Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مسارات التحول والتغيير

احمد حسن الوزان

 

في تظاهرات سلمية معبرة خرج الشباب اليمني الحر المناضل إلى الساحات والميادين العامة في الـ 15- 22يناير2011م لإعلان الرفض المطلق لسياسة الظلم والقهر والاستحواذ الفئوي والكبت والإقصاء الذي يمارس ضد الشباب وفئات من أبناء الشعب اليمني الصابر وبعد انطلاق شرارة الثورة الشبابية السلمية في 11فبراير 2011تواصلت مساعي وجهود الشرفاء والمخلصين في البلاد الرامية إلى تهدئة الأوضاع  وحلحلة المواقف وإيجاد المخارج والحلول السلمية لتلبية مطالب الشباب والقيام بعملية التغيير الشاملة في أرجاء الوطن اليمني وإنهاء مظاهر العبث والفساد الجاثم على الصدور واستمرت تلك الجهود حتى تم التوصل إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي وقعت عليها كل الأطراف لإخراج البلاد من محنتها العويصة التي طالت مدتها جراء المناكفات الحزبية و المماحكات السياسية و السباق المحموم على المناصب و المكاسب المادية والمعنوية و محاولة الاستقطاب للقوى المتنفذة للاستقواء بهم و التجييش الشعبي المنظم لتمرير المشاريع الانتقامية و إشاعة الفوضى و إسكات الأصوات الوطنية الحرة و السعي لعرقلة جهود حكومة الوفاق الوطني و المرحلة الانتقالية بقيادة الأخ عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن و المنتخب بإرادة وطنية حرة و بإجماع الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الكريم بعد أن كادت البلاد تدخل في أتون حرب أهلية ساحقة تقضي على الأخضر و اليابس إلا أن  نجاح الانتخابات الرئاسية الحرة النزيهة كان انفراجا سياسيا هاما ونقطة تحول جادة عززت من الالتزام الديمقراطي و احترام سيادة القانون وشكلت خطوة أولى في مسار المصالحة الوطنية و احترام الحقوق و الحريات لكافة فئات الشعب اليمني الأبي .

 

و رغم ما  وضع أمام قيادتنا السياسية من العراقيل و الإحباطات و الاستفزازات المتعمدة و محاولات فرض الهيمنة الفردية إلا أنها استطاعت بقوة العزيمة و الإرادة و التصميم و خلال فترة و جيزة أن تحقق الكثير من المساعي العظيمة و الإنجازات التي ساعدت على التخفيف من حده الخلافات و الفتن و الصراعات المفتعلة و أخرجت البلاد إلى منعطف آمن بحكمة وثقة وجدارة  وعبر الحوار الهادئ و التشاور المقنع  و بمنأى عن التشدد و العنف و الصلف السياسي و من أبرز تلك الانجازات التي تحققت  إعادة هيكلة الجيش اليمني و دمجه في بوتقة واحدة و تحت قيادة موحدة و إزالة الحواجز و التقطع في الطرقات والشوارع عبر اللجنة العسكرية المشكلة و ضبط العناصر التخريبية و توقيفها عند حدها و تأمين المواد البترولية و الغاز للمواطنين للحصول عليها بسهوله ويسر بعد أن كانت قد استحوذت عليها الأسواق السوداء و حولتها إلى سلعة تجارية مربحة بدلا عن كونها خدمة عامة لتأمين احتياجات المواطن و تخفيف أعبائه و حدت  من الاعتداءات على الطاقة الكهربائية و قطعها عن المواطنين لأيام عدة وبهذا استعاد الوطن جزءا من الأمن والاستقرار المعيشي الذي يحلم به ولا يزال هناك الكثير من المطالب التي يتطلع المواطن إلى تحقيقها خلال الأيام القادمة و بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي يضم كافة أطياف المجتمع اليمني ويشارك فيه بفاعلية ممثلو الشباب و المرأة و كافة أبناء المناطق اليمنية بمختلف توجهاتهم وايديولوجياتهم و يعول على الجميع  الخروج بالبرامج و النظم  و اللوائح و الرؤى الوطنية التي من شانها القضاء على الصراعات والأزمات القائمة وتعزيز الوئام و المحبة و التسامح و الصفاء بين أبناء الوطن الواحد و تؤدي في نهاية المطاف إلى الاستفتاء على الدستور و إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بحلول فبراير 2014 م إن شاء الله وحتى ينعقد المؤتمر في أجواء خالية من التوتر والخصومة والبغضاء نحن بحاجة إلى القيام بالمزيد من الإجراءات الفاعلة منها إنهاء مظاهر حمل الأسلحة في الشوارع والأماكن  العامة وإيقاف الحملات الإعلامية المشوهة وحالات الاغتيالات المزعجة والالتزام بمبدأ الصفاء والأخوة والتسامح والولاء للوطن والعمل بحزم وإرادة وإصرار لإيقاف صفقات الأسلحة المهربة إلى داخل الوطن والتي تشكل خطرا كبيرا على الأمن الوطني والإقليمي في آن واحد والعمل بحزم  لإيقاف التدخلات الخارجية البغيضة في شئون البلاد والالتزام الكامل بقراري مجلس الأمن الدولي رقم ((2051-2014 والولوج إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل بثقة تامة وإيمان مطلق بأن مصلحه الشعب هي المحور الأساسي والهدف الأسمى الذي يجب أن يوضع  قبل غيره فوق كل الاعتبارات مهما كانت الظروف والأحوال.

Share

التصنيفات: منوعــات

Share