Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

في مداخلاتهم حول سير التسوية السياسية

 في مداخلاتهم حول سير التسوية السياسية
أكاديميون وسياسيون لـ«الوحدة»:
لا يوجد تسوية حقيقية وإنما تراكم للأزمة وصراع مبطن
> أكد عدد من الأكاديميين والمحللين والسياسيين أن ما تحقق من التسوية السياسية حتى الآن ما يزال محدوداٍ جداٍ ولا يرقى للمستوى المأمول وذلك لأن الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية تتعامل مع المبادرة بهدف الاستحواذ على السلطة والتقاسم للثروة فقط وما دون ذلك يعد أهدافاٍ ثانوية الأمر الذي يبقي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في اليمن متدهورة وتزداد سواءٍ فوق سوء.. مشيرين إلى أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تسير ببطء نتيجة الاختلافات القائمة بين الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة والملزمة بتنفيذ آليتها التنفيذية المزمنة..
وقالوا في هذا الاستطلاع الذي أجرته معهم «الوحدة»: أنه لا يوجد تسوية سياسية حقيقية بل تراكم للأزمة ومضيَ نحو مزيد من الاحتقان السياسي والصراع المبطن.. لافتين إلى أن المبادرة الخليجية منحت الدور الرئيسي للنخب السياسية والتقليدية الحزبية منها والقبلية والدينية ولم تعط القوى الحديثة وفي مقدمتها الشباب الدور الذي يستحقونه بفعل تضحياتهم الكبيرة..
منوهين في هذا السياق: بأن التفكير السياسي لا يزال بدائياٍ بالنسبة للسياسيين اليمنيين لأن السياسة تعني فن التعايش لكنهم جعلوا من السياسة وسيلة للاحتراب والعنف والكراهية والإقصاء.
استطلاع / عاصم السادة- خالد الصايدي
*  د. الشعيبي: التسوية السياسية تمضي وفق مبدأ التقاسم للسلطة والثروة
* عواس : الفترة الانتقالية لا تسير حسب المرسوم لها وستأخذ وقتا طويلا
*  د. الشجاع: السياسة تعني فن التعايش لكنها تحولت إلى وسيلة للإقصاء
*  د. الشرجبي: المبادرة منحت الدور الرئيس للنخب التقليدية والدينية وغيبت القوى الحديثة
الدكتور عبدالعزيز الشعيبي رئيس جامعة إب يرى أن المبادرة الخليجية المرتكز الأساسي لخروج اليمن من هذه الأزمة وتم التوقيع عليها من كل الأطراف السياسية وهذا التوقيع عهد أو اتفاق جديد فإنه لابد من الالتزام به..
ويستدرك الشعيبي.. مع الأسف أن بعض الأطراف السياسية رأت في التوقيع والتنفيذ شيئاٍ آخر وأن الهدف الأساسي هو السلطة كهدف ومرتكز رئيسي وما عداها لم يكن هدفاٍ ثانوياٍ أو هدفاٍ من الأهداف وهو الأمر الذي جعل الأمور حتى اللحظة غير صادقة بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية..
ويضيف الشعيبي.. كان من المؤمل أن التوقيع سيفتح الأمل لكل أبناء الشعب اليمني من رؤية جديدة ومستقبل واعد ومشرق ينعم به الجميع بالخير والسلام..
ويؤكد الشعيبي.. التقوقع عن تنفيذ بنود المبادرة الخليجية الآخرى قد أدى إلى تراجع كثير من مسارات الحياة المختلفة وعزز الكثير من الشكوك وعدم توفر قناعة بأن هناك رؤية واضحة للسير نحو المستقبل المنشود..
ويضيف الشعيبي.. ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال وجود اليأس أو أن التراجع هو الوسيلة بل أن ذلك هو نوع من التحسس للثبات على المواقف التي تم الإلتزام بها والوعود التي تم قطعها في إطار العلاقة الأخلاقية والدينية أولاٍ وقبل كل شيء وفي إطار الالتزام السياسي بالدرجة الثانية ومن المؤمل أن نرى في المستقبل القريب التزاماٍ جاداٍ بتنفيذ المبادرة والاهتمام بالقضايا ذات الأولوية.
ويختم الشعيبي حديثه.. بالتأكيد على أن المسألة السياسية هي جزء ثانوي ويجب أن تبقى كذلك في ظل الحاح الضرورات والمتطلبات الأساسية للفرد والمجتمع.
