Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ثورتنا المجيدة.. 05 سنة رياضية

ثورتنا المجيدة.. 05 سنة رياضية
خلال نصف قرن انحصر الاهتمام بالحركة الرياضية على عواصم المدن والمحافظات الرئيسية
> نحتــــاج إلى ثـــــورة «شبابية ـ رياضية» يصل صداها إلى الريف المغلوب على أمره!
> بدلاٍ من إهدار المال والجهود في «03» لعبة.. لنجرب التركيز على بعضها وسيكون الحصاد طيباٍ!!
> حققنا أول ميدالية «خارجية» بعد مرور «23» سنة من عمر الثورة فكم سننتظر حتى نفوز بميدالية أولمبية¿
> هل يكون «المؤتمر الرياضي الوطني الأول» نقطة البداية لمعالجة أوجاع رياضتنا¿
كتب/ علي الريمي
< تظل المناسبات الوطنية.. محطات هامة.. للتوقف عند أهم النجاحات وأبرز الاخفاقات التي تحققت هناك أو وقعت هنا في مختلف المجالات – خصوصاٍ تلك المرتبطة بحياة الناس – عموماٍ.
وبالطبع.. فإن الغرض من ذلك يهدف إلى الإكثار من عوامل «النجاح»  وإقتراح المعالجات اللازمة لمكامن «الاخفاق» وصولاٍ إلى تعزيز النجاحات والتقليل من الاخفاقات.
وينطبق ذلك على جميع المجالات الحياتية وعلى رأسها الحركة الشبابية والرياضية التي تعتبر من أهم الجوانب المرتبطة بحياة الأمم والشعوب باعتبار أن الإنسان يعد «محورها الأول والرئيسي».
 
