  ‬ويعمق الفتنة بين أبناء الأمة بالتعصب المذهبي‮ ‬والتقليد الأعمى الذي‮ ‬يبث لتضليل جماعة تنقاد لهم فتشعل الحرب والفتنة‮  ‬باعتبار أن عودة النظام الإمامي‮ ‬لن تكون إلا بإيجاد أرضيته المناسبة المتمثلة في‮ ‬إشعال الحروب والفتن كوسيلة مباشرة في‮ ‬الفكر الإمامي‮ ‬وبشكل‮ ‬غير مباشر بالتغلغل في‮ ‬جهاز الدولة المالي‮ ‬والإداري‮  ‬والوصول إلى مراكز حساسة فتفسد في‮ ‬كيان الدولة وتنشر الفساد‮  ‬وتبث الإشاعات بين أبناء الشعب لخلخلة الالتفاف الوطني‮  ‬في‮ ‬شكل الحملات الإعلامية الواسعة‮  ‬التي‮ ‬تتحدث عن الفساد ومدى تدهور الأوضاع وتعقد المقارنات بالنظام الإمامي‮ ‬وأنه كان أرحم‮  ‬وأخف‮ ‬‮ ‬كما أن من وسائلها العمل على التأثير في‮ ‬التحالفات السياسية الداخلية‮  ‬والاتصالات‮  ‬الخارجية مع القوى المشابهة والتغلغل داخل الأحزاب ومحاولة توجيهها وتأجيج الصراع في‮ ‬ما بينها‮  ‬وضرب بعضها‮  ‬ببعض وفي‮ ‬شكل التآمر على المناهج الدراسية التي‮ ‬كرست الخط الوسطي‮ ‬المعتدل البعيد عن التعصب‮ ‬وفي‮ ‬شكل التشكيك في‮ ‬شرعية الدولة القائمة‮  ‬بشريعة الإسلام‮  ‬باعتبار دستورها‮ ‬يجعل الشريعة الإسلامية هي‮ ‬المصدر الوحيد للقوانين والتشريعات التيار الإسلامي‮ ‬الذي‮ ‬هو امتداد للخط التجديدي‮ ‬لعلماء اليمن أمثال المقبلي‮ ‬والوزير والأمير والشوكاني‮ ‬ووصمه بالوهابية‮ .‬
دغدغة المشاعر
‮> ‬الى ماذا‮ ‬يرمي‮ ‬هؤلاء من وراء الاشاعات التي‮ ‬يطلقونها بين الفينه والاخرى¿وما الهدف منها¿
‮>> ‬هكذا‮ ‬يطلقون الإشاعات على كل‮  ‬توجه إسلامي‮ ‬تجديدي‮  ‬يدعو إلى العدل والمساواة كما وصموا من قبل أولئك‮  ‬العلماء وثوار اليمن عبر مراحل الثورة‮  ‬المتعاقبة باعتبار أن هذا التيار هو القوة‮  ‬الوحيدة القادرة على فضحهم والوقوف أمامهم وفي‮ ‬شكل دغدغة المشاعر العرقية‮  ‬لدى بعض القيادات الحزبية آملين من‮  ‬خلالها أن‮ ‬يسقطوا النظام الجمهوري‮ ‬ويقيموا النظام الإمامي‮ ‬وإن كنا نعتقد أن تلك القيادات بثقافتها المعاصرة ووعيها‮  ‬بخطورة النزعة العنصرية على مستقبل اليمن لن تستجيب لهؤلاء المتبعين لمبدأ الشيطان‮ (‬أنا خير منه‮ ).‬
مخطط صهيوني
‮>‬التعليم المذهبي‮ ‬يمثل اكبر خطر‮ ‬يهدد الوحدة الوطنية‮ ‬يستند عليه هذا التيار الامامي‮ ‬في‮ ‬حركته اليوم‮.. ‬فأين تتمثل نقطة الخلاف الاساسية بين ابناء شعبنا وهذا التيار العنصري¿‮ ‬
