Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

النشاط الذهني والوسواس القهري فيه صنوان متلازمان.. هل نسمع قريباٍ عن قانون يْجِرøöم زراعة وتعاطي القات¿!

ظاهرة اجتماعية ارتبطت في البدء بالأفراح والأتراح فلا توجد مناسبة من مناسبات المجتمع اليمني إلا وهي حاضرة وبقوة ثم صارت تمتلك كل الحضور في حياة الناس وبدون أي مناسبة.. ظاهرة فريدة يتصف بها شعب اليمن دون غيره من شعوب العالم ورغم غلاء أسعار أوراق هذه النبتة ومردوداتها السلبية على الصحة والمال والمجتمع عامة نجد الإقبال عليها في تزايد مستمر بحيث أصبح تقليدا شعبيا يمارسه كل الأفراد من الجنسين ومن مختلف الأعمار..

 

القات .. ظاهرة مجتمعية أثرت على البيئة الاجتماعية بكافة أشكالها وصورها فلها تأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والدينية …وغيرها لكننا بصدد البحث والتقصي حول تأثيراتها اجتماعياٍ وعلى وجه الخصوص تأثيرها على مستوى تحصيل الطالب العلمي حيث أصبح طلابنا يتعاطون هذه النبتة بشكل يومي ومفرط  .. فلا يرتاح له بال إلا والقات بجواره .. ولا يستطيع استذكار دروسه إلا وهو يمضغ القات ..

 

تحقيق نسعى من خلاله إلى التعرف على هذه الظاهرة فهل هي جزء من مشكلة يعاني منها شباب المستقبل .. أم أن شبابنا يغوص فيها فتعد هي المشكلة بحد ذاتها.¿¿

 

استطلاع: اشراق دلال

 

سالم عبد المغني ـ طالب جامعي  يقول : لا أجد أن السبب في النشاط أو زيادة التحصيل العلمي يقاس بتناول القات فإيماني بأن القات السبب الرئيسي في فشل كثير من الطلاب الذين يتعاطون القات لأنهم يضيعون أوقاتهم بالبحث عن نبتة القات ومن ثم البحث عن مجلس للقات والتواصل والاجتماع مع الأصحاب والاصدقاء في النهاية إهدار الوقت الذي يفترض أن يكونوا فيه أكثر التزاماٍ للمذاكرة ومراعاة للعامل الزمني لأن « الوقت من ذهب أو كالسيف إن لم تقطعه قطعك «

 

ويضيف سالم : هذا طبعاٍ والقات ممنطق أي إن الشاب يظل يبحث أغلب وقت الظهيرة عن نوع قات معين من منطقة معينة تزرع القات حتى يحصل على ( التكييفة ) المطلوبة فهناك القات الحشيشي أو الهمداني أو الأرحبي  .. وهكذا ويضيف أن الشباب يخضعون للقات فتضيع أوقاتهم ومستقبلهم .. نأمل من الجهات المختصة أن تصدر قانوناٍ رسمياٍ باجتثاث تلك الشجرة اللعينة من البلد .

 

عقاقير منشطة

 

مجدي البيضاني ـ طالب ثانوية عامة تحدث قائلاٍ: القات ظاهرة اجتماعية نشأنا ونحن نجد الجميع من حولنا يتعاطى القات فمن الطبيعي أن نتعود كما تعود آباؤنا على مضغ القات وعلى العكس كما يقول البعض بأن القات إهدار للوقت فأنا اتناول القات لمدة ساعة تقريباٍ وأذاكر اضعاف الوقت الذي اهدرته في تناول القات هذا ومعدل التركيز عندي يكون كبيراٍ جداٍ لذا اشعر بالنشاط والنهم للمذاكرة .. وبحد اعتقادي هذا شيء إيجابي افضل من السعي و البحث عن عقاقير منشطة أو محرمة ..

 

القات خداع !!

