Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محمد صالح حاتم: طالبان الجديدة

هل هزمت أمريكا فعلاً في افغانستان؟

ولماذا سلّمت طالبان كابول دون قتال أو مقاومة؟

لماذا تغيرت طالبان عما كانت عليه قبل ٢٧عاماً عند نشأتها؟
بعد عشرون عاماً من احتلال أمريكا لافغانستان؛ هاهي حركة طالبان تتسلّم العاصمة الأفغانية كابول على طبق من ذهب، دون مقاومة من الجيش الأفغاني أو القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان. فأمريكا رغم ما حشدت من قوات وجيوش للقضاء عللى حركة طالبان بدعوى محاربة الإرهاب والقاعدة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١م، ورغم خسارتها تليريون دولار على حربها في أفغانستان، ومقتل أكثر من ٢٥٠٠ جندي أمريكي إلاّ أنها في نهاية المطاف اضطرت أن تتحاور مع حركة طالبان وتجلس معها على طاولة الحوار في الدوحة، وتعلن انسحاب قواتها من أفغانستان تدريجياً.

نعم، أمريكا خسرت لأنها لم تأت لتحرير أفغانستان من طالبان وبناء دولة أفغانية قوية تستطيع السيطرة على الأراضي الأفغانية وتتحكم فيها، بل جاءت لنهب ثرواتها، وتمزيق المجتمع الأفغاني أكثر مما هو ممزق، وبناء قاعدة عسكرية لها في الأراضي الأفغانية تهدد بها الصين وإيران والدول الأسيوية الموالية لروسيا.

اضطرت أمريكا بعد عشرون عاماً من الحرب أن لا تترك أفغانستان دون السيطرة عليها عن طريق طالبان نفسها التي جاءت لقتالها ومحاربتها، فأنشأت داخل حركة طالبان جناح موالي لها، وهو الذي سيطر على كابول مؤخراً.
وهذا الجناح الجديد هو الوجه الجديد لحركة طالبان التي تختلف عن طالبان ١٩٩٤م- بقيادة الملا محمد عمر الذي كان يحكم بالسيف ويذبح ويقتل وبمنع النساء ويدعي أن الشرعية الأسلامية هي مصدر الحكم رغم أن الإسلام بريء من حركة طالبان ١٩٩٤م-وطالبان اليوم، لأنهما يشوهان الإسلام ويخدمان المشاريع الأمريكية.
فأمريكا هي من دعمة طالبان منذ نشأتها بدعوى محاربة الشوعية السوفيتية، وهي كذلك من حاربتها وقتلت قيادتها ودمرت أفغانستان وقتلت مئات الآلاف من الأفغان، وهي من صنعت طالبان اليوم، وهي من سمحت لها بالسيطرة على كابول، والهدف معروف موقع أفغاتستان المتوسط بين إيران وباكستان ودول السوفيت الإسلامية المحاددة لروسيا، وموقعة من طريق الحرير الصيني، وغيرها من الاعتبارات تجعل أمريكا تتمسك بأفغانستان وعدم التفريط فيها، حتى وإن خسرت مئات المليارات وآلاف الجنود.
والأيام كفيلة بأن تكشف علاقة طالبان اليوم بأمريكا وكشف الستار على المسرحية التي تم كتابة فصولها في الدوحة خلال المفاوضات الأمريكية مع طالبان، وتمويلها بأموال خليجية قطرية اماراتية.

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share