Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المنهزمون قبل المواجهة!!

على مر التاريخ لم تعش الأمة العربية والإسلامية مثل هذا العصر الذي جرعها مرارة الذل والهوان وانقسام الصف العربي الواحد إلى صفوف عدة ومن ثم يتمكن العدو منهم ليستبد بكل منهم على حدة على مرأى ومسمع أخوانه دون أن يستطيع كل أن يمد الآخر حتى بالكلمة الداعمة وقول الحق وهو حال أمتنا العربية والإسلامية.

إن الأمة الإسلامية والعربية تعيش في منتهى حضيض الذل والهوان والتشتت والعجيب أن هذه الأمة تتبرأ من بعضها البعض وكأنه ليس منها وينخر العدو فيها بكل حرية ودون رادع أو مانع وبأيدي أبنائها! ومن أموال الأمة وعتادها وإمكانياتها وبكل ما تملك من قوة بشرية أو اقتصادية وسياسية لذبح أبنائها وتقطيع أشلاء هذه الأمة فجزء من هذه الأمة يعيش في جراح وآلام وعلى أصوات الانفجارات التي تهز بلاده ليلاٍ ونهاراٍ أو مطرود من بلده ومشرد في كثير من بلدان العالم. والجزء الآخر كأنه لا يعنيه الأمر وأصبح معتاداٍ أن يرى إخوانه يقتلون ويقتادون إلى سجون أعدائهم لا بل يعيش في سرور وارتياح ومجون ورقص ويقدم للعدو التهاني والمساعدات المالية والسياسية واللوجستية والاستخباراتية من أجل قتل إخوانهم في الدين والعروبة وتقطيع الوطن العربي ولم يكتفوا بذلك فحسب بل يطلب هؤلاء المنهزمون المزيد من الأعمال البشعة التي يمارسها أعداؤهم على أمتهم العربية والإسلامية.

إن الأمة العربية تعيش استعماراٍ جديداٍ ومن نوع آخر يختلف عن الأساليب السابقة إنه استعمار الإملاءات والتوجيهات من قبل الولايات المتحدة الأميركية إلى زعماء العالم الإسلامي «إعملوا كذا وكذا» وكأنهم جنود لها ينفذون سياساتها ضد بعضهم البعض وأخذت تسلط بعضهم على بعض وكأنهم حيوانات ضارة يجب التخلص منها إلى هذه الدرجة وصل الاستخفاف بهؤلاء الزعماء وهذه الأمة.

لذلك لم يعد للعالم الإسلامي أي شأن أو وزن في المجتمع الدولي بالرغم من أنه يمتلك مقومات يستطيع من خلالها أن يكون له قرار في المجتمع الدولي فمثلاٍ النفط الذي أصبح عصب الحياة في وقتنا الحاضر وكذلك موقع العالم الإسلامي الجغرافي وتحكمه في المنافذ البحرية الهامة.

ولا يكفيهم ذلك فحسب وإنما كلما ضربت دولة عربية أو انتهكت سيادتها من قبل عدو المسلمين تظهر خلافات العرب والانقسام في الصف التي لم تكن خلافات ظاهرة قبل ذلك والحرب الآخيرة على غزة خير مثال على ذلك عندما انقسم العرب إلى قسمين وصفتهم إسرائيل بدول معتدلة وممانعة لذلك فضل العرب الخلاف بينهم البين بدلاٍ من خلاف العدو ومواجهته هل حقاٍ عقمت هذه الأمة أن تنجب قائداٍ مسلماٍ مثل صلاح الدين الأيوبي¿ ليخرج الأمة الإسلامية من هذه الإهانة والاستعباد والركوع المخزي وهل التاريخ يعيد نفسه¿ وهل سنواجه أيام التتار في تاريخنا الحاضر وننتظر حتى تعيش الأمة في بحار من الدماء¿ أم سنقتل على أيدي أبناء جلدتنا ويقتل بعضنا بعضاٍ¿ هذه المسرحية الأولى نفذها العرب بنجاح وتمت على أكمل وجه إلا أن مسرحية ثانية ماتزال قيد التنفيذ وهي: الحصار المفروض على غزة التي يتشدق معظم الزعماء العرب بأنهم يدعمون القضية الفلسطينية وأنها قضيتهم المركزية ولكن الحقيقة غير ما يقولون.

أما إذا انتقلنا إلى السودان فنتساءل: ماذا يريدون من ذلك الشعب والمساس بسيادته¿ إن ما يتعرض له السودان الشقيق اليوم هو ضمن مسلسل الأزمة العربية الإسلامية التي تعيشها الأمة وفي كل ما يحدث من صراعات ومشاكل من صنع أعدائنا الذين يريدون أن يفرضوا علينا واقع سياسة القطب الواحد ومطلوب من الجميع فيها أن يؤدي دوراٍ وظيفياٍ يرسم لهذا البلد أو ذلك في سياق الخطة التي ترسم لعالم اليوم وكلها تصب في مصلحة السياسية الأميركية ويبدو أننا كعرب ومسلمين لكي نستطيع أن نتجاوز منطق رد الفعل تجاه الأحداث والأزمات أن تكون لنا بدايات لدور عقلاني مقاوم يرفض هذا الواقع المفروض على الأمة.

وسبب استهداف السودان ورئيسه لأن القيادة فيه صاحبة مشروع نهضوي على المستوى الوطني في السودان والقومي للأمة العربية ويشمل الإنسانية جمعاء.

وقد ترجم هذا المشروع من خلال الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية بشأن البنية التحتية ورفع العملة السودانية وعدم الرضوخ للمشروع الأميركي وسياسة القطب الواحد التي تنتهجها الولايات المتحدة..

يحيى محمد غنيمة

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share