Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مســـؤولون وخـــــبراء في الســـياحة : الاقتصاد يخسر قرابة مليار دولار بسبب الاختلال الأمني

استطلاع/ أحمد المالكي 
  أجمع عددمن المسئولين والخبراء والمعنيين في السياحة على أن الأعمال الإرهابية والتفجيرات التي تقوم بها عناصر القاعدة وغياب الاستقرار الأمني من العوامل الرئيسية وراء توقف السياحة في اليمن والتي اصيبت بالشلل التام خلال العامين 1102م ـ 2102م مما أسفر عن تكبد الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص خسائر كبيرة وصلت إلى أكثر من مليار دولار أميركي وأكدوا لـ«الوحدة» في ندوة السياحة والطاقة محرك التنمية المستدامة التي أقامتها وزارة السياحة يمناسبة اليوم العالمي للسياحة الذي يوافق 72 سبتمبر من كل عام أن احجام السياح الأجانب من الوفود إلى اليمن يأتي بسبب المخاوف والسمعة السيئة التي تصلهم عبر وسائل الإعلام عن غياب الأمن في اليمن متوقعين انخفاض عوائد السياحة لعدة أعوام قادمة بسبب عزوف السياح الأجانب عن زيارة اليمن وتعاظم المخاوف من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة في ظل الهجمات المتكررة والحرب المستمرة بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم في أكثر من منطقة مؤملين أن تتمكن حكومة الوفاق الوطني من بسط الأمن وإيجاد السياسات والحلول المناسبة لإنعاش الاقتصاد الوطني الذي يحتاج للعوائد التي كان يجنيها قبل الأزمة من السياحة والتي تمثل 3 ـ 11% من الناتج الاجمالي المحلي وقالوا أن هناك إمكانية إذا ما استقرت الأوضاع الأمنية والسياسية لأن يسهم القطاع السياحي في الحد من البطالة بين الشباب وتشغيل أكثر من مليون شخص من الأيدي العاملة في اليمن المزيد من التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي..

 

الأخ مطهر تقي وكيل وزارة السياحة تحدث في البداية عن الوضع الصعب الذي تمر به السياحة فقال: حقيقة نحن نشعر أن الحياة في اليمن تتأثر ومنها القطاع السياحي الذي يعيش حالة شلل شبه كاملة منذ بداية الأزمة التي عاشتها اليمن العام الماضي وكذلك بسب غياب الاستقرار الأمني واستمرار الأعمال الإرهابية التي تشوه صورة اليمن في الخارج ولا شك أن القطاع السياحي يتكبد خسائر كبيرة وقد دفع القطاع الخاص السياحي ثمناٍ غالياٍ ولا بد من الوقوف معه وتعويضه ولا بد أن يشعر المنتمون إلى القطاع الخاص في مجال السياحة أن الدولة سترعاهم وستقف معهم حتى يتجاوزوا المحنة ويتجاوزوا حالة الخسارة والمستقبل كفيل بأن يساعد القطاع الخاص في تنمية موارده إذا ما استقرت الأحوال واستتبب الأمن.. وأضاف: نتمنى أن يمر هذا العام على خير وتستمر وتيرة الحياة في التقدم من خلال جهود القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وكذلك حكومة الوفاق برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة التي تتحمل مهمة كبيرة لإخراج اليمن من أزمته السابقة ومن مماحكاته الحالية..

 

وعن دور الحكومة ووزارة السياحة بالذات لإنعاش السياحة وتجاوز المحنة التي يمر بها قطاع السياحة حالياٍ أوضح تقي أنه لا شك أن المجلس الأعلى للسياحة سيعمل خلال الفترة القادمة على تجاوز مختلف الاشكاليات التي يمر بها قطاع السياحة في اليمن وسنعمل على مساعدة ودعم القطاع الخاص الذي يعتبر أكثر المتضررين وهناك الآن توجهات لدى الحكومة والوزارة لإلغاء بعض الأوعية الضريبية على القاطع الخاص في مجال السياحة وذلك لمساعدته خلال هذه الفترة التي يعيشها إذ لا يجب أن نطلب منه ضرائب ورسوم أخرى متعددة.. وهو لا يعمل أصلاٍ فهو فاتح فندق وهو في خسارة وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يغلق فندقه علماٍ أن الكثير من الفنادق والمنشآت السياحية أغلقت وتم تسريح آلاف العاملين منها منذ العام الماضي وذلك في مختلف محافظات الجمهورية.. ويؤكد تقي بالقول أن السياحة في اليمن إذا أحسن استغلالها وتنميتها والترويج لها بشكل علمي ومنهجي صحيح في ظل وجود استقرار أمني يمكن أن تصبح المورد الأول للدخل في اليمن بما يفوق الدخل العائد من النفط والمعادن الأخرى فقطاع السياحة إذا قدر له الانطلاق وتوافرت له الامكانيات المادية والعلمية يستطيع أن يعمل دون شك على تخفيف نسبة البطالة بين الشباب وتشغيل أكثر من مليون شخص من الأيدي العاملة في اليمن وقال: يمكن لهذا أن يحدث مع قطاع السياحة إذا توفرت له مجموعة من المقومات أهمها التعاون والتنسيق الجادين مع كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص وتوفير الأمن والاستقرار في ربوع اليمن ونشر الوعي السياحي بين أفراد المجتمع وتوفير الإمكانيات المادية المناسبة للترويج السياحي وكذلك تجهيز البنية التحتية للمنشآت والمواقع السياحية.. بالإضافة إلى تعميق ثقافة الاعتزاز والاعتراف بهويتنا وتراثنا الإنساني والعالمي المتنوع..