وبالنظر إلى ما تمثله الرياضة في حياة كل مجتمع من أهمية كبيرة لما أصبح لها من دور مؤثر في التعريف بالبلدان والدول حتى أن قياس التقدم والتطور في أي بلد على خارطة العالم بات مرتبطاٍ بمدى المستوى الذي وصلت اليه الرياضة في ذلك البلد فقد كان من البديهي أن تكرس معظم الحكومات جل اهتماماتها للارتقاء بالرياضة فترصد لهذا القطاع الهام الموازنات الضخمة ثم تضع الخطط والبرامج السليمة للنهوض الشامل بواقع الرياضة والرياضيين على المستوى الداخلي «المحلي» لينعكس ذلك النهوض على الصعيد الخارجي «الدولي».
وفي بلادنا نالت الحركة الرياضية اهتماماٍ كبيراٍ من الرعاية إن على صعيد البنية التحيتية أو في جانب الاهتمام بالرياضيين فتم تأسيس الأندية فوصل عددها إلى أكثر من «350» نادياٍ حتى عام 2012م تتوزع على عموم محافظات الوطن الـ«22».. لكن ومع وصول عدد الأندية إلى الرقم «350» إلا أن هذا الكم الكبير من النوادي يبقى مجرد رقماٍ على الورق بالنظر إلى أن الغالبية العظمى من تلك الأندية لا يعدو وجودها ـ على أرض الواقع ـ عن مجرد دكاكين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!¿ وما يؤكد ذلك أن عدد الأندية النموذجية التي تملك المقومات الأساسية للنادي الرياضي والثقافي لا يتعدى العشرين نادياٍ!¿
ويقتــــــــصر تواجــــد مثــــل هذه الأندية «النمــــوذجية» على المدن الرئيسية «الحضــــرية» في المحافظات الكبرى!
وفي المحصلة فإن الجهات المعنية التي تمنح الاعتراف الرسمي بالأندية ركزت على التكاثر والتناسل في عدد النوادي – هنا وهناك ـ دون الاكتراث بمدى أهلية الأندية المعترف بها وتوفرها على المقومات «الشروط» الأساسية لمسمى النادي الذي يجب أن يملك مقراٍ نموذجياٍ وصالات رياضية متعددة الاغراض وملاعب قانوني.. إلخ بمعنى حضر «الكم».. وغيب الكيف!¿
تهميش واجحاف!¿
كما أشرنا.. فقد أنصب جل الاهتمام «الرسمي» بتطور واقع الرياضة والشباب على عواصم المدن والمحافظات الرئيسية فتم إنشاء الملاعب والصالات الرياضية المغلقة وبأعداد كبيرة في المحافظة الواحدة¿! فمثلاٍ في العاصمة صنعاء يوجد أكثر من «7» ملاعب «قانونية» لكرة القدم وخمس صالات رياضية مغلقة ونفس العدد ـ تقريباٍ ـ في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن!
في حين أن هناك أكثر من «12» محافظة لا يوجد فيها ملعب «قانوني» واحد ولا صالة مغلقة وبالتحديد محافظات «المحويت المهرة شبوة لحج صعدة حجة عمران مارب الجوف الضالع ريمة»!  ولا زالت هذه المحافظات محرومة من وجود البنية التحتية الرياضية ـ حتى يومنا هذا ـ رغم مرور خمسين عاماٍ على قيام الثورة اليمنية الأم¿¿ وعلى ذلك فإننا نحتاج خلال المرحلة القادمة إلى ثورة رياضية شاملة شريطة أن يتجاوز زخمها وصداها المدن والمحافظات «الحضرية» ليصل إلى محافظات الأطراف ـ هناك ـ حيث الأرياف التي طالها الكثير من التجاهل والتهميش بل لا نبالغ في القول أن المحافـــظات المشار إليها عانت من الظلم والاجحاف في الجانب الرياضي تماماٍ كما عانت من غياب باقي الخدمات في المجالات الأخرى كالصحة والتعليم و…..إلخ…!
فهل آن الأون.. لكي يعاد النظر في حق شباب ورياضيي ومواطني تلك المدن البعيدة في الريف ليصلهم خير الثورة المباركة¿¿
ولا نعتقد بأن تلك المحافظات ما زال بوسعها الانتظار أكثر مما انتظرت حتى تحظى بحقها من الاهتمام ولو بقليل من الرعاية للارتقاء بواقعها الرياضي أسوة بباقي المحافظات التي شهدت نهضة شبابية ورياضية خلال السنوات الماضية ومن حق شباب ورياضيي المحافظات الأخرى أن يحظوا بمثل ما حظي به اقرانهم من رعاية واهتمام على صعيد المنشآت الرياضية وفي الجــانب الرياضي من تأهيل وتدريب وصقل في مجالات التدريب والتحكيم إلخ…!
حْلم
لا خلاف على أن الرياضة اليمنية قد سجلت قفزات نوعية جبارة خلال الخمسين السنة المنقضية على كافة الأصعدة وواكبت رياضتنا مختلف مراحل التطور والتقدم الحاصل في أرجاء المنطقة وتواجد الرياضيين اليمنيين في كافة المحافل الرياضية إقليمياٍ وقارياٍ وحتى عالمياٍ لكن ذلك التواجد لم يكن ملموساٍ بمعنى أن الحصاد «النتائج» لم تكن في مستوى الطموح!
فإذا كنا قد انتظرنا «23» عاماٍ حتى نحصد أول ميدالية «ذهبية» على المستوى العربي «الاقليمي» والتي جاءت على يد البطل الذهبي لكرة الطاولة اليمنية النجم الاسطوري أحمد محمد زايد عندما نجح في الفوز بذهبية فردي الطاولة في دورة الالعاب العربية الخامسة بالمغرب عام 1985م.
وبعدها انتظرنا «3» سنوات أخرى لنحصد أول ميدالية «قارية» على مستوى آسيا حين نجح لاعب التايكواندو أكرم النور في الفوز بالميدالية البرونزية في مسابقة التايكواندو بدورة الألعاب الآسيوية التي جرت في كوريا الجنوبية عام 1988م وهي الميدالية «القارية» الأولى للرياضة اليمنية التي نالتها بعد «26» عاماٍ من عمر الثورة المباركة! ومع وصول ثورتنا إلى عامها الـ«50» لا يزال الشارع الرياضي اليمني يحلم ويتمنى بأن يأتي اليوم الذي تدخل فيه اليمن قائمة الدول الحائزة على الميداليات سواء في الدورات الأولمبية.. أو في بطولة عالمية أخرى!