‮>> ‬يجمع المراقبون‮  ‬والمحللون والخبراء‮  ‬السياسيون اليوم أن المخطط الصهيوني‮ ‬القادم في‮ ‬المنطقة العربية‮ ‬يرتكز بشكل‮  ‬أساسي‮ ‬على إثارة‮  ‬النعرات الطائفية‮  ‬والمذهبية‮  ‬وإحياء‮  ‬وتشجيع الأقليات‮  ‬الدينية‮  ‬والعرقية‮  ‬والمذهبية‮  ‬‮ ‬ودعم كل توجه‮  ‬يفضي‮ ‬إلى تعميق تلك النزعات‮ .. ‬فالمخطط الصهيوني‮ ‬يقوم‮  ‬على أساس تفتيت المنطقة‮  ‬المحيطة به‮  ‬ودعم قيام‮  ‬دويلات‮  ‬طائفيه‮  ‬ومذهبية‮  ‬وعرقية‮  ‬وهو ما‮ ‬يفسر لنا‮  ‬الكثير من الظواهر‮  ‬والممارسات التي‮ ‬نشاهدها اليوم‮  ‬في‮ ‬بلادنا ودول أخرى‮  ‬من محاولات حثيثة‮  ‬لإحياء النعرات المذهبية‮  ‬والعنصرية والطائفية‮  ‬هو جزء من‮  ‬مشروع‮  ‬يشمل المنطقة‮  ‬كلها سواء أدرك ذلك‮  ‬المتورطون فيه أم‮  ‬لم‮ ‬يدركوا‮ .. ‬وكنت أظن أن التيار العنصري‮ ‬الذي‮ ‬يقود هذه النزعات‮  ‬سيؤوب إلى رشده بعد سقوط المخطط الأول الذي‮ ‬شهدته‮  ‬الفترة الانتقالية‮  ‬وبلغ‮ ‬ذروته أثناء الأزمة‮  ‬السياسية ولفظ أنفاسه بالانتصار‮  ‬الوحدوي‮ ‬على المشروع الانفصالي‮ ‬في‮ ‬يوليو‮ ‬1994‮ ‬م‮ ‬‮ ‬لكن على ما‮ ‬يبدو فإن‮  ‬هذا التيار لم‮ ‬يتعظ من دروس وعبر تلك الفترة‮  ‬ولم‮ ‬يتعلم‮  ‬ماذا تعني‮ (‬الوحدة الوطنية‮) ‬لشعب عانى من التمزيق فترات طويلة على‮ ‬يد الأنظمة الأمامية‮  ‬والسلاطينية‮  ‬والاستعمارية التي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮  ‬لها من هم‮  ‬سوى تدمير هذا الشعب‮  ‬وتفتيته‮  ‬إلى طوائف ومذاهب وطبقات‮  ‬وتكريس النزعات‮  ‬القبلية والمناطقية حتى قيام‮  ‬ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر و14‮ ‬أكتوبر‮  ‬اللتين‮  ‬شكلتا نقطة الانطلاق بالوطن إلى دخول العصر الحديث‮  ‬وتكريس كل قيم الخير والوحدة والمساواة والحرية والشورى وخاصة منذ‮ ‬يوم الثاني‮ ‬والعشرين من مايو الذي‮  ‬التأم‮  ‬فيه الإنسان والأرض والإرادة‮ ‬ورغم الفرحة اليمنية العارمة إلا أن هذا التيار اعتبر أن التعددية والحرية التي‮  ‬جاءت مع الوحدة هي‮ ‬فرصته لتدمير هذه الوحدة وتمزيقها من جديد‮ ‬وأخذت محاولاته تفشل الواحدة تلو الأخرى‮ ‬‮ ‬لذلك فما أن حلت أعياد الثورة اليمنية‮ (‬سبتمبر واكتوبر‮) ‬حتى انفلتت أعصابهم وراحوا‮ ‬يتخبطون في‮ ‬مقالاتهم وخطاباتهم بهدف النيل من الثورة ومنجزاتها‮ ‬وأخذوا‮ ‬يتحدثون عن المذهب والمذهبية وكأن اليمن‮  ‬واليمنيين ماعرفوا لأنفسهم وجوداٍ‮ ‬ولا هوية إلا‮ ‬بالمذهب والمذهبية‮ .. ‬رغم أن‮  ‬هذا التيار العفن‮ ‬يدرك جيداٍ‮ ‬أنه لم‮  ‬يتسيد على هذا الشعب ولم‮ ‬يذله ويغرقه في‮ ‬التخلف والفقر والجهل والجوع‮  ‬والمرض إلا‮ ‬باسم العصبية المذهبية‮  ‬والعرقية‮ .‬
