Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ثورة المؤسسات

 إضرابات واحتجاجات واعتصامات ومطالب محددة مشفوعة بعناوين تْهِم الفساد وسوء الإدارة وهدر المال العام وهضم حقوق العمال والموظفين.
هكذا انطلقت الثورة البيضاء واستحال العمل الثوري في الساحات إلى موجات هادرة في المؤسسات يقودها هذه المرة الموظفون والموظفات في مختلف الهيئات والمصالح والشركات الحكومية في أمانة العاصمة وفي غير محافظة مطالبة بضرورة إقالة قيادات تلك الجهات والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف كان لمعركتنا ضد الفساد أن تنجح في ظل وجود هذه المجاميع من القيادات التي أخفقت وفشلت في التنظيم والتوجيه والأداء والرقابة عدا نجاحها في إيصال مؤسساتها إلى مربعات التدهور والإفلاس.
ولقد اثبتت الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات أنهم غارقون حتى الثمالة في ممارسة الفساد وتجذير ثقافة النهب والسلب وحتى هضم حقوق موظفيهم وتكريس الشللية والمناطقية وإقصاء القيادات الكفؤة والنزيهة وإن عجزوا عن ذلك فتهميشها لقد أظهرت هذه الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات المستمرة حتى الآن مدى انكشاف عورة الجهاز الإداري للدولة بمختلف قطاعاته الاقتصادية والإنتاجية والخدمية ومدى فداحة الخسائر البشرية والمادية جراء تغلغل أخطبوط الفساد وقوة قبضة أذرعة على مختلف القطاعات الحيوية في البلاد الأمر الذي يتطلب مراجعة سريعة لمختلف تلك القطاعات وإعادة هيكلتها تنظيمياٍ ومالياٍ بحيث يتم إحلال قيادات مسؤولة ونزيهة ذات قدرات وخبرات علمية تستوعب معنى علم الإدارة والتخطيط وتقدر قيمة الكادر البشري المدرب والمؤهل وتعرف أين تبدأ دورة رأس المال وأين تنتهي وليس كما هو حاصل اليوم أو كما في الماضي من استقدام شخصيات وجاهية بدون مؤهلات محسوبة على هذا النفوذ أو ذاك لا تفقه سوى ثقافة الإقصاء والتهميش ونهب المال العام  وهضم حقوق الآخرين..
ولعل »ثورة المؤسسات« تكون البداية لدق ناقوس خطر إزاء التحديات التي تواجه الجهاز الإداري للدولة الذي يعتريه إلى جانب الفساد المالي والإداري اختلالات كثيرة أبرزها في ما يتعلق بتعثر الأداء والخدمات والتشغيل والصيانة وعجوزات ووفورات الموازنة المتراكمة التي تدل على مدى التخبط والعشوائية الذي تعيشه تلك الجهات وما موجة الاضرابات والاحتجاجات إلا دليل صارخ على مدى ما وصلت إليه من تردُ وانحدار أوصلها إلى الحضيض وقد يؤدي بها إلى شفير الهاوية..

 

سمير الفقيه
Alfakeh79@hotmail.com
Share

التصنيفات: مكافحة الفساد

Share