Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ألسنا من البشر ¿

طارق سلام

 

ألسنا من البشر ¿ أم هو سؤال عصي وحائر ¿ .. تنتابني اللحظة بسبب من تطورات الأحداث المتسارعة مشاعر غامضة متداخلة .. فبقدر ما كتبت اهاجم هذا الرجل (علي عبدالله صالح ) منذ بداية ثورة الربيع اليمني وأدينه بتحميله مسؤولية كل ما يحدث في اليمن من قتل وسفك للدماء وتدهور للأوضاع واقلاق للأمن والسكينة لجموع الشعب .. ولسبب بسيط .. كونه هو ولي الامر (حينها ) والراعي المفترض للشعب ومصالحه وعرضه وأمواله ..الخ , بقدر ما أنا الأن اتمنى له خروجا مشرفاٍ وسلساٍ وآمناٍ .. بل وأشعر بالرغبة أن التقي به وجها لوجه … مودعا !!¿¿ لا أعلم هل في ذلك أدنى غلط أو عيب ¿ ام هو خيانة لدماء الشهداء وتطلعاتهم وأمالهم التي استودعوها أمانة في أعناقنا كما تركوا تجسيدها مسؤولية أخلاقية ووطنية علينا في ايامنا القادمة  .. نحن رفاقهم ممن لا تزال أحياء!.

 

ألم أقل لكم أن المشاعر متداخلة والأفكار مشتتة ! فهذا الرجل عاش معنا وعشنا معه سنوات طويله وخاطبنا مرات عديدة وهتفنا له في مناسبات كثيرة ! .. فهل يجوز لنا وداعه في اعتزاله للسلطة والحياة السياسية إجمالا ¿.

 

هو اليوم بحاجة أن يعقلها ويرحل وما زالت الفرصة مواتيه له .. أن يرحل من المعترك السياسي كافة ويعتزله عن حق وحقيقة , كما نحن بحاجة ان نعقلها ونتوكل ونترك فسحة طيبة في انفسنا للمحبة والسلام ونتفرغ للعمل والبناء والتعمير .. بناء مداميك العهد الجديد الذي عهد لنا الشهداء مهمة اقامته عن حق وحقيقة .

 

نحن اليوم في اليمن أشد ما نكون حاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس كافة , والأطراف المختلفة والمتخاصمة في المجتمع أكثر من أي وقت مضى .

 

وتقول العرب: عليك بالحق فإن فيه لِمِسúمِحاٍ أِي مْتِسِعاٍ كما قالوا إن فيه لِمِندْوحةٍ.

 

والتسامح كما جاء في تعريفه اصطلاحاٍ (هو كلمه دارجة تستخدم للإشارة إلى الممارسات الجماعية كانت أم الفردية تقضي بنبذ التطرف).

 

وأخيراٍ فالتسامح بالمعنى الحديث يدل على قبول اختلاف الآخرين – سواء في الدين أو العرق أو السياسة – أو عدم منع الآخرين من أن يكونوا آخرين .

 

من الأخلاق الإنسانية التي يقوم عليها التعايش السلمي بين الناس على اختلاف عقائدهم وتباين ثقافاتهم خلق التسامحº ذلك لأنه يْقرب القلوب بعضها من بعض ويجعل الحياة أكثر انسياباٍ في أوساط  وأوصال المجتمع .

 

وقد أولى الإسلام قيمة التسامح مكانة هامة وأعطى نبيه صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة أمثلة تطبيقية عملية في ممارسة هذه القيمة وظلت تلك القيمة سمة من سمات حضارة الإسلام إبان ازدهارها وأثبتت الأيام أن التسامح خلق إسلامي أصيل يحث عليه القرآن الكريم من وجوه عديدة.

 

كما يقول الفيلسوف الألماني الشهير «جوته» في كتابه «أخلاق المسلمين وعاداتهم» عن التسامح: «ولا شك أن التسامح الأكبر أمام اعتداء أصحاب الديانات الأخرى وأمام إرهاصات و تخريفات اللادينيين التسامح بمعناه الإلهي غرسه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم المتسامح الأكبر ولم يتخذ رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم موقفٍا صعبٍا ضد كل الذين كانوا يعتدون عليه بالسب أو بمد الأي دي أو بعرقلة الطريق وما شابه ذلك فقد كان متسامحٍاº فتبعه أصحابه وتبعه المسلمون وكانت وما تزال صفة التسامح من المميزات والسمات الراقية للدين الإسلامي وللحق أقول: إن تسامح المسلم ليس من ضعفº ولكن المسلم يتسامح مع اعتزازه بدينه وتمسكه بعقيدته».

Share

التصنيفات: منوعــات

Share