Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الليبرالية الجديدة تحاصــر الإنســان

يضع الفيلسوف والمربي البرازيلي «باولو فريري» في كتاب «تربية القلب في مواجهة الليبرالية الجديدة» ترجمة د. سامي محمد نصار، فلسفة الديمقراطية الإنسانية التربوية المشحونة عقلانيتها بالانفعالات البسيطة والعميقة، في مقابل الفلسفة النفعية البراجماتية، حيث تم من خلالها اختزال التاريخ في آليات اقتصادية، وأخضعت كل القيم للفلسفة الواقعية، كما حوصر الضمير الإنساني في زاوية براجماتية تزين الحياة بركام من التكنولوجيات العبثية.

الكتاب قصة متدفقة من دون انقطاع أو توقف في سردها لسيرة حياة «فريري» وأفكاره التربوية في خبراتها ودلالاتها من فيلسوف يفكر ويتحدث ويكتب بكيانه كله، لذلك لم يقسم كتابه إلى أبواب وفصول، بل جعلها مواقف ودروساً ورؤى متلاحقة لما تعرض له من خبرات وصعوبات وتحديات في مسيرة حياته، وما تمخضت عنه من دروس في فهم ظواهر المجتمع والتربية والعالم التي عايشها وتفاعل معها.

وحين يحدد «فريري» منهجه في المعرفة الذي اتخذه أساساً لفهم العالم ونفسه، فإنه يقرر أن «ما أعرفه لا يمكن فصله عن سياقه التاريخي».

ويبين فريري مخاطر الأيديولوجيا والقوة التي تمتلكها الليبرالية الجديدة، كذلك يدرك أهمية المطالب المعاصرة للتكنولوجيا، إلا أنه يرى أن ثمة اختلافاً جوهرياً مع الليبرالية الجديدة في الاستجابة التربوية لها، ومرد ذلك إلى أنه يرى أن الثورة التكنولوجية هي الحصن الذي تحتمي به الرأسمالية، فهي تستخدم من قبل القلة من مالكيها في تقوية قبضتها على مصائر الأغلبية التي تفقدها، وتجعل نضالها في غاية الصعوبة.

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share