Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عس غياب الدور المسؤول للأحزاب في مواجهة تحديات المرحلةالخطاب السياسي يفبرك الواقع ويتجاهل قضايا المجتمع

استطلاع/ رجاء عاطف

 

يعتبر مفهوم الخطاب الإعلامي ممارسة اجتماعية متغيرة ويتعرض دائماٍ للتغيير والتطور لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن نفهم أن الخطاب الإعلامي ليس شيئاٍ واحداٍ بل هناك عدد من الخطابات الإعلامية المتصارعة أو المتعاونة كما أن هناك تداخلاٍ أو تعايشٍا بين أكثر من خطاب.

 

وتعكس هذه الخطابات المتداخلة حقائق اجتماعية متباينة ومصالح متعارضة ومع ذلك فقد تحدث استعارات في المفاهيم والأطروحات في إطار محاولة كل خطاب أن يواكب الواقع ويحظى بقدر أكبر من التأثير الاجتماعي.

 

في هذا الاستطلاع سعت « الوحدة « للوقوف على تناولات الخطاب الإعلامي للأحزاب وكيفية تعاطيه مع قضايا المجتمع.. ومدى استيعابه كقضية محورية لها أهميتها وحساسيتها لا سيما في الظرف الراهن.. فإلى التفاصيل:

 

تحدث الدكتور أحمد مطهر عقبات – مستشار رئيس جامعة صنعاء وعميد كلية الإعلام عن الخطاب الإعلامي للأحزاب وكيف يتعاطى مع قضايا المجتمع بأنه (إعلام الأحزاب) طيلة الفترة الماضية يعبر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن سياسة هذه الأحزاب وبرامجها المعلنة أو الخفية وبناءٍ على تطورات الأحداث تتضح معالم الخطاب الإعلامي وكل فترة تتسم باتجاه سياسي معين وبالتأكيد تعكسها طبيعة الخطاب الإعلامي الموجه للناس  ولذلك الفترة الماضية مرت بمنعطفات مختلفة لعل أبرزها الأزمة السياسية التي استمرت أكثر من سنة وعبر فيها الخطاب الإعلامي عن توجهات هذه الأحزاب السياسية ونظرتها إزاء هذه الأزمة وتمثل هذا الخطاب بمحاولة لكسب تأييد الرأي العام الاجتماعي إزاء القضايا المطروحة ووجهة نظر هذه الأحزاب إزاء كافة المستجدات خلال هذه الأزمة  الأمر الذي انعكس سلبا على طبيعة المتلقي حيث عمل هذا الخطاب الإعلامي خلال تلك الفترة على تشويش الرأي العام  تجاه مجمل الحقائق والواقع الموجود في اليمن خاصة في إطار الأزمة التي ما تزال مستمرة في حين ينبغي الآن على الخطاب الإعلامي أن يتخلى عن طبيعة الأداء السابق باعتبار أنه بعد الانتخابات الرئاسية يفترض أننا بدأنا مرحلة جديدة وعلى الرأي العام أن يستوعب طبيعة هذه المرحلة وأهمية تكاتف جهود الجميع من أحزاب ومنظمات سياسية وغيرها من أجل بناء يمن جديد وتناسي الماضي بكل علاته ويحتاج إلى توعية شاملة حول أبجديات المبادرة الخليجية التي لعبت دوراٍ رئيسياٍ في السعي نحو استقرار اليمن ودفع عجلة التنمية إلى الأمام خاصة وأن الفترة الماضية عانى منها الناس الكثير في مجالات مختلفة سواءٍ اقتصادية أو سياسية أو ثقافية وباختصار كان هناك تقريبا شلل عام في كافة مناحي الحياة الاجتماعية الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى تطور المجتمع بكافة المجالات.

 

وأضاف الدكتور عقبات: إن الخطاب الإعلامي في هذه المرحلة ينبغي أن يسير في منحى البحث عن الحقيقة وعن الدقة في المعلومة والموضوعية والالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي لكي يكسب ثقة المستقبل وفي نفس الوقت يساعد على تهدئة الأمور وإزالة بقايا ظواهر الأزمة ومن اجل حث الجميع على تكاتف الجهود من اجل بناء يمن جديد يلبي طموح المواطن اليمني. وأنه ينبغي على الإعلام أن يلعب دورا رئيسيا في لفت الانتباه إلى مجمل الظواهر السلبية لمعالجتها ووضع الحلول الممكنة لبرامج ستساعد على تطوير هذا المجتمع.