 

محسن البنا ـ طالب جامعي  يقول: من  وجهة نظري القات قاتل اليمن وهو الذي أوصل اليمن إلى الحالة المادية والمعيشية السيئة التي يعيشها في الوقت الحالي.. صحيح أن له ميزات لكن عيوبه وسيئاته اكبر وأكثر من ميزاته فهو يعتبر عاملاٍ مهدئاٍ المشكلة ليصبح الفرد حينها كالنعامة التي تدس رأسها في التراب لتهرب من المشاكلة التي حولها..

 

فتأثير القات على الطالب يجعله يشغل ذهنه بمسألة واحدة يظل يحوم حولها لا يهدأ باله إلا إذا حل تلك المسألة وينسى باقي مقررات الكتاب فهو باختصار عامل سيئ في إدارة الوقت للطالب فالطالب المتعود على القات لا يستطيع أن يذاكر إلا إذا تناول القات .. وبشرط أن يكون القات من نوعية جيدة وبالتالي إذا كان القات سيئاٍ ( طارت المادة ) يعني عدم مذاكرة وبالتالي عدم القدرة على الاجابة في الامتحان ..

 

ويشاطره الرأي عبد الله سعيد – بكالوريوس تجارة بالقول: عندما تستمر بمستوى معين من تناول القات لم تعد تحس بطعم القات .. يعني انك تطلب أكثر وتخزن أكثر.. وكلما أكثرت الكمية تتعود عليها وبالتالي لا يكون لها الأثر لديك بنفس المقدار وينتهي الحال بنا إلى منظر بشع لشخص مخزن بدل التخزين في جهة واحدة من الفم يكون في الجانبين من الفم.. وهذا واقع وليس من باب الهزل .. ولذا انصح المخزن أو الذي ينوي أن ينخرط في جماعة المخزنين أن يكتفي بمقدار ضئيل من القات يكفي لإكسابه النشاط باختصار استخدم القات كمنشط خفيف « فما قل وكفى خير مما كثر والهى»

 

فقاعة صابون!!

 

لكي يتمكن الإنسان من القيام بالأشياء عليه أن يريد القيام بذلك أي أن عليه ترويض نفسه للقيام بفعل هذه الأشياء ويتم ذلك عن طريق شيئين ( الدوافع والحوافز ) هكذا يحدثنا الأستاذ سليم يحيى دلال – مْدرس مادة الفيزياء ويضيف: الدوافع هي الرغبات الداخلية للفرد والتي تدفعه للقيام بما يريد والحوافز هي المؤثرات الخارجية التي تحفز الشخص للقيام بالأشياء فالجوع مثلاٍ هو من الدوافع وجوائز المسابقات تعتبر من الحوافز ولكي يتمكن الطالب من النجاح في التحصيل الدراسي عليه أولاٍ أن يريد ذلك عن طريق الدوافع الذاتية وقد يساعده الأهل والمعلمون بتوفير الحوافز ..

 

ويضيف: لكن عندما تغيب الدوافع والحوافز يتحول التحصيل الدراسي إلى عبء ثقيل وعمل مما تكرهه النفس ويستثقله العقل ويصبح المخرج الوحيد هو اللجوء إلى بعض الطرق للتهرب من مواجهة هذا الواقع وذلك بتناول القات والشاي ومشروبات الطاقة أو حتى باعتماد الغش كوسيلة أسهل ..

 

وأردف دلال : فأما القات فهو وما ينتجه من ( تكييفة ) برأيي ما هو إلا فقاعة صابون يلجأ إليها الطالب محاولاٍ الفرار من حقيقة أنه لم يتمكن من دوزنة نفسه لتحقيق أهدافه وأنه لم يتمكن من التعرف على دوافعه الحقيقية من الالتحاق بالدراسة ولم يتمكن من توجيه هذه الدوافع وضبطها .. وبالتالي يعتبر تخزين القات اعترافاٍ ضمنياٍ بأنني كشخص لا استطيع بدوافعي الذاتية وحوافز الحياة المحيطة بي أن احقق أهدافي..

 

مختصون: فيه الارتياح والانشراح والنشاط الذهني وأيضاٍ القلق والخوف والوسواس القهري!

