Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

معرض صنعاء الدولي للكتاب تنوع ثقافي وفكري وعقائدي ولكن.. ماذا تعني «الثقافة» لمن لا يجد قوت يومه¿!

لا تزال المعارض الدولية للكتاب تفرز لنا كقراء العديد من الأسئلة عن ما تحتويه من كتب وما تحويه في بطونها من مواد تروج لها دور النشر مما جعل القارئ اليوم حقلاٍ للتجارب الفكرية والثقافية حتى افقدته القدرة على التمييز ما بين الغث والسمين لمحتوى هذه الكتب وجرته إلى غياهب الصراع والفتنة ونبذ ثقافة الآخر والتعصب الأعمى إلا ما ندر من تلك العقول…

 

 

كنا أضحوكة!!¿

 

منصور مصباح من الدار المصرية للعلوم استعرض هذه المذكرات حيث أوضح لنا وجهة نظره والهدف من ترجمة مثل هذه المذكرات قائلاٍ: «هذه المذكرات لـ موشية ديان ـ جولدا مائير ـ مناجم بيجن ـ بوش ـ كفاحي لـ «هتلر» وغيرها تترجم إلى اللغة من قبل محللين من الكتاب الثقاة بهدف توضيح وتعريف الشعوب العربية بما يحكى بين سطور تلك المذكرات وبالتالي «كشف الحقائق» ومعرفة طرق تفكيرهم وزيف خداعهم ولأنهم جعلوا منا «أضحوكة» وجعنا منهم «بعبع» نخاف منهم.. ويضيف: هناك رسالة من هذه الكتب وهي باللهجة المصرية «خذوا بالكم من إلي جاااااي»!!

 

البحث عن الجواب!!

 

وافقه الرأي حمدي محمد عبدالعزيز من دار الشرق العربي قائلاٍ:«إن عرض مثل هذه الكتب لمذكرات هؤلاء وغيرهم ـ ليس حباٍ فيهم ـ ولكن لكي تفهم أحد وتعرف عنه الكثير لا بد أن تقرأ عنه أفكاره وخططه وحياته حتى تستطيع مواجهته رمحاربته بأسلوبه ولا نستخدم العنف في كل حالة..

 

فتقدر على التعامل معه بسهولة ودراية.. ويضيف: لا بد من معرفة خطواتهم التي أدت إلى شهرتهم وبالتالي سيطرتهم علينا اقتصادياٍ وسياسياٍ والأهم ثقافياٍ ونحاول الإجابة على كثير من الأسئلة حولهم منها… لماذا هم ناجحون¿ ما الفرق بين عقولنا وعقولهم¿ كيف سيطروا على العالم¿ وهكذا…

 

اعرف عدوك!!

 

الدكتور محمد الغابري أكد على ضرورة القراءة للغير حيث قال:أنا ضد التقوقع والإنغلاق والانكفاء على ثقافة واحدة فقط وهي في رأيي مصبيتنا هذه الأيام ولذلك لا بد أن نقرأ أفكار وآراء وتحليلات غيرنا حتى ولو كانوا «أعداء» لنا!! فالمطلوب أن تعرف عدوك أفضل من التمترس!! أنا مع هذه الكتب!!

 

التنوع مطلوب.. ولكن!!

 

محروس محمد من مكتبة مدبولي أكد على ضرورة التنوع الفكري والثقافي والعقائدي في المعارض بشكل عام حيث قال:« لا يجب منع هذا التنوع فهي حد وصفه «موائد» يقدم فيها كل الثقافات ولا يجب أن تكون هناك قيود على الكتاب..

 

الدكتورة أمل الشعساني وافقت وأيدت ما قاله محروس في ما يخص التنوع الفكري في المعارض إلا أنها حددت شروطاٍ حيث قالت: أنا مع التنوع الفكري والثقافي للمعرض! ولكن بضوابط لا تخرج عن الدين والأخلاق ودعت إلى رفض «الثقافة الأوحدية» التي من خلالها ترفض الرأي الآخر والتعامل معه.. فكل لديه ثقافة ورؤية لا بد أن تحترم وأشارت إلى وجوب حرية الكلمة المطبوعة.. وأبدت تأييدها للقراءة عن ثقافات غربية وقراءة ما لديهم من علوم وأفكار بالقدر الذي لا تصطدم مع ثقافتنا وعاداتنا وبيئتنا العربية الإسلامية..

