Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تمتمات على جدران حائــــرة‮..!!‬

 ‮ -‬خلاصــــــة‮… :‬
‬لا نعني‮- ‬البتة‮ – ‬التمترس ضد عملية التفاعل المتبادل بقدر ما نلتمس سبيلاٍ‮ ‬عادلاٍ‮ ‬لفهم تطور الفكر الحديث بغرض استنهاض وإحياء مقومات التفاعل في‮ ‬الفكر المحلي‮ ‬وتحقيق اندماجه مع الحداثة بقيمته المتممة‮/ ‬إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‮/.. ‬إذ أن من المنطق والدلالة العلمية أن أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الحديثة الموسومة علمياٍ‮ ‬بـ‮ ‬P5‮/- ‬مثلا‮- ‬هي‮ ‬المفترض‮ / ‬عقلاٍ‮ ‬وعلماٍ‮/ ‬أن تستوعب مشغلات ما قبلها من الموديلات‮.. ‬لعدمية جدوى صحة الاستيعاب العكسي‮..  ‬وكذلك هو حال عدم مراعاة عامل البيئة العربية في‮ ‬خصوصيتها‮ ‬غير المتعايشة مع البيئة‮ / ‬التنويرية الجدلية‮/ ‬خصوصاٍ‮ ‬تلك المتجردة من القيمة الأخلاقية‮.‬
يحيى محمد الربيعي
وعلى سبيل المثال‮- ‬لا الحصر‮- ‬رأينا‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كانت فيه الحرية تنشر أشرعتها في‮ ‬بلدان أوروبا الشرقية‮ ‬كيف أذهلت الصين شعبها والعالم باحتوائها الاحتجاج السلمي‮ ‬وبينما فرغت الصين من كبح التحول السياسي‮ ‬في‮ ‬الميدان العام‮ ‬حث‮ »‬دنغ‮« ‬رفاقه على الإسراع بوتيرة التحول الاقتصادي‮ ‬للسير قدما¿‮!.. ‬وبالتالي‮ ‬أْبقي‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬شبح التحول السياسي‮ ‬خارج البحث‮ ‬لتبدأ الصين في‮ ‬السير وبخطى حثيثة واطراد مسيرة الأمة على الطريق إلى الرأسمالية‮.‬
لقد تحقق للصين ما هي‮ ‬عليه اليوم من حضور طاغ‮ ‬اقتصادياٍ‮ ‬على مستوى العالم بفضل السماح بالحرية الاقتصادية دوناٍ‮ ‬عن الحرية السياسية‮ ‬وإيمان الحكومة بحكمة صينية مفادها‮: »‬استحالة صلاح الفرد في‮ ‬خدمة القيمة الجمعية تحت ضلال العقيدة الفردية‮.. ‬لأن‮ »‬الأنا‮« ‬ذات فاسدة‮ ‬بالضرورة‮ ‬كونها تنظر إلى من حولها من الذوات على أنها‮ ‬أقزام‮ ‬لا تستحق من الحياة سوى أن تكون أدوات ووسائل وجدت لتكوين جاهزية تراتيبية تتناسب مع مراحل بلوغ‮ ‬الغاية أو‮ ‬تحقيق المنجز‮‬‮ ‬وتنتهي‮ ‬ضرورة وجودها مرحلياٍ‮ ‬بالتخلي‮ ‬عن تنمية قدراتها أو تعطيلها‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬ينتج عنه تراكم مضطرد في‮ ‬ميزان‮ ‬الاستبعاد