 

 لا ننكر بأن للقات قيمة اجتماعية في بلادنا ففيه تقضى حوائج الناس والمجاملات في البيع والزواج وحل النزاعات .. كما تشهد مجالس القات ولادة قصائد الشعر والروايات هكذا حدثتنا الأستاذة مها صبرة أخصائية اجتماعية مدرسية وتضيف: من جانب آخر يعتبر القات مفسدة للأخلاق وضياعاٍ للوقت وإفلاسا للجيب فهو سبب خراب كثير من البيوت وضياع مستقبل الأولاد وذلك بانشغال الأب مع أصدقائه والأم مع صديقاتها « والعيال لهم الله « !! كذلك يحدث هناك نوع من المفاخرة بالبس والمظاهر الخداعة وما يكلف الكثير الكثير ناهيك عن انزلاق النساء إلى السطحية والتفاهة .

 

وأردفت صبرة : أما إذا نظرنا إلى تأثير القات على وجه الخصوص على الطالب وتحصيله العلمي فهنا تكمن الكارثة..  فكلمة طالب تعني أنه لازال قاصراٍ بلا مردود مالي سوى مصروفه اليومي من الأهل فحينما يبدأ يعتاد على أكل القات يصبح لديه نوع من الإدمان على المشاعر التي يولدها تناول القات من شعور بالراحة والهدوء وتحقيق الأماني وبناء قصور في الهواء وبذلك يحتاج إلى مدخول مالي كبير حتى يتمكن من شراء القات هذا يؤدي إلى اقتراف الكثير من السلوكيات الخاطئة منها : العمل كأجير مما يؤدي لإهمال دراسته كما لا يؤدي خدمة لوالديه أو أحد أقربائه إلا بمقابل وهذا يجعل منه انتهازيا غير مبادر لعمل الخير ..

 

وأخرى تجر أخرى

 

و قد يلجأ للكذب فيرى فيه حلاٍ لجني المال مثلاٍ : تعطيه مالاٍ يسدد بها فواتير أو شراء غرض معين للبيت فلا يفعل ويشتري بها قات ويتحجج بأن المحل مغلق .. « وأنت عوضك على الله في الفلوس « .

 

وتضيف : أيضاٍ قد ينحرف مقابل الحصول على القات ( الولعة ) فنحن في المدارس نعاني من تفشي حالات السرقة ونكتشف بأن الطالب السارق مدمن على القات والدخان والإنترنت !! فالإدمان على القات يجعل الطالب يدمن أيضاٍ على رفاق معينين وسلوكيات معينة وأخرى تجر أخرى أكبر إلى مالا نهاية.. من الملاحظ أيضاٍ شرود الطالب الدائم أثناء الحصص..

 

وختمت صبرة حديثها : أود التنويه إلى أن المفهوم القائل بأن القات يساعد على الحفظ والاستذكار هو مفهوم خاطئ  وذلك لأن التأثير الناتج ما هو إلا تأثير مؤقت ينتج عن « الأنفيتامين « الموجود في القات وبمجرد زوال تأثير هذه المادة على العقل يذهب كل شيء أدراج الرياح فنسأل الله السلامة لهذا الجيل الذي يفترض أنه أساس المجتمع وأعمدته وسقفه وكل ما فيه ..

 

اعتماد وجداني

 

للقات اثار متنوعة على عملية التحصيل العلمي تختلف من شخص الى آخر وتؤثر بصورة أو بأخرى على القدرة على الفهم والاستيعاب هكذا افتتح  الدكتور عايض طلحة – أخصائي نفسي بمستشفى الأمل للطب النفسي حديثه وأضاف: يحتوي القات على مواد منبهة أهمها الكاثين والكاثينون وهي مواد فعالة عصبيا إذ تؤثر على عمل خلايا الدماغ مباشرة هذه المواد تساعد الطالب في البداية على تحسين الانتباه والتركيز والقدرة على الدراسة لساعات طويلة ولكنها تؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية فهي تولد حالة من الاعتماد الوجداني فيصبح التركيز والقدرة على الاستيعاب والتحصيل معتمدا على تعاطي القات ويتطور إلى أن تصبح عملية استرجاع المعلومات وتذكرها معتمدا على وجود مشتقات القات في الدماغ مما يجعل أداء الطالب في التطبيق العملي والامتحانات سيئا جدا.

