Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الآرامية والبابلية والسريالية كلها لهجات عربية

دمشق – يعتبر البعض أن شبه الجزيرة العربية هي مهد لغة الضاد والعرب عموما وأما بلاد الشام والرافدين فهي موطن شعوب أخرى ولغات مختلفة كالفينيقية والآشورية والبابلية والسريانية، فيما يرى آخرون أن جذر هذه الشعوب واللغات أو اللهجات واحد هو اللغة العربية الأم.

ويؤمن الباحث السوري محمد بهجت القبيسي بوجهة النظر الثانية، وهذا ما أكده في ندوة بعنوان “نشأة اللغة وآليتها ومقاربة موضوعية بين العربية واللهجات القديمة”، والتي انتظمت أخيرا في المركز الثقافي العربي بأبورمانة.

وبين القبيسي أستاذ اللغة الآرامية والكنعانية في بعض الجامعات العربية أن مصطلح اللغة الأم يطلق على اللغة الأقدم وهي العربية الفصحى، وأن لها لهجات فرعية، آرامية وعمورية وإيبلاوية وأكادية وبابلية وآشورية وميتانية وسريانية وسواها من اللهجات القديمة استقت منها الحروف والمعاني.

“ملامح في فقه اللهجات العربيات”، كتاب يثبت أن الآرامية والبابلية والسريالية وغيرها لهجات عربية وأن تفاوت بعضها واختلافه عن المألوف العربي هما مسألة لهجات فقط

وأوضح القبيسي في الندوة التي أقيمت بالتعاون مع دار المدى الثقافية بالدلائل والوثائق التاريخية من لقيات أثرية وبحوث لعلماء آثار غربيين التقارب اللغوي في جذور الكلمات السريانية والعربية وبين تلك اللهجات المذكورة والعربية مثبتا بالحجج والبراهين أن العربية هي الأساس الذي استقت منه تلك اللغات كلماتها ومعانيها وأن الفصحى هي الأم لتلك اللغات.

كما لفت إلى نشأة اللغة عموما والحاجة إليها وآليتها الأولى وتطورها الدلالي عبر الزمن وعلاقة اللغة بالمكان وانتماء شعوب تلك المناطق لأصل واحد ولغة واحدة هي اللغة العربية، معتبرا أن من يعمل على تشويه تلك الحقيقة إنما يخدم بذلك الفكر الصهيوني الذي يعمل على تشتيت المنطقة للسيطرة الكاملة عليها وعلى شعوبها.

ويواصل القبيسي التأكيد على ما جاء في كتابه “ملامح في فقه اللهجات العربيات”، وهو عبارة عن ملامح من فقه اللغات المسماة بالسامية، يحدد فيها المبادئ الأولية اللغوية لهذه اللغات وخصائصها، ومقترحا منذ بداية البحث ضرورة تسميتها باللهجات العربيات، بدل اسم السامية، معتبرا أنها تنحدر جميعها من لغة عربية أم قديمة، وذلك لأسباب يذكرها في كتابه، مقدما أدلته ومبرهنا على أهمية ما يطرحه باللقى الأثرية والحجة والدليل.

ويلفت إلى أن أول من أوجد النظرية السامية هو المستشرق اللاهوتي شلوتزر من القرن الثامن عشر مستمدا إياها من التوراة مع عدم وجود ما يعضد التسمية في أي من النقوش الأثرية، وأن الذين عملوا في دراسة لغات المنطقة وعلى النقوش والآثار هم بمعظمهم كانوا غربيين يهود متدينين، ومنطلق دراستهم كان بدافع من فقه اللغة المقدس المعتمد على التوراة، الذي كانوا يعتبرونه أصلا وما سواه تابعا له حتى اللغة العربية حين ابتدئ بدراستها كانت تدرس كتابع وليست كلغة مستقلة.

ويوضح الباحث السوري أن كثيرا من المستشرقين الرواد لم يكونوا يتقنون نطق لغات المنطقة العربية، مما أثر أيضا على قراءة الكتابات الأثرية ومقاربتها مع اللهجات الأخرى وضعف تأصيلهم للكلمات العربية، وتدوينهم الصوتي لها بالأحرف اللاتينية، ما أنتج بحوثا مغلوطة.

وبين القبيسي أن هناك خرافات تصور الشعوب التي سكنت المنطقة كالأكاديين والفينيقيين والكنعانيين بأنها شعوب غير عربية، وأن الفتح الإسلامي أتى بالضيوف العرب إلى المنطقة، وهذا زيف تاريخي افتراه النمساوي شلوتزر حتى بدأ باستخدام لفظة الشعوب السامية بغية إعطائها سمة غير عربية.

ولفت الباحث إلى أنه قام بتعرية هذا الوهم في كتابه “ملامح في فقه اللهجات العربيات”، وقدم الأدلة من الرقم والمخطوطات المادية لإثبات أن الآرامية والبابلية والسريالية وغيرها لهجات عربية وأن تفاوت بعضها واختلافه عن المألوف العربي هما مسألة لهجات فقط.

العربية الفصحى هي اللغة الأقدم وهي الأم لعدة لهجات مثل الآرامية والأكادية والبابلية والآشورية والسريانية وغيرها

كما أشار إلى أن فلسفة التاريخ تعتمد على المنطق أولا ثم المنهج التجريبي ثانيا، ووحدة اللغة والجغرافيا أو المادة التاريخية ثالثا التي يجب أن تخضع لعدة تجارب، أولاها معرفة الحرف وأشكاله، ومكان وجود النقش.

أما المنهج الثاني الذي تناوله القبيسي فهو المنهج التجريبي الذي حدد فيه أن أسماء المدن والقرى والأماكن في الوطن العربي تحمل ثلاثة مداليل لا رابع لها فنجد أن 80 في المئة من الأسماء تقريبا تحمل معنى طبيعيا (مناخيا أو طبوغرافيا) كاسم جسرين مثلا، و10 في المئة من الأسماء تقريبا تحمل معنى دينيا كاسم بابل، رام الله، و10 في المئة من الأسماء تقريبا تحمل معنى عسكريا كاسم دمّر، تدمر، حرستا.

أما المنهج الثالث الذي تطرق إليه فهو “وحدة اللغة والجغرافيا”، إذ بين أن اللغة هي كشاف ومسبار الشعوب، متسائلا كيف حدّد لنا المستشرقون الشعوب الآرية والشعوب الحامية والشعوب السامية حسب مبدئهم؟

مجيبا في نفس الوقت “قطعا من وراء اللغة، وقد عدوا السنسكريتية هي هندوأوروبية، فإذا أخذنا موضوع الأنتربولوجيا (الأناسة) فشكل الإنسان الأوروبي علميا لا يتوازن مع الأنثربولوجيا في الهند. إذا، اللغة هي مسبار وكشاف الشعوب”.

وعرض القبيسي نقوشا مكتشفة في أوروبا مكتوبة باللغة الآرامية والكنعانية وفسر كلمات وأسماء مدن وقرى مكتوبة باللهجات العروبية والأمازيغية الأمر الذي عده مؤشرا على وحدة اللغتين وقال: إن أكثر مفردات اللغة الأمازيغية كنعاني الأصل.

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share