Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

البيضة الفاسدة

البيضة الفاسدة
حاتم السيد‮
‮>> ‬ظل دعاة الانفصال وحملة مشعل‮ “‬الجنوب العربي‮ ” ‬يهرطقون بالتنظيرات الجوفاء بصدد أجندة الاجتماع الخاص باليمن المنعقد‮  ‬مؤخراٍ‮ ‬في‮ ‬لندن‮ ..‬
ففي‮ ‬الأيام السابقة لانعقاد هذا الاجتماع‮ ‬انبرى عدد من‮ “‬فلاسفة‮ “‬الساعة الخامسة والعشرين‮ ‬‮ ‬زاعمين أن اجتماع لندن سيعرض‮  ‬على الحكومة اليمنية القبول بمعالجات للمشكل اليمني‮ ‬الداخلي‮ ‬‮ ‬من بينها انسلاخ‮ ” ‬الجنوب العربي‮ ” ‬عن‮ “‬الشمال اليمني‮ ” .. ‬سلخ‮  ‬الله فروة رؤوسهم‮ !!‬
وقد تمادى بعض هؤلاء الى الحد الذي‮ ‬أو هموا فيه المواطن البسيط أن الدول الكبرى باتت في‮ ‬الجيب السري‮ ‬لبنطلون علي‮ ‬البيض‮ ‬‮  ‬فيما‮ ‬يتصل بانفصال الجنوب عن الشمال‮ ‬‮ ‬على‮ ‬غرار انفصال‮ “‬الأْح‮” ‬عن‮ “‬المْح‮” ‬في‮ ‬البيضة‮ .. ‬وكأنِها بيضة البيض‮ !!‬
غير أن البيضة جاءت مفقوسةٍ‮ ‬‮ ‬وماءها ظهر فاسداٍ‮ ‬‮ ‬وقد بدا صفارها أفقع من لون المرض وأنتن من رائحة الموت‮ ‬‮ ‬بعد أن بانت‮  ‬تفاهمات ومقررات الاجتماع الدولي‮ ‬التاريخي‮ ‬في‮ ‬عاصمة الضباب بعيدةٍ‮ ‬عن الضبابية‮ .. ‬وبعد أن أجمع المجتمعون على عدد من‮  ‬الثوابت المتصلة باليمن‮ ‬‮ ‬أبرزها على الاطلاق‮ : ‬الحفاظ على وحدة وسيادة واستقرار وأمن اليمن‮..‬
اتفق الكبار‮- ‬في‮ ‬العالم والمنطقة‮ – ‬أن اليمن صار محط رعاية وعناية دولية على أكثر من صعيد‮ ‬‮ ‬اقتصادياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬وسياسياٍ‮ ‬وأمنياٍ‮  .. ‬وأن مستقبل اليمنيين بات جزءاٍ‮ ‬هاماٍ‮ ‬من أجندة المستقبل‮ – ‬لدى الدول والتجمعات العظمى في‮ ‬العالم‮ – ‬من خلال التزامات محددة‮  ‬وواضحة‮ ‬‮ ‬لا تقبل اللبس‮ ‬‮ ‬مثلما لا تقبل المساومة‮ ‬‮ ‬ومثلما لا تقبل التأجيل‮ ..‬
وأعود إلى أكبر الهموم‮ ‬‮ ‬أي‮ ‬الوحدة‮..‬فلا‮ ‬يمكن للمرء أن‮ ‬يتصور أنه بعد كل المعاناة التي‮ ‬تجرِعها اليمنيون‮ – ‬على المدى والأمد‮  ‬التاريخي‮ ‬الطويل والشائك‮ – ‬صوب تحقيق الحلم الأعظم والهدف الأسمى‮ ‬‮ ‬تعود الأجيال القادمة لتناضل‮ – ‬لعقود مديدة وربما لقرون‮  ‬عديدة‮- ‬من أجل إعادة توحيد الوطن مرة‮ ‬ٍ‮ ‬أخرى‮ ‬‮ ‬لمجرد أن البيض وحفنة من المتاجرين بدماء البسطاء فقدوا صوابهم‮ – ‬بمجرد‮  ‬فقدانهم مناصبهم‮ – ‬فتجاوز حقدهم على الرئيس الى حقد على الوطن كله‮ !!‬
وهل أشد حقداٍ‮ ‬لدى المرء من سعيه الى تمزيق وطنه وتشتيت أهله وتبديد مقدراته ¿‮!‬
لقد بلغ‮ ‬الحقد بالخنفوس على نفسه الحدِ‮ ‬الذي‮ ‬دعاه إلى تحطيم المرآة الماثلة قبالته‮ ‬‮ ‬زاعماٍ‮ ‬أنها مزيفة‮ .. ‬غير راغب في‮ ‬التصديق بأن العيب‮ – ‬كل العيب‮ – ‬ليس في‮ ‬المرآة‮ ‬‮ ‬إنما في‮ ‬الوجه الذي‮ ‬ينظر إلى المرآة‮  ..‬
وقد‮ ‬يأتي‮ ‬يوم‮ ‬يعفو فيه هذا الشعب العظيم عن البيض‮ .. ‬لكنه بالتأكيد لن‮ ‬يعفو عن بيضته الفاسدة‮ !!.<‬
Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share