مرحلة صعبة
المدير  التنفيذي لمركز سبأ للدراسات والبحوث عايش عواس بدأ حديثه بالقول لا شك بأن المبادرة الخليجية هي المرجعية والحكم الأكبر وتعتبر الخيار الممكن وأي بدائل  أخرى ستكون تكاليفها كارثية لأي طرف لا يمضي فيه والمبادرة الخليجية أصبحت أول عمل توافق داخلي موقع عليها من كل الأطراف ناهيك عن أنها أصبحت مسألة دولية وصدر قرار من مجلس الأمن بشأنها..
ويضيف عواس المبادرة وتنفيذها باعتقادي أنه ي سير ببطء رغم أنه تم إنجاز مراحل كبيرة منها مثل تشكيل حكومة الوفاق وإزالة الكثير من المظاهر المسلحة وحصلت انتقالات للقيادات العسكرية وتم أيضا تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار وكذلك اللجنة الفنية..
ويؤكد عواس أن الفترات الانتقالية تواجه صعوبات وقد لا تسير وفق ما هو مرسوم لها ولكنها ستأخذ وقتا طويلا..
وعن ما يعكر سير تنفيذها يقول عواس نحن نعيش ظرفاٍ سياسياٍ محدداٍ وفيه كل طرف يريد أن يحصل على تنازلات من الطرف الآخر والمظاهرة الأخيرة التي خرجت بها أحزاب اللقاء المشترك كانت ردة فعل لا أكثر تجاه الحشد الذي حظى به المؤتمر في احتفاله بالذكرى الثلاثين.
انقلاب على التسوية
من جانبه أكد الدكتور عادل الشجاع أستاذ النقد الأدبي في جامعة صنعاء أنه بعد توقيع المبادرة الخليجية بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه بدأ التأزم في التسوية السياسية وبدأ المشترك بالانقلاب على التسوية السياسية من داخلها حيث أصبح شريكا للمؤتمر في تشكيل الحكومة وخصما له في نفس الوقت إذ نسمع تصريحات متعددة من وزراء وأمناء عموم ورؤساء أحزاب في المشترك يطالبون باجتثاث المؤتمر الشعبي  العام الذي يعد شريكا في هذه التسوية السياسية.. لافتا إلى أنه لا يوجد تسوية حقيقية وإنما هناك تراكم للأزمة والمضي نحو مزيد من الاحتقان السياسي والصراع المبطن..
ويضيف  الشجاع أن كتلة المؤتمر الشعبي العام في الحكومة هي مجموعة من الانتهازيين الذين يضعون رجلا في المؤتمر والأخرى في المشترك حيث حولوا هذه الحكومة من حكومة وفاق إلى حكومة أزمة ويرى الشجاع أن التفكير السياسي لا يزال بدائياٍ بالنسبة للسياسيين اليمنيين لأن السياسة تعني فن التعايش ولكنهم جعلوا من السياسة وسيلة للاحتراب والعنف والكراهية والإقصاء.. وبالتالي لا يزال شركاء العمل السياسي – من وجهة نظره – في طور المراهقة السياسية ولم يستطيعوا بعد أن يراكموا كثيراٍ من المفاهيم السياسية التي تجسد مبدأ المواطنة والمساءلة وفتح الأبواب أمام الديمقراطية ابتداءٍ من داخل الأحزاب السياسية وانتهاء بالديمقراطية السياسية لعموم الشعب.
عقليات قديمة
الدكتور عادل الشرجبي استاذ علم  الاجتماع في جامعة صنعاء يقول أن الإنجازات التي  حققتها التسوية السياسية محدودة جدا والسبب هو أن هناك عراقيل لتنفيذ  بعض ما ورد في المبادرة الخليجية وفي مقدمة ذلك هيكلة الجيش وإصدار قانون العدالة الانتقالية فضلا عن البطء في تنفيذ بعض الأشياء من ضمنها إزالة المظاهر المسلحة من المدن إذ ماتزال منتشرة لاسيما في أمانة العاصمة وعدن وتعز ويرجع ذلك إلى المبادرة الخليجية التي منحت للرئيس السابق امتيازات كثيرة في مقدمتها الحصانة وعدم المساءلة عن كل الأفعال التي  تمثل انتهاكاٍ للقانون خلال فترة حكمه نتيجة ما يسمى بالطابع السياسي حيث كان على معدي المبادرة أن يشترطوا في مقابل ذلك عدم ممارسته للعملية السياسية فبقاء الرئيس السباق لاعبا رئيسا خلال الفترة  الانتقالية يعوق تنفيذ المبادرة الخليجية ولذلك مازلنا نشهد مشاهد كثيرة للأزمة سواءٍ على الصعيد الإعلامي أو العسكري أو التقاسم في الوظيفة العامة.. مؤكداٍ على ضرورة الضغط على كافة الأطراف المختلفة في اليمن من قبل الدول الراعية للمبادرة الخليجية بهدف تحقيق المضامين الجوهرية للمبادرة وأن لا يتم التعامل معها بإجراءات شكلية..
