Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مشادات وعراك وحوادث مرورية

مشادات وعراك وحوادث مرورية
«النزق»
في شهر الصوم
< شهر رمضان وحده الذي تزداد فيه التوترات الشخصية بين أفراد المجتمع ولاسيما المجتمع اليمني إذ تتغير سلوكيات وتصرفات الناس كونهم صائمين.. هكذا نجد معظم الاشخاص سرعان ما ينفد صبره ويفقد اعصابه وكثيرة هي المشاكل الواقعة في نهار هذا الشهر الفضيل خاصة قبيل الافطار والذي يمتحن في هذا الشهر المؤمن في مدى صبره وتحمله العناء ومشاق الصيام..!
مشادات كلامية وحوادث مرورية تصل أحياناٍ إلى حد الموت لأننا صائمون.. وغالباٍ ماتمتلئ أقسام الشرطة وكذا المستشفيات بمثل هكذا مشاكل في رمضان نتيجة «النزق» !
«الوحدة» تسلط الضوء على هذه المعضلة كونها تتكرر في كل عام حيث ناقشنا «النزق» من الجانبين الطبي والديني وتوصلنا إلى النتائج التالية:
تحقيق/ عاصم السادة
صحيح أن الانفعال والعصبية صفة بشرية تتصل بردة فعل مبالغة تجاه بعض المواقف وتظهر معالم العصبية على معظم الناس بصورة متكررة مع تعدد الأحداث اليومية ولكن مع حلول شهر رمضان الذي يفترض أن يسعى فيه الفرد المسلم إلى تغيير عاداته وسلوكياته السيئة أو تعديلها على أقل تقدير نجد العصبية تنفرد بكونها إحدى العادات التي تزداد عند بعض الأشخاص خلال نهار الصيام وخاصة الساعات الأخيرة منه ويحاول البعض ممن تغلب عليهم الانفعالات وردود الفعل السيئة مع اقتراب شهر رمضان أن يعودوا أنفسهم على محاولة التحكم في تصرفاتهم وعدم السماح لسلوك الغضب والعصبيه بإفساد حياتهم ولكن أول أيام رمضان تفشل مساعي ضبط الأعصاب وتظهر علامات العصبية عليهم بأساليب متعددة فالبعض قد يستثار أثناء فترة العمل لأسباب قد تبدو بسيطة وآخرون يفقدون السيطرة على ذواتهم أثناء قيادة السيارة وصنف ثالث تكون ردة فعله مع أحد الباعة اكبر من المتوقع وهناك من يفتعل المشاكل مع أسرته..
قصص
ثمه قصص يعجب الانسان لسماعها من تصرفات «النزقين» في رمضان فمن تلك القصص يحكي أحدهم أن مشادة كلامية في نهار رمضان حصلت بين سائق باص وأحد الركاب والسبب أن الراكب نقص من أجرة الباص عشرة ريالات وأدت هذه العشرة إلى ارتفاع الاصوات بين السائق والراكب ولولا تدخل شخص آخر من الركاب ودفع الفارق لحدث مالا تحمد عقباه..
قصة أخرى يرويها بائع خضروات حيث يقول أن أغلب الصائمين يقومون بشراء الخضروات بعد صلاة العصر مباشرة وفي هذا الوقت يكون الصائم خارجاٍ عن نطاقه وأي شيء يواجهه يفسره بعكسه فإذا ما اشترى الخضار يبدأ بتقليبها يميناٍ وشمالاٍ وخصوصاٍ الطماطم وهذا ما يجعلني بعض الأوقات أفقد أعصابي وأدخل مع المشتري في اشكال وبعض الأوقات أرفض البيع له إلا أني أغلب الأوقات أتمالك نفسي وأقول «اللهم اني صائم»..
من الحوادث التي تم اقترافها على هذه الشاكلة خلال أيام الشهر الفضيل اندلاع معركة كلامية بين مجموعة اثنين المقاوتة في وقت العصر إذ تطور الأمر إلى امتشاق كليهما الهروات وعصي اشبع كل منهما ضرباٍ وكدماٍ قبل احالتهما لاحد أقسام الشرطة في أمانة العاصمة ..!
ما سبق ليس إلا نماذج بسيطة لحالات «النزق» وفقدان الأعصاب لدى الأشخاص خلال شهر رمضان لكن ما هو رأي الشرع في ظاهرة الغضب والانفعال والعصبية وازديادها عند الصائمين في شهر رمضان وكيفية الابتعاد عن فقدان الأعصاب..!