 

ويضيف دكتور طلحة : ولأن القات مرتبط بمعظم الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب وازدواجية المزاج, وسبباٍ مثيراٍ ومديماٍ للحالات الذهانية كالفصام فانه يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأداء الوظيفي للطالب من ناحية النجاح الاكاديمي والتحصيل العلمي ومن ناحية العلاقات الاجتماعية وبالتالي فان تعاطي القات على المدى الطويل يؤدي إلى نتائج سلبية على عملية التحصيل العلمي وإن كان يبدو مفيدا في بداية الأمر..

 

تأثير القات

 

دراسة الأستاذ عبد الله القيسي : القات وآثاره – دراسة فقهية في ضوء فقه الموازنات تؤكد أن كثيراٍ من ماضغي القات يضيعون ساعات من أعمارهم من أجل مضغ القات فساعات يهدرونها في البحث عند شرائه وساعات أثناء مضغه وساعات سهر وهم وشرود ذهن ونتف للشعر أو أي شيء مما هو معروف عندهم وهكذا يستهلك القات من الإنسان المسلم اليمني الجزء الكبير من وقته مضيعاٍ خلال هذه الساعات المهدرة الكثير والكثير من الواجبات والحقوق والأعمال التي يمكن أن تعود عليه وعلى أسرته وأمته ووطنه بالنفع لو استغل هذا الوقت حق الاستغلال.

 

لو قدرنا كمعدل لكل شخص يمضغ القات أربع ساعات في اليوم لأضاع عشر سنوات لمن عمره 60 سنة و20 سنة في النوم وهكذا يضيع عمره دون أن يدري ونسى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه¿ وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم».

 

وقد تطرقت الدراسة أيضاٍ إلى جانبين في الآثار النفسية وتضمنت :

 

جانب الآثار الإيجابية حيث تقول الدراسة : ذهب البعض إلى أن للقات فوائد نفسية منها:

 

استخدام القات بمثابة علاج نفسي يتعاطاه الفرد بهدف الحصول على الراحة والسعادة الوقتية ويؤدي بالمرء إلى حالة من الارتياح والانشراح وينبه النشاط الذهني.

 

أما الجانب السلبي فتقول الدراسة : قام أحد الباحثين بعمل دراسة نفسية ميدانية لمعرفة العلاقة بين تعاطي القات والاضطرابات العصبية (الأمراض النفسية) وتوصل إلى النتائج التالية:

 

هناك علاقة مباشرة بين الاكتئاب وتعاطي القات بغض النظر عن الفترة الزمنية في تعاطي القات كما هي مباشرة بين تعاطي القات وعصاب القلق بغض النظر عن فترة التعاطي ففترة التعاطي لها علاقة مباشرة في إبراز الاضطرابات العصابية بشكل عام.

 

أيضا وجود علاقة بين فترة تعاطي القات وكل من : عصاب الفوبيا(الخوف) وكذا عصاب الهستيريا وأيضاٍ الاكتئاب و القلق وتوهم المرض والوسواس القهري.

 

وقد وجد الباحث لدى عينة الدراسات المتعاطية للقات أن العصاب الأكثر انتشاراٍ بينها هو عصاب القلق ويتمثل بشكل اضطراب نفسي بنسبة عالية تصل (90%) بينما هو عند الفئات غير المتعاطية لا تتعدى نسبته (7%) وهذا يؤكد أن للقات دور كبير في زيادة القلق وهناك علاقة بين الاضطرابات العصبية والسلوكية وتعاطي القات ويسبب مرض الوسواس الذي أصبح منتشراٍ في اليمن والقات من أهم العوامل المسببة لاضطراب تفكير المواطن اليمني.