وأضاف الشرجبي: أن المبادرة الخليجية منحت الدور الرئيسي للنخب السياسية التقليدية الحزبية منها والقبلية والدينية ولم تعط القوى الحديثة وفي مقدمتها الشباب الدور الذي يستحقونه بفعل تضحياتهم الكبيرة..
منوهاٍ بأن النظام السياسي لا يزال يدار بنفس العقلية القديمة القائمة على تركز السلطة وشخصنتها وتخويلها لأفراد لا لمؤسسات وبالتالي فإن الأوضاع تشبه كثيراٍ ما كانت عليه قبل المبادرة الخليجية بل وقبل الثورة الشبابية حيث لم يحدث تغيير كبير باستثناء تغيير بعض أشخاص النظام أما الآليات والمؤسسات والتشريعات فما تزال كما هي ولم يحدث تحسن في الأوضاع إلا في بعض المؤسسات التي عين فيها مسؤولون يتحلون بسمات شخصية ذات طابع وطني ويتمتعون بكفاءات وقدرات عالية.. واختتم الشرجبي حديثه بالقول: أن التغيير هو تغيير بفعل أشخاص لا بفعل نظام وإذا ما تغير هؤلاء الأشخاص من المؤسسات ستعود الأوضاع كما كانت عليه.
نظرية الأنا
الد كتور عارف راوح الشرجبي يرى أن التسوية السياسية هي السفينة التي ستعبر بها اليمن واليمنيون إلى شاطئ الأمان وبها سنواجه الأمواج العاتية التي تريد إغراق الوطن..
ويؤكد الشرجبي: أن التسوية السياسية ستجنب اليمن الدخول في متاهات الحرب الأهلية وأيضاٍ سعير الحرب الطائفية التي بدأت للأسف بوادرها تلوح في أكثر من منطقة وهناك من يريد جر اليمن إلى حرب حوثية إصلاحية أو إصلاحية حراكية وهي حرب طائفية مغلفة بغلافات سياسية..
ويتابع الشرجبي: التسوية السياسية للأسف حتى الآن تخطو خطوات إلى الأمام وتتأخر خطوات بسبب جنوح بعض  الأطراف  السياسية في الساحة الوطنية إلى تحقيق أهداف سياسية خاصة أو أهداف مناطقية أو أهداف انفصالية وهناك كارثة طبعا عندما تغلب  المصلحة الحزبية على المصالح الوطنية تحل الكارثة باليمن واليمنيين وهنا تقع المسؤولية على القيادات السياسية أو ما يسمى باللجنة السياسية واقصد هنا المؤتمر الشعبي وحلفاءه واللقاء المشترك وشركاءه واقصد بالأحزاب المنظوية في المشترك وحلفائهم من الحوثيين والحراك الجنوبي وعلى هؤلاء أن يتقوا الله في الوطن وأن يكون همهم  اليمن أولا..
وعن التفكير السياسي يقول الشرجبي: التفكير السياسي غلبت عليه المكايدة السياسية ونظرية أنا ومن بعدي الطوفان فإذا كنا أنا وانت على طرفي نقيض سياسي فهذا لا يعني أن نختلف على المصالح والثوابت الوطنية.
وتابع الشرجبي حديثه وللأسف هناك بعض من هذه القوى لا تريد إلا أن تغلب مصلحتها إما بواقع الكيد السياسي أو الحقد الشخصي وأيضا تصفية الحسابات وهو ما يندرج تحت مسمى الثأر السياسي وهذا كله سيجرنا للأسف إلى تعطيل المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وتعطيل القرار الأممي 2014 .