رأي الشرع
يقول الشيخ جبري حسن امام وخطيب جامع غزوة بدر – أن الأصل في المسلم في شهر رمضان وغيره من الشهور انه صاحب خْلق حسن وفي شهر رمضان يحتاج المسلم إلى التمسك بالخْلق الحسن أكثر من أي وقت آخر فالرسول عليه الصلاة والسلام وصى الصائم ان سبه أحد أو قاتله فليقل اني صائم اني صائم بمعنى أن الصائم قادر على الرد لكنه يعيش عبادة عظيمة وهي الصيام والصوم في حقيقته نوع من أنواع الصبر فكما أن الصائم مطالب بالصبر على الجوع والعطش والشهوة فهو مطالب كذلك بالصبر على أذى الغير وما يحدث من غضب وعصبية من قبل البعض فإنه يتنافى مع ما أراده الإسلام وحث عليه.
وأضاف: ما يشاهد من قبل البعض في الأسواق والطرقات والشوارع من غضب وسب وشتم خلال نهار شهر رمضان انما يدل على جهل الصائم بحقيقة الصوم والغاية منه إذ يظن الصائم أن الصوم هو فقط امتناع عن الطعام والشراب والشهوة وقد يكون الدافع إلى حدوث مثل هذا الأمر هو عدم تعود الإنسان على الصيام قبل رمضان خاصة في الأيام الأولى من الشهر إذ يشعر الصائم بحاجته الشديدة للأكل والشرب فتشتد عليه عوامل الاستثارة وهذه نتيجة طبيعية لما يعانيه الإنسان من نقص في الغذاء والمواد الضرورية لجسمه كالسكريات وغيرها أما إذا كان متعوداٍ على الصوم أو مدركاٍ للغاية من الصيام فلن يحدث ذلك منه..
وحث الشيخ جبري -الصائمين ناصحا اياهم بالوقوف على الغاية من الصوم – حيث يذكر أن للصوم درجات منها درجة العوام التي يترك فيها الإنسان الطعام والشراب والشهوة فقط وهذا أقل المسلمين درجة وهناك درجة الخواص وهم من تصوم جوارحهم عن معصية الله فلا ينظر بعينه لمحرم ولا تصدر عنه عبارات نابية أو ألفاظ جارحة وانما يقول الذي هو أحسن ويتخير من الكلام أطيبه وقد عالج القرآن الكريم الغضب حيث يقول تعالى في محكم كتابه «والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سراٍ وعلانية ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار٭ جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» صدق الله العظيم.
رأي الطب
وهنا نقف برهة مع رأي الطب في قضية «النزق» أو بالاصح الانفعالات والتعصبات التي تنتاب الصائم في شهر رمضان.. حيث يقول الدكتور زايد حسين: عندما نتطرق لموضوع النزق في شهر رمضان لا بد أن نفرق بين الاشخاص المصابين بأمراض والاشخاص الاصحاء حيث أن المصابين بأمراض الشيخوخة وأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والتهابات البواسير والذين يعانون من حالات نفسية ومشاكل عضوية دائمة هم أكثر عرضة «للنزق» في الايام العادية ومن الطبيعي أن يزداد ذلك في شهر رمضان وخصوصاٍ عندما تكون هناك مسببات ودوافع تقود إلى ذلك ولنقس على ذلك من يعانون من مشاكل أسرية ومعيشية فهؤلاء يجدون صعوبة في التحكم بأعصابهم في رمضان وهذا يعود لعامل نفسي أكثر من كونه عاملاٍ سلوكياٍ أو دافعاٍ سلوكياٍ.. أما بالنسبة للاشخاص الاصحاء فلا دخل للصوم بالنزق أو العدائية التي يرتكبونها في رمضان فالصوم هو مدرسة رائدة تهدف إلى تهذيب النفوس وتسهم في ضبط الجوارح وسد المنافذ التي قد يتسلل منها الشر ولذلك تجد أغلب الاطباء ينصحون المرضى بالصوم من أجل تأقلم اجسادهم مع الادوية والعقاقير الطبية العلاجية ولو كان للصوم أي تأثير لكان هذا التأثير قد وقع على الصائمين جميعاٍ ولكن مادام الامر يقتصر على عناصر محددة فقط ففي ذلك تأكيد على أن الشخص الصائم هو من يجبر نفسه على نهج هذا السلوك.
ويضيف زايد: في شهر رمضان كثير من الناس تتوتر اعصابهم وينفعلون بسبب فقدان القهوة أو السيجارة.. ولكن هذا التوتر يؤدي إلى زيادة افراز الادرينالين في الدم زيادة كبيرة قد تصل إلى 02 أو 03 ضعفاٍ من معدله العادي أثناء الغضب الشديد أو العراك.. منوهاٍ أن الازدياد الشديد للأدرينالين في الدم يعمل على خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم بواسطة الادرار البولي كما يرتفع معدل الاستقلال الاساسي عند الغضب والتوتو نتيجة لارتفاع الادرينالين والشد العضلي.. الامر الذي يؤدي أحياناٍ إلى نوبات قلبية أو موت مفاجئ عند بعض الأشخاص نتيجة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع حاجة عضلة القلب للأكسجين من جراء ازدياد سرعته وقد يتسبب الغضب أيضاٍ في النوبات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين..>

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share