وعلى العموم فمن الواضح أن هذا التوتر العصبي‮ ‬والنفسي‮ ‬الذي‮ ‬يعيشونه في‮ ‬ما‮ ‬يكتبون ويقولون‮ ‬يعبر عن حالة من‮  ‬القلق والخوف على مخططاتهم‮  ‬المستقبلية‮  ‬الهادفة إلى إحياء فكرهم السياسي‮ ‬الذي‮ ‬يجعلون الحديث عن المذهب‮ ‬غطاء لذلك الهدف وإلا فهل‮ ‬يعقل ونحن على أبواب القرن الحادي‮ ‬والعشرين أن‮ ‬يستميت أناس في‮ ‬الدفاع عن مذهب أياٍ‮ ‬كان المذهب‮ – ‬وكأنه قادر على حل المشاكل والمعضلات المعقدة التي‮ ‬تواجه اليمن والعالم ¿‮! ‬والغريب في‮ ‬موقف هؤلاء‮  ‬أنه‮ ‬يستوي‮ ‬بينهم المتدين‮  ‬والمخرف والمتشدد والعلماني‮. ‬والمعمم والديبلوماسي‮ ‬والمثقف والجويهل‮. ‬ودعونا‮  ‬نتحدث بوضوح أكثر‮.. ‬نقطة‮  ‬الخلاف الأساسية بين الشعب اليمني‮ ‬وهذا التيار العنصري‮ ‬تتمثل في‮ ‬قضية‮ (‬الوحدة الوطنية‮) ‬بما تعنيه هذه الوحدة من اندماج اجتماعي‮ ‬ومنطلقات فكرية وأسس ثقافية موحدة بينما‮ ‬يرى هذا التيار أن كيانه ووجوده قائم على تفكيك الوحدة الوطنية والحيلولة دون أي‮ ‬تماسك اجتماعي‮ ‬ومنع أي‮ ‬توحد ثقافي‮ ‬وفكري‮ ‬وتدمير كل الوسائل التي‮ ‬تستهدف أن‮ ‬يجتمع الناس على رؤية فقهية موحدة‮  ‬ترتكز على الكتاب والأصح والأقوى من السنة كما كان عليه الأمر قبل أن تحل بهذا الشعب العظيم نكبة الإمامة‮  ‬قبل أكثر من ألف عام والتي‮ ‬أخذت تمزقه وتدمر كل خصائصه النفسية والحضارية وتهيمن‮  ‬عليه باسم‮  ‬السلالية والمذهبية‮.‬
وهذا التيار‮ ‬يستند اليوم في‮ ‬حركته على أحياء التعليم المذهبي‮ ‬باصطياده لأبناء بعض المناطق القبلية التي‮ ‬لا‮ ‬يزال حظها من التعليم‮  ‬بسيطاٍ‮ ‬‮ ‬فيقوم‮  ‬هذا التيار‮  ‬بتلقينهم مبادئه وأفكاره وهي‮ ‬مبادئ وأفكار‮  ‬تتصادم كلياٍ‮ ‬مع التوجهات‮  ‬التربوية‮  ‬والتعليمية‮  ‬والفكرية‮  ‬والوطنية‮  ‬التي‮  ‬جاءت بها‮  ‬الثورة والجمهورية‮  ‬والتي‮ ‬ساهمت‮  ‬بشكل حاسم‮  ‬في‮ ‬إنشاء‮  ‬أجيال موحدة‮  ‬الفكرة‮  ‬والوجهة‮  ‬منذ أواخر‮  ‬الستينات‮  ‬وحتى اليوم‮  ‬من خلال المناهج‮  ‬الدراسية‮  ‬والتشريعات القانونية‮  ‬ذات الرؤية‮  ‬الفقهية الموحدة‮ .. ‬وقد أدرك التيار العنصري‮ ‬مخاطر هذه التوجهات الوطنية على كيانه ومستقبلة‮  ‬فاستغل أجواء الحرية والتعددية التي‮ ‬جاءت بها الوحدة اليمينة ليشرع في‮ ‬إحياء التعليم المذهبي‮ ‬ويحاول تدارك ما‮ ‬يمكنه تداركه‮ ‬‮ ‬ناهيك عن أدواره‮  ‬السياسية التي‮ ‬قام بها خلال السنوات الماضية في‮ ‬الفتنة السياسية سواء بين‮  ‬المؤتمر والاشتراكي‮ ‬في‮ ‬الفترة‮  ‬الانتقالية أو بين المؤتمر والإصلاح والاشتراكي‮ ‬عقب انتخابات‮ ‬1993م‮ .