Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عروس وعريس!

حسين البكري

 

في الثمانينات كانت صالة المغادرة بمطار القاهرة الدولي تشهد زفة عريس وعروسة واستغربت وجود الفرقة الموسيقية داخل الصالة وكانت الصورة تنم عن الثراء وحسن المزاج وقبل أن ادخل بوابة الطائرة رأيت شاباٍ يقترب من العروسة ويقف إلى جانبها فانتفض جسمها خائفة وابتعدت عنه مرتبكة تدخل زوجها والأهل وامسكوا به وبالتأكيد سألوه ـ من أنت¿ ولماذا¿

 

على الفور عدت إلى الجمع فاكتشفت أن صديقه كان يدافع عنه مردداٍ أن صاحبه مريض نفسياٍ غير أنه مسالم سألته فأجاب: أنا وصاحبي من سكان «رام الله» جئنا القاهرة لعلاجه من كسر بجمجمته سببتها رصاصة اسرائيلية..

 

ـ ها يعني أنكما فلسطينيان.

 

ـ نعم نحن من رام الله ثم استمع الجميع إلى كلامه: هذا صاحبي في ليلة عرسه اعتقلته قوات الاحتلال وحرموه من أجمل ليالي عمره حين أخذوه من عروسته التي كان يحبها إلى المعتقل واليوم تعرض لموقف أثاره فبعد أن نظر إلى العروسين تذكر عروسته.. ولا شعورياٍ اندفع ليعوض ذاكرته بما حدث له بالماضي وقف إلى جانب هذه العروس المحترمة وهو طبعاٍ لا يعرفها بل دفعته تجربة الماضي للظن بأن المكان مكانه والفرح فرحه على الفور تجمعوا حوله ورقصوا معه ثم رأيته يجثو على الأرض يبكي ويبكي  فأمسكت به ورفعته ثم همست بأذنه: ارفع رأسك يا أخي وثق بنفسك وبقدرتك على أن تجدد حبك وستجد من تحب بانتظارك سألني: أنت من وين!

 

تنهدت متأسفاٍ على حالنا الفلسطيني! أنا مثلك فلسطيني أتعرفني أرأيتني من قبل¿ لا لم التق بك ثم ارخى رأسه فوق أرض المطار في حالة اغماء ..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share