Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

نداء عاجل: المظاهر المسلحة.. تعود مرة أخرى!!

صحيح أنه تم خلال الأسابيع الماضية إزالة كافة المظاهر المسلحة من متارس وجنود مسلحين ومدرعات ومصفحات عسكرية من شوارع وأحياء المحافظات لاسيما تعز وصنعاء وهو نجاح محسوب للنائب عبد ربه منصور هادي ولحكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية المختصة بإزالة الاستحداثات العسكرية.. لكن كل هؤلاء لم ولن يستطيعوا إزالة هذه المظاهر المسلحة من الذاكرة ولا أقصد ذاكرة التاريخ بل ذاكرة جيل الغد إزالتها من أذهان الأطفال الذين عاشوا وعايشوا تلك الليالي المرعبة لاسيما الأطفال الساكنين في الأحياء المتوترة والتي شهدت معارك مسلحة دامية.. سطور هذا الاستطلاع تؤكد أن أشكال وأحجام المتارس والجنود والقناصة والمدرعات واصوات الانفجارات ما تزال عالقة في أذهان الأطفال بصورة تراجيدية مخيفة لذا راح اليوم الأطفال يعيدون بناء المتارس من التراب والحجارة ونشر المدرعات المصنوعة من الكرتون وحملوا السلاح البلاستيكي وانقسموا إلى طرفين كل طرف لديه متارس ومدرعات وجنود خاصة به لتدور معركة عسكرية طفولية حامية الوطيس بين الطرفين وهي معركة يومية لا تنتهي إلا بأذان المغرب..