 

وتطرقت الدراسة إلى العلاقة بين القات وانفصام الشخصية حيث تؤكد : يقود مضغ القات بمقادير كبيرة في بعض الحالات إلى انفصام الشخصية ومرض الفصام هو من الأمراض العقلية الوظيفية وهو يكاد يكون مزمناٍ عند الكثير ويصاحبه اضطراب شديد في التفكير والإدارة والإدراك.

 

أما التفسير العلمي لفعل القات من إحداث انفصام الشخصية الباروني عند الأشخاص الذين يتوفر فيهم الميل الوراثي للإصابة فيحتمل أن يرجع إلى زيادة تركيز ناقلات الاستشارات العصبية الأمينية في الدماغ.

 

و يتميز المصاب بالانفصام بانعدام الإرادة والمبادرة فهذا أكثر ميلاٍ إلى الانطواء والكسل وعدم الرغبة في العمل. وقد يقاسي المريض من هلاوس سمعية وبصرية واضطراب في شكل التفكير فيكون مجمل كلام المصاب قليل المعنى غامضاٍ فلسفياٍ كاذباٍ كما يحصل تغير في سلوك المريض فتظهر بعض أنماط شاذة وغير منظمة من السلوك كما قد يصاب بمرض الشك والارتياب في الآخرين.

 

أما دراسة الأستاذ عبد الله العامري حول آثار تعاطي القات على مستوى التحصيل العلمي لعينة من طلاب كلية التربية والعلوم برداع ..

 

فقد تطرقت للمكونات الكيميائية للقات بأنه نبات تدخل في تركيبته العديد من المركبات وقد بذل الباحثون في علوم الكيمياء والنبات والصيدلة جهوداٍ كبيرة لتحليل القات والتعرف على مكوناته , وقد تمت المحاولة الأولى لاستخلاص العناصر في القات عام 1887م , ثم استمرت المحاولات العلمية لتحليل القات وخصوصاٍ في معامل الأمم المتحدة الخاصة بالمخدرات , وقد أدت نتائج التحليل إلى اكتشاف العديد من مكونات القات والتي لها تأثيرات مباشرة على جسد الإنسان ومن أبرز هذه المكونات :

 

الكاثينون : هو المادة الفعالة في القات , وقد تأخر اكتشافه حوالي 100 عام لعدم ثبات المركب وسرعة تحوله إلى مركبات أخرى حتى نجح الباحثون في عام 1978م في التعرف على المادة الفعالة ( الكاثينون ) وهي مادة قلوية تكون 60 – 70 % من مركبات الكاتاميدات الموجودة في القات , وقد قام عدد من الباحثين بعمل تجارب بين الكاثينون على الجسم وخصوصاٍ على الجهاز العصبي كمنشط , وقد كان هذا واحداٍ من العوامل الرئيسية التي دفعت باللجان المتخصصة للعقاقير التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى وضع الكاثينون في المجموعة ( أ ) للمنشطات المحرمة دولياٍ , وتتركز مادة الكاثينون في براعم النبات وأوراقه الصغيرة التي يوجد بها أعلى نسبة الكاثينون , ويقل تركيزه في الأوراق الكبيرة وهذا هو سبب ميل متعاطي القات إلى أكل البراعم والأوراق الصغيرة وتجنب تعاطي الأوراق الكبيرة لضمان الحصول على التركيز المنشط ويميل الكاثينون إلى الدهون التي تساعده في الوصول إلى الجهاز العصبي , وهو يمتص ويختزل ويفرز من الجسم بسرعة ولهذا فإن فترة أثره قصيرة وهذا سبب من أسباب تأخر ما يسمى بـ ( الكيف ) لدى المخزنين مما يجعلهم يضطرون إلى مضغ القات لساعات طويلة , وتختلف نسبة تركيز الكاثينون في القات حسب نوعية القات والبيئة التي يزرع فيها وقد أثبتت الدراسات أن الكاثينون المركز في القات أقوى ثلاث مرات من الكاثينون المْصنع .