 

الدكتور الغابري أشار إلى أن ظاهرة التنوع الفكري في المعارض هي ظاهرة صحية من حيث الإيمان بحق الاختلاف وبالتالي قبول الآخر والبعد عن التعصب وهي موجودة للأسف من خلال ما نراه اليوم في معرض صنعاء الدولي للكتاب ويضيف الغابري: وجود التقسيمات للكتب الفكرية بقصد الإثراء الفكري وهو ما نريد أما أن تكون دعوة لظهور «فتنة» وثقافة التعصب والعنف ونبذ الآخرين فهذا ما لانريده أبداٍ.

 

فتاة بطعم المراهقة!!

 

الفتاة اليمنية كان لها تواجد من خلال العديد من الكتب المتواجدة في المعرض وهي دائماٍ «بيئة» خصبة للعديد من الكتب ما بين «الغث والسمين» منها فالبعض ركز على الجانب الديني للمرأة.. وبعضهم على الجانب الأسري كالطبخ.. وأكثر ما لفت نظري هي تلك «الكتب» التي ركزت على دغدغة مشاعر وأحاسيس الفتاة وخاصة في سن «المراهقة»!! والتي تميل إلى الحب والهيام وقصص روميو  ورسائل الغرام ومن هذه الكتب «دع الحب يزدهر ـ فرسان الحياة ـ أجمل بنت ـ أفضل زواج ـ 101 فكرة علمية لتكوني زوجة مثالية ـ رسائل الغرام ـ وغيرها»

 

الدكتورة أسماء «زائرة للمعرض» أفادت بأن الإقبال على قراءة هذه «الثقافة» هي لمرحلة معينة تتعرض لها الفتاة اليمنية وهي مرحلة «المراهقة» وهو في نظري شيء طبيعي بالنسبة لهذا العمر.. فهي مرحلة «تخبط» وتيهان تجده الفتاة.. لذلك تلجأ الفتاة لقراءة هذه الكتب «التافهة» ـ حد رأيها ـ على الأقل ثقافياٍ وأوضحت أسماء أسباباٍ لهذه القراءة التي تلجأ إليها الفتاة المراهقة في الكتب التي تحكي عن الحب والهيام والقصص الغرامية.. أنها ناتجة عن «الكبت» الذي تعيشه الفتاة والتربية غير المسؤولة من قبل الأسرة وبالتالي ترك الحبل على الغارب وقلة المتابعة وترك الفتاة وحيدة كأنها لا تحس أو تشعر أو لا   تمر بمثل هذه المرحلة الخطيرة جداٍ.. هناك «عنف» ضد هذه الفتاة لعدة أشكال قد تلجأ الفتاة إلى ردة فعل «أعنف» وتقوم بإشباع رغبتها ولو كان من باب الفضول!!

 

ودعت كل فتاة أن تختار ـ على الأقل ـ الكتب القيمة ذات المحتوى الأخلاقي والمفيد والكاتب الجيد الذي يناقش الأمور الواقعية البعيدة عن الخيال والإسفاف.

 

ثقافة المرأة

 

الدكتورة أمل الشعساني أفادت بأن لدينا ثقافة تخص المرأة وأن هناك تطوراٍ ملحوظاٍ في واقع المرأة اليمنية أو الفتاة بشكل خاص «نجد اليوم الفتاة اليمنية تحضر المعارض وتشتري الكتب ولها القدرة على الانتقاء الجيد للكتب فهي قارئة جيدة..»

 

وتضيف: من خلال ملاحظتي أجد أن الفتاة لا تجذبها الكتب السياسية إلا ما ندر منهن لكنها مقبلة أكثر على كتب التجميل والطبخ والقصص وكتب الحب خاصة فتيات مرحلة المراهقة وتراها بعد سن الأربعين تميل بشكل مكثف إلى كتب التدين وتربية الأولاد وسعادة الزوج!!

 

كتب وقتية فقط!!