 

فاطمة الحريبي الرئيس التنفيذي لمجلس الترويج السياحي تحدثت بدورها فقالت: وضع السياحة الآن شبه مشلول وذلك نتيجة للأوضاع الأمنية التي نعاني منها ولعل الأعمال الإرهابية والتفجيرات التي تقوم بها عناصر القاعدة والتي آخرها الانفجار الذي استهدف وزير الدفاع تعد سبباٍ رئيسياٍ وراء تحذيرات الدول الأوروبية وأميركا إلى رعاياهم من الحضور إلى اليمن فهناك خوف لدى السياح والأجانب من الحضور إلى اليمن في الوقت الراهن ويجب على الحكومة أن تعمل الآن جاهدة على استتباب الأمن واجتثاث عناصر الإرهاب التي تسبب القلق وتقلق السكينة في البلاد والعمل كذلك على  تحسين سمعة اليمن التي صارت مشوهة في الخارج..

 

وعن دور مجلس الترويج السياحي الآن لتصحيح الصورة المشوهة لليمن لدى السياح الأجانب في الخارج أوضحت الحريبي بالقول: نحن نقوم الآن بما توفر لدينا من امكانيات بما نستطيع عليه من خلال المشاركة في المعارض الدولية وإصدار البروشورات والخرائط السياحية والقيام بحملات ترويجية في الخارج ولكن دون مردود وخاصة أن الوزارة تمر بوضع صعب بسبب ما تعرضت له العام الماضي وإمكانياتنا الآن متواضعة.. وبرغم ذلك فهناك عدد لا بأس به من السياح القادمين من دول الخليج بالإضافة إلى بعض السياح الذين يأتون إلى جزيرة سقطرى ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عنهم حالياٍ حتى تستقر أوضاع الوزارة.. وأضافت: هناك تواصل مع الوكالات السياحية في الداخل والخارج وهناك استعداد كبير وتلهف لزيارة اليمن من قبل السياح الأجانب وهناك عدد كبير من السياح الإيطاليين والألمان والأميركان الذين يسمعون عن اليمن ويحبون القدوم إليها ولكن خوفاٍ من الأوضاع الأمنية يترددون.. وأردفت: هناك أمل في انتعاش السياحة وعودة وقدوم السياح إلى اليمن ولكن في حال إذا مرت ستة أشهر ولم يحدث في البلاد انفجارات وتختفي القلاقل والمسيرات والفوضى وهو ما نتمناه ولكن طالما وأن الأوضاع الأمنية متردية بهذا الشكل فالأمل ضعيف جداٍ لأنه كلما تحسنت صورة اليمن في الخارج عادت وتشوهت مرة أخرى بسبب انفجار بسيط ودعت الحكومة إلى ضرورة فرض هيبة الدولة وبسط الأمن من خلال ملاحقة عناصر القاعدة ومنعهم من تنفيذ أعمالهم التخريبية والإجرامية ومنع السلاح..

 

وكان لا بد من معرفة وجهة نظر القطاع الخاص حول وضع المنشآت السياحية والمصاعب التي يعانيها حيث التقينا الأخ عوض صالح الوحيشي من القطاع الخاص المشاركين في ندوة (السياحة والطاقة محرك التنمية المستدامة) والذي تحدث عن المشاكل التي يمر بها القطاع الخاص السياحي فقال: أهم مشكلة بلا شك هي عدم وجود الأمن فعلى الرغم من وجود مقومات سياحية وإمكانيات كبيرة لدى اليمن في هذا المجال إلا أنه مع الأسف يعد الأمن هو العائق الأول في استجلاب أي سائح من الخارج إلى اليمن هذا بالإضافة إلى عدم توفر استمرار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه في منشآتنا السياحية وفي البلاد بشكل عام والتي تؤثر في الإيرادات خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تمر به مع غياب عملية التشغيل للفنادق بسبب شلل القطاع السياحي وكذلك التدخلات غير القانونية من قبل بعض الجهات الخاصة بالسياحة مما يزيد من الضغوط على أصحاب الفنادق في هذا الوضع..