تحقيق / رجاء الخلقي
Rajaa25@live.com
 حدثتني إحدى المدرسات قائلة إن ما شهدته البلاد في الفترة الماضية من متارس وعسكر ومدنيين مسلحين أثر سلبياٍ على أبنائنا وخير برهان عندما كنت في الصف وطلبت  من الطلاب أن يغمضوا أعينهم ويرسموا ويتخيلوا أشياء في أنفسهم كان اندهاشي كبيراٍ إذ كنت أتوقع أنهم سيرسمون أشجاراٍ أو زهوراٍ أو بيوتاٍٍ أو حيوانات أو غيرها ولكنهم رسموا ما كان يدور في عقولهم وما ينعكس في أذهانهم من الواقع المعاش فقام بعضهم برسم طائرة حربية والآخر دبابة ومدافع ورصاص وقذائف أما البعض الآخر فقد رسم سيلاٍ من الدماء وجثثاٍ.. وتضيف كان أصغرهم قد رسم جندياٍ وعندما سألته من هذا ¿ قال:- هذا أنا عندما أكون رئيساٍ في المستقبل!! وتستطرد: ناقشت طلابي عن سبب هذه الرسومات وكان ردهم أنهم يرونها في الحقيقة فهي تؤكد أن الأطفال أصبحوا يفكرون بتفكير الكبار ونسوا أحلام الطفولة البريئة .. لاسيما «عندما اخرج ليِ بعض الطلاب رصاصا «ومعابر « من جيوبهم ومن حقائبهم».. فهم يجتمعون في الحارات ويلعبون بهذه الأشياء ما بين مدافع ومهاجم ويبنون المتارس من تراب وحجار في الحارات ..
أم شذى قالت عن  ابنتها أنها أصبحت تأخذ «المساند» وتعمل منها شكل متارس في البيت.. وتضيف:وقد أخطرتنا لشراء مسدسات وسيارات اسعاف ودبابات وغيرها وعندما قلت لها ان هذه اللعب تخص الأولاد  قالت : «في بنات عسكريات وسأكون أنا منهن «..
مدمن على القناصة 
ام يوسف قالت :  أبني مدمن على اللعاب في الكمبيوتر فبمجرد ما «تولع» الكهرباء إذا به يسرع نحو الكمبيوتر ليلعب اللعبة المفضلة لديه وهي مسدس كولوك ورشاش وقناصة.
منى قالت :  عندما أتجول في كل حارة أو شارع أرى نفس النمط في الأطفال فما حدث في الأيام السابقة أثر بشكل كبير على عقول أبنائنا وتضيف: بحكم عملي «جوالة» اشاهد عند مروري في إحدى الحارات الأطفال يصرخون  «امسكوه» و«اقتلوه» هو «من أعدائنا» فتأخرت لأرى ماذا يحدث و قاموا بضربة فاقتربت منهم لأسألهم  لماذا تضربوه¿¿ قالوا : لا دخل لكي وإلا سنقذفك بالحجارة .
أما الطفلة أفنان عندما سألتها عن تأثرها بالأيام السابقة قالت منفعلة عن مدرستها كنتْ في الفصل أنا وصديقتي التي بجانبي وإذ بنا نسمع طلق رصاص حي قريب فدخلت الرصاصة إلى يد صديقتي ونظرت الى الدم وأْغمي علي .. وتضيف: كرهت المدرسة وأخاف جداٍ من الرصاص وقد كنت أحاول أن أنسى ما حدث لكن الكوابيس تراودني في الليل منذ أن رأيت إصابة صديقتي ..
عملنِا الكثير ليكون أولادنا أصحاء ونشطاء هذا ما قالته  الأستاذة امة الرزاق  عامر مدرسة في مدرسة الحاوري وتضيف: الحالة النفسية والهستيريا والضغط الكبير انعكس سلبياٍ على أولادي فعندما كنا نسمع طلقات الرصاص وانفجارات القذائف نظراٍ لقربنا من حي الحصبة أصبح اليوم اطفالي يفزعون في منامهم وأضافت بالنسبة لولدي الكبير  إياد قال: لي يومها إن شاء الله يا ماما تأتي لنا الرصاص ونحن نيام  حتى لا نشعر بالموت ففي تلك اللحظة اجهشت بالبكاء  واحتضنته إلى صدري وحاولت تهدئته وتختم بالقول: أثرت الأزمة نفسياٍ ومعنوياٍ وصحياٍ واقتصادياٍ على بلادنا وأسأل الله ان يخرجنا منها دون رجعة ..
تكاتف الأيادي
اما الطبيبة يسرى سنان طبيبة نفسية في مستشفى الثورة أشارت إلى أن الطفل له علاقة بأهله وأسرته وأصدقائه ومدرسته لذلك يجب على الأسرة محاولة إخراج الطفل من الأحلام المفزعة وخاصةٍ الذين تأثروا بالحرب والعمل على معالجته و عدم تركه والاكتفاء باعطائه الماء فقط وانما يجب على الأسرة ان تستمع للطفل وأضافت: اذا اراد البكاء فلا مانع ان يبكي ويجب عليها أن تفسر له أن هذا الحلم بسبب ما شاهده في التلفاز ولا تتركه إلا عندما ينام وتستطرد بالقول:  بأن بعض الأمهات يزرعن المخاوف في نفوس اولادهن بقولهن» :لا تخرج فالعسكر سيأتون لك أو الرصاص سيقتلك» وهذا خطأ كبير وتضيف: أن الطفل من الناحية التعليمية يبدأ باهمال الدراسة  وعدم التركيز والشرود الذهني في الفصل فيجب على الأم ان تستمع لطفلها لان الطفل لديه قدر كبير من الأفكار وتؤكد الطبيبة يسرى أن الطفل لا يستطيع توصيل افكاره مثل الكبير فلابد هنا ان تعطيه أملاٍ لان الانسان مبني على كتلة من المشاعر ولان الطفل اذا رْبي على عنف ورعب وخوف فإنه سوف ينشأ على الكراهية والعدوانية وهذا طبعاٍ يعتمد على  الأسرة والمدرسة والمجتمع..
وتضيف يجب محاولة إبعاده عن الأشياء التي تذكره بالحرب مثل السلاح والعسكر والمتارس واختيار له برنامج تلفزيوني يبعده كل البعد عن المظاهر المسلحة ويذكره  دائماٍ بمستقبله وبأنه سيكون طبيباٍ أو طياراٍ أو  مهندساٍ وغيرها بحيث تحاول ابعاده عن المأساة التي عاناها والتي ستستمر معه حتى كبره  وتؤكد الدكتورة: أيضاٍ الإعلام له دور في إبعاد الأطفال عن المشاكل ومحاولة عرض برامج وإعلانات تكون باعثة على الحب والحنان.
تراجع قدراتهم العقلية
بالمقابل تؤكد الدكتورة نجاة صايم أخصائية علم نفس بقولها أن بالنسبة للأطفال الذين كانوا متواجدين في أماكن الاشتباكات مثل أبين وتعز وحي الحصبة فيتعرضون لصدمتين الاولى اضطرابات نفسية فمجرد سماعهم  لأصوات الأسلحة ينتابهم ذعر وخوف وبكاء واغماء لا إرادي فالصدمة هنا تعتمد على شدة الحدث وشخصية الأطفال!
وثانياٍ: الظروف المحيطة به وخاصةٍ إذا فقد أهله فالاضطراباتمثلاٍ تظهر في الكوابيس أثناء النوم و عدم النوم بشكل جيد فضلاٍ على أنه يتلعثم في الكلام .
والاطفال في المدارس تحصيلهم الدارسي يتراجع وقدراتهم العقلية يحصل لها نوع من التراجع أيضاٍ..

 

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share