Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. يحيى الخزان: معاناة الأستاذ الجامعي 

تتعدد وتتنوع المعاناة، لكن من أهم المعاناة للأستاذ الجامعي، ما يواجهه ويلمسه في قاعات الدراسة من تدني وتواضع المستوى المعرفي للطلاب وطرق تعامل وتعاطي هؤلاء مع العملية التعليمية والاستخفاف بها.
فقد وصل الحال إلى أن الطالب هو من يرسم طرق وأساليب التعليم ومقررات الدراسة وطريقة الامتحانات!
وإذا كان ذلك يعود إلى ضعف وتدني مخرجات التعليم العام وإشكالاته، فإن مدخلات الجامعة في تدني مستمر ومن ثم أضحت المخرجات ضعيفة وهزيلة لا تستطيع مواكبة الحاضر ومواجهة تحديات المستقبل.
ومن العوامل التي ساعدت على ذلك:
– ضغوط السياسة بما تحمله من تنافس -بوعي وبدون وعي- فهي تتنافس على الكم وتركز عليه وتهمل الكيف غير واعية بالنتائج القريبة والبعيدة لعدم مراعاة التوفيق بين الكم والكيف.
– كذلك الانجرار والسعي وراء الجانب الشكلي وتجاهل الجوانب الموضوعية، استجابة لرغبات الطالب الذي يلهث وراء الشكليات والقشور.
– ومن النتائج الهامة الخضوع لضغوط التدني والاستماع للمحرك الخفي وموجهات أصحاب المصالح، والاستجابة لأهواء الطلاب، تسرب الكفاءات وهجرتها، وظهور كادر ضعيف ومتسلق متمرس على مجاراة التسلط والغفلة، لتواضع مستواه العلمي والمعرفي وعدم امتلاكه للمنهج الصحيح.
– كما أن المستوى الإداري والأكاديمي للمسيّرين للمؤسسات التعليمية وقدراتهم ومدى امتلاكهم الخبرة والتجربة من العوامل الهامة لما يعانيه الأستاذ الجامعي.
وهذا النهج سيعمل على إحداث فجوة وتعثر معرفي، وسيؤدي إلى العزلة والغربة مع واقع التعليم في العالم.
ملاحظة هامة:
الكتابة في موضوع التعليم يستلزم استشعار المسؤولية والحرص على ضرورة واهمية الارتقاء بالتعليم ومخرجاته، والذي لا يمكن تحققه إلا من خلال امتلاك المعارف والمناهج الصحيحة للتعلم، فالمسؤولية عظيمة أمام الله والوطن، والعلم أمانة يجب أن يؤديها الأستاذ بمسؤولية، وأن يكون على قدر من الوعي والفهم والتمرس.
وذلك يحتم على الجميع الحرص على تصويب المسار وتنبيه أصحاب القرار إلى مواطن الخلل لكي يتم تلافي الاختلالات وسد الثغرات، فالوطن يهم الجميع فما يجمع الكل هو الوطن.
إن الحرص على تجويد التعليم والارتقاء بمخرجات الجامعة، يستلزم تأهيل وتكوين خريج يفكر ويبدع ويبتكر ويواكب المستجدات ويضع الحلول والمعالجات لمستجدات الحياة وتطوراتها؛ وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع، فالطريقة التلقائية التقليدية واجترار طرق وأساليب الماضي دون التجديد والتحديث فيها، يؤدي إلى تراكم الآلات الجامدة الغير قادرة على مواكبة التطورات.
فالاهتمام بالتعليم الجامعي وتطويره وتحديثه يساهم في صقل المدارك وتنمية المواهب وصنع الابداع وبالذات في عصرنا الحاضر الذي تتسارع فيه الابتكارات وفق مبدأ التنافس والجودة، فالوسائل والإمكانيات المتوفرة في واقعنا اليوم والتي لم تكن فيما سبق، تسهم وتسهل الوصول إلى التقدم والرقي.
* تزايدت المعاهد والمباني وما زالت تزيد بلا زيادة.
مباني خاليات من علوم
عقول خاويات من الاجادة
وأستاذ يعاني الويل جوعا
وتلميذ تحلى بالبلادة.
*من صفحته على الفيسبوك
**
Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share