ماذا عن الحصاد¿
رغم التطور الذي طرأ على رياضتنا طوال نصف القرن الماضي إلا أن ذلك التطور ظل محصوراٍ على النطاق المحلي مع بعض الطفرات من حين إلى آخر على المستوى العربي وبنسبة أقل على المستوى الاسيوي ويمكن القول أن ذلك التقوقع والانكفاء يعود إلى العشوائية في إدارة وتسيير المسابقات المحلية وبطولاتها «الموسمية» فبالنظر إلى عدد الألعاب الممارسة فإن الرقم يصل إلى «30» لعبة ـ تقريباٍ ـ!
وهنا يتكرر نفس الخطأ الفادح المتمثل في الاهتمام بتزايد عدد الأندية على حساب (الكيف)¿ فوصل العدد إلى أكثر من «350» نادياٍ 90% منها لا ينطبق عليها شروط ومعايير النادي الرياضي وعندما يصل عدد الرياضات التي تمارس في البلد إلى ما يقارب الـ «30» لعبة «80%» منها تفتقر إلى أبسط المقومات المطلوبة لمزاولتها فإن المحصلة في النهاية لن تكون مثمرة.. بأي حال من الأحوال فلماذا يتم إهدار المال والجهد والوقت في الانفاق على كل تلك الألعاب واتحاداتها الرياضية وهي لا تعود بأي نفع أو جدوى عندما تتواجد في الاستحقاقات الخارجية وبدلاٍ من كل ذلك العدد «الليموني» من الألعاب لماذا لا يتم التركيز على بعضها¿!
وبشكل خاص تلك الألعاب التي أثبتت «علو كعبها» خلال السنوات العشر الماضية وتحديداٍ «الفردية» والعاب الدفاع عن النفس «خصوصاٍ» كالجودو والتايكواندو والمصارعة والجمباز والشطرنج والطاولة ولعل أكبر دليل على صحة ماذهبنا إليه ما حققه النجم علي خصروف في الجودو بدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012م وزميله نجم التايكواندو «تميم القباطي» في الدورة – ذاتها – حيث كان خصروف قد نجح في التأهل وبجدارة لأولمبياد لندن عبر التصفيات التمهيدية القارية والدولية التي خاضها على مدار عامين ونجح في جمع النقاط المطلوبة للوصول إلى مسابقة الجودو في الأولمبياد وحتى مع خروجه مبكراٍ من الدور الأول للمسابقة إلا أن خصروف مازال بمثابة «نقطة الضوء في آخر النفق» ويمكن الرهان عليه في قادم الأيام لمواصلة إعداده للوصول إلى أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل «2016م» بشرط أن يتم تهيئة الأجواء الملائمة له للبدء مرة أخرى في تكرار الإنجاز.
ونفس الكلام ينطبق على نجم التايكواندو الذي نجح في تخطي عقبة الدور الأول في مسابقة التايكواندو في لندن كأول رياضي يمني يحقق ذلك الإنجاز حيث وصل إلى دور الثمانية وخرج منه بعد أداء رائع ومشرف جداٍ فمثل هؤلاء المواهب هم من يمكننا التعويل عليهم في الوصول إلى منصات التتويج العالمية وربما الأولمبية ولم لا فقط بقليل من التخطيط والتهيئة السليمة حينها فقط سيكون الحصاد.. مثمراٍ¿!.
هل يأتي بالحل¿
 كثيرة هي الأوجاع والآلام التي تقض في مضاجع ومفاصل الرياضة اليمنية بكل العابها – وملاعبها – ورياضييها – عموماٍـ وعلى ذلك فإن رياضتنا..«وبعد مرور نصف قرن من عمر الثورة اليمنية الأم» تبدو بحاجة ماسة لتشخيص عاجل جداٍ وكشف «طبي» لا يعتمل المزيد من التأخير.. ليتسنى من خلالهما معرفة مكامن المرض – الأمراض – المزمن منها والحديث وبالتالي يتم تحديد العلاج الشافي بعيداٍ عن مواصلة مسلسل استخدام المسكنات أو المهدئات «الآنية» التي ثبت عدم جدواها جملة وتفصيلاٍ..
وعلى كل ما سبق نعتقد أن تحقيق مثل هذا السيناريو «العلاج» لن يتم إلا من خلال وجود نوايا جدية من مسؤولي الدولة «الحكومة» ووزارة الشباب والرياضة تتجه جميعها إلى طرح كل المعضلات والمشاكل التي تقف أمام عجلة النهوض بالرياضة اليمنية ووضعها على الطاولة حوار مستديرة ومناقشتها ووضع التصورات المقترحة للحلول والمقترحات الخاصة بالتنفيذ على وجه السرعة وفور انتهاء ذلك الحوار الذي نعتقد أنه في طريقه ليرى النور في القريب العاجل -إن شاء الله – من خلال المبادرة الرائعة لوزير الشباب والرياضة في حكومة الوفاق الوطني الشاب معمر مطهر الارياني الذي أعلن قبل «3» أشهر توجه وزارته للدعوة لانعقاد فعاليات «المؤتمر الرياضي الوطني الأول» وهو التوجه الذي مثل بأرقة أمل للوسط الرياضي في عموم أرجاء الوطن بامكانية خروج «المؤتمر» المزمع عقده في وقت لاحق من العام الجاري أو بداية العام المقبل 2013م بخارطة طريق تضع رياضتنا على البداية والانطلاقة الصحيحة نحو بلوغ الآفــاق المرجوة فهل يتحقق ذلك¿ كل التمنيات بتحقق هذا الهدف في المستقبل القريب.> 

Share

التصنيفات: الرياضــة

Share