 

لاحظت انتشاراٍ كبيراٍ لكتب ما بعد الثورة المصرية والتي أقبل على شرائها العديد من الزائرين ولاقت رواجاٍ كبيراٍ استعرض من خلالها العديد من الكتاب منهم المعروف والاكثرية هم مغمورون وليسوا معروفين ولكنها تناولت وبشكل مكثف واقع الثورة والأنظمة الدكتاتورية والفساد وركزت على جانب الرئيس السابق لمصر ورجالاته وأبنائه وكشف الخفايا في توضيح أن مساحة الحرية زادت من خلال ما دعت إليه الثورة عن سابق عهد مبارك والأنظمة التي قامت بها الثورات لكن السؤال الذي أحببت توجيهه إلى من ينشرون مثل هذه الكتب وآخرين.. عن واقع التأثير الثقافي والمعرفي ومدى استمرارها في سباق ذاكرة المواطن العربي القارئ ومزاحمتها للكتب الثقافية الأخرى¿

 

أحمد محمد من دار النشر للجامعات ـ مصر أفاد بأن الكتب التي صدرت عن الثورات أو الربيع العربي ـ هناك كتب كثيرة لم يكتب لها النجاح إطلاقاٍـ لكن الكتب التي كتبها وتناول أحداثها كتبا كثر أمثال الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل هي التي لاقت نجاحاٍ كبيراٍ فتجد أن هذا المؤلف المشهور قد تابع الأحداث والتمس العديد من الأسرار والخفايا بحكم معاصرته للعديد من الشخصيات والزعماء فهو «شاهد للعصر» ويضيف: هذه الكتب لن تستمر طويلاٍ ولن تؤثر في واقع الثقافة العربية لأنها اصدارات قليلة جداٍ ولم ينجح منها غير القليل ويرجع أسباب ظهور هذه الكتب إلى أن الأفواه في السابق كانت مقيدة ومكبلة وأصبح بعد الثورة حرية لذلك كانت هي المتنفس عما بداخل أصحابها.

 

وأفاد زائر آخر بأن هذه الكتب هي بمثابة «فقه الساعة» أو الحدث ستزول وتنتهي بانتهاء وقت الحدث وأكد أن سبب انتشارها يعود إلى أن الحرية في النشر والطرح أكثر من ذي قبل وهناك متسع من الرأي..

 

طفل الكمبيوتر!!

 

الطفولة كان لها حضور واضح وملفت من خلال المعرض وما لاحظته أن التقنية الحديثة والمتمثلة بـ«السيديهات التعليمية ـكمبيوتر ـ لغات برمجة» قد زاحمت الكتاب ولو بشكل نسبي…

 

محمود عوض «بائع» قال أن هناك اقبالاٍ على شراء السيديهات ولكن لفئة عمرية معينة ومع ذلك لا يزال الكتاب التعليمي  هو المسيطر وله التأثير والمرجع الأساسي..

 

عبدالكريم القهالي أكد أن الكتاب له مكانة كبيرة وهو الأصل ونسبة الاقبال عليه أكثر من 08% ولكن السيديهات هي وسائل مساعدة وأفضل الكتاب لأنه معلومة ثابتة.

 

حواجز وقيود!!

 

لا تزال حتى يومنا هذا تمارس العديد من العراقيل والحواجز على صدور بعض الكتب الفكرية والسياسية وغيرها..

 

حمدي محمد أكد على وجود حواجز متبعة تمارس على عقول الشعوب من قبل «الحكومات العربية» مثالاٍ على ذلك ـ كما يقول ـ كتب تتناول «اليهود» بشكل مكثف وفيها نقد مركز لم نكن نستطيع أن نتكلم بهذا الجانب والجرأة حتى زالت الحكومة السابقة في «مصر» ونجد هناك عراقيل تمارس علينا كناشرين كالجمارك المرتفعة قد أجبرتنا على رفع أسعارالكتب..

 

الركن اليماني

 

الكتاب اليمني كان موجوداٍ وحاضراٍ في ساحة معرض صنعاء الدولي.. لكن السؤال هل لا يزال موجوداٍ في ذاكرة وعقول القارئ اليمني والعربي..¿!!

 

عبدالقادر سلام رئيس تحرير صحيفة العروبة أكد أن الكتاب اليمني للأسف الشديد «هزيل» جداٍ حيث قال:«لا يزال الكتاب اليمني مكبلاٍ وميتاٍ وعقيماٍ وجامداٍ ومملاٍ!!! فلم نجده يتحدث عن الواقع فهو عبارة عن سرقات من كتب أخرى ومواد أخرى والسبب مالدينا من مفكرين ومثقفين مجرد «أشباح!!»..

 

لدينا مبدعون ولكن محاربين وبالتالي انعكس ذلك على واقع الكتاب اليمني!!..

 

استطلاع/ محمد أحمد الصباحي

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share