Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الواقع الثقافي.. هل استطاع استيعاب رسالة الثورة

الواقع الثقافي.. هل استطاع استيعاب رسالة الثورة 
استطلاع/ محمد الصباحي
< تساؤلات عديدة تدور في واقع نتائج الخمسين عاما لقيام ثورة 26 سبتمبر في الجانب الثقافي بالذات باعتبارها كانت حاضنة ومنذ بداياتها لأهداف ستة من بينها رفع مستوى الشعب «ثقافياٍ» .
فهل كانت الثقافة – التي ظلت كهدفُ حتى الآن – امتداداٍ متجذراٍ في جبين الوطن والشعب اليمني على مر تلك المراحل حتى يومنا هذا¿ أم أن الواقع يحكي عكس ذلك..
تساؤلات حاولنا أن نجد في مداخلات هذه الشخصيات عبر هذا الاستطلاع أجوبة عليها من خلال معايشتهم للواقع اليمني فإلى الحصيلة:

يقــول الشاعر والأديب الكبير الدكتـــور عبدالعزيز المقالح أن من نتائج ثورة 26 سبتمبر المباركة على

د. المقالح:
الواقــــع الثـــــقافي بعــد الثـــورة تعرض للكثير من الصدمات والهجمات

الواقع اليمني الثقافي الآن هو ما نشاهده ونعايشه على مستوى الجامعات والمدارس حيث قال: بالتأكيد أن واقع اليوم الثقافي نلمسه من خلال النقلة النوعية والمميزة للتعليم وتطور مراحله على مر السنوات الخمسين الماضية منذ قيام هذه الثورة من زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة والمدارس للبنين والبنات وانتشار المراكز المتخصصة بالبحث والدراسات مما أوجد ثراءٍ فكرياٍ في الفكر والابداع والأدب والشعر والقصة وكل أطياف وألوان الحركة الثقافية وهذا هو نتاج ملموس وواقع ولا أحد ينكره أو يجحده إطلاقاٍ وقد كانت الثورة هي من أذكت ذلك لأنها أسست على مبادئ وأهداف وكانت جانباٍ مهماٍ للوعي لدى كافة الشعب اليمني الذي ظل لسنوات يتلمس ذلك النور الذي أضاء دربه وأخرجه من تلك العتمة البغيضة التي كانت محيطة به ومقيدة لحركته وحريته في التعبير عن أمله وطموحاته..
ويضيف المقالح: «لاننكر أن الواقع الثقافي بعد الثورة وعبر مراحل من قيامها قد تعرض للكثير من الصدمات والهجمات سواءٍ على المثقفين أو مراكز الثقافة لقلة الوعي وعدم فهم رسالة الثورة الثقافية لكن مع ذلك كله استطاعت الثقافة أن تواصل زحفها إلى كل مكان في بلادنا وما نراه اليوم من تطور فكري ووعي لدى الشباب والإقبال الكثير على التعليم العالي والابحاث والدراسات لهو نتاج جيد وممتاز لما غرسته ثورة 26 سبتمبر في أرض الواقع اليمن.
الثقافة نتاج الثورة
 أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى أوضح في بداية حديثه أن ثورة 26 سبتمبر كانت لعدة مبررات ومن أهمها «الجهل التخلف الأمية» واستعادة اليمنيين لدورهم كرواد للحضارة وحاملي رسالات التقدم حيث قال: «لقد مر اليمنيون بمرحلة تجهيل متعمدة على مدى سنوات ماضية ولفترات طويلة وخاصة في