 

ميت كاثينون : وهو يشبه تركيبة الأمفيتامين والكاثينون ويوجد في القات بتركيزات ضئيلة جداٍ وقد أجريت أبحاث عديدة حول ( ميث كاثينون ) فوجد أنه يحتوي على آثار تنشيطية على الجهاز العصبي تماثل آثار الأمفيتامين المنشط جداٍ .

 

نورايفدرين : وهو مركب يمتص ببطء ويختزل ببطء وهذا المركب يتشابه مع الكاثين والأيفدرين في أثارهما على أجهزة الجسم .

 

الكاثين : وهو المادة الرئيسية في القات حيث تم تحليل 100 جرام من قات طازج فوجد أنه يحتوي على حوالي 120 مل جرام كاثين – 30 مل جرام كاثينون – 8 مل جرام نور ايفدارين , وأكدت الدراسات أن مادة الكاثين مسئولة مع الكاثينون عن الأعراض السمبثاوية التي تحدث عند تناول القات مثل ( توسيع حدقة العين وزيادة ضربات القلب ) إلا أن تأثير الكاثين على الجهاز العصبي أقل بحوالي ثمان مرات من تأثير الكاتينون .

 

التانينات : أثبتت الدراسات أن هذه المركبات تعلب دوراٍ عاماٍ في حدوث الإمساك عند متعاطي القات وتسبب آثاراٍ ضارة على الجهاز الهضمي .

 

بروتينات : تقدر نسبة البروتينات في القات بحوالي ( 5 % ) ولكنه لم تثبت الدراسات حتى الوقت الحاضر وجود فائدة غذائية في البروتينات الموجودة في القات .

 

يؤثر القات على المخ وبقية الجهاز العصبي بشكل مباشر وخطير وهو ينشط الجهاز السمبثاوي وهذا يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية في الجسم تؤدي إلى تنشيط الجسم بشكل كبير ويرافق ذلك زيادة في ضربات القلب وزيادة في ضغط الدم وجفاف الفم كما يكون ماضغ القات متيقظاٍ ويخيل إليه أنه يستطيع عمل المستحيل يصاحبه اكتئاب شديد وضيق يؤثر على تصرفات المخزنين – حالات الصداع الشديد وبعض حالات الصداع النصفي – السهر وقلة النوم وهذا يؤدي إلى حالات صداع شديد – التوتر والهياج في بعض الأحيان ويكون سلوك الفرد عدواني وقليل الصبر تجاه الآخرين مما يسبب الكثير من المشاكل النفسية لنفسه والمحيط جنبه – حالات نزيف المخ إذا زاد تناول القات .

 

أضرار القات على القلب والأوعية الدموية : زيادة ضربات القلب وهذا يؤدي إلى النوبات القلبية إذا كان متناول القات يعاني من أي مرض في القلب –  زيادة في ضغط الدم وهذا قد يؤدي إلى نزيف في المخ والذبحات الصدرية – ضعف في أداء وظيفة القلب وزيادة تجمع الماء في الرئتين مما يؤدي إلى تضخم القلب وضعفه في ضخ الدم للجسم –  زيادة في كمية الدهون ( الكولسترول ) في الدماء يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة ضغط الدم وهذا يؤدي إلى زيادة في نسبة حالات نزيف المخ والسكتات القلبية – الدخان الكثير الذي يرافق عملية التخزين يسبب الكثير من أمراض الرئتين والقلب من المدخنين وغير المدخنين.

 

ومن خلال جمع المعلومات أْخذت عينة مشتركة من طلاب كلية التربية والعلوم برداع من الذين يتعاطون القات وغير المتعاطين ووجد الباحث بأن نسبهم كالتالي :

 

مستوى التحصيل الدراسي للطلاب العينة لكلية التربية والعلوم برداع :

 

من خلال جمع البيانات تبين للباحث بأن(46 % ) من نسبة المتعاطين كان مستوى تحصيلهم الدراسي عالياٍ  و(53 % ) كان مستوى تحصيلهم الدراسي متدنياٍ.