الاجتماعي‮ ‬ما من شأنه إفراز كانتونات وأقنمة‮ (‬التغذية الراجعة‮) ‬كمحرك لـ‮ ‬موجات الانتقام‮‬‮ ‬وإعادة توجيه الجاهزية نحو خلق‮ ‬خطوط إنتاج عكسية‮ ‬تعمل على إشاعة قيم عدم الاستقرار‮ ‬وإفساد السلم والوئام الاجتماعي‮ ‬لصالح تعطيل حركة نمو التنمية‮ ‬وزيادة معدل الضغينة(الأزمات‮) ‬بين مكونات الشبكة الاجتماعية العامة للمجتمع وصولاٍ‮ ‬إلى تدمير المنجز‮«.. ‬وتلك عقيدة‮ – ‬لاشك‮- ‬غير قابلة للتعايش مع الأوساط البيئية في‮ ‬الصين‮ ‬والتي‮ ‬لا تستقر وتنمو إلاِ‮ ‬في‮ ‬ظل ثبات خطوط ومعايير الإنتاج‮ ‬واستدامة تنمية جاهزية الفرد وتعزيز قدراته بغرض توسيع خطوط الإنتاج‮ ‬وإنشاء الجديد منها لاستيعاب التطلع والحيلولة دون ظهور حالات استبعاد اجتماعي‮ (‬بطالة‮).‬
وبالحرية الاقتصادية وحدها تخلت أجيال الصين الشابة عن سلطانية الأرز المعدنية التي‮ ‬سبق أن حددتها الدولة لكل صيني‮ ‬كما أن واحداٍ‮ ‬فقط من كل أربعة صينيين له تأمين على الصحة الآن‮ ‬علاوة على أن ‮٥٢‬٪‮ ‬من تكلفة التعليم انتقل عبئها إلى الأبوين‮.. ‬ناهيك أن معدل الإدخار المرتفع إلى ‮٠٣‬٪‮ ‬في‮ ‬المتوسط ليس مجرد مقياس للنمو الاقتصادي‮ ‬القوي‮ ‬الذي‮ ‬هيأ للكثير من الصينيين رواتب عالية‮ ‬وإنما هو ما‮ ‬يجعلنا ندرك أن المواطن الصيني‮ ‬وليس الحكومة وحدها بات‮ ‬يخشى عدم الاستقرار السياسي‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬تشفير الحياة سياسياٍ‮ ‬بلا ضوابط أخلاقية‮.. ‬ذلك أن الجدلية السياسية للحداثة تجر الحياة الاجتماعية إلى دوامة عاصفة من شأنها الخسف بحالة الاستقرار والتكافل الاجتماعي‮ ‬إلى أتون‮ ‬سداسية خطرة‮ ‬من معطيات‮:‬
1‮. ‬A‮ -‬هـــــو‮… :‬
من لم‮ ‬يتسن لما وراء الأكمة التعرف على هويته‮ ‬لأنه لم‮ ‬يكن‮ ‬يوماٍ‮ ‬لمعرفة ما وراءها ساعياٍ‮ ‬فهي‮ ‬الأكمة‮ ‬ومن‮ ‬يدور حولها كل‮ (‬حجيج‮) ‬بين صفا ومروة سلوك مستشر في‮ ‬تناقضات وتقلبات أقواله وأفعاله‮ ‬وفي‮ ‬جده وهزله‮ ‬وفي‮ ‬نفاقه‮ (‬جداله‮)‬‮ ‬وتلون مواقفه عن مخمصة‮ ‬وإن لم‮ ‬يتجانف إثماٍولكن أحنف لاغياٍ‮ ‬متحذلقاٍ‮ ‬بتكتيك مرحلي‮ ‬لمبتغى هدف‮ /‬لا ضرر فيه ولا ضرار‮/ ‬كوسيلة وصول إلى‮ ‬غاية‮ ‬هي‮ ‬أسمى من مجرد البحث عن كينونة ذات‮.. ‬الحق جل في‮ ‬علاه قد رسمها‮ ‬وهيأ لها مسارات‮ ‬وعد خطواتها عداٍ‮.. ‬فمن لكيده قد دفع‮ ‬أو حتى أدرك¿‮!.. ‬وتلك‮ ‬غاية هي‮ ‬من دفعته إلى رحلة الكشف عن هويتها‮ ‬ليكون في‮ ‬ركاب تلك الرحلة مسيراٍ‮ ‬لا مخيراٍ‮..‬
