Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يتمناها الجميع .. لكن من ينالها¿! الطريق إلى حسن الخاتمة

 حسن الخاتمة.. أول بشارة برحمة الله تعالى لعبده.. وأول طريق للسعادة في دار الأبد.. بشارة  يتمناها الجميع.. ولكن من ينالها¿ اللهم حسن خواتيمنا جميعا.. واجعلنا من المقبولين.. 
 عن حسن الخاتمة والطريق إليها.. نبقى سوياٍ مع الأسطر القادمة : 
 قال تعالى:«كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز» هذا وعد الله تعالى لكل نفس حية أنها ستذوق الموت أياٍ كانت تلك النفس الغني والفقير القوي والضعيف الصغير والكبير الصحيح والمريض جميعهم لا بد أن يموتوا.. ولن يجدوا من الموت ملاذاٍ قال تعالى:«أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة» وقال قائل: 
 ليس من ملآذ ومهرب
متى حط ذا نغشه ذاك يركب 
 ولله تعالى حكمة بالغة أن جعل الموت يأتي بغتة دون التقيد بزمن معين ولا مكان معين ولا سن معين.. ولكن إذا جاء الأجل فلا يستطيع الإنسان أن يتقدم ساعة أو يتأخر.. ولعل ذلك دافع لأن يجتهد الإنسان لتكون ساعات أيامه ولياليه بعيدة عما يسخط الله تعالى عليه فيكون بذلك مستعداٍ للموت في أي وقت آن أوانه.. 
 فهو خائف وجل أن يأتيه الموت وهو في معصية أو تارك لطاعة مترقب دائماٍ أن يأتيه أجله وهو في طاعة لله تعالى متستبشراٍ أن الخاتمة الحسنة عند الموت هي أول البشارات برضوان الله تعالى عن عبده.. 
 قال تعالى:«إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ٭ نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نْزلاٍ من غفور رحيم» 
 الخاتمة الحسنة 
 يقول الشيخ خالد عبدالرحمن الشايع في رسالة بعنوان «علامات وأسباب حسن وسوء الخاتمة» حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات وأعمال الخير يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا أراد الله بعبده خير استعمله قالوا: كيف يستعمله¿ قال يوفق لعمل صالح قبل موته» رواه الإمام أحمد الترمذي وصححه الحاكم في المستدرك. 
 علامات حسن الختام لحسن الخاتمة علامات كثيرة منها ما يعرفه العبد عند احتضاره ومنها علامات تظهر للناس ذكر بعضها «الشايع» في رسالته فقال : العلامة التي يـظهر بها للعبد حسن خاتمته هي ما يبشر به موته من رضا الله سبحانه وتعالى واستحقاق كرامته تفضلاٍ منه سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا: «إن الذين قالوا ربنا اللِه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون» فصلت 30 وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم وفي قبورهم وعند بعثهم من قبورهم. 
 ومما يدل على هذا أيضاٍ ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يانبي الله! أكراهية الموت¿ فكلنا نكره الموت. فقال «ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه».. 
 قال النووي رحمه في ذلك معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعاٍ هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة حيث ينكشف الحال للمحتضر ويظهر له ما هو صائر إليه. ويذكر «الشايع» في رسالته بعض العلامات التي يراها الناس والتي تؤكد على حسن خاتمة صاحبها فيقول: أما علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك ونحن نورد هنا بعضاٍ منها فمن ذلك: النطق بالشهادة عند الموت ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول اللِه صلى اللِه عليه وسلم قال : «من كان آخر كلامه لا إله الا اللِه دخل الجنة » 
 ومنها الموت برشح الجبين أي يكون على جبينه عرق عند الموت  لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول اللِه صلى اللِه عليه وسلم قال :« موت المؤمن بعرق جبينه » رواه أحمد و الترمذي . منها الموت ليله الجمعة أو نهارها لقول رسول اللِه صى اللِه عليه وسلم:«مامن مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر» ومنها الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله أو موته غازياٍ في سبيل الله أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه أو موته غرقاٍ ودليل ما تقدم مارواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:« ما تعدون الشهيد فيكم¿ قالوا: يارسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن هم يارسول الله¿ قال: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد» ومنها الموت بسبب الهدم لما رواه البخاري ومسلم عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله» ومنها موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهداء فذكر منهم!! والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة يجرها ولدها بسرره إلى الجنة يعني حبل المشيمة الذي يقطع عنه. ومنها الموت بالحرق وذات الجنب ومن أدلته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافاٍ من الشهداء فذكر منهم الحريق وصاحب ذات الجنب وهي ورم حار يعرض في الغشاء المتبطن للاضلاع. ومنها الموت بداء السل حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.
ومنها أيضاٍ ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال «من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد» ومنها الموت رباطاٍ في سبيل الله لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم وليله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان» ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح لقوله صلى الله عليه وسلم «من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة رواه الإمام أحمد وغيره فهذه نحو من عشرين علامة على حسن الخاتمة علمت باستقراء النصوص وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم «أحكام الجنائز» واعلم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة ولكن يستبشر له بذلك كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك فهذا كله من الغيب. 
 أسباب حسن الخاتمة 
 لا شك أن لحسن الخاتمة أسبابا إن عمل بها صاحبها يبتغي بها وجه الله يكرمه الله تعالى بها ويذكر لنا «الشايع» في رسالته بعضاٍ من تلك الأسباب فيقول: من أعظمها أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه ورأس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد والحذر من ارتكاب المحرمات والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره. ومنها أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى. 
 ومنها أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطن وأن تكون  نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق أن طلب الحق إليه وأن يثبته عليه وأن يختم له ربه. 
 ومن أسباب حسن  الخاتمة أيضاٍ الاستقامة والتقوى والصدق والتوبة والمداومة على الطاعات وذكر الموت وقصر الأمل والخوف من أسباب سوء الخاتمة كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنياء. هنيأٍ لك … 
 إلى من انتقل إلى جوار ربه بالخاتمة الحسنة حيث أكرمه اللِه بحسن الخلق وصفاء الصدر و سلامة القلب وحب الخير للناس إلى من عرفه من كان حوله بتذكيره باللِه عز وجل والدعوة إليه بأفعاله واقواله فلا يكاد يمر عليه أحد إلا وذكره باللِه إلى من كان من الذين لايريدون علواٍ في الأرض ولافساداٍ إلى من لم تجمعنا به إلا الأخوة في اللِه.
Share

التصنيفات: نور على نور

Share