 

وأضاف الوحيشي قائلاٍ: لا بد من تشكيل لجنة خاصة من مختلف المعنيين بالسياحة لمناقشة ودراسة المشاكل السياحية وإيجاد الحلول المناسبة لتحسين وانعاش القطاع السياحي ومناقشة مختلف القضايا بما فيها تشجيع السياحة الداخلية كونها البديل الآمن والتي يغيب الاهتمام بها من قبل المهتمين بالسياحة خاصة وأنها تعتبر سوقاٍ جيداٍ ونشطاٍ وهناك أناس كثيرون في اليمن يحتاجون لمثل هذه السياحة..

 

بعض المرشدين السياحيين الذين التقيناهم في الندوة أكدوا كذلك أن العامل الأمني وغياب الاستقرار الأمني في اليمن يعد أهم الأسباب في توقف قطاع السياحة عن العمل في الفترة الأخيرة.. مشيرين إلى أن السياحة تكبدت خسائر كبيرة منذ العام الماضي وأن هناك ضرورة لإنعاش هذا القطاع المهم الذي كان يرفد الاقتصاد الوطني وخزينة الدولة بمليارات الدولارات سنوياٍ حيث كانوا قبل 5 – 7 سنوات يرافقون ما لا يقل عن 40 – 60 سائحاٍ أسبوعياٍ إلى مختلف محافظات الجمهورية ويجب على الحكومة الآن طمأنة الأجانب وتشجيع السياح بالقدوم إلى اليمن من خلال ايجاد وبسط الأمن في أرجاء البلاد وتحسين صورة اليمن التي تشوهت بسبب الأعمال التخريبية والإرهابية التي تكررت في الآونة الأخيرة..

 

المسؤولون في الاتحاد اليمني للسياحة دعوا لذلك إلى ضرورة إعادة برامج التوعية بأهمية السياحة في اليمن ووضع استراتيجية إعلامية واضحة لتلبية حاجات القطاع السياحي في المرحلة الراهنة بحيث لا تسبب حالة الخوف من زيارة اليمن على المستوى الإقليمي والدولي وكذلك تطبيق العقوبات الرادعة ضد كل من يسيء إلى السياحة ومقوماتها مؤكدين على أهمية الأمن في تنشيط وتفعيل السياحة وانعاش الاقتصاد وخزينة الدولة وتوقع مسؤولون حكوميون ومراقبون محليون انخفاض عوائد السياحة لعدة أعوام قادمة بسبب عزوف السياح الأجانب عن زيارة اليمن وتعاظم المخاوف من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة في ظل الحرب المفتوحة والمطاردة المستمرة بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم في أكثر من منطقة وأشار رجال أعمال ووكلاء للقطاع السياحي اليمني أن خسائر المنشآت السياحية العاملة وصلت إلى أكثر من خمسة ونصف مليون دولار حيث غادر اليمن ما يقرب من 250 ألف سائح أجنبي وعربي ومحلي والغاء حجوزات لنحو نصف مليون سائح من مختلف البلدان الأجنبية بخسارة 878 ألف دولار بالإضافة إلى تراجع معدل الاشغال وتراجع أسعار الإقامة بنسبة 50% تقريباٍ وكذا زيادة معدل النفقات التشغيلية واستمرارها بنسبة 55% ولفتوا إلى أنه تم تسريح ما بين 50 – 60% من العمال في قطاع الفندقة الذي يضم أكثر من 1500 منشأة وتم إغلاق 40% من المنشآت السياحية فيما تم تسريح 30% ومنح إجازات إجبارية بدون راتب لـ35% من حجم العمالة في هذا القطاع..

 

المسؤولون في وزارة السياحة كذلك أكدوا أن هناك ما لا يقل عن مليون ونصف من العمالة المباشرة التي تم الاستغناء عنها خلال العامين 2011 – 2012م بسبب انهيار القطاع السياحي وإلغاء الطلب على اليمن في السوق السياحية الدولية ومساهمة الاحساس بانعدام الأمن في مضاعفة حجم ووطأة التحذيرات الصادرة من قبل سفارات بعض الدول الأجنبية في اليمن والقاضية بمنع رعاياها من السفر إلى اليمن واعتباره من المناطق الخطرة بالإضافة إلى إزالة اليمن من قوائم التسويق الدولية التابعة للشركات المصدرة للسياحة..

 

وأشار المعنيون إلى أن القطاع السياحي الذي كان يساهم بحوالي 11% من الناتج المحلي قد وصل إلى نقطة الصفر لا فتين إلى أن عائدات القطاع السياحي خلال العام 2010م بلغت مليار و100 مليون دولار أميركي وكان من المتوقع أن ترتفع عائدات السياحة خلال 2011م بنسبة 5% إلا أنها توقفت بسبب الأزمة والاضطرابات التي شهدتها اليمن ولن تقترب العائدات السياحية خلال العام الجاري حتى من 50 مليون دولار بسبب تدهور الأوضاع والمخاوف والتهويل في الخارج بشأن الأمن في اليمن..

Share

التصنيفات: تنميـــة

Share