1‮ . ‬ B‮- ‬وهــــي‮…:‬
عبارة عن‮ ‬تمتمات على جدران المدنية الحائرة‮ ‬لا تحتمل في‮ ‬مضمونها أكثر من نظرة فاحصة للرغبات الظاهرة والمعبرة عن مكنون مستتر قد مثل في‮ ‬ذاته الحاضنة‮ ‬الكل فرداٍ‮- ‬من منطق التغير السلوكي‮- ‬فصارت تلك الذات في‮ ‬هويتها‮- ‬من وجهة نظره‮- ‬عالماٍ‮ ‬متكاملاٍ‮ ‬يحوي‮ ‬بدواخله مجمل التناقضات السلوكية من شر خالص‮ ‬وخير خالص‮ ‬ونفاق ما بينهما‮.. ‬ويأتي‮ ‬ذلك من مدلول أن كل‮ ‬ذات ناطقة‮ ‬في‮ ‬تعاملها مع تقلبات الحياة‮ ‬كل‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ‮ ‬و‮ ‬ظاهرة متحدة‮ ‬لا تقبل التصنيف‮ ‬بدلالة‮: ‬لا فروق في‮ ‬حقيقة بيولوجية‮ ‬الخلق والتكوين‮ ‬للذات سواء كانت ذكراٍ‮ ‬أو أنثى‮/ ‬فما خلقكم‮ ‬ولا بعثكم إلاِ‮ ‬كنفس واحدة‮/.. ‬بيد أن الاختلاف المشروع‮ ‬يكمن في‮ ‬نسبية الأداء الوظائفي‮ ‬وكيفيته‮ ‬ومدى صلاحه من فساده‮ ‬مع بقاء وحدة الثواب والعقاب متساوية‮/ ‬من عمل منكم صالحاٍ‮ ‬من ذكر أو أنثى‮ ‬وهو مؤمن‮ ‬فلنحيينه حياة طيبة‮/‬‮/ ‬إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم‮ ‬وإن أسأتم فلها‮/.. ‬وإتقان العمل‮: ‬هو الفعل المتوقف على تحرر إرادة الذات من هيمنة رغبة الأقوى‮ ‬بتفعيل قوة الأفضل‮ ‬بحسب الأقوى‮: ‬بواعث شر خفية تسكن دواخل النفس الأمارة بالسوء‮ ‬ويمسك بزناد مقودها عاملان أو مؤثران هما‮: ‬تيه الإنس‮ ‬وغواية الجان‮/ ‬ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا‮ ‬وأتبع هواه‮ ‬وكان أمره فرطا‮/‬‮/‬لأغوينهم أجمعين إلاِ‮ ‬عبادك منهم المخلصين‮/.. ‬والإخلاص‮: ‬هو تفضيل استثنائي‮ ‬يتداخل مع إرادة خير معلومة‮ ‬وفعل إحسان ملموس في‮/ ‬والذين اجتنبوا الطاغوت أن‮ ‬يعبدوها‮ ‬وأنابوا إلى الله‮ ‬لهم البشرى‮ ‬فبشر عباد‮ ‬الذين‮ ‬يستمعون القول فيتبعون أحسنه‮/.. ‬وذاك‮ – ‬بالطبع‮- ‬لا‮ ‬يناقض‮ ‬بالضرورة‮ /‬واختر قرينك واصطفيه‮.. ‬إن القرين إلى المقارن‮ ‬ينسب‮/.. ‬لاستثناء‮/ ‬فمن اضطر في‮ ‬مخمصة‮ ‬غير متجانف لأثم‮/.. ‬كون ذلك حتمية لاستجداء قوة ثالثة وبصورة ملحة‮ ‬يكون من مهمتها العمل على تمييز‮ /‬الكلم الطيب من الكلم الخبيث‮/.. ‬وهي‮ ‬قوة مفاضلة لا‮ ‬غنى للذات عنها وتكمن في‮: ‬حكمة(العقل‮) / ‬ومن‮ ‬يؤتى الحكمة فقد أوتي‮ ‬خيراٍ‮ ‬كثيراٍ‮/‬‮/‬ولايلقاها إلاِ‮ ‬الذين صبروا‮ ‬ولا‮ ‬يلقاها إلاِ‮ ‬ذو حظ عظيم‮/.. ‬والصبر مكمنه في‮ ‬سلامة‮ ‬النية‮.. ‬والحظ العظيم‮ ‬يتجلى في‮ ‬قبول الناس عموماٍ‮ ‬بما تقول أو تفعل‮ – ‬حينها فقط‮- ‬تكون الحقيقة‮ (‬الحب المقدس‮) ‬قد نزل‮ ‬وتفشى بين الأنام‮ ‬فلا‮ ‬يكاد‮ ‬يختلف في‮ ‬مصداقيته اثنان‮.‬
2‮- ‬وأنت و»إيمان‮«…:‬
لا شك أنك أدرى بها‮ ‬منه‮.. ‬ولاريب أنها هي‮: ‬بين‮ ‬يديك‮ ‬من خلفك‮ ‬عن‮ ‬يمينك‮ ‬عن شمالك‮ ‬من فوقك‮ ‬وتغتالك من تحتك‮.. ‬وهي‮ ‬معك حيث تكون‮ ‬وحيث لا تكون‮.. ‬أقسمت على أن تجعلك تهذي‮ ‬تمشي‮ ‬تجري‮ ‬إلى حيث لا تصل‮!.. ‬وأنت‮ – ‬أكيد‮- ‬ستحث الخطى‮ ‬ثم تركض‮ ‬ولن‮ ‬يصلº لا أنت‮ ‬ولا هي‮!.. ‬لأن المسافات بعيدة‮ ‬والزاد قليل‮ ‬عوضاٍ‮ ‬عن أن أحلامكما كبيرة‮ ‬والزمن متغيرات‮.. ‬مطبات‮.. ‬زغاطيط‮.. ‬منحنيات زلقة‮ ‬وربما دهاليز‮ ‬أمِا على جنبات الطريق وفي‮ ‬الجبال‮ ‬فإنها كهوف تسكنها زواحف‮: ‬ثعابين‮ ‬وحيات‮ ‬وخفافيش‮ ‬وغرابيب سود‮.. ‬ناهيك أن أبوابها ربما تكون موصدة بكلاب شرسة‮!!.. ‬فهل‮ ‬يسعفكما التاريخ بحساب دقيق¿‮!.. ‬وهل عرفتها‮ ‬أو هي‮ ‬جلست إليك¿‮!.. ‬وهل هي‮ ‬وأنت حقيقة أم أنكما كابوس من نسيج مخيلته¿‮!..‬
فأنت تسميها‮ »‬إيمان‮« ‬أكيد لإيمانك أنها قد تفوقت عليك‮ ‬فيما هي‮ ‬تكفر بوجود من‮ ‬يخضعون ويلهثون وراءها لعبادتها‮!!.. ‬فمن أنت¿‮!.. ‬ومن هي¿‮.. ‬أكثر من سراب تحسبانه‮ »….«‬‮ ‬وأيِ‮ ‬سراب قد صار لصاحبه ماءٍ¿‮!.. ‬ويلكما معاٍ‮!.‬
وهي‮ ‬الآن‮- ‬حسب تفنيدك‮ – ‬تعيش في‮ ‬أروقة القصور‮ ‬والكل‮ ‬يتمنى رضاها‮ ‬تشرب حتى الثمالة‮ ‬تتلذ بـ»الحياة‮« ‬روحاٍ‮ ‬وجسداٍ‮ ‬لقد صارت صنماٍ‮ ‬لها من العبيد المخلصين ثمانية‮ ‬ومن المتزلفين عدد تريحة إبليس‮ ‬ولها مصرف‮ ‬ومعها مقهى‮ ‬يرتاده العشاق من كل‮ »‬الذوات‮«.. ‬تدخن السيجار‮ ‬وتفترش الديباج‮ ‬ولها منظرتان من إحداهما تتطلع إلى السماء‮ ‬وبالأخرى تشرف على الأرض في‮ ‬كل حين‮…‬¿‮! ‬إنها الآن‮: ‬رقم معترف به‮.. ‬هذه هي¿‮!.‬
أمِا أنت‮ ‬فمن تكون¿‮!.. ‬وأين تسكن¿‮!.. ‬لا رقم لك‮ ‬‮»!!«‬‮ ‬ولا عنوان‮ ‬‮»!!«‬‮.. ‬فأنت تقطن اللا وجود‮.. ‬ولا تجد ماءٍ‮ ‬لترتوي‮ ‬من الظمأ ناهيك عن أن‮ »…….«‬‮ ‬وتحترق حين تصنع في‮ ‬الخيال صنماٍ‮ ‬هلامياٍ‮ ‬من أوهام وتقلده من نسيج البؤس حلة‮ »‬حبيب‮« ‬لتعانق‮ -‬عبثاٍ‮- ‬من خلاله أشباه أشباح‮.. ‬فمن أنت في‮ ‬ميزان المفاضلة معها‮ ‬سوى صفر من‮ ‬الطفش‮ ‬وأصفار من‮ ‬حمِالة الحطب‮ ‬تبت‮ ‬يد الحب‮.‬
