Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

هيبة الدولة وهيبة السفير

أنور نعمان راجح

 

أصبحت تصريحات السفير الأميركي ومبعوث الأمم المتحدة تتصدر نشرات الأخبار في القنوات الرسمية وهي بذلك تدل على أنها توجيهات يجب أن تنفذ من قبل الأطراف المختلفة دون تلكؤ أو تردد واعتقد أن الجميع يقرأون تلك الرسائل ويستجيبون للمطالب وينفذون التوجيهات كضرورات تسبق المصلحة الوطنية التي لم تعد مهمة عند البعض بقدر أهمية التصريحات والتوجيهات القادمة من الخارج.

 

بالنسبة للمواطن الذي يهمه استقرار البلد يرى أن ضغوط الخارج صارت بمنتهى الأهمية حيث لا شيء يقنع أطراف الأزمة بالتخلي عن مواقفهم وعنادهم لبعضهم سوى تلك الضغوط التي تجري على ألسنة السفراء والمبعوثين الغربيين أو حتى تلك التي تطلق عن بعد وتصل عبر الفضائيات.

 

أثبتت الأحداث أن أقدمية المصلحة الوطنية والتنازلات التي تقدم ليست لوجه الله ولا لوجه هذا الشعب بل هي لوجه الغرب ومجلس الأمن الذي يمكنه اجبار هذا الطرف أو ذاك على التخلي عن التصريحات الصبيانية «بالرضا أو بالصميل» ونستنتج في النهاية أن الأرصدة والمصالح والشركات والتجارة عند أولئك المتصارعين والمختلفين أهم من الوطن وملايين البشر فهم ليسوا على استعداد لعمل شيء من أجل الناس ما لم يكن هناك خطر على الأرصدة والشركات الخاصة.

 

هيبة الدولة ذهبت ولم تعد سوى هيبة السفير وجمال بن عمر والعقوبات بيد مجلس الأمن وهنا أصبحنا بحاجة ماسة لهؤلاء في هذه المرحلة وفي الأيام القادمة عندما تصل حرارة الإقالات والنقل والاستبدال والتغيير إلى مواقع كان أصحابها يستبعدونها رغم حتميتها ومنطقيتها كأساس للحلول.

 

الذين رقصوا في الأيام الماضية وظنوا أنهم بمنأى عن إجراءات وقرارات من أجل الحلول لمشكلات وأزمات كانوا جزءاٍ منها نأمل أن يتقبلوا القادم من القرارات بذات الرقص والحفاوة إدراكاٍ منهم ألا حلول ولا مخارج للأزمة إن ظلوا في أماكنهم لأننا نسمع تصريحات تأتي من غيرهم ممن يناصرونهم تستبق القادم من القرارات بالتلويح بالرفض.

 

على أية حال رغم أهمية الضغوط الخارجية على أطراف الأزمة فإن لهذه الضغوط تبعات وأثمانا في ما يخص السيادة والاستقلالية وسوف نحتاج لوقت طويل للخروج من عباءة الوصاية الدولية الراهنة لكن ماذا وقد أصر كل الأطراف على ذلك وكانوا بالأمس يبكون ويتباكون على ما هو أبسط من حكاية الوصاية التامة.

 

بقي أن نقول أننا بحاجة لتحرك دولي يضع حداٍ لمشكلة الكهرباء ولا بأس من الاستعانة بقوات دولية لحفظ خطوط الكهرباء «مارب – صنعاء» فالذي يبدو أن الجيش والأمن والميليشيات وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير قادرين أو غير مهتمين بالأمر فثمة أولويات بالنسبة لكل طرف وقد تحولت هذه المشكلة إلى لغز حتى هذه اللحظة..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share