د. الأصبحي:
ثــورة ســـــبتمبر اســـتعادت لليمنيين دورهم كرواد للحضارة

الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأهم «الثقافية» فقد كان هناك انحسار في تناول العلوم بشكل عام والتركيز على جانب واحد فقط وهو الفقه وإهمال باقي العلوم من أجل ذلك قامت ثورة اليمن للقضاء على كل خطأ سبب هذا الانحسار والإنكفأ مما كان سبباٍ لظاهرة التخلف والتأخر لليمن وجعلها تعيش حالة انفلات وعزلة
وأكد الأصبحي أن ثورة 26 سبتمبر قد ضمت أهدافاٍ ستة فكان الجانب الثقافي أحد هذه الأهداف وبالتحديد في مضــــمون الهدف الثالث في رفع مستوى الشعب «ثقافيــــاٍ» وإذا نظرنا بعين المقارنة بين ماكنا عليه قبل قيام الثـــــورة وبعدها في الجانب الثقافي «فنعم هناك تطور إيجابي ووعي ثقافي».
ويضيف الأصبحي «لقد عانت الثورة اليمنية في سبيل تثبيت مفهوم الثقافة لدى الشعب» لكنه يبدي أسفه بواقعنا الآن بما ينبغي أن نكون عليه الآن قياساٍ بما كنا عليه أو بما أتت به ثورة 26 سبتمبر قائلاٍ: «لاتزال الأمية ضاربة جذورها ومايزال الجهل معشعشا في عقول الناس في المفهوم القبلي والفردي والعسكري وهذه كلها لا تتفق مع مفهوم الثقافة التي أفرزتها الثورة وهي ثقافة البناء الحقيقي.
وتساءل الأصبحي.. لدينا حالة وعي!! ولكن هل هذا الوعي قد توحد في الاتجاه الفاعل لإعادة الدولة المدنية الحديثة¿!
المسرح والقيود!!
المسرح أحد المنابر الثقافية التي يفترض أن ترتكز عليها البلاد في أيامنا هذه لكن الوضع يبدو متغايراٍ ومنذ ما قبل الثورة وما بعدها وحتى الآن المخرج المسرحي جميل محفوظ شرح هذا الوضع قائلاٍ: أقولها صراحة إذا قارنا المسرح اليمني بمستوى الثقافة والأدب والشعر والصحافة نجده أقل تأثيراٍ وحضوراٍ في فترة الثورة والسبب عدم معايشته ومواكبته ولم يتنبأ بالأحداث! بل وقدمت للأسف أعمال فيها المدح والإطراء الفارغ المضمون عكس ما نراه في الصحافة فقد كتبت العديد من المقالات وأصدرت الكتب في أحداث الثورة ويرجع سبب ذلك – من وجهة نظره – إلى: «أن القيود التي كانت في تلك الفترة من الثورة كانت قوية ومؤثرة مما جعل المسرح يعاني هذا الانكفاء ولا يكون له دور هام في الثقافة في ذلك الوقت لكنه أكد على أن المسرح في مابعد الثورة مر بمراحل تعرض فيها للعديد من الصعوبات لعل أهمها غياب الوعي لدى بعض القيادات مما حجم دوره في واقع الثـــفافة اليمنية

د. الأسدي:
لا بد من تواصل الجانب الثــــقافي لبناء الدولة المدنية الحديثــة
 شـــائف:
أي ثــــورة تفتـــــقر إلـى الثــــــــقافــة تضــــــــــيع وتتـلاشـــــــــى

واستبشر في نهاية حديثه بواقع المسرح ودوره وأنه امتداد لاينـــكره لما احدثته ثورة 26 سبتمبر من واقع ثقافي سنجني ثماره في القريب..