وهي‮: ‬أليست‮ »…..«‬¿‮!‬‮ ‬وأنت‮: ‬ألست العاشق المحروم حتى من لمح طرفها الفتان¿‮!.. ‬سمِها إيمان‮.. ‬سمِها‮ »…..«‬‮ ‬سمِها ما شاء لك أن تسمي‮!!.. ‬فهي‮ ‬عجوز شمطاء تتزين للعميان بحلة عروسحتى‮ ‬يدخلوا بها‮ ‬وهي‮ ‬تظفر بهم‮ ‬وما هي‮ ‬إلاِ‮ ‬لحظات لذة سرعان ما تنقضي‮ ‬حتى تكشف عن نقابها‮ ‬وتبدو حقيقتها البشعةالقاتلة‮.. ‬وتنقشع‮- ‬حينها فقط‮- ‬الغشاوة عن أعين العشاق لتبدأ معهم لحظات عض الأنامل ندماٍ‮ ‬فويل للمخدوعين بحسنها الزائف‮.‬
و‮‬أنت‮ ‬يا من هو‮ ‬أنت‮: ‬من فرط حب ناصح لك‮: ‬لا تعشى‮.. ‬وأنت تمشي‮.. ‬تركض‮.. ‬ترمل في‮ ‬مسارات ومنحنيات العشق‮ ‬فالمغارات‮- ‬الآن‮- ‬صارت مسكونة بـالحناشى‮ ‬والمحنشين‮.. ‬أمشي‮ ‬متوقعاٍ‮ ‬خلواللذة‮ ‬من نشوتها‮ ‬وتخلي‮ ‬المرضعات عنما‮ ‬يرضعن‮!!.‬
3‮ – ‬وهم و»سلمى‮«…:‬
سلمى‮»!«:‬‮ ‬نعم‮.. ‬هم قد خدعوك بثنائهم على حسنك‮ ‬لكن ذلك ما كان إلاِ‮ ‬بإيعاز منك‮ ‬ونعم‮: ‬أنهم وبإيحاء ظنهم قد انتهكوا سترك المصون‮ ‬يانعة‮.. ‬لكنك بخبث نشوتك استمرأت وحشيتهم أحاسيس وأنفاساٍ‮ ‬فأشبعتهم حباٍ‮ ‬وأسقيتهم من لحظك الفتان كأساٍ‮ ‬تلو آخر حتى صاروا أكثر نشوة‮ ‬فثملوا معك زمناٍ‮ ‬طويلاٍ‮.. ‬لكنهم عندما ملوا قربك‮ ‬وآثروا أن‮ ‬يبطشوا بك عشاء‮ ‬نسوا أنك‮ ‬طائر الفينيق‮ ‬وأنك الأدهى‮ ‬وبيديك مفاتيح الإغواء‮.. ‬لا ملامة عليهم‮ ‬فهم لازالوا في‮ ‬غيبوتك الأولى‮ ‬على اعتقاد خاطئ منهم بأنك تبكين ضحاياك القدماء‮!.. ‬ولكن هيهات‮.. ‬هيهات‮.‬
سلمى‮»!!«: ‬إنك تزدرين وتحتقرين كلمة‮ »‬الحب‮«.. ‬تزدرينها‮ ‬بذرة‮ ‬لأنها تنبت مائة سنبلة‮ ‬في‮ ‬كل سنبلة مائة حبة‮ ‬ويتضاعف عطاؤها تضاعفاٍ‮ ‬سرمدياٍ‮ ‬فيما أنت عقيم‮!!.. ‬تحتقرينها‮ ‬نبة‮ ‬لأنها تصنع الخلود‮ ‬وتخيط بنسيج من نور أحصن شبكات الأمان‮ ‬وأسمى معاني‮ ‬الود‮ ‬وأقدس روابط الأنس‮.. ‬وتبغضينها‮ ‬فردوساٍ‮ ‬لأنها تشيد أعلى مراتب السمو والرفعة‮.. ‬تقرب أبعد المسافات‮ ‬وتردم أوسع الهوات‮ ‬وتمحو أشنع الهفوات‮.. ‬بها‮ ‬يكون الأمان ممكناٍ‮ ‬وبدونها‮ ‬يصير البقاء مستحيلاٍ‮ ‬وما بين الممكن والمستحيل‮ ‬يكمن‮/ ‬شر سحرك الأزلي‮ ‬الذي‮ ‬به تصطادين رواد مقهاك عشاء‮ ‬وبفرط اللذة‮ ‬صك‮ ‬غفرانك‮ ‬تمنحينهم‮ »‬فيزا‮« ‬العبور إلىجحيم اللاعودة‮ ‬ضحى‮.‬