 

خطط مسؤولة

 

وحول ما إذا استطاعت الأحزاب أن تعي دورها في هذه المرحلة قال عقبات: إنه من المؤسف حتى الآن أن الأحزاب لم تستطع أن تعي دورها كاملا في هذه المرحلة باعتبار أن الأشهر القليلة الماضية الذي تواجدت فيها هذه الحكومة لم تسر بالخطوات الملموسة والطموحة للمواطن إلى الأمام بالشكل المطلوب حيث لازال هناك الكثير من المظاهر السلبية تمر دون حساب ولم تجر التغييرات اللازمة  من أجل الدفع بايجابيات المرحلة وتجنب السلبيات وتبقى سلطة النظام والقانون وتأمين المتطلبات المعيشية للمواطن وإتاحة الفرصة للكوادر المؤهلة للعمل في هذه المرحلة وبحيث يشعر الجميع بالمواطنة الكاملة والمتساوية وتساعد على تلبية طموح هذه المرحلة ولذلك ينبغي على حكومة الوفاق الوطني أن تنسى أحزابها وأن تنتمي إلى حزب الوطن بصورة عامة وأن تعمل في ظل هذه الحكومة ليس كأحزاب مختلفة ومتنوعة ولكن كحكومة وفاق عليها أن تعتمد برامج ناجعة وخططا مسؤولة وأن تعبر عن رأي كل الشعب اليمني وأن تعمل في سبيل وضع برامج كاملة لانتشال اليمن من الأزمة إلى مرحلة البناء والتعمير فقط بهذه الطريقة يمكن أن تلبي هذه الحكومة طموحات المرحلة.

 

ملامسة الواقع

 

ويرى الدكتور احمد أن الواجب القيام به في هذه المرحلة من وجهة نظره

 

بالنسبة للحكومة أن تضع بعين الاعتبار واقع وحقيقة الأوضاع الراهنة ووضع برامج تلبي طموح هذه المرحلة والعمل بصورة متكاملة وبتكاتف جهود جميع أعضاء هذه الحكومة في سبيل تلمس هذا الواقع واكتشاف السلبيات الموجودة في كافة المؤسسات الخدمية لتجنبها وتعزيز الايجابيات وإجراء التغييرات المطلوبة التي ستلعب دورا في تنمية المجتمع وفي تكاتف جميع الجهود من أجل التغيير نحو الأفضل.

 

وأما بالنسبة لبقية المنظمات الجماهيرية المختلفة فيجب أن تقوم بدورها في هذا الجانب وأن تعمل برامج أيضا في توجهاتها وندواتها ومؤتمراتها من اجل لفت الانتباه إلى مجمل الأمور التي ستساعد على بلورة الأهداف بهذه المرحلة وعلى وسائل الإعلام الجماهيرية أن ترتكز على الحقائق الموجودة في المجتمع وأن تعتمد الدقة والموضوعية والالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي والسعي حثيثاٍ نحو الوجبة الإعلامية التي ستساعد على لفت الانتباه إلى الكثير من الأمور والاشكالات الموجودة ووضع مقترحات لحلول ستساعد على الخروج من الأزمة.. ومن جانب آخر ينبغي على وسائل الإعلام أن لا  تعمل على تشويش الرأي العام الاجتماعي وان تخلق رأياٍ عاماٍ مستنيراٍ يساعد على فهم الواقع ويدعم حكومة الوفاق الوطني ورئيس الجمهورية في هذه المرحلة أو بمعنى آخر على جميع الجهات مؤسسات أو حكومة أو منظمات مجتمع مدني أن ينظروا بعين الاعتبار إلى متطلبات الإنسان اليمني العادي الذي عانى لفترة من الزمن معاناة شديدة في شتى مجالات الحياة المختلفة وبالتالي ينبغي عليهم أن يلبوا وظيفة الإعلام الرئيسية التي تتلخص في أهمية ملامسة الواقع العام الاجتماعي وهموم الناس وتدارسها وإجراء حلول عاجلة لها لأن الإعلام يلعب دورا كبيرا في التأثير على مجريات الحياة وفي التأثير على سلوكيات الناس وفي لفت الانتباه إلى الكثير من الظواهر التي ينبغي أن تساعد على الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وتساعد على تطبيق مقولة نحو بناء يمن جديد كهدف رئيسي لحكومة الوفاق الوطني ولرئاسة الجمهورية وللمواطن العادي وقبل كل ذلك على وسائل الإعلام أن تسعى أيضا نحو تناسي أحقاد الماضي وللتأثير على مجمل الأمور التي ستساعد على تناسي هذا الماضي بكل علاته ينبغي أن ننظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية ونظرة ثاقبة  تسعى نحو التغيير.

