Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

تصريحات قرداحي تكشف عن الوجه القبيح لتحالف العدوان

الوحدة نيوز/ قامت الدنيا ولم تقعد لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الإعلامي الشهير التي عبّر فيها، قبل توليه منصبه الحكومي، عن رأيه وما يؤمن به كثيرون في هذا العالم بشأن العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات على اليمن: “إنه ضد الحرب العدوانية على اليمن”، وقال “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية”.

وفي هذا الإطار ،في خطوة ابتزازية مقيتة، قرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خطف الحكومة اللبنانية كاملة، وإجبارها على الركوع أمامه، أو الرحيل، بذريعة تصريحات قالها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قبل تعيينه وزيراً، انتقد فيها العدوان على اليمن وذلك في خطوة شبيهة بخطف رئيس حكومة لبنان، سعد الحريري، وإجباره على الاستقالة في يوم 4 نوفمبر/ تشرين ثاني 2017 .

وأعلن النظام السعودي حاليا سحب سفيره من بيروت وطرد السفير اللبناني في الرياض ووقف الاستيراد من لبنان.

وخرجت وسائل الإعلام السعودية نفسها، وأبواقها ليغطّوا جنون بن سلمان وقراره بالضغط على لبنان ودفعه إلى الخضوع.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر على صلة بالنظام السعودي أكدت أن الرياض تريد إسقاط حكومة نجيب ميقاتي، فإما أن يخضع الأخير وحكومته، مع ما يعنيه ذلك من فتح باب للتنازلات التي لن تقف عند حد، وإما أن يستقيل.

الموقف السعودي المستجد يبدو أنه اتّخذ من تصريحات قالها الوزير قرداحي، قبل تأليف الحكومة، ذريعة للانقضاض على لبنان، بسبب فشل قوات بن سلمان في اليمن، وتحديداً في معركة مأرب.

وفي بيانها الذي أعلنت فيه سحب سفيرها من بيروت وطرد السفير اللبناني في الرياض، كررت الحكومة السعودية أكاذيب عن عدم تعاون لبنان معها في مجال مكافحة المخدرات، رغم أن غالبية عمليات ضبط المخدرات في الموانئ السعودية تتم بناءً على معلومات من الأجهزة الأمنية اللبنانية.

لكن أهم ما في البيان هو تكرار الحديث عن حزب الله و”سيطرته” على لبنان.

قرار السعودية التصعيد في لبنان ستلتحق به دول خليجية أخرى، كان أولها، كالعادة، البحرين التي نسخت ليلاً إجراءات الرياض (طرد السفير اللبناني).

وقررت الرياض ايضا إجراء سلسلة اتصالات مع دول عربية أخرى في محاولة لاتخاذ قرار في الجامعة العربية ضد لبنان!

وسارع ميقاتي الى الاتصال بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون. وبعد بيان عبّر فيه عن أسفه للقرار السعودي، أجرى اتصالاً بالوزير قرداحي “وطلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية”، بحسب بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

وهذا البيان يعني تشجيعاً من ميقاتي لقرداحي على الاستقالة.

وكان حزب الله قد أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية في وقت سابق بأن أيّ مسعى لإقالة وزير الإعلام في مجلس الوزراء (يحتاج هذا القرار إلى ثلثَي أعضاء الحكومة) يعني استقالة وزراء الحزب.

 

إجراءات خليجية تجاه لبنان بعد تصريحات قرداحي

 

على إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول اليمن، اتخذت العديد من دول الخليج إجراءات بحق لبنان أبرزها :

– استدعت السعودية أمس الجمعة سفيرها في لبنان للتشاور، وكذلك طلبت من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال 48 ساعة القادمة.

وجاء في البيان الرسمي بهذا الصدد أن الحكومة السعودية “تعلن استدعاء سفيرها لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور، ومغادرة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة خلال الـ 48 ساعة القادمة”.

 

– قررت السعودية أيضا “وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف. وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان”، مؤكدة “حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة، وأنها لا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبرا عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة”.

– كما كشفت صحيفة “عكاظ” السعودية عن توجه إدارة مجموعة “MBC” لإغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض، على خلفية تصريحات جورج قرداحي، حيث أن رئيس مجلس إدارة مجموعة “MBC” وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، استنكر كلام قرداحي معتبرا أنه “اتهامات مغرضة” بحق السعودية والإمارات.

– من جانبها، طالبت وزارة الخارجية البحرينية، أمس الجمعة، من السفير اللبناني في المنامة مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، وقالت الخارجية في بيان إن قرارها يأتي “على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف المرفوضة والمسيئة التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة”.

وأوضحت الوزارة البحرينية أن “هذا القرار لا يمس بالأشقاء اللبنانيين المقيمين في المملكة”.

– استنكرت الإمارات بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني، حول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وأعربت الخارجية الإماراتية عن “استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه التصريحات المشينة والمتحيزة، التي أدلى بها جورج قرداحي، والتي أساءت إلى دول تحالف دعم الشرعية في اليمن”.

واستدعت وزارة الخارجية سفير لبنان في الإمارات وأبلغته احتجاجها واستنكارها على هذه التصريحات، التي تعد مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف العربي في اليمن، مشددة على أن التصريحات تنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب.

– أعلنت الكويت، الأربعاء الماضي، عن استدعاء القائم بالأعمال اللبناني لديها، للاحتجاج على تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي حول حرب اليمن.

وفي بيان لها، أعربت الخارجية الكويتية عن “استنكار ورفض دولة الكويت الشديد للتصريحات الإعلامية الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقتين”.

ويرى مراقبون بهذا الصدد أن الديمقراطية، وفق القاعدة التي تديرها السعودية، تقول إن ما يرضي قياداتها هو رأي حر يجب احترامه، وما يعاكسها أو يخالفها هو اعتداء على سيادتها، وأن هذه ليست حال السعودية فقط، بل حال كل مجانين إمارات القهر والموت، من السعودية إلى البحرين والإمارات،

كما يرون أن المأساة أن صبيان هذه الدول يتبنّون هذه القاعدة في محاكمتهم كل من يخالفهم الرأي ويُظهرون حساسية منقطعة النظير لإدانة كل من ينتقد هذه الدول المحكومة بقوانين القرون الوسطى، ولا يصدر منها – ولم يصدر يوماً – سوى الموت والقهر.

وهنا يجب تذكير حكام إمارات وممالك القتل والقهر وأزلامهم بأن الصمت هو أفضل ما يقومون به. أما جورج قرداحي فهو حر في ما يقول. وفي ما يؤمن به.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,عاجل

Share