ويرى الشرجبي أن على رعاة المبادرة الخليجية والقرار الأممي أن تكون عيونهم مفتوحة ليستطيعوا تقييم تعاطي الأحزاب وأطراف الأزمة اليمنية تقييماٍ موضوعياٍ دقيقاٍ ومن ثم وضع النقاط على الحروف ليقولوا لمن يريد أن ينحو بالمبادرة إلى طريق آخر هو طريق الهلاك كش ملك..
ويستطرد الشرجبي لقد سمعنا السيد جمال بن عمر والقرار الأممي الأخير أن هناك إجراءات عقابية لمن يحاول إعاقة المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة أيضاٍ.
كان خطاب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمام الحكومة مؤخراٍ ينحو نفس المنحى حيث قال: سيتم محاسبة كل من يحاول إعاقة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وهو لم يقل هذا من فراغ بل لاحظ وهو رجل عركته الحياة وخبر بكافة الأطراف السياسية منذ أن كان نائباٍ للرئيس وحتى اليوم ويعرف تمام المعرفة بأن هناك أطرافاٍ وأشخاصاٍ تريد جاهدة لإعاقة المبادرة والتسوية وهنا أقول للرئيس هادي ولرعاة المبادرة أن الشعب اليمني تواق وداعم للمبادرة لكي نخرج من عنق الزجاجة وكذلك هناك أطراف لا تريد ذلك وبالتالي عليهم أن يضربوا بيد من حديد كل من يحاول إعاقة التسوية السياسية عن السير حتى النهاية..
ويختم حديثه بالقول: على الأطراف السياسية أن تعي أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق وأصبح يميز بين الغث والسمين وسيقف ضد من يحاول إعاقة التسوية بالمرصاد إن لم يكن اليوم فسوف يكون غداٍ في الانتخابات القادمة وعلى الأطراف أن تضع نفسها حيث تشاء إما أن تذهب إلى البرلمان أو تظل متفرجة خارج البرلمان.
تعدد الدوافع
فيما يؤكد الدكتور عدنان المقطري أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء أن التسوية السياسية في الأساس جاءت من القناعة الكاملة بتجنيب البلاد المواجهات العسكرية كما أنها جاءت انعكاساٍ لاصطفاف الأطراف السياسية في جانبين أحدهما مع الثورة والتغيير والآخر مع النظام السابق مع تعدد الدوافع لكل طرف ووفقاٍ لذلك جاءت صيغة المبادرة التي حْدد فيها طرفاها الموقعان عليها. لقد فرضت تعقيدات الواقع اليمني والضغوط الإقليمية والدولية  نجاح المرحلة الأولى من التسوية السياسية تمثل ذلك في تشكيل حكومة الوفاق الوطني ونقل السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية التوافقية لكن حسابات الطرفين وتكتيكاتهما السياسية مثلت عاملاٍ أساسياٍ في تأخير تطبيق المرحلة الثانية من المبادرة المتمثلة بعقد مؤتمر الحوار الوطني وتأسيس اللجنة الدستورية وهي المرحلة الهامة باعتبار أنها ستحدد ملامح المرحلة القادمة لذلك فإن كل طرف يسعى في للتأثير بمجرياتها بما يتفق مع رؤيته في رسم ملامح اليمن الجديد وإعادة تموضعه وبما يؤدي إلى تحقيق مكاسبه ومكاسب القوى المتحالفة معه.
>> مضيفاٍ: بالرغم من أن هناك اعتقاداٍ بأن ما سيأتي سيختلف كثيراٍ عن السابق لأن المرحلة التي نتجت عن الربيع العربي رسخت حقائق كثيرة أهمها تحول مفهوم انتقال السلطة سلمياٍ إلى حقيقة مجسدة في الواقع لكن القيم التي يجب أن تصاحب نجاح هذا التحول كاحترام حرية التعبير والرأي والرأي الآخر يبدو أنها مجرد كلمات لزم الأمر ترديدها فضلاٍ عن ذلك فإن القوى السياسية التي تولت الحكم أو شاركت فيه لم يختلف أسلوبها ولا تفكيرها في التعامل مع الواقع الجديد فهي نتاج للمرحلة السابقة فلم تسهم في ايجاد الأرضية المناسبة لخلق قيادات جديدة شابة وظلت هي المتحكمة بمسار التحول وهو الأمر الذي لم يسهم في تغير التفكير السياسي وبما يتناسب مع المرحلة الجديدة..>

Share

التصنيفات: حــوارات

Share