Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قبل أن لا نتحاور!!

أنور نعمان راجح

لا بد من الحوار بين القوى السياسية في البلد هذه هي خلاصة القول ولا مجال للأخذ والرد أو للتفكير في ضرورة الأمر من عدمه وعدا ذلك سوف تبقى أبواب الانفراج والحلول اللازمة مغلقة وحين تْغلق هذه الأبواب لن تغلق على أحد بعينه ولا على حزب دون غيره.. وبصراحة سوف تْغلق في وجوه الجميع والجميع هنا هم الوطن وأحسب أن الوطن عزيز على كل الناس مالم يْصب أحدهم بعاهة في الانتماء والولاء وفي القيم والمبادئ..

دعونا نراهن على القيم السوية بأن تنتصر لهذا الوطن وهو رهان له مقوماته وشواهده.. دعونا نتجاوز المساحات الأقل من مساحة الوطن الكامل ونْسقط كل الحسابات دون المصلحة الكبرى للبلد ونفكر بطريقة تلائم الظرف والمرحلة التي يْجمع الكل بأنها مرحلة استثنائية لها صعوباتها التي تقضي بأن يصطف الجميع لتجاوزها.. من المؤكد أنه لن يخسر أحد وإن بدا للبعض ذلك في لحظة حساب خاطئة لكن الحقيقة ليست كذلك والعبرة بالعواقب كما يقال.. كلام من هذا القبيل ليس بجديد فالحوار فلسفة جميع العقلاء ولن نجد من يدعو بغير ذلك أو يدعو لغير ذلك في لحظة صدق مع النفس وتحت ضغط المسؤولية التي تفرض على الجميع التفكير بعواقب رفض الحوار وتحدي العقل والتمرد على القيم النبيلة.. مهما تكن الخلافات ومهما اتسعت الفجوة بين الاطراف المختلفة أو بدت كذلك فثمة مصلحة للجميع للوطن الذي نتغنى به جميعاٍ وندعي حبه وحرصنا على سلامته وسلامة أهله وناسه.. هذه المصلحة تقتضي أن نترك كل أدوات العناد جانباٍٍ ونفاضل بين الحوار واللاحوار ونحسب النتائج المترتبة على كل موقف وإلى أين ستفضي بنا¿ لا يستطيع أحد فرداٍ كان أو حزباٍ أن يرجح كفة اللاحوار أو يرى في رفض الحوار حلاٍ لمشكلة صغيرة كانت أم كبيرة إلا أن يكون مجنوناٍ.. والكلام هنا قطعاٍ ليس للمجانين إنه للعقلاء وللعقلاء فقط قبل غيرهم وربما دون غيرهم ولا ضير إن قرر البقية الانضمام لصف العقلاء في قضية بهذا الحجم وبهذه الأهمية سيكون المكسب أكبر والنتائج أفضل.. في مرحلة كهذه التي نمر بها.. لنعلم جميعاٍ وندرك أن التاريخ يراقب جيداٍ تصرفات وأفعال ومواقف الجميع فليحسن الجميع تصرفاتهم ومواقفهم لله ثم للتاريخ.. ليس هناك من هو أكثر حرصاٍ من أبناء البلد على بلدهم والوطن قبل المشكلة وقبل كل الجراح والآلام لا شك أنه أفضل منه بعد المشكلات والأزمات والمعضلات وبعد كل الآلام والجروح.. لنحافظ على وطننا فذلك أحسن من كل جهد يأتي بعد ذلك لبلسمة جروحه وجروح أبنائه.. اليوم بوابة الحوار مفتوحة على مصراعيها واليوم أفضل من الغد في هكذا حالة ومرحلة فلنتحاور قبل أن لا نتحاور ولنلتق قبل أن لا يصبح اللقاء ممكناٍ.. حوار القوى السياسية ضرورة مْلحة وليس ترفاٍ.. وأملنا أن لا يقرر طرف من الأطراف البقاء بعيداٍ ويعزل نفسه لمبررات لن تظل على ذات القوة عند أصحابها وسوف تثبت الأيام أنها لم تكن صائبة لأنها دون وطن لابد أن يكون فوق كل اعتبار.

Share

التصنيفات: منوعــات

Share