‬
إضافة‮  ‬إلى أدواره المعرفية في‮ ‬إذكاء‮  ‬النعرات القبلية والمناطقية والطائفية‮  ‬خلال تلك الفترة‮  ‬الصعبة‮ !‬ووفقاٍ‮ ‬للمثل الشعبي‮ (‬مخرب‮ ‬غلب ألف معمر‮) ‬يمضي‮ ‬رهان‮  ‬هذا التيار‮  ‬على تدمير كل‮  ‬المكتسبات التي‮ ‬حققتها الثورة على رصيد‮  ‬الوحدة‮  ‬الوطنية‮  ‬خصوصاٍ‮  ‬إذا‮  ‬ما تركت له الساحة ليعبث بها وإلا فإنه‮ ‬يعلم‮  ‬أنه لا‮ ‬يمثل أي‮ ‬ثقل شعبي‮  ‬وأنه‮  ‬لا‮ ‬يملك مشروعاٍ‮ ‬وطنياٍ‮ ‬وأنه في‮ ‬أحسن الأحوال سيحرم‮  ‬نفسه من الاندماج داخل المجتمع‮  ‬وسيحيل نفسه إلى أقلية معزولة‮ ‬يشار إليها بكل سيئة ونقيصة‮ .. ‬إلا إذا قام‮  ‬عقلاء هذا التيار بالحجر على عناصره الطائشة ووقفها عند حدها والانضمام إلى الإجماع الوطني‮ ‬والإسهام‮  ‬في‮ ‬الجهود الهادفة إلى ترسيخ الوحدة الوطنية اليمنية وإذابة كل النعرات والنزعات في‮ ‬بوتقة الوطن‮ !‬
‮ ‬إننا عندما نتحدث عن الدور الخطير الذي‮ ‬يتبناه هذا التيار من خلال التعليم المذهبي‮ ‬الذي‮ ‬يشجعه لا ننطلق من فراغ‮  ‬بل نستند على حقائق‮  ‬تاريخية وممارسات معاصرة معروفة‮  ‬للجميع‮ .. ‬فإذا كان الجيل الذي‮ ‬يتعلم هذا النوع‮  ‬من الفقه لا‮ ‬يعترف بالنظام الجمهوري‮ ‬ويعترف بولاية زعمائه منذ المشير السلال وحتى الرئيس علي‮ ‬عبد الله صالح‮  ‬‮ ‬خاصة وأن النظام الجمهوري‮  ‬قام على أنقاض‮  ‬نظام‮ ‬يعتبر في‮ ‬نظر هذا التيار‮  ‬هو النظام‮  ‬الشرعي‮ ‬¿‮! ‬هذا نموذج‮  ‬واحد‮  ‬وأمامنا من النماذج‮  ‬الأخرى ما هو أسوأ وأبشع‮ ‬لندرك خطورة‮  ‬هذا التعليم‮  ‬المتعصب ليس فقط على الوحدة الوطنية ولكن‮  ‬على الدين نفسه لأنه لن‮ ‬يبقى للدين أي‮ ‬معنى‮  ‬بعد الإساءة إلى شخصيات أبي‮ ‬بكر وعمر وعثمان واعتبارهم مغتصبين للسلطة مخالفين‮  ‬لأوامر‮  ‬الله ورسوله‮ !!‬
