Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دوحة الوحدة

دوحة الوحدة
يتبها  هذا العدد: غمدان اليوسفي
لسنا لأحد
< لأننا من هنا من بلد الحكمة والحكماء كان علينا أن ننتظر طويلاٍ لأن يحتكم بعض البشر للحكمة التي حكى عنها أولو العزم والنبوءة والتأريخ.
هي حكمة القتل نعم وحكمة سفك الدم الذي يفترض أن تسفك الحكمة لتحفظه بعيداٍ عن محبة الذات الفردية والأنا وليس غيرها في بلد ملايين البشر التي أحبت العيش في وطن ليس لأحد.
آلاف البشر سرقت أرواحهم آلة الدم كي لاتدور آلة الحياة المقدسة آلة التغيير المحتوم.. ذاك التغيير الذي كتبه القدر طوال قرون وقرون.. لم يفهم الكثيرون بعد أن التغيير ليس ملكاٍ لأحد بقدر ماهو حكم إلهي وقرار يْنسب للطبيعة وللبشر ولكل موجودات الكون.
هانحن نجني ثمار شيطنة الحكمة وهاهي الثمار تبدو جلية أمام العالم من دمار وخراب ودم وجثث ومتاريس.. هي حكمة الشيطان نعم في حين يصر القدر على الاستجابة لإرادة أرواح وأصوات الناس.
لماذا يفهمون أننا ملكهم ونحن ولدتنا أمهاتنا أحرارا¿!… لماذا لايفهمون أن البشر ذاهبون وأن الأوطان باقية¿!
كأننا لسنا مثلهم وكأنهم خالدون بلا موت!!
كل حركات تأجيل التغيير دوماٍ تصل إلى نتيجة محسومة تتمثل في تغيير أشد قسوة وأشد قلعاٍ للماضي.. شخوص الماضي هم الماضي وشخوص القادم أكثر تطلعاٍ لأيام لم تأت بعد.
هاهو العام مر وهاهي الأيام تدور عام مر كلحظة تسبب بتغيير للوطن العربي لم يكن شيئاٍ يذكر منه سوى خبر اعتصامات في منطقة نائية بتونس لتتحول الحكاية إلى كل هذا العصف الهائل.
لم يفهم أولو الحكم بعد أن الوقت فات على محاولة لملمة أوطان وشعوب مرقت من تحت أيديهم الوقت فات فليفوتوا بعيداٍ بلا انتظار فكل من انتظر إما فاته القطار السابق أو سيسحقه قطار ربما أشد سرعة.
من يعتقد أن متراساٍ سيحميه هنا أو معسكراٍ أو دبابة فإنه يحكم على نفسه بالموت مسبقاٍ.. لم يعد أحد يقدر على حماية أحد سوى رضا الناس  وقدر يحمي هذا الرضا.
لأجل كلمة خرجت بعد قهر وفقر واستحواذ على كل شيء تظهر الصورة الجلية لكل تلك الادعاءات التي سمعناها قروناٍ وقرونا.. ديمقراطية تداول سلمي انتخابات حكم محلي حكايات لاتحصى من الكذب والخراب.. لاشيء سوى مارأينا في صنعاء وتعز وغيرها.
لأجل كل هذا يجب أن ندرك الآن أن أمام الجميع مهمة عصيبة مهمة بناء دولة حقيقية لاتنهار بالصراخ.. دولة تكفل لي أن أصرخ وهي تسمع لا أن تتيح لي حرية الصراخ وهي ترد عليِ بالقصف.
لننظر إلى ماحولنا قليلاٍ ونشعر أين نحن وأين العالم.. يكفينا بحثاٍ عن فرص تطردنا من أوطاننا لنبني أوطاناٍ أخرى لاتنتمي إلينا ولاننتمي إليها نحن بحاجة لوطن نفرغ طاقاتنا فيه لا أن يفرغ رصاص جيشه وقذائفه في أجسادنا وبيوتنا.. تعبنا من الفقر وشبعنا قهراٍ فلنكن شعبا لوطن ووطنا لشعب ودولة للشعب والوطن..>

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share