 

أما بالنسبة لغير المتعاطين تبين أن (65 %) من عينة مستوى تحصيلهم الدراسي عالياٍ و(34 %) من العينة مستوى تحصيلهم الدراسي متدنياٍ

 

مما يتقدم تبين لنا بأن النسبة 46 % من عينة المتعاطين ذات المستوى التحصيل العالي تدل على أن القات له أثر سلبي متوسط على مستوى التحصيل الدراسي وذلك لأن نسبة العينة غير المتعاطين ذات المستوى العالي وهو 65 % تفوق بكثير على نسبة المتعاطين ذات المستوى العالي وهي أكبر نسبة في العينة المأخوذة وكذلك بالنسبة 53 % من عينة المتعاطين ذات المستوى المتدني تدل على أن للقات أثرا سلبيا واضحا على مستوى التحصيل الدراسي وذلك مقارنة بالنسبة لغير المتعاطين ذات المستوى المتدني التي هي 34 % وهي أقل نسبة في العينة ومما تقدم يتضح أن للقات أثره السلبي على مستوى التحصيل الدراسي بنسبة متوسطة إن لم يكن بنسبة عالية..

 

 

ومجالس النساء لا تخلو من « الساعة السليمانية « ..!!

 

تتسم الحياة الاجتماعية في اليمن بسمة المجالس والجلسات التي يجتمع فيها الرجال بمجالس تسمى ( المقيل ) وجلسات أخرى تجتمع فيها النساء تسمى ( التفرطة ) وهذه من العادات  والتقاليد التي جبل عليها الفرد اليمني من زمن ليس بقريب .

 

والملاحظ بأن الرابط الرئيس بين هذه العادات هو القات فلا يمكن تصور مجلس (للمقيل أو التفرطة ) بدونه .. والأدهى من ذلك أن هذه الظاهرة المجتمعية لم تعد مقتصرة على الآباء والأمهات بل انتشرت إلى اوساط الشباب على وجه العموم والبنات بالخصوص حتى أن هذه الشريحة الشبابية أصبحت أكثر زخماٍ وإفراطاٍ في استخدامه .. لكن الظاهرة التي فعلاٍ لفتت الانتباه هي أن هناك جلسات نسائية خاصة بالشابات يجتمعن فيها ولا بد من تواجد نبتة القات مع تدخين الشيشة في تلك المجالس ..

 

فكان لزاماٍ علينا حول هذه الظاهرة أن نتعرف على رأي بعض الشابات في ( تناول القات) ومدى إمكانية تقبلهن لهذه النبتة  ..¿¿

 

ربح كبير

 

 آمال 20عاماٍ من منطقة ماوية بتعز تقول : نملك مزرعة قات في القرية والجميع في أسرتي ( مخزنين ) ويتعاطونه بشكل يومي عداي وأختي فنحن لدينا عدائية للقات لأن أسرتي وخاصة الرجال يقضون وقتهم في زراعة القات والاهتمام به ومن ثم بيعه نعم هو من الناحية الاقتصادية يحقق ربحا كبيرا للأسرة إلا أنه وبالنسبة لي أراه يستنزف طاقات الشباب من إخوتي فلا أجدهم فاعلين في المجتمع سوى في زراعة القات وتعاطيه ولهذا السبب لم يستطع إخوتي اكمال تعليمهم ودراستهم والسبب هو تناول القات وزراعته  لقد تسبب القات بتوقف إخوتي عن دراستهم والاهتمام بجمع المال من هذه النبتة ولا أجدني مضطرة لتعاطي القات حتى استطيع أن اذاكر فأنا متفوقة في دراستي بفضل الجد والاجتهاد ..

 

شريان حياة

 

تخالفها الرأي ثريا 25عاماٍ من منطقة صنعاء حيث تصف نظرتها للقات فتقول : أجد أن نبتة القات ساهمت في لم الشمل الاجتماعي والأسري فلا نجتمع مع العائلة الكبيرة إلا في مجالس القات ولا نزور بعضنا إلا لمجالس القات ولا يتم الانسجام وتبادل الحديث إلا في وجود القات والشيشة حتى في أجواء المذاكرة فأنا لا استطيع أن أركز أو احفظ دروسي إلا وأنا أتناول القات فالقات بالنسبة لي « شريان حياة « هكذا تعودت في أسرتي وإذا مر يوم لا أتناول فيه القات لا أعتبره يوماٍ في حياتي ..