سلمى‮»!!!«: ‬هل العقل عندك لعبة‮ ‬أم شيمتك الغدر‮!!.. ‬وكيف لا تكون الثانية هي‮ ‬سمتكº فأنت عقب كل دورة تعودين عذراء‮.. ‬أيِ‮ ‬سر تخبئينه‮ ‬وعشاقك بالغباء تهمة‮ ‬يشربون من كأسه المرير مراراٍ‮ ‬ومن ذات الجحر‮.. ‬أنت عتيقة‮ ‬وتختزلين في‮ ‬عمرك ملايين السنين‮: ‬خبرة في‮ ‬الإغواء‮.. ‬فكم من‮ ‬الأجيال‮ ‬قد صنعت من فرط‮ ‬غرامهم بك‮ ‬غرباء‮.‬
4‮ – ‬في‮ ‬تســـــاؤلات‮..:‬
هل‮ ‬يكون للذات‮ ‬إذن‮ ‬كينونتان‮ ‬أو أكثر في‮ ‬أحاد زمان ومكان¿‮!.. ‬الآن‮ ‬وفي‮ ‬ظل وجودُ‮ ‬غائب‮ ‬وحضور نقيضيه بين ظهراني‮ ‬المدنية الحائرة‮: ‬ألم تتحول الفضيلة إلى مرآة عاكسة لـ»لا وعي‮« ‬درتها الموسومة بـ»الرذيلة«¿‮!.. ‬بل ألم‮ ‬يئد الظلام مضمون النور عنوة¿‮!.. ‬والضمير ألم‮ ‬يستتر في‮ ‬حنايا الغائب بتقدير الخير والشر أو النفاق ظناٍ¿‮!.. ‬ناهيك عن أن الظن‮ ‬هو الآخر‮ ‬قد صار مشلولاٍ‮ ‬في‮ ‬محل‮ ‬غياب نائبحائر‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬اغتراب‮ ‬وتاريخ‮ ‬تيه¿‮!.. ‬وألم‮ ‬يصبح للعلم اسمان هو ظاهرهما‮ ‬والجهل وجهه الآخـــر‮..‬¿‮!.. ‬وهل نحن في‮ ‬حاجة إلى تطوير الوعي‮ ‬إلى ما بعد مستواه الأناني‮ ‬المرتفع حالياٍ‮ ‬من أجل إعادة البناء‮ ‬وكأننا نشرع لهياكل اجتماعية مغايرة بغية دعم وتعزيز رؤى وأفعال جديدة لتدمير‮  ‬المنجز القائم¿‮!.‬
5‮ – ‬عن التفاعل‮…:‬
الذات التي‮ ‬لا تبالي‮ ‬باحتوائها على رغبات الآخر هي‮ – ‬بتعبير مهذب‮- ‬ذات تعاني‮ ‬من الخلط واضطراب الرؤية‮.. ‬وذاك هو نقيض الاندماج أو الاستيعاب‮.. ‬والنقيض‮ ‬ليس أمراٍ‮ ‬شخصياٍ‮ ‬ولا‮ ‬يرجع إلى تدني‮ ‬قدرات الذات بقدر ما هو حصاد أبنية دخيلة ومغايرة تشجع الرؤى الانتهازية‮ ‬وتشير إلى مواقف أنانية رافضة لـ‮ ‬تعظيم الاندماج‮ ‬وتحقيق الاستيعاب‮ ‬وصولاٍ‮ ‬إلى التمايز‮.. ‬تمايز ليس هروباٍ‮ ‬من معايشة المصير المشترك‮ ‬ولا عن علم بأن استمرارية الحرمان‮ ‬يعد شأناٍ‮ ‬عارضاٍ‮ ‬وإنما اتجاه مقصود نحو صناعة أزمات متعددة الأبعاد بغية زيادة مكونات الحرمان‮ ‬وهو تمايز مقصور الدلالة على تكريس حالة إقصاء متبادل عن ممارسة‮ ‬الكل‮ ‬دوره في‮ ‬عمليات التفاعل‮ ‬ويتأكد هذا المعنى وضوحاٍ‮ ‬في‮ ‬مدى الإصرار على