Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

166 حالة وفاة نتيجة الرصاص الراجع إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات عبث لا تقره الشريعة

استطلاع/ بشير راوح
 عمت السعادة والفرح بيوت كثير من أبناء هذا البلد خلال الأيام الماضية أدام الله السعادة لنا ولهم في الدنيا والآخرة.

 

فقد توالت حفلات الزواج كما توالت أيضاٍ وفود العائدين من بلاد الحرمين بعد أن أدوا مناسك الحج.

 

إلا أن ظاهرة اطلاق الأعيرة النارية ابتهاجاٍ بتلك الأفراح شوهت تلك المراسم الجميلة للفرح لأنها كانت سبباٍ في ايذاء من كان مجاوراٍ لتلك المراسم.

 

اطلاق الأعيرة النارية في المناسبات كانت ظاهرة تم القضاء عليها بشكل شبه كلي قبل سنوات في المدن وعواصم المحافظات خاصة في أمانة العاصمة فلم نكن نسمع تلك الأصوات المدوية إلا في ما ندر ومن قام بتلك الأفعال فإنه يجد نفسه أمام إجراءات قاسية من قبل أقسام الشرطة تصل إلى الحجز إلا أننا الآن نجد أنفسنا وجهاٍ لوجه أمام هذه الظاهرة التي عادت من جديد وبقوة بل إننا نفاجأ أن تلك العدوى انتقلت لتكون جزءاٍ من مراسم استقبال «بعض» حجاج بيت الله الحرام مما آثار موجة من الحنق عند كثير ممن تأذى من تلك الأفعال.

 

مفاجآت وقت السحر

 

الحاج علي الرميح وجد نفسه مضطراٍ لأن يقوم بعد صلاة الفجر ينادي في صفوف المصلين ويذكرهم بحقوق الجوار وكيفية التعامل معهم في الأفراح والأتراح.

 

ويقول «الرميح» فوجئنا بأصوات الرصاص مدوية في الحي قبل أذان الفجر بأكثر من ساعة ونصف مما أفزع سكان الحي حيث لم نتوقع أن يقوم أحد الجيران باطلاق الرصاص في ذلك الوقت المبكر من السحر.

 

وهذا العمل يتنافى مع حقوق الجيران وآداب المجاورة.

 

مشهد قريب من ذلك تكرر مع الأخ محمد عبدالله شوبر في أحد أحياء أمانة العاصمة بعد الحادثة ليلاٍ إلا أن الفارق بين الحاج «الرميح» وبين «شوبر»: أن الأخير كان يعلم بموعد وصول جاره وتوقع اطلاق النار يقول «شوبر» حذرت أولادي قبل النوم بأن لا يفزعوا من أصوات الرصاص وعن ذلك الفعل يقول «شوبر» أنا سعيد جداٍ بوصول جاري بالسلامة وسعيد أكثر لفوزه بتلك الرحلة المباركة لبيت الله الحرام ولكن أتأسف من بعض الأفعال التي لا داعي لها خاصة أثناء الأوقات المتأخرة من الليل والناس نائمين.

 

أضرار مؤكدة

 

لا تنحصر مشكلة اطلاق الأعيرة النارية في ايذاء سكان الحارات وافزاع الأطفال والنساء فقط بل وثبت أن الرصاص الراجع من الأعلى أدى إلى أضرار بالغة في الأنفس والممتلكات وقد ثبت أن كثيراٍ من وفيات اطلاق الأعيرة النارية كان بسبب الرصاص الراجع ناهيك عن الحالات المتأثرة بالجروح فقط.

 

أما في الممتلكات فقد تتأثر خزانات المياه أو السيارات وغيرها من الممتلكات المعرضة لتساقط الرصاص الراجع وقد سبق لوزارة الداخلية أن أعلنت عبر وسائل الإعلام ورسائل الجوال خطورة الرصاص الراجع على حياة المواطنين وممتلكاتهم وهنا يذكر الدكتور محمد أحمد القاعدي – مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية – احصائية الوزارة لحوادث العبث بالسلاح والاستخدام الخاطئ ومن ضمنها الرصاص الراجع في عموم محافظات الجمهورية خلال التسعة الأشهر الأولى من العام الجاري ابتداء من شهر يناير وحتى نهاية سبتمبر حيث بلغ عدد الوفيات 189 شخصاٍ منهم 21 امرأة و 56 طفلاٍ وبلغ عدد المصابين 845 شخصاٍ منهم 70 امرأة و 196 طفلاٍ ولا شك أن هذه النسبة المرتفعة تدل على خطورة الاستخدام الخاطئ للسلاح أو العبث به.

 

حكم الشريعة

 

منذ ظهور الاسلام تغيرت ملامح المجتمعات العربية تدريجياٍ بما يلائم البناء الجديد للعلاقات الاجتماعية القائمة على السلام والمودة والرحمة وكما عرفنا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام أيضاٍ من رفع الحديدة أو السلاح بوجه المسلم ولو كان من باب الدعابة والمزاح وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام من كان معه من المسلمين أن يقبضوا على نصال سلاحهم إذا مروا في المساجد أو الأسواق حفاظاٍ على المسلمين أن تؤذيهم تلك النصال.. فكيف بمن يعلم – يقيناٍ – بضرر اطلاق الأعيرة النارية وازعاجها للمسلمين.

