Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

من «موكاكافي » إلى « موكافودكا » ميناء المخا .. مرفأ رسمي لاستيراد الخمور وتهريب الديزل!

 سابقاٍ اشتهرت بتصدير أجود أنواع البن اليمني واليوم أشتهرت باستيراد الخمور وتهريب الديزل والنتيجة تدهور وركود دائم حل في المدينة والميناء .. فالميناء ــ وهوموضوعنا هنا – بدلاٍ من احتوائه 160 حاوية يومياٍ أصبح اليوم فارغاٍ ..

المخا / تحقيق : أحمد مكيبر
التقينا بأحد وجهاء المنطقة الحاج عبده حسن وسألناه عن الميناء كيف كان وكيف أصبح قال : ميناء المخاء أقدم ميناء حيث كانت البواخر تحيط به من كل جهة وكانت الحركة قوية جداٍ لكنه غاطس « عمق » الميناء كان عميقاٍ فيستقبل في اليوم خمس سفن وأكثر وتوالت الأيام وجاء عهد الحمدي الذي أولى المدينة اهتماماٍ كبيراٍ حيث طور المرفأ وافتتحه رسمياٍ في عام 76م وزادت الحركة فيه التي أدت إلى إزدهار مدينة المخا وفي بداية التسعينات خف العمل في الميناء قليلاٍ حتى أصبح كما ترونه الآن سألناه عن الأسباب فرد : هناك أسباب عديدة منها إهمال النظام السابق للميناء من حيث التطوير والتحديث وذلك شوه سمعة الميناء الذي أصبح منفذاٍ رئيسياٍ لمهربي الخمور والديزل ما أدى إلى هروب التجار والسبب الأهم أنه لا يوجد مسئولون صادقون يعملون لمصلحة هذا الميناء .
كان هذا الحديث قبل دخولناإلى الميناء لكن حين دخلناه كان في مخيلتنا ميناء يحتوي الحاويات والبواخر لكننا وجدناه ميناء أخر. كل مافيه مبان اسمنتية شبيهة بهناجر قيل أنها تتبع القوات المسلحة وآثار سفن مهترئة غاطسة في البحر وثلاث سفن صغيرة راسية على رصيف الميناء أردنا التحدث مع العمال عن وضع الميناء فأجاب أحدهم : الميناء أصبح خاوياٍ « مافيش عمل » فنادراٍ ما تأتي بعض السفن المحلية التابعة لأشخاص معروفين محملة بالمواشي وخصوصاٍ أيام الأعياد وأضاف : الحكومة السابقة واللِه أنها خربت الميناء وجعلته ملكية خاصة لشخصين فقط واليوم أصبحنا ضائعين  بلا عمل . وأثناء توجهنا إلى إدارة الميناء وجدنا مشرف الرصيف عصام العروسي وسألناه عن تدهورالميناء قال : غاطس « عمق » الميناء يبلغ 7 أمتار ولهذا لا يكفي لدخول السفن العملاقة والسبب ردمه « دفنه » قبل فترة مما شكل صعوبة لدخول السفن الميناء وأضاف : أيضاٍ لايوجد تخفيض للتعرفة الجمركية مما أدى إلى نفور التجار تماماٍ.
التقينا مدير الميناء المحاسب محمد حسن عبادي والذي قال : الميناء حالياٍ تحت سيطرة مؤسسة البحر الأحمر « الحديدة » بحسب قرار رئاسي وهنالك خطة لتطوير الميناء ستنفذ قريباٍ ماعلينا إلاِ الصبر ..
واضاف : الميناء يحتاج إلى توسعة العمق لأنه صغير ولا يستوعب السفن الكبيرة ولا توجد الكرينات التي تعمل على نقل البضائع للحاويات وأما التجار فقد هربوا ولا ندري ماهي الأسباب !!
ثم سألناه عن التهريب فأجاب : بالنسبة للتهريب أسألوا غيري نحن هنا نختص بالميناء والجهات الأمنية هي من تختص بالتهريب ومكافحته !!
نعم هكذاقال مدير الميناء برغم أن التهريب يحدث داخل الميناء إلاِ انه لا دخل له في الموضوع ونحن لا نلومه.. لأنه يعرف ماذا ستكون النتيجة إذا وقف في طريق المهربين وقال لهم «لا» لا يجرؤ على ذلك ولايجرؤ أيضاٍ على تقديم استقالته كنوع من الاحتجاج فالكرسي أعظم من أن يترك!!
بالمقابل انتقد أحد التجار – الذي رفض ذكر اسمه – إجراءات جمرك الميناء وقال إن التعرفة الجمركية هي من جعلت التجار يهربون من الميناء بسبب ارتفاعها وهو يرى  أنه لا يوجد توجه حقيقي من أي حكومة تجاه تطوير وتحديث هذا الميناء.
عمال:الميناء ملكية خاصة لحفنة من المهربين وسمعته أصبحت في الحضيض!
توجهنا إلى إدارة جمرك المخا لنطرح عليهم أسئلة عن أسباب التدهور ولكي نقف على ورسائل التجار حول ارتفاع التعرفة الجمركية وهنالك وجدنا ترحيبا من قبل مسؤول رفض ذكر اسمه وتحدث لنا قائلا :ميناء المخا يعد من أقدم الموانئ اليمنية وهو الآن يعيش حالة من الركود الدائم بسبب تجار المخا لان بعضهم لا يحب دخول تجارته الى المنفذ الرئيسي (الميناء) ويريد أن يربح أكثر فليجأ إلى التهريب كونه أقل تكلفة وهنالك من يعمل على محاربة الميناء بوضع نسب مالية لبعض شخصيات المنطقة من أجل تسيير عمله بسهولة وأما التعرفة الجمركية فمصلحة الجمارك عممت التعرفة على جميع فروعها في أنحاء الجمهورية ونحن نساعد التجار بحيث نسرع في معاملتنا بحسب قوانين المصلحةونرفض أي مزايدة على الجمرك مهما كانت.
التقينامدير المديرية شائف الدكام وطرحنا عليه قضية الميناء وما آلت إليهأجاب :ليس لي علم  بما يجري خلال هذه الأزمة وأما عن لقائي بكم فسيكون في وقت لاحق الآن لدينا أعمال وأنا مشغول ودعنا المدير على أمل أن نجد لديه جوابا لكن توجيهات الداخلية بحسب الإفادة لم تعطنا جوابا.
وبهذا وذاك أصبح ميناء المخا التاريخي بلا سمعة أو بماضُ عريق ولا حاضر وهنا نضع الكثير من التساؤلات حول هذا الميناء ومنها:ألا يحق لهذا الميناء أن يسترجع تاريخه كما كانأم أن هنالك لوبيا يتحكم بهذا الميناء ألا تستحق المخا التي سميت في التاريخ ببلد المليون نخلة أن تعيد تشغيل مينائها الشهيرأم أن الاقصاء والتهميش هما شيمة عصرنا هذا في الأخير حمل أبناء المخا حكومة الوفاق مسؤولية إعادة الميناء إلى سابق عهده وذلك لما فيه خدمة الوطن برمته لا وليس المخا وأبناؤها فحسب..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share