Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

النظام في رئاسة الجامعة!

 

لقد أصبحنا اليوم في عالم تكنولوجي حديث في عالم الاختراع والتطور الالكتروني عالم الإبداع والتألق في سماء العلم والمعرفة فقد أصبح العلم اليوم هو المناخ المعيشي الذي به يقدر الإنسان أن يتعايش مع مجتمعه في هذه الحياة فبدون العلم لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياته إلا بكفاح دائم وكد بليغ وذلك للحصول على لقمة العيش وإلا سوف يموت جوعاٍ لأنه عاجز وغير متعلم «جاهل» وليس لديه أي معرفة لمزاولة أية وظيفة لهذا قد يبذل الإنسان كل ما بوسعه من مال وجهد وعناء لكي يدرس ويتعلم وتصبح له مكانة في مجتمعه ويصير واحداٍ من رجال العلم والمعرفة يتعلم ويْعلم ويأخذ ويعطي ويكون شديد الحرص على دراسته لابداء مهاراته وتحقيق أحلامه وطموحاته فهو يبذل أقصى جهد في تلك السنين التي تمضي خلفه وهو يركض أمامها ساعياٍ إلى التفوق والنجاح وحاملاٍ آماله وطموحاته التي سوف يحققها في المستقبل والتي سوف تكون له بصمة في عالم العلم والمعرفة ويصبح ممن يخدمون هذا الوطن ويعملون على بنائه وتطوره فبينما هو كذلك – متمتع بخيالاته وأحلامه اللامحدودة يريد مواصلة دراسته في جامعة ما ولديه الروح المعنوية التامة والهمة العالية للدراسة بكل بساطة وهدوء يودع بلده وأهله وإخوانه ببسمة شفافة تتخللها العزة والافتخار لأنه أصبح اليوم طالباٍ جامعياٍ في كلية ما فيسافر تاركاٍ بلده وأهله واخوانه وفي مقلتيه دموع الفرحة متحجرة على أجفانه وهو يشعر بسعادة كبيرة تملأ جوانحه ويبدأ حياته وحيداٍ بعيداٍ عن بلده وأهله واخوانه مستلقياٍ في غرفة مبنية في أحد مباني المدينة مع مجموعة من الزملاء تتولد في أنفاسه دوافع الوحشة والغربة المخيفة لأنه أصبح في عالم جديد غريب لا يعرف أحدا لكي يجلس إلى جانبه ويفضفض معه ملقياٍ إليه ببعض همومه إلا أنه بقدرته البديهية يتعدى حواجز الوحشة وحوائط الغربة والصمت العجيب محاولاٍ التعرف على كل من حوله من الزملاء حتى يصبح واحداٍ منهم ويصبحوا هم البلد والأهل والإخوان لديه فيدرس مع زملائه باجتهاد ومثابرة رغم صعوبة حالته التي كان يعيشها رغم أن حالته المادية سيئة والمعيشة أسوأ لأنه لا يوجد أحد في تلك المدينة يقف إلى جانبه ويسانده ويعينه على حل مشاكله ومتطلبات دراسته غير أبيه وأمه أولئك المواطنان الريفيان اللذان يسكنان الريف حيث الآباء نجد أياديهم قاصرة عن الدخل فليس لديهم أي دخل سوى ما زرعوه وما كسبت أياديهم من دراهم قلة مقابل ذلك فقد لاحظ أكثر الآباء الذين لا يقدرون على دعم أبنائهم مادياٍ لكي يكملوا دراستهم الجامعية ولا يستطيعون أن يوفروا لهم جميع المتطلبات الدراسية لهذا فقد اضطر أولئك الطلاب إلى ترك دراستهم ذاهبين إلى مساندة آبائهم وإعانتهم في الحصول على لقمة العيش يتذكر حال زملائه الذين تركوا دراستهم ونفسه تتكبد بالآهات وتتجرع بالندم على دراسته التي سوف يتركها مثلهم بسبب تافة «ضروري» وهو قلة المال الذي أعجزه عن تسديد الرسوم الجامعية – لأنه يدرس حسب النظام الموازي في كليته – فبينما هو يفكر ويعاتب نفسه على حظه التعيس تجول داخله فكرة يعتقد أنها صائبة وهي أن يذهب إلى رئاسة الجامعة ويشرح لمن يهمهم الأمر سوء حالته التي سوف تؤدي إلى ترك دراسته آملاٍ منهم أن يأخذوا بيده إلى تلقي العلم والمعرفة ومواصلة دراسته وتحويله من النظام الموازي إلى النظام العام لكي يتم دراسته ويصبح ممن يخدمون هذا الوطن ويحرصون على مصالحه فيذهب حالاٍ وبيده ورقة قد كتب بداخلها رسالة إلى مكتب رئاسة الجامعة موضحاٍ فيها كل ما يعيقه عن مزاولة دراسته مبيناٍ مشاكله آملاٍ فيهم الخير والاحسان لإعانته على إتمام دراسته وتحقيق طموحاته وأحلامه وعلى أنهم أشد الناس حرصاٍ على طلب العلم والمعرفة لما لهم من أهمية بيد أنه يفاجأ بالعكس مما كان يأمل ويحلم وهو أن الرسالة التي أودعها في مكتب رئاسة الجامعة لقصد النظر إليها أعيدت إليه وفي منتهاها توقيع من يهمه الأمر بعبارة فحواها «حياكم الله – النظام لا يسمح»..!!..

محمد العزي الرشيدي

– كلية الإعلام

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share