تب/ سمير الجندي:
“الحديث عن بيت النبوة.. أي الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته هو حديث مفتوح ومكشوف يقرأه العالم كله لأنه ليس فيه ما يخزي فهو نور وإلهام وصفاء ونقاء القلوب في شأنه إلا أن بيوت المسلمين دعانا الله فيها بكتمان أسرارها “.
هكذا بدأ الدكتور »محمود عباس« الأستاذ بجامعة الأزهر محاضرته في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته أمام حشد كبير بساقية الصاوي الثقافية فقال : قبل أن ندخل بيت النبوة بفكرنا وأحلامنا ولساننا هناك تعليمات ينبغي أن نتبعها ونلتزم بها وتحذيرات يجب أن نقف عندها لأننا نتناول بيت النبي ونشأته وزوجاته أمهات المؤمنين فينبغي أن لا ندخل بفكر بشري مستورد لأنك لن تفهم شيئاٍ ثم لا تدخل بهدف عدواني لأنك لن تخرج إلا بغضب الله عليك.
يقول الدكتور “عباس” أن بروتوكول “بيت النبوة” لا يوجد في بيت نبي من أنبياء الله جميعاٍ لأن الله جعل له نظاماٍ خاصاٍ لأن هذا البيت سيكون مكشوفاٍ للجميع فالرسول لم يتزوج امرأة إلا بتكليف من الله لأسباب سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية فزواجه كان بتكليف »إلهي«.. وبالرغم من أن العالم كان يرفض منذ القدم أن يكون الرسول بشراٍ إلا أن الله قال »ما هذا إلا بشر مثلكم«.. وقال الرسول »إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي«.
وبالرغم من أن سيدنا داود وسيدنا سليمان كان لهما أعداد كبيرة من الزوجات وهذا كان طبيعيا في ذلك الوقت.. أما الرسول فتزوج إحدى عشرة زوجة توفيت منهن اثنتان وتبقى ٩زوجات.
الحكمة من تعدد زوجات الرسول
عاش النبي حتى سن الخامسة والعشرين عزباٍ طاهراٍ نقياٍ حتى لقبوه بالصادق الأمين وعاش خمسا وعشرين سنة أخرى مكتفيا بزوجة واحدة هي السيدة » خديجة « رضي الله عنها بالرغم من أن كل رجال العرب لهم زوجات لا تقل عن عشر إلى عشرين زوجة على الأقل.
ولأن حياة الرسول لا تسير برغبته كسائر البشر وإنما كانت بتقدير الوحي ورب القدرة فكان زواجه يستهدف المصاهرة كإحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل والناس في جميع أنحاء العالم فحياة النبي كان يحكمها منهج قرآني فلكل فرد داخل بيت النبي حقوق وواجبات وسلوك يجب أن يتبعنه ولهن الثواب وإن خالفهن فعليهن العقاب ويقول الله تعالى » يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا«.
زوجات الرسول
وتعد »سودة بنت زمعه« هي أول امرأة تزوجها الرسول بعد السيدة خديجة وكانت سيدة جليلة من فواضل نساء عصرها أسلمت وبايعت النبي ونزلت بها »آية الحجاب« وهذا يؤكد أن الرسول كان يحرص على نشر الدعوة وتوريثها لزوجاته كالصلاة وتفاصيلها من الوضوء حتى النوافل فكان لابد من دخول أناس لبيت الرسول فزواجه من الزوجة الثالثة السيدة عائشة والحديث في علمها يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل فإجمالي عدد الاحاديث المروية عن زوجات الرسول يبلغ ثلاثة آلاف حديث وزواج الرسول من عائشة صغيرة السن والتي عاشت بعده ٢٤ عاماٍ تنشر فيها العلم والحديث عن الرسول أبسط دليل على ذلك.
وقد حرص الرسول في استكماله للشريعة الإسلامية أنه بين الرحمة بالارامل حيث تزوج بعد السيدة سودة زوجته الثانية التي كان لها ستة أبناء من زوجها الأول أن يتزوج من أم سلمة وأم حبيبة وهما من الأرامل ليكون قدوة وأسوة للمسلمين من بعده.
ضرب النساء
رفض الرسول في بيته العنف الأسري وضرب النساء وضرب مثلا في ذلك عندما طلبت زوجاته نفقة وقال كيف يعيش بيت الرسول ويرتضي لنفسه عيشة الكفاف ويعيش أصدقاؤه من الصحابة في بيوتهم في رغد العيش ولكن كان بروتوكول بيت النبوة هو الاستعلاء على متاع الحياة الدنيا بالرغم من أنه لايوجد نص قرآني في عقيدة الإسلام يطالبه أو يأمره بذلك إلا إذا أراد المسلم لنفسه أن يقتدي بالرسول.
ولكن هذا التمرد لم يرض والد حفصة بنت عمر بن الخطاب ووالد عائشة بنت أبي بكر الصديق وكادا ان يضرباهما لإرضاء الرسول ولكنه رفض واكتفى بعقاب عدم الدخول عليهن.. وقال عليه الصلاة والسلام لصحابته »إن الله لم يبعثني معنفا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا«.. ليضع الرسول بروتوكولا آخر في رفض العنف الاسري.
الملك الشيطاني
ويقول الدكتور محمود عباس أن الملك الزوجي أصبح يدخل بيت الزوجية بعد أقل من عام لأننا فتحنا بيوتنا للأفكار غير الإسلامية فنتزوج بالطرق الغربية ونقيم أفراحنا بالطرق المستوردة ونعيش بنفس التفكير فأصبحت المحاكم عامرة بقضايا الطلاق والانفصال.