حماة الثورة
عبد العزيز شائف مدير إذاعة صنعاء سابقاٍ ومذيع  شدد وبإصرار على أن أي ثورة تحتاج دائماٍ إلى «الثقافة» والمثقف لأنهم في نظره «حماة الثورة» يتدارسونها ومبادئها ويعرفون ما هي الخطوات الصحيحة لاستمرارها حيث قال: لا شك أن الجانب الثقافي هام جداٍ لكل مراحل الثورة.. لأن أي ثورة تفتقر إلى الثقافة تضيع وتتلاشى!! ولقد كانت ثورة 26 سبتمبر مشبعة بالجوانب الثقافية بحكم الضرورة لتلك المرحلة فكانت تولي الجانب الوطني والحماسي والتنويري اهتماماٍ ولذلك كانت «الإذاعة» إحدى الركائز الأساسية في تأصيل الثقافة وفرضها في المجتمع اليمني منذ قيام الثورة اليمنية الخالدة حيث تولى الجانب الثقافي في الإذاعة الشاعر الكبير رحمه الله عبدالله البردوني واسماعيل الوريث واسماعيل الكبسي والعماري فقد كان للكلمة والقصائد الوطنية دور كبير في تأسيس مبادئ الثورة السبتمبرية في نفوس الشعب وأخرجه من مرحلة الجهل والحرمان.. كذلك تعدد الكثير من البرامج وكان من أبرزها «مجلة الفكر والأدب» للبردوني وكنا نحن في الإذاعة نساهم في العديد من البرامج الثقافية ومن خلال الدراما والبرامج الحوارية ومنها «ثوار» و «رجال خالدون» وتمثيلات وطنية وتربوية ثقافية مثل «وتمزق اللثام» و «الأرض والحب» فقد كنا نكتبها ونمثل ونخرج وكان المذيع يقدم نشرة الأخبار وبجانبه البندقية.
ويضيف الشائف: «لقد كان الجانب الثقافي مهماٍ جداٍ ليس لثورة 26 سبتمبر فحسب ولكن لكل الثورات التي تلتها حتى الآن فالثقافة ظاهرة مهمة جداٍ وقد استمرت خلال التغيرات والتحولات والتمددات السياسية التي تلت ثورة سبتمبر ولولا الجانب الثـــقافي الذي قدمته الإذاعة لكان هناك الكثير من الإحباط.. وأشار إلى واقعنا اليوم وما أفرزته الثورة الخالدة من بْعد ثقافي وواقع حيث قال: «لا بد من تواصل الجانب الثقافي الذي افرزته الثورة وذلك بمعــرفة الأسس الثقافية التي افرزتها الثورة في بناء الدولة المدنية الحديثـــة وأن يكون واقعنا امتداداٍ ثقافياٍ لما كانت عليه الثقـــافة في المراحل التي تلت ثورة 26 سبتمبر.
الفن رديف الثورة
الفنان علي الأسدي مدير معهد الموسيقا أكد على دور الفن بشكل عام والغناء وبالتحديد «الأغنية الوطنية» في كل مراحل الثورة وحتى من قبلها وإلى الآن حيث قال: «لقد كان للغناء الوطني واقع ملموس ومؤثر من قبل قيام الثورة فقد كانت داعماٍ للثورة وقبلها كانت تصدح بأصوات وطنية خرجت من الشقوق تنظر لقيام الثورة السبتمبرية كالفنان  اسكندر ثابت – عبدالله هادي سبيت وعلي بن علي صبرة وعلي بن علي الآنسي وعلي أحمد الخضر وقد كنا نردد العديد من الأناشيد للبردوني والمقالح وغنى العديد من الفنانين هذه الأناشيد ومنهم عطروش كذلك فرسان خليفة وكلمات للشاعر محمد محمود الزبيري ويؤكد الأسدي أن تلك القصائد والأغاني كانت مخاضاٍ ثقافياٍ لقيام الثورة.. ويضيف: أن قيام الثورة قد أوجد مساحة إبداعية وثقافية للأغنية الوطنية فظهرت العديد من الأغاني مثل أنا يمني وجيشنا يا جيشنا وأذن الفجر وبرع ياستعمار وأكد على أن الثورة اليمية كانت سنداٍ وقوة في رفع مكانة الأغنية الوطنية والفن اليمني لإيمانها القوي بتأثير الكلمة والصوت والحماس.. ولذلك كانت الأغنية ذات بْعد ثقافي ناتج عن كسر الثورة لتلك القيود التي كانت تمارس على الفن اليمني وأن كل مرحلة تختلف عن الأخرى بسبب ظروف سياسية وغيرها..
ازدهار الثقافة
علي السياني مدير عام البرامج في إذاعة صنعاء اعتبر أن العصر الثوري كان رافداٍ حقيقياٍ لثقافة جديدة

الســــــياني:
النـــــور الثـــــقافي أثرى الواقع بعد قيام الثورةاليمنية

كان من شأنها إثراء الحركة الثقافية بعد ذلك.. حيث قال: «الفكر.. الفن.. الأدب هذه النواحي الثلاثة أزدهرت في العصر الثوري مستمدة من تلك الجذور الحضارية التي هي موروث بلادنا.. فلو أخذنا جانب الفن لوجدنا أنه قبل قيام الثورة السبتمبرية كان شبه «محرم» وفي سراديب مغلقة.. إلى أن انبثق النور الثوري وإذا بالفنون تزدهر على يد عمالقة الفن الغنائي.. ويضيف السياني أن الغناء اليمني كان حتى 1962م «هارباٍ» إلى عدن أو أنه كان في غرف مغلقة أيام الإمامة.. لكنه بعد ثورة 26 سبتمبر انطلق امثال الآنسي – السنيدار – الحارثي – السمة فتضافرت الجهود لتكون رافداٍ للثورة ومنعشة للثقافة في بلادنا وبرزت حركة الثقافة بعد ذلك وبشكل أوسع في حركة التأليف والكتب والمخطوطات والتي أحياها الأدباء والكتاب واستطاعوا أن يبرزوا الثقافة الأدبية والشعرية..
وصور السياني واقعنا الثقافي بوجود فجوة ما بين جيلين قائلاٍ: نعيش الآن بين واقع جيلين فكلما جاء عصر من العصور استمد من الذي قبله وتجد أن جيل سبتمبر واكتوبر كانت له ثقافة ورؤية حتى اتت مراحل للثورة بعد ذلك حصل فيها استرخاء فحصل نوع من الفجوة وفي هذه الحالة سيكون هناك تراجع للحالة الثقافية وهذا ما نعيشه اليوم.. ولكن آمل وأتطلع أن يأتي جيل جديد يرعى هذه الثقافة الثورية ولكن للأسف الشديد.. وهذا رأيي الشخصي – أن الحركة الثقافية هذه الأيام متراجعة بشكل مؤقت..>

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share