بكل قلب صادق نقول لحملة هذا الفكر‮  ‬إنه‮  ‬لا مكان له اليوم‮  ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬‮  ‬ولا مكان له‮  ‬في‮ ‬هذا العصر‮ ‬‮ ‬وإن التحديات الموجودة اليوم تحتاج إلى جهود‮  ‬الجميع و إلى أصحاب الرأي‮  ‬والعلم‮  ‬والاجتهاد ليتعاملوا معها في‮ ‬ضوء الكتاب والسنة الصحيحة‮  ‬والمقاصد العامة للشريعة‮ .. ‬ولا بد أن‮  ‬يدرك‮  ‬هؤلاء‮  ‬أن اليمن‮  ‬قد تجاوز مرحلة الخطر بالنسبة للوحدة الوطنية وأن أية محاولات للإساءة إليها وتدميرها‮  ‬لن تكون‮  ‬أكثر‮  ‬من فتنة تعرض أصحابها لما‮ ‬يكرهون خاصة إذا اتجهت الدولة‮  ‬والحكومة لبذل جهود تستهدف توحيد‮  ‬مناهج إعداد العلماء والفقهاء والمجتهدين وسحب البساط من تحت التعليم المذهبي‮ ‬العنصري‮ ‬بكل أنواعه‮ ‬وبحيث‮ ‬يرتكز على نفس النهج الوحدوي‮ ‬الذي‮ ‬يعتمد على الكتاب والأصح من الدليل في‮ ‬السنة لتحافظ اليمن على هذا النهج المتميز الذي‮ ‬كان ولا‮ ‬يزال‮ ‬يشكل ضرورة حتمية لتجاوز مخلفات عهود الإمامة وفكرها المريض‮ ‬
عهود الرق
كلمه أخيرة تودون قولها¿
‮>> ‬إن الله قد من علينا‮  ‬بنظام ديمقراطي‮ ‬شوروي‮ ‬من خلاله‮  ‬يمكن التعبير ومن خلاله‮ ‬يمكن المنافسة للوصول إلى الحكم ومن خلاله‮  ‬يكون النقد لتصويب الاختلالات وفي‮ ‬مقدمتها الفساد بكل صوره‮.. ‬إن ما تبقى‮  ‬من تخلف‮  ‬تراكمي‮ ‬أفرزه فكر وتطبيق الأئمة الهادويين‮  ‬يستغل للتبشير بالإمامة ومحاولة تهيئة النفوس لقبولها‮  ‬يا أمة الأنصار إن التمرد الإمامي‮ ‬للحوثيين‮  ‬غايته هو العودة إلى عهود‮  ‬الرق التي‮ ‬داست على‮  ‬كرامة هذا‮  ‬الشعب قبل أن تدوس على قوته والتي‮ ‬زيفت وعيه وأفسدت عقيدته قبل أي‮ ‬شيء آخر‮ ‬‮ ‬يا أمة الإيمان والحكمة إن الملكيين بارعون‮  ‬في‮ ‬إطلاق الإشاعات وتوظيف الغير لصالحهم من حيث‮ ‬يشعرون ومن حيث لا‮ ‬يشعرون‮ .‬
ولقد تحققت الرؤية الاستشرافية للشهيد الزبيري‮ ‬من أن الإمامة‮  ‬ستظل خطراٍ‮ ‬مستقبلياٍ‮ ‬على اليمن والسر في‮ ‬ذلك أن الثورة هدمت الإمامة كنظام‮  ‬ولم تهدمها كثقافة‮  ‬وتدين شعبي‮  ‬في‮ ‬المناطق التي‮  ‬ظلوا‮  ‬يحجبونها عن مسيرة التطور‮  ‬كفكر وكعقيدة‮ .‬
إن الإمامة مذهب عقدي‮ ‬تتبع المتشابه من الآيات والأحاديث على طريقة أهل الزيغ‮ ‬وتفسر الدين تفسيراٍ‮ ‬عنصرياٍ‮ ‬يخالف أصل العدل والمساواة‮  ‬في‮ ‬كتاب الله وسنة نبيه‮ .‬
إن ثورة‮  ‬سبتمبر التي‮ ‬هدمت الإمامة‮  ‬نظاماٍ‮ ‬تحتاج‮  ‬إلى ثورة‮  ‬ثقافية لهدم‮  ‬الإمامة‮  ‬فكرة‮  ‬وعقيدة‮  ‬محرفة‮  ‬وهذا ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون بعد وأثناء دحر واستئصال أدعياء الإمامة من الحوثيين‮…<  ‬

Share

التصنيفات: نور على نور

Share