Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إسرائيل: الحضور السعودي في البحر الأحمر يخدمنا

تبدي أوساط إسرائيلية متخصصة في مجال الأبحاث الاستراتيجية، اهتماماً كبيراً بالتطورات الجيو-استراتيجية المتواصلة في منطقة حوض البحر الأحمر، انطلاقاً من إدراكها لطابع انعكاسات هذه التطورات على مصالح إسرائيل جراء أي تحول على ظروف الملاحة عبر هذا الممر المائي.
ويرى رئيس قسم الأبحاث في “مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات”، أكبر مراكز التفكير في إسرائيل، الجنرال شاؤول شاي الذي تولى مواقع رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، أن التحولات المتوالية على المضائق التي تتحكم في البحر الأحمر ومسار الملاحة فيه بوتيرة عالية، تستدعي الرقابة لما لها من تداعيات بالغة الخطورة على البيئة الاستراتيجية لإسرائيل.
وفي تحليل نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” في عددها الصادر اليوم الأحد، أوضح شاي أن التطور الجيو-استراتيجي المهم الذي عزز البيئة الأمنية لإسرائيل تمثل في الاتفاق الذي وقعته كل من القاهرة والرياض العام الماضي، والذي سمح بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، معتبراً أن هذا التطور مثّل ضمانة أخرى لحماية وتأمين خطوط الملاحة التي تسلكها التجارة الإسرائيلية. وبحسب شاي، فإن تحرك السعودية لدى الدول الأفريقية التي مكنت إيران من تدشين وجود عسكري على أراضيها وشواطئها، لا سيما السودان وإريتريا وجيبوتي، والصومال، ونجاحها في طرد الإيرانيين من هذه الدول، شكّل نقطة تحول إيجابية بالنسبة لإسرائيل. وأوضح أن إقدام كل من السعودية والإمارات العربية على تدشين قواعد عسكرية بحرية في كل من الصومال وجيبوتي وإريتريا حسّن البيئة الاستراتيجية في منطقة البحر الأحمر، على اعتبار أنها تأتي لضمان عدم عودة إيران للمنطقة مجدداً.
ولفت شاي الأنظار إلى أن كلا من السعودية والإمارات ومصر تستثمر مقدّرات مالية ضخمة في محاولتها تأمين سيطرة ما سماه “المحور السني المعتدل” على مسار الملاحة في البحر الأحمر. وأوضح أن التقاء المصالح بين إسرائيل والدول التي تشكل هذا المحور في إبعاد إيران عن منطقة البحر الأحمر، يعدّ أحد مركبات ضمان تحقيق المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وبيّن شاي أن حقيقة أن 3.3 ملايين برميل نفط تمر يومياً عبر البحر الأحمر، إلى جانب أهمية هذا الممر البحري لتواصل التبادل التجاري بين أوروبا ودول آسيا، لا سيما الصين والهند واليابان، يغري المزيد من الدول لتكثيف حضورها العسكري في المنطقة. ولفت إلى أن كلاً من الصين وفرنسا واليابان قامت بتدشين قواعد عسكرية بحرية في جيبوتي.
وعلى الرغم من أن شاي شدد على أهمية العوائد الاستراتيجية الناجمة عن التقاء المصالح بين إسرائيل و”ودول العدوان بقيادة السعودية “، إلا أنه حذر من أن تواصل التحولات الجيو-استراتيجية غير المتوقعة يمكن أن يقلص هامش التقاء المصالح بين تل أبيب وهذا المحور مستقبلاً.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,خارج الحدود

Share