استبقاء‮ ‬التواصل‮ ‬مخذولاٍ‮ ‬وعلامة الانقطاع ظاهرة في‮ ‬التوقف طويل الأمد عند عتبة جلجلة الكلمة‮ ‬وغياب الفعل‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬الخضوع لمركز قوة بازرة في‮ ‬الحياة‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬ما وراء الوجود‮.. ‬أعني‮: ‬أن استمرار حالة الإخفاق والعجز‮ ‬يصب في‮ ‬مجرى تغييب الإرادةº إرادة الفعل والفكر لحساب إرادة الآخر الباغية إلى التضييق والإقصاء‮ ‬وليس التصدي‮ ‬والتحدي‮ ‬لحساب انتزاع عوامل الانطلاق في‮ ‬عملية بناء وتوسيع الأفق لاستيعاب التطلع ودمجه في‮ ‬ديمومة بقاء الكينونة متماسكة في‮ ‬وحدة الذات‮!!.‬
وبما أن العقل ليس مجرد تراكم كمي‮ ‬للخبرة والمعرفة‮ ‬وليس كذلك نمواٍ‮ ‬ذاتياٍ‮ ‬وليس قسمة عادلة بين البشر‮ ‬وليس ثمة عقل كامل مكتف بذاته إلاِ‮ ‬في‮ ‬تخيلات المرضى‮ ‬وليس العقل خزانة معلومات‮.. ‬فإنه‮ – ‬أي‮ ‬العقل‮- ‬وبما لا مجال للشك‮- ‬منتج ومنسق شبكي‮ ‬للفعل والتفاعل في‮ ‬إطار جامع للذات‮ ‬مجتمعاٍ‮ ‬وبيئة‮ ‬في‮ ‬وحدة تكاملية‮.. ‬مع عدم رفض حقيقة أن الكون‮- ‬في‮ ‬ذلك‮- ‬يمثل انفتاحاٍ‮ ‬من خلال التفاعل الجدلي‮ ‬بين الفكر والفعل للذات وللآخر معاٍ‮ ‬وأداة صراع مع ذاته‮ ‬ومع الآخر في‮ ‬آن‮.. ‬إن العقل عملية دينامية متطورة‮ ‬وفي‮ ‬تجدد مضطرد ما لم‮ ‬يطرأ عليه طارئ‮ ‬يحول دون أداء مهامه‮/ ‬أفلا‮ ‬يتدبرون القرآن‮ ‬أم على قلوبهم أكنة أن‮ ‬يفقهوه‮/.. ‬والأكنة‮ ‬في‮ ‬مفهوم العصر هي‮ ‬الطارئ المانع للعقل العربي‮ ‬ويمثل‮ »‬التنوير الوافد‮« ‬أياٍ‮ ‬كان‮ ‬فضيلة محافظة‮ ‬أو عقلانية واسعة‮ ‬أو حرية مفدرلة‮ ‬عامل إقصاء للوعي‮ ‬المحلي‮ ‬لصالح هيمنة دلالات ومفاهيم اللا وعي‮ ‬الوافدة في‮ ‬محل سكون‮ ‬طارئ‮ ‬منع فقه العقل العربي‮ ‬لموروثه‮ ‬وفك ارتباطه بهويته‮.‬
6‮- ‬في‮ ‬زمن اللا إجابة‮…:‬
قد‮ ‬يصبح كل ذلك حقيقة‮ ‬من وجهة نظر اللا وعي‮ ‬لكن‮ ‬يبقى الأمل حائلاٍ‮ ‬دون كينونة الغراب نسراٍ‮- ‬في‮ ‬منطوق الحقيقة الواعية‮ – ‬وإن خرج الجمل من سم الخياط افتراضاٍ‮ ‬‮»!!!!!!«‬‮ ‬وغاصوا أحادى وجماعات في‮ ‬غيبوبة اللا تنزيل‮»!!«‬‮.. ‬وحجبت الابتهالات عن السماء‮ ‬وجيرت المنابر لغير مقاصدها‮ ‬وعمِ‮ ‬توقيت زمن‮ ‬البيِع‮ ‬واستحكمت سطور تاريخالتيه‮!!.
Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share