Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبث خلط الأوراق

عادل خاتم

 

اختلفت الرؤى وتعددت الأفكار حول جذور الأزمة التي يمر بها الوطن والشيء الذي يؤرق أي عاقل أن الاتكالية ورمي الاخطاء ومغالطة الذات قد نالت من مجرد الالتفات لاطروحة التعقل واستيعاب ضريبة التغافل عن المهووسين والمتأثرين بزيف الأباطيل والراقصين على إيقاع الخيبة.

 

والحقيقة التي لا يجافيها أدنى شك أن استمرارنا في خلط الأوراق هو منبع العبث الوطني والغلط الفادح أن لا تعي الثيران الهائجة حماقة تهورها وتوفر علينا وعلى الوطن أنات الوجع والأنين الوطن لا يحتاج إلى المزيد من الأزمات والمواطن في غنى عن التمثيل الأجوف والتلاعب بمشاعره وعواطفه وكلاهما على غير استعداد لتحمل أخطاء الخلط الواضح والفاضح للانتهازيين أينما كانوا وعلى أي شاكلة.

 

دعونا نشخص الأزمة التي يمر بها الوطن ونقترب أكثر من حقيقة مفارقات الواقع دعونا نْسِم الاشياء بمسمياتها بعيداٍ عن تقيحات الأنا وتصدير الأفكار المريضة التي تعج بها أسواق حراج التزلف هذه الأيام ونترحم على مبادئ انتهكت وقيم أخلاقية ودينية زيفت ماركاتها وأصبحت المصلحة غاية تبرر وأد الحقيقة وذبحها على غير قبلة.. ترى ما الذي دفع بهذه الأزمة على ذلك النحو في وطن الدين فيه واحد ولا يوجد أكثر من معتقد والوطن واحد والدستور واحد مستمد من الشريعة الإسلامية¿.. لكن رغبة جلب المفاسد في سبيل المصلحة الحزبية الأنانية والذاتية صارت هي الأقرب من حبل الوريد والعنوان الطاغي على كل مشاهد التعصب فالبحث عنها والاستبسال في سبيلها أخذ أكثر من وجه حيث لبس الباطل ثياب الحق وغاب العقل والمنطق في تقييم الأمور حتى غدا الفاسد في ذروة هذا الحماس يمتلك من جرعات قلة الحياء ما يمنحه صفة الظهور العلني محوط بهالة الواعظ النزيه والمتشدد تحفه روحانية التقي والزاهد.. وعجبي كيف  صارت كل المتناقضات تنشد التغيير ولكن بطريقتها المعروفة والمرتكزة على العنف والتدمير والسب والتشهير وأما التطرف فهو السائد على ما سواه والمترجم الحقيقي لأي توجه.

 

 من تناقضات الأزمة أن هناك من أدهشنا بفهمه الواسع والشامل للديمقراطية ليس فقط في القول أو السلوك بل إلى أبعد مما يمكن تخيله فالديمقراطية التي لا تخدم أو تهدم أو تعتسف الحقيقة أو لا تخل بموازين الحق والباطل هي ليست ديمقراطية.. والديمقراطية التي لا يستجيب لها دعاة الفتنة ولاتصادر الهدنة أو لا تشرعن للفوضى أو لا تلبي نزوات المتربصين وتمنح العالم حرية التموضع بمنزلة الجاهل عن سابق قصد وهدف اعتلالي واضح ليست ديمقراطية.. نعم أدهشونا وأضحكونا وشر البلية ما يضحك.

Share

التصنيفات: منوعــات

Share