 

إعادة النظر

 

أما الدكتور محمد سعيد مقبل نائب عميد كلية الإعلام فيرى أن الخطاب الإعلامي برمته بحاجة إلى إعادة النظر في ما يقدمه باعتبار أن الصحافة تمتلك مقوماتها الخاصة بها أما صحافتنا اليوم فهي أبعد ما تكون عن الفنون الصحفية لأن الفنون الصحفية لها مبادئها وقيمها ولها أسلوبها وجمالياتها إنها وقع آخر ومن المفترض أن يلامس المعنى الحقيقي لجوهر الصحافة باعتباره متصلاٍ بالحياة الإنسانية و لأنه كذلك فهو المسئول عن توصيل رسائل عديدة لأفراد المجتمع لذا يجب أن  تكون الكتابة نابعة من وجدان  الكاتب وإحساسه بما يجري في مجتمعه ومحيطه وعالمه.

 

خطاب متوتر

 

أما بالنسبة للخطاب الحزبي وإن كان خطاباٍ يلامس الواقع في تحديد المشكلات الاجتماعية لكنه – من وجهة نظره – خطاب متوتر في طرحه للمشاكل يهدف في كثير من الأحيان إلى إبراز القضايا الاجتماعية دون الخوض في طرق حل تلك المشكلات ويقدم للقارئ المعلومات التي هي من وجهة نظره تهم القارئ وتشبع رغبته في المعرفة ولا يفوتنا الإشارة إلى نقطة هامة هي أن ما تقدمه بعض تلك الصحف من خطاب إعلامي انعكاس للسياسات الحزبية لتلك الأحزاب لهذا نجد أن بعضها يستخدم الإثارة والغموض والبحث عن ما هو غير مألوف من مفردات لا أعتقد أن ذلك هو ما يريده القراء ….. و هنا لابد من مراجعة شاملة للخطاب الإعلامي وفق أسس مبدئية وملزمة تعيد للصحافة دورها الريادي في تثقيف وتوعية المجتمع وتصحيح مساره.

 

مبالغة

 

وحول قدرة الأحزاب في هذه المرحلة يشير الدكتور مقبل: إلى أن بعض الأحزاب السياسية تسعى للخروج من بوتقة الماضي بشتى السبل والتي لازال مفهومها لدورها نابعاٍ من أدبياتها مع أن الواقع يحتم ضرورة إعادة النظر في المفاهيم السابقة والاضطلاع بدور أكثر واقعية وبما يتوافق وظروف المرحلة.

 

لقد رافق الصحافة الكثير من الأخطاء والسلبيات وسوء فهم للعمل الصحفي وقد أدى ذلك إلى المبالغة في الوصف وصياغة الأخبار والتحليلات التي تفتقد في معظمها إلى المصداقية والموضوعية.

 

كما يربط نجاح فعالية الصحافة في القيام بمسئوليتها في نشر الوعي ومعالجة القضايا بروح المسؤولية مؤكداٍ أن توعية جمهور المواطنين تتوقف إلى حد  كبير على مدى وضع المشكلات بكافة أبعادها وعلى الحصول على المعلومات الصادقة والدقيقة وتقديمها للقراء والابتعاد عن المهاترات وتحفيز الحوار البناء حول قضايا الناس والمجتمع وتكريس مبدأ النقد الصادق وبما يساعد على خلق فكر سياسي حر وديمقراطي ومتعدد يقدم حلولاٍ لمشكلات الوطن اليمني ويكرس التطور الفكري والسياسي في البلاد..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share