 

الدكتور محمد حمود الأهدل – مدير مكتب الارشاد – بمحافظة تعز يبين لنا سوء تلك الظاهرة من الناحية الدينية فيقول: الاحتفال بالافراح والمناسبات يدل على الفرح والسرور والحكمة التشريعية لإعلان الفرح والسرور هو بناء الأمة على السلم والسلام وبناء مجتمع يقوم على المودة والمحبة والسلام والأمان والاستقرار واطلاق الأعيرة النارية في تلك المناسبات يؤدي إلى إضرار بالنفس البشرية سواء جروح أو وفاة أو خوف حيث ثبت من الاستبيانات وجمع الاحصائيات أن التعامل مع الأعيرة النارية واطلاقها في الأفراح والمناسبات أدى إلى حالات من الوفاة وحالات كثيرة من المصابين والمعاقين وهذا ما نشاهده في المستشفيات العامة لا سيما في مثل هذه الأيام التي تنتشر فيها الأفراح والمناسبات الموسمية كالحج وغيره ولا شك أن تلك النتائج تتنافى مع الحكمة التشريعية من تلك المناسبات.

 

وإضافة إلى ذلك فإن ذلك العبث يدخل ضمن دائرة الاسراف الذي حرمه الاسلام ونبذه وحاربه.

 

فالشريعة الاسلامية تتعامل مع كل ما يؤدي إلى نتائج سلبية إما بكونه محرماٍ أو مكروهاٍ والذي يستقرئ هذه الظاهرة يجد أنها أقرب إلى الحرمة منها للكراهة.

 

جهود الأمن

 

لا شك أن الوضع الأمني للبلاد لم يستقر بعد كما ينبغي ولعل ذلك من الأسباب الرئيسية لذلك العبث بالسلاح عن ذلك الوضع والإجراءات التي تتخذها وزارة الداخلية يقول «القاعدي»: بالنسبة للوزارة فإنها لم تدخر جهداٍ في التحذير من العبث بالسلاح واطلاق الأعيرة في المناسبات بل انها بينت خطر ذلك العبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.

 

وعملياٍ فإن الدوريات تتابع مصادر اطلاق النار وتقوم بتنفيذ الإجراءات الرسمية إضافة إلى الدور الذي تقوم به أقسام الشرطة المنتشرة من ضبط تلك المخالفات ويأتي الدور الأهم على المواطن بعدم القيام بتلك الأعمال التي تضر ولا تنفع ويؤكد «القاعدي» على النتائج الطيبة خلال الأشهر الماضية للحد من تلك الظاهرة فيقول: مقارنة الوضع الحالي وإن كان سيئاٍ من الوضع الذي كان قبل أشهر فلا شك أن هناك تناقضاٍ ملحوظاٍ في اطلاق الأعيرة النارية في المناسبات والأفراح مؤملين أن تنتهي تلك الظاهرة نهائياٍ من المجتمع.

 

مع المحبة

 

نقول لكل عريس وعروس: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

 

ونقول لكل حاج: تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال حجاٍ مبروراٍ وسعياٍ مشكوراٍ وتجارة رابحة بإذن الله تعالى لن تبور ونقول لكل قريب لحاج أو عريس: أسعدكم الله في الدنيا والآخرة وأدام أفراحكم وسروركم وبلغنا واياكم رضوانه في أعلى درجات الجنان.

 

ولهؤلاء جميعاٍ نقول:

 

إن السعادة والفرح والسرور يجب أن تحدها حدود الشريعة الغراء فقد رضينا بالله رباٍ وبالاسلام ديناٍ وبمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نبياٍ ورسولاٍ.

 

ولا بد أن نراعي بعضنا بعضاٍ فلا تكون أفراحنا والتعبير عن سعادتنا سبباٍ في أذى غيرنا من المسلمين.

 

ولنا أن نتخيل ذلك السعيد بقدوم حاج من أقربائه أو أصدقائه أو ذلك السعيد بزواج صديق أو قريب وهو يطلق الأعيرة النارية في الهواء.

 

هل تخيل هذا أن إحدى تلك الطلقات قد تصيب أحد الآمنين فتقتله أو تصيبه.

 

ألا يعلم هذا أن كثيراٍ من الأطفال الصغار أو النساء يفزعون من مفاجأة أصوات الرصاص ألا يعلم أنه أدخل الفزع في أنفس المسلمين.

 

ألا يعلم المحتفلون في أنصاف الليالي وأوقات السحر أنهم يوقظون النائمين ويفزعون الآمنين فأي فرح هذا وأي سرور¿!

 

ولذلك لا بد لكل فرد في هذا المجتمع أن يتحمل مسؤوليته للحد من هذه الظاهرة فلا بد من بيان سوء ذلك الفعل ولا بد لقادة الرأي في المجتمع أن يتحملوا مسؤولياتهم ويكون لهم دور وأثر في ذلك خاصة الأئمة والخطباء ولا شك أن وسائل الإعلام تتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية فلتبادر لذلك..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share