 

اشمئزاز

 

سمية 24عاماٍ من منطقة التواهي بعدن تقول : أشعر بالاشمئزاز والتقزز من القات وممن يتعاطونه ولا استطيع ان اتخيل نفسي من  اللواتي يتناولن القات فأنا لدي قناعة بأنه يضيع الوقت والجهد والمال في آن معاٍ وأنا أكيدة بأن الحالة المعيشية الصعبة التي يعاني منها الفرد في اليمن سببها الرئيس القات بل إن القات هو المسبب للعوامل الأخرى كالبطالة والفساد المستشري في البلد ..فكيف بطالب العلم الذي مفترض به أن يكون القدوة والمثال الذي يحتذى به نجده يخزن! ..

 

تكرار التجربة

 

بشرى محمد 24 من منطقة باجل بالحديدة تقول : لم أكن أخزن على الإطلاق ولكن بحكم تواجدي ومعيشتي في صنعاء كنا نجتمع مع البنات من محيط الجوار في المناسبات والجلسات وكان بعضهن يتناولن القات ويدخن الشيشة حينها بدأن البنات بإقناعي بأن اجرب حتى لمرة واحدة وكن يقلن لي بأن الجلسات لا يكون لها طابع الأريحية أو الفرائحية إلا في تواجد القات والشيشة .. واثناء تكرار التجربة وجدت أنني لا استطيع أن اذهب للمجلس من مجالس البنات إلا ومعي القات والشيشة.

 

أحفظ وأنسى

 

منى محمد 18عاماٍ من منطقة عتمة بذمار : تعودت أن يعطيني والدي كمية قليلة من وريقات القات وكما  يقول والدي بأنه يساعدني على النشاط والتركيز على المذاكرة كوني في المرحلة النهائية للثانوية العامة .. وبأنه يريدني أن أحصد الامتياز لهذا العام في دراستي .

 

 وتضيف : أنا لا أنكر بأن القات ساعدني على السهر والجلوس لساعات طويلة للمذاكرة لكني كنت اعاني من مشكلة النسيان فكل ما أحفظه لا أستطيع استرجاعه من ذاكرتي بسرعة .. وأحياناٍ كنت انسى تماماٍ ما حفظت فلم أعد اعلم هل هو الإجهاد لكثرة المذاكرة  خصوصاٍ وأنا اسهر لساعات طوال للمذاكرة أم أن القات هو السبب !

 

أما أمل ثابت 26عاماٍ موظفة فتقول : تستحضر الجلسات النسائية « الساعة السليمانية « وتضيف : لا يكون للمجالس النسائية ( التفرطة ) قيمة إلا إذا تكاملت اركانه فلا بد من وجود القات وكافة متطلباته في المجلس من الماء والمشروبات الغازية والشيشة ويصاحبها البخور أيضاٍ ..

 

وتضيف : نجتمع نحن النساء في المجالس التي لم تعد حكراٍ على الرجال في المقايل أو الأمهات في مجالس ( التفرطة )  فقط حيث اصبحت الجلسات خاصة بالشابات ولا يهم وجود مناسبة معينة كجلسات الزفاف مثلاٍ أوالمناسبات السعيدة الآن اصبحت تقام جلسات خاصة بالقات والساعة السليمانية .. وللقات عامل إيجابي منشط حيث يجعلنا نحن النساء أكثر نشاطاٍ بعد يوم من العمل المضني والأعمال المنزلية التي لا تنتهي .. فجلسات القات تمنحنا الراحة من كل الضغوطات التي تواجهنا كل يوم مع زيادة القدرة على الاستمرار بنفس طاقة النشاط التي بدأنا بها يومنا ..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share