Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حسن عبد الوارث: دفنَّاك يا أحمد ؟

عدتُ من المقبرة مُتَّشِحاً بغبار الموت والأصدقاء .
عدتُ ميتاً لا زال يستطيع السير الزائف والتنفُّس اللاهث .. ويعلن خجولاً كسيراً عن بقاء اسمه في لائحة الأحياء .
جلتُ ببصري في موجة الزملاء والأصدقاء والأعداء الذين جاؤوا للصلاة على الراحل العظيم ، ودفنه ، و دلق عبارات التعزية في آذاننا .. فإذا بي أرى كثيراً من الوجوه المهيَّأة للرحيل القريب ، ليس لأن أصحابها مرضى أو كهول أو يائسون من الحياة ، بل لأنهم من صنف الراحل العظيم : صادقون حتى النخاع ، وأنقياء حدَّ الذوبان .
دفنَّاك يا أحمد ؟
لا ، لم ندفنك اليوم .. إنما دفنَّا أنفسنا فيك !



لم يعد السؤال الذي أطلقه عميد ركن الأدب العربي : هل لليمن شعراء ؟ محل جدل ولا حتى محطّ اهتمام عابر ..
إنني أسأل : هل لليمن عظماء ؟
هل كنتَ يا أحمد آخر الأقيال ؟ .. أم كنتَ حادي الرحلة الأخيرة صوب القيامة القادمة ؟
أجِبْني عن سؤالي يا صاحبي . . أو خُذْ سؤالي معكَ ” رهينةً ” إلى أن نلتقي .
فمن بقيَ من أقيال في هذا القرن ؟
… وهل ظلَّ ثمّة أقيال في عهد القرون ؟
اللهُمَّ إني سألتُ ، ولم أَلْقَ جوابا .. فلا تُحاسبني إن كَفَفْتُ الخِطابا

Share

التصنيفات: أقــلام

Share