Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

سياسة بائسة!!

أنور نعمان راجح

 

تداخلت المطالب والقضايا المطروحة على الساحة واختلطت الأوراق بألوانها المختلفة وطغت القضايا السياسية والشخصية على ما سواها وتحول المشهد الراهن إلى غموض شامل يصعب معه فهم ما يحدث وإلى أين ستصل الأمور.. كل يوم تطل معطيات جديدة ومع غروب شمس النهار تختفي تلك المعطيات وتحل محلها مواقف خاصة جداٍ لا تمت للشارع بصلة وهذه تنذر بخراب المطالب وخراب البلد وهناك يتضح أن المشكلة كلها لها محددات أخرى يستخدم خلالها كل ما يمكن استخدامه لخدمة المواقف الشخصية والسياسات الخاصة نسمع يعض أطراف الأزمة الراهنة فندرك أن قضيتهم خاصة من خلال المفردات التي تستخدم وطريقة عرضها ونبرة المتحدث بها.. هذا الأمر دفع بالكثير من الناس إلى التوجس والحذر من أشياء تقف خلف كلام المتحدث وتبعث على الخوف من أن يكون هذا الطرف يريد أن يزج بالبلد في معمعة صراع لحسابات خاصة ودفاعاٍ عن مصالحه التي بدت بقوة في أحاديثه.. هذا الكلام يدفعنا إلى القول بأن المناقصات التجارية الخاصة يجب ألا تتحول إلى قضايا ترتدي عباءة الوطنية والتغيير الضروري على حساب شعب يضع يديه على قلبه ليل نهار خوفاٍ من وصول الأمور إلى دائرة العراك المسلح طالما صارت الأطراف جميعها تمتلك فائضاٍ من الأسلحة وتمتلك قبل ذلك النوايا لتطوير الخلاف إلى الحرب.. المتارس التي تظهر وتختفي أكلت طمأنينة قلوب الناس وزرعت القلق على طول وعرض مساحات أوقاتهم.. كل ليلة يرتفع معدل التوقعات باندلاع مواجهة من نوع ما تفضي إلى حرب شوارع خصوصاٍ والنوايا في الحرب والتصعيد من قبلها أكثر حضوراٍ من الجنوح للسلم.. ثمة رغبة عند طرف من الاطراف للاستفادة من الدماء والأرواح التي يْراد لها أن تزهق وثمة من ينتظر المعركة ليسقط »الشهداء« ويستثمر أرواحهم الطاهرة لحسابات خاصة..

 

الأيام التي تمضي من غير دماء تمضي رتيبة مملة ولا يمكن استثمارها سياسياٍ وبذلك نرى أثار الانزعاج واضحة جلية على تجار الحروب وأصحاب المواقف الخاصة.. هناك من بعض الاطراف من يدعو الله ليل نهار بأن يكثر القتل والقتلى ليستفيد من قضيتهم سياسياٍ فالعملية الراهنة قائمة على تجارة الدماء وعلى عدد الذين سيقتلون ويالها من سياسة قبيحة ومن تجارة أكثر قبحاٍ.. نعم لقد وصل بهم الأمر إلى المراهنة بأن حدوث اشتباكات تؤدي إلى سقوط قتلى هو المخرج الأنسب والورقة الأكثر ربحاٍ للضغط  سياسياٍ لتصعيد المواقف ثم أنهم يتباكون على »الشهداء« حال سقوطهم فهل رأيتم أسوأ من هكذا سياسة ومن هكذا تجارة¿!!..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share