Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

البحر يعانق صنعاء..

البحر يعانق صنعاء..
< تدفقت الأمواج البشرية هادرة موجة تلو الأخرى.. كان موجاٍ لا يعلوه الزبد.. ولا يتكسر على الصخر.. ولا يتلاشى عند أقدام الشاطئ..
تراءت لي هذه الصورة وانداح في خاطري ذلك المشهد فيما كنت أتابع.. ـ باليوم والساعة ـ حركة المد الثوري المتميز في قوام «مسيرة الحياة» التي انطلقت من تعز إلى صنعاء عبر إب وذمار.. واحتوت ابطالاٍ صناديد من هذه المحافظات وغيرها..
غير أن سدنة الهيكل المتهالك من محترفي القتل الجماعي كانوا لهم بالمرصاد.. فقد احترفوا اقتناص الموج واصطياد البحر وتجريف الأسماك وتدمير المرجان.. مثلما احترفوا قتل العصافير والحمائم وإبادة الورود والسنابل..
لقد أحالوا «دار سلم» دار حرب.. وأراقوا الدم الحار بدم بارد.. فاقترفوا جريمة لم يدونها بعد تاريخ الخطيئة!
بيد أن الموج ظل يتدفق متجاوزاٍ تدفق الدماء.. فقد عانق البحر صنعاء.. فلأول مرة في تاريخها تشهد «آزال» البحر بدمه وشحمه ولحمه!.. ولأول مرة في تاريخه يتصاعد البحر نحو الأعلى عبر الجبال الرواسي صوب القمة الشماء حيث تسكن سيدة الحواضر صنعاء.. لعمري إنه مشهد القرن اليماني.. بل ذروة مشاهد التراجيديا الإنسانية في أروع تجلياتها وأنصع سماتها وأبدع صفاتها.. ولعمري من لم يشهد هذا المشهد فكأنما فقد الذاكرة في لحظة ولادته! فليتجمد هديرك أيها البحر البشري الثوري الخالد عبر التاريخ اليماني..
وليلعن الله والتاريخ ذكرى القتلة لعنة أبدية مزلزلة